محتويات
ارتفاع إنزيمات الكبد عند الحامل
إنَّ تأثير الحمل المباشر وغير المباشر على وظائف الكبد طفيف للغاية؛ بما في ذلك أنزيمات الكبد، وبالتالي عندما تكون إنزيمات الكبد مرتفعة أثناء فترة الحمل، فإنه في العادة يشير إلى اضطراب في الكبد، وفي الحقيقة إنَّ أمراض الكبد تصيب 3% من الحوامل، وبالإضافة إلى أمراض الكبد التي قد تصيب أي شخص؛ يوجد بعض أمراض الكبد التي تحدث فقط أثناء فترة الحمل؛ مثل: الركود الصفراوي داخل الكبد أثناء الحمل، وما قبل تسمم الحمل، وتجدر بنا الإشارة إلى أنه في بعض الأحيان قد يرافق ارتفاع إنزيمات الكبد بعض الأعراض الطبية الخطيرة، ففي هذه الحالات يجب طلب العناية الطبية الفورية[١].
أسباب ارتفاع إنزيمات الكبد عند الحامل
كما ذكرنا سابقًا فإن ليس للحمل تأثير على إنزيمات الكبد؛ لكن في بعض الأحيان قد يحدث الحمل عند النساء المصابات بالفعل بأمراض الكبد، وفي أغلب هذه الحالات تكون المرأة على علم أنها مصابة بهذه الأمراض قبل الحمل؛ لذا من المتوقع أن تتلقى الرعاية الطبية المناسبة لها، ومن الأمثلة على ذلك تليف الكبد الذي قد ينتج عن مرض الكبد المزمن أو حدوث ندوب في الكبد، كما يحدث بسبب شرب الكحول أو التهاب الكبد الفيروسي B و C، كما أن التهاب الكبد المناعي الذاتي يعد سببًا آخر لتليف الكبد، وتجدر بنا الإشارة إلى أن الحمل في بعض الأحيان قد يؤدي إلى تفاقم أمراض الكبد، كما يعد مرض ويلسون ومتلازمة بود تشياري من الأسباب النادرة لأمراض الكبد التي يمكن أن تسبب إنزيمات الكبد المرتفعة في الحمل، ويسبب مرض ويلسون إحداث رواسب غير طبيعية من النحاس في الجسم، بينما تحدث متلازمة بود تشاري عندما يوجد انسداد في الوريد الكبدي[١]، وتحدث أمراض الكبد أثناء الحمل في 3%-10% من جميع حالات الحمل، وتوجد عدة أمراض ومشاكل في الكبد تحدث فقط أثناء الحمل، مثل مرض الكبد الدهني الحاد، والركود الصفراوي داخل الكبد أثناء الحمل، والقيء المفرط الحملي المُسبِّب لغثيان، والقيء المفرط أثناء الحمل الذي يحدث عادة خلال الثلث الأول من الحمل وينتهي في الأسبوع العشرين من الحمل، ويؤدي إلى الجفاف وفقدان الوزن وارتفاع إنزيمات الكبد، بالإضافة إلى متلازمة هيلب[٢].
مرض الكبد الدهني الحاد أثناء الحمل
يعد مرض الكبد الدهني الحاد من المشاكل النادرة أثناء فترة الحمل ولكنها مشكلة خطيرة، ويؤدي هذا المرض إلى احتواء خلايا الكبد على الكثير من الدهون؛ مما يؤدي إلى تلف الكبد، وإلى الآن يعد سبب الكبد الدهني الحاد غير معروف؛ لكن يعتقد أنها قد تكون مشكلة وراثية تؤثر على كيفية تحطيم الكبد للدهون؛ لكن توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني الحاد مثل الحمل الأول، والحمل بتوأم أو أكثر، والحمل بطفل ذكر، وعادة ما يبدأ هذا المرض في الثلث الثالث من الحمل، وقد يسبب بعض الأعراض مثل الاستفراغ والغثيان وآلام في البطن، لا سيما في الجانب العلوي الأيمن، بالإضافة إلى الشعور بالإعياء والضيق وصداع في الرأس وتعب وارتباك، كما قد يظهر على المرأة الحامل اصفرار الجلد واصفرار العينين والأغشية المخاطية، وتجدر بنا الإشارة إلى وجود علاج أو شيء يمكن عمله لعلاج مرض الكبد الدهني الحاد أثناء الحمل، وينصح الأطباء بإجراء الولادة بأسرع وقت ممكن، لأنه يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بالمضاعفات للأم وللطفل، كما أن الأم قد تحتاج إلى البقاء في العناية المركزة لعدة أيام بعد الولادة، وفي معظم الحالات تعود إنزيمات الكبد إلى طبيعتها في غضون أسابيع بعد الولادة، ومن الجدير بالذكر أن مرض الكبد الدهني الحاد يمكن أن يسبب مضاعفات للأم وللطفل؛ إذ يمكن أن يسبب فشلًا في الكبد وإصابة بنزيف حاد وفشل كلوي وعدوى شديدة قد تهدد الحياة، ويعد مرض الكبد الدهني الحاد أثناء الحمل حالة خطيرة لا يمكن التنبؤ بها ولا يمكن منعها أو الوقاية منها[٣].
الركود الصفراوي داخل الكبد أثناء الحمل
يعد الركود الصفراوي داخل الكبد من الاضطرابات التي تحدث أثناء الحمل، ويعمل الركود الصفراوي على إضعاف إطلاق العصارة الصفراء الهاضمة من خلايا الكبد، ونتيجة لذلك تتراكم العصارة الصفراوية في الكبد مما يضعف وظائف الكبد، وعادة ما تتفاقم هذه المشكلة في الثلث الأخير من الحمل، ومن الجدير بالذكر أن تدفق العصارة الصفراوية يعود إلى طبيعته بعد ولادة الطفل، كما أن هذا المرض قد يسبب حكة شديدة لدى الأم، ويبدأ بالعادة على كف اليدين وباطن القدمين ثم تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وفي بعض الأحيان قد يسبب اصفرار الجلد واصفرار بياض العين، بالإضافة إلى أن لون البول يصبح داكنًا، كما يرافقه الشعور بألم في الربع العلوي الأيمن من البطن دون وجود حصى المرارة، إضافةً إلى فقدان الشهية والشعور بالتعب والإرهاق، وفي الحقيقة إنَّ النساء المصابات بالركود الصفراوي داخل الكبد أثناء فترة الحمل معرضات بشكل أكبر لخطر الإصابة بحصوات المرارة خلال فترة ما من حياتهن، كما أن الركود الصفراوي قد يسبب مشاكلًا في الأجنة؛ ففي بعض الحالات قد يسبب الولادة المبكرة أو الإملاص؛ أي ولادة طفل ميت، بالإضافة إلى أن الطفل قد يعاني من بطء في معدل نبضات القلب ونقص في الأكسجين أثناء الولادة[٤][٥].
يعتقد العلماء أن الركود الصفراوي داخل الكبد يحدث بسبب تغيرات وراثية في جينات معينة يمكن أن تزيد من احتمالية إصابة المرأة الحامل بهذا المرض، وتسبب هذه التغيرات الجينية خللًا في البروتين المسؤول عن تحريك العصارة الصفراوية خارج خلايا الكبد، كما يُعتقَد أن للإستروجين والبروجيستيرون الذين يرتفعان بشكل كبير أثناء الحمل تأثير على إفراز العصارة الصفراوية، وتفاقم في أعراض الركود الصفراوي، وتجدر بنا الإشارة إلى أن الهدف من علاج الركود الصفراوي هو تخفيف الأعراض التي تعد الحكة أهمها، ويمكن علاج الحكة الناتجة عن الركود الصفراوي باستخدام الأدوية الموضعية المضادة للحكة أو الأدوية التي تحتوي على الستيرويدات، بالإضافة إلى الأدوية التي تستخدم لتقليل الأحماض الصفراوية مثل حمض أورسوديوكسيكوليك[٥][٤].
المراجع
- ^ أ ب "Pregnancy & Elevated Liver Enzymes", healthfully, Retrieved 13-12-2019. Edited.
- ↑ "Liver Disease in Pregnancy", clevelandclinicmeded, Retrieved 13-12-2019. Edited.
- ↑ "Acute Fatty Liver of Pregnancy", stanfordchildrens, Retrieved 13-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Intrahepatic cholestasis of pregnancy", ghr.nlm.nih, Retrieved 13-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Cholestasis Of Pregnancy", americanpregnancy, Retrieved 13-12-2019. Edited.