محتويات
تضخم الرحم
يُعرف الرحم بأنه العضو المجوف في الجهاز التناسلي لدى الأنثى، وهو المسؤول عن حمل الجنين أثناء فترة الحمل، وتتعدد وظائفه، ومن أهمها دوره الرئيسي في الخصوبة والإنجاب، ويتميز بقدرته على التوسع والتمدد وتغيير شكله، إذ تنقبض العضلات وتسترخي لجعل الحمل ممكنًا، فأثناء الحمل ينمو الرحم وتصبح عضلاته أرق مثل البالون، ويتكون الرحم من 3 طبقات من الأنسجة، الطبقة الخارجية التي تغلف الرحم والطبقة الوسطى والمكونة من العضلات الملساء والطبقة الداخلية والتي تعرف ببطانة الرحم، [١]
ويُعرف التضخم في الرحم بالزيادة في حجم الرحم عن الوضع الطبيعي له، فقد ينمو ويكبر حجمه من الحمل حتى الولادة من حجم حبة الكمثرى ليصل إلى حجم البطيخة، كما أن الأنسجة فيه تتمدد والبطانة أيضًا، ولا يعد الحمل هو السبب الوحيد لذلك، فقد يحدث هذا الأمر بعد الحمل، كما أنه قد يحدث في أوقات أخرى، وتضخّم الرحم من الحالات الشائعة، وقد يكون أحد مجموعة متنوعة من الأعراض والعلامات التي تشير إلى وجود حالة طبية ما، وتتفاوت في شدة خطورتها، فبعضها يمكن أن يعالج بالعقاقير العادية والعمليات التنظيرية، وبعضها الآخر قد يحتاج إلى مدة طويلة ورحلة علاج لا يمكن الاستهانة بها[٢].
أهم الأسباب التي تؤدّي إلى تضخم الرحم وعلاجها
قد لا تكون المرأة على علم بتضخم الرحم لديها، وعلى الرغم من أنها قد تلاحظ انتفاخ بطنها أو ضيق الملابس عليها، إلا أن احتمال تضخم الرحم لا يعد أمرًا واردًا ومتوقعًا، وفي أغلب الأحيان قد تكشف عن وجود المشكلة من خلال فحص الحوض، وهناك العديد من الأسباب الكامنة وراء تضخم الرحم، ومن أبرزها ما يأتي:
وجود أورام ليفيّة حميدة في الرحم
تعد الأورام الليفية من أكثر الأسباب شيوعًا لتضخم الرحم، وهذه الأورام غير سرطانية وهي كتل صغيرة تنتشر على طول جدار الرحم قد يصل وزنها إلى عدة أرطال، ووفقًا لمكتب صحة المرأة التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة الأمريكية فإنها قد تصيب ما بين 20% إلى 80% من النساء قبل وصول سن 50 عامًا، وتكون أكثر شيوعًا بين النساء في الأربعينات وأوائل الخمسينات[٣]، وتنتشر الإصابة في وسط السيدات المصابات بالبدانة، كما أن للعوامل الوراثية والهرمونية أيضًا دور كبير في المساعدة على نمو هذه الأورام الليفية وانتشارها، وفي الحالات التي تكون فيها الأعراض حادةً، قد يتضمن العلاج إجراءً يُعرف بانسداد الشريان الرحمي والذي يؤدي إلى قطع إمدادات الدم عن الأورام الليفية مما يؤدي إلى تقلصها وموتها في نهاية الأمر، أو قد يلجأ الطبيب إلى إزالة الورم الليفي أو استئصال الرحم بأكمله، وتشمل العلاجات الأخرى تذرية بطانة الرحم، ويلجأ الطبيب إلى هذا الإجراء في الأورام الليفية الصغيرة تحت المخاطية، وتتضمن هذه العملية إزالة بطانة الرحم الداخلية أو حرقها أو تجميدها، أو تدمير الأورام الليفية من خلال استخدام التيار الكهربائي أو التجمد، كما يمكن اللجوء إلى استخدام الأدوية التي تساعد على التحكم في الدورات الحيضية المؤلمة وبالإضافة إلى توسع الرحم فقد تؤدي الأورام الليفية إلى ظهور العديد من الأعراض، ومنها[٢]:
- الإصابة بالإمساك، ويزداد عند السيدة التَّبول عن الحد الطبيعي.
- فترات حيضية ثقيلة ومؤلمة، مع طول مدتها وظهور التجلطات التي تحدث للدم في بعض الأحيان.
- نزيف مهبلي من وقت لآخر.
- ضغط وانتفاخ في أسفل البطن.
- الشعور بالألم أثناء الجماع.
- مضاعفات الحمل أو الولادة.
الإصابة بمرض العضال الغدي
تتمثّل هذه الحالة بزيادة سمك بطانة الرحم عندما تتحرك أنسجتها نحو الجدار الخارجي لها وتبدأ بالتصرف كالبطانة، ويحدث العضال الغدي عادةً عند النساء اللواتي تجاوزن سن الثلاثين ولديهن أطفال وهو أكثر شيوعًا عند اللواتي أجرين عملية في الرحم، بما في ذلك العملية القيصرية، ولكن في الحقيقة لم يتم التوصل إلى سبب علمي ودقيق لتفسير هذه الإصابة، وأهمّ الأعراض التي ترافق هذه الحالة هي النَّزيف المهبلي الشّديد والألم أثناء الجماع والشعور بالألم الشديد أثناء الدورة الشهرية، لا تحتاج معظم النساء للعلاج وتكتفي بتناول العقاقير والأدوية التي تخفف الألم، كأن تلجأ المرأة إلى حبوب منع الحمل لتنظيم الدورة وتخفيف النزف وتناول المسكنات لتقليل الألم الناتج، وتضطر بعض النساء إلى تركيب اللولب لتخفيف النزف، وفي الحالات الحادة قد تضطر المرأة إلى استئصال الرحم لتخفيف الأعراض[٢].
الإصابة بسرطانات الجهاز التناسلي
قد تؤدي الأورام الناتجة عن سرطان الرحم وسرطان عنق الرحم وبطانة الرحم إلى الإصابة بتضخم الرحم وذلك اعتمادًا على حجم الأورام، وكغيرها من أنواع السرطان تتضمن الخيارات العلاجية العمليات الجراحية أو الإشعاع أو العلاج الكيميائي أو مزيج من هذه العلاجات، ويصاحب هذه السرطانات ظهور أعراض أخرى، بما في ذلك[٤]:
- حدوث نزيف مهبلي غير طبيعي، مثل النزيف غير المرتبط بالدورة الشهرية.
- الشعور بالألم أثناء ممارسة الجنس.
- ألم الحوض.
- الشعور بالألم أثناء التبول.
أعراض تضخم الرحم
قد يتسبب تضخم الرحم في ظهور العديد من العلامات والأعراض التي تختلف بناءً على الحالة المسببة لذلك، وتشمل أهم الأعراض ما يأتي[٥]:
- الشعور بالألم في الجزء السفلي من البطن، كما قد تعاني المرأة أيضًا من الألم في بطنها وظهرها وساقيها وحوضها.
- انتفاخ البطن، فقد يؤدي تضخم الرحم إلى الضغط على الأمعاء ما يسبب الانتفاخ والغازات الزائدة.
- الإمساك، ويعود ذلك لضغط الرحم على الامعاء.
- تكرار التبول، فقد يؤدي تضخم الرحم إلى الضغط على المثانة وبالتالي كثرة التبول أو سلس البول.
- زيادة الوزن، فقد تواجه المرأة زيادة في وزن الخصر لديها، كما أن للتغيرات الهرمونية دورًا في ذلك.
- فترات حيضية غير طبيعية، فقد يؤدي تضخم الرحم إلى حدوث نزيف حاد، مما قد يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم والذي تصاحبه أعراض كالإعياء والدوخة وسرعة نبضات القلب، كما قد يؤدي تضخم الرحم إلى تجلطات دموية، كما قد تسبب فترات حيضية غير منتظمة أو حدوث نزف من الدم بين الدورة الشهرية والتي تليها.
- مشاكل الحمل والولادة، فيسبب تضخم الرحم صعوبة الحمل لدى المرأة كما قد يؤدي إلى الولادة المبكرة والإجهاض لدى النساء خلال فترة الحمل.
المراجع
- ↑ Brian Levine, MD (2019-11-1), "The Function and Anatomy of the Uterus"، verywellhealth, Retrieved 2019-11-17. Edited.
- ^ أ ب ت Traci C. Johnson, MD (2019-4-19), "Enlarged Uterus"، webmd, Retrieved 2019-11-17. Edited.
- ↑ Debra Rose Wilson, Ph.D., MSN, R.N., IBCLC, AHN-BC, CHT (2017-8-8), "What to know about enlarged uterus"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-17. Edited.
- ↑ Alana Biggers, MD (2017-9-19), "What Causes an Enlarged Uterus and How Is It Treated?"، healthline, Retrieved 2019-11-17. Edited.
- ↑ Richard N. Fogoros, MD (2018-9-6), "Signs and Symptoms of an Enlarged Uterus"، verywellhealth, Retrieved 2019-11-17. Edited.