ظهور طفح جلدي عند الاطفال

ظهور طفح جلدي عند الاطفال

هل الطفح الجلدي عند الأطفال أمرٌ مقلق؟

يندرج الطفح الجلدي ضمن قائمة الحالات الشائعة التي تصيب الأطفال على اختلاف أعمارهم، وقد يظهر الطفح على جلد طفلكِ بين الفينة والفينة، بيدّ أنّه لا يستدعي منكِ غالبًا أي قلق أو خشية؛ إذ تكون معظم حالات الطفح الجلدي غير ضارّةٍ بطفلكِ، وتختفي تلقائيًا دون تلقّيه أي علاجٍ طبي، ومع ذلك، ينبغي لكِ أن تراجعي طبيب الأطفال إذا أصيبَ طفلكِ بطفحٍ جلدي مترافقًا مع أعراض أخرى سنذكرها لاحقًا، فقد يتطلب الأمر في حالات كهذه إجراء تشخيصٍ طبي لتحديد السبب الدقيق للمشكلة، ثم اختيار العلاج الملائم عند الضرورة[١].


أسباب ظهور طفح جلدي عند الأطفال

يرجعُ الطفح الجلدي عند الأطفال إلى مجموعة من الأسباب والعوامل المختلفة، بيد أنّ تشخيص الإصابة وسببها يقتصر على الطبيب حصرًا؛ فمهما كانت أعراض الطفح بارزةً عند الطفل، فإنّ الأمر متروك للطبيب وحده ليُقرّر سبب الإصابة والعلاج المناسب لها، وعمومًا تتضمّن الأسباب الشائعة للطفح الجلدي عند الأطفال ما يلي[٢][٣]:

  • لدغات الحشرات: يعاني الأطفال بين الفينة والأخرى من لدغات الحشرات مهما اتبع آباؤهم من إجراءات وقائية لحمايتهم منها، فعندما يصاب الطفل بلدغة إحدى الحشرات، يُبدي جسمُه ردّ فعلٍ طبيعيًا يتجلّى في احمرار الجلد وتورّمه وسخونته، وهي جميعها من أعراض الطفح الجلدي الشائعة، ولا تُشكّل معظم لدغات الحشرات، مثل النمل، أو البقّ الصغير، أي خطر على صحة الطفل، بيد أنّها قد تؤدي إلى معاناته من ردّ فعلٍ تحسّسي إذا كان مصابًا بالحساسيةٍ اتجاه الحشرة، أمّا إذا أصيب الطفح الجلدي بالعدوى، فيحتمل أن تتفاقم أعراض الاحمرار، والتورم، والحمى عقبَ يوم أو اثنين من حدوث اللدغة، وهنا يجب التنويه إلى أنّ انتشار الاحمرار والتورّم على جلد الطفل خلال اليوم الأول لحدوث اللدغة هو أمر طبيعي، ولا يعني بالضرورة أنّه مصاب بالعدوى.
  • جدري الماء: يُشكّل جدري الماء سببًا شائعًا لظهور الطفح الجلدي عند الأطفال؛ إذ تظهر أعراض هذا الطفح على هيئة فُقّاعات حمراء -حطاطات- وبثرات -حويصلات- لا تلبث أن تتحوّل إلى قشورٍ تُغطّي الجلد مُسببًة حكةً شديدةً، وتظهر أعراض الطفح الجلدي في بادئ الأمر على جذع الطفل، ثم تنتشر إلى سائر أرجاء الجسم، مثل الذراعين، والساقين، والرأس، وقد تترافق أحيانًا مع أعراض أخرى، مثل إصابة الطفل بالحمّى، والصداع، وفقدان الشهية، وآلام البطن الطفيفة، وعمومًا يكون الطفح الجلدي الناجم عن جدري الماء شديد العدوى؛ لذلك ينبغي على الأهل وقاية طفلهم بلقاح جدري الماء.
  • الإكزيما: تُوصف الإكزيما عادةً بأنّها طفح جلدي قُشَري خشنُ الملمس، وذو لونٍ أحمر تُصاحبه حكة شديدة، وتظهر بقع الطفح عند الرضيع في مناطق الجبهة، والخدين، والذراعين، والساقين، في حين أنها تظهر في الجهة الداخلية للمرفقين، والركبتين، والكاحلين عند الأطفال الأكبر سنًا.
  • الطفح الجلدي بسبب الحفاض: يحدث هذا النوع نتيجة احتكاك جلد الطفل بالحفاض، أو بسبب الرطوبة، أو المواد الكيميائية، أو البكتيريا في بول الطفل وبُرازِه؛ وقد يحدث هذا الطفح نتيجة الاحتكاك المباشر مع المواد المستخدمة في صناعة الحفاض أو الصابون المستخدم لتنظيفه، وتتجلّى أبرز أعراض هذا الطفح الجلدي في ظهور بشرة حمراء رقيقة في مناطق الأرداف، والأعضاء التناسيلة عند الطفل[٤].
  • التهاب الجلد التماسي: يحصل الطفح الجلدي في هذا النوع عند الاحتكاك المباشر مع مادّة مُسبّبة لردّ فعلٍ تحسّسي، سواء أكانت طعامًا، أم صابونًا، أم أي شيء آخر، ويكون الطفح الجلدي في حالاتٍ كهذه طفيفًا على شكل بثورٍ حمراء اللون، وسرعان ما يزول عند توقف الطفل عن ملامسة المادة المثيرة للحساسية[٥].
  • طفح الحرّ: يعاني الطفل من هذا الطفح عندما يُلبِسُه أهله ثيابًا كثيرةً، فترتفع درجة حرارة جسمه، وقد يصاب به أيضًا في أثناء الطقس الحار، وتتجلّى أعراض طفح الحرّ في ظهور مجموعةٍ من النقاط الصغيرة ذات اللون الأحمر أو الزهري على رأس الطفل، أو عنقه، أو كتفيه، وتكون أشبه ببثور صغيرة[٦].


كيف يعالج الطفح الجلدي عند الأطفال؟

يمكنكِ عزيزتي المرأة علاج الطفح الجلدي عند طفلكِ عبر استشارة الطبيب أولًا بهدف تشخيص السبب الدقيق للمشكلة، ثم اتباع توصياته بشأن طريقة التعامل مع أعراض الطفح الجلدي، وعمومًا يعتمد اختيار العلاج المناسب على معرفة سبب الطفح؛ على سبيل المثال، إذا كان طفلكِ مصابًا بطفح الحرّ، يجب عليكِ أن تخفضي درجة حرارته عبر إلباسه ملابسًا تحافظ على برودة جلده وجفافه، وبوسعكِ أيضًا استخدام أجهزة التبريد الكهربائية- مثل المراوح ومكيف الهواء- في أثناء الطقس الحار، وينبغي أيضًا أن تغسلي جلده المعرّض للتعرق، أو البول، أو اللعاب، من جهة ثانية، إذا كان الطفح الجلدي سببه إصابة طفلكِ بالإكزيما؛ يمكنكِ دهن جلده بالمراهم المخصّصة للأطفال والخالية من العطور أو الكريمات بمعدل مرة واحدة يوميًا، جنبًا إلى جنبٍ مع إلباسه ملابسًا مصنوعةً من القطن، وتقليم أظافره دائمًا حتى لا يفركَ أو يحكَّ مناطق الطفح[٧].

إضافةً إلى ما سبق، إذا أصيب طفلكِ بطفحٍ جلدي ناجمٍ عن لدغات الحشرات، يجب عليكِ استخدام مبيدات الحشرات للتخلص من وجودها في منزلكِ، وينبغي لكِ أن تُلبسي طفلكِ ملابسًا طويلةً عند الذهاب إلى أماكن قريبة من الأشجار والعشب طويل، ولا بدّ لكِ أيضًا من تنظيف جلده بعد إصابته باللدغة باستخدام كحول مطهرٍ، أو باستخدام أحد المراهم الطبية الموجودة في حقيبة الإسعافات الأولية، أما إذا ترافق الطفح الجلدي مع التورم، يمكنكِ استخدام كمادات باردة على مكان التورم لمدة 10 دقائق بالحد الأدنى، وبإمكانكِ علاج الحكة المصاحبة للطفح الجلدي باستخدام غسول الكالامين[٧].

أما إذا أصيب طفلكِ بطفح جلدي بسبب الحفاض، يمكنكِ استخدام الكريمات الموضعية لتخفيف أعراض الطفح، مثل كريم الهيدروكورتيزون 1%، وينبغي لكِ ألّا تستخدمي كريمات الستيرويدات إلّا بعد استشارة الطبيب نظرًا لأنها قد تُسبّب بعض المشكلات عند استخدامها استخدامًا متكررًا[٤]، أما إذا كان الطفح الجلدي ناجمًا عن إصابة طفلكِ بجدري الماء، فلا يستدعي الأمر أيّ علاج طبي إذا كانت صحة طفلكِ جيّدة، بيد أنّ الطبيب قد يوصيكِ أحيانًا باستخدام بعض أنواع الأدوية لتخفيف أعراض الحكة، مع التنبيه مرةً أخرى إلى ضرورة عدم علاج الطفح الجلدي عند الطفل بالأدوية أو بأي علاجات طبيهية مهما كان السبب دون استشارة الطبيب أولًا[٨].


مراجعة الطبيب بسبب الطفح الجلدي عند الأطفال

تكون معظم أعراض الطفح الجلدي عند طفلكِ خفيفةً، ولا تُشكل مصدرًا للقلق كما ذكرنا سابقًا، بيد أنّ مراجعة طبيب الأطفال تكون أمرًا لازمًا في الحالات التالية[٩]:

  • إذا كان عمر طفلكِ أقل من 6 أشهر.
  • إصابة طفلكِ بالحمى المترافقة مع الطفح الجلدي.
  • حدوث نزيف في مواضع الطفح الجلدي أو تورّمها، فهذا الأمر قد يكون مؤشرًا على إصابته بالعدوى.
  • معاناة طفلكِ من طفح جلدي منتشر خارج منطقة الحفاض.
  • عدم تلاشي أعراض الطفح الجلدي عند طفلكِ بعد انقضاء يومين على إصابته.
  • إصابة طفلكِ بطفح جلدي مُتقشّر، خاصةً في راحتي يديه وأَخمصي قدميه.
  • ظهور بقع حمراء مُسطّحة على جلد طفلكِ لا تختفي عند الضغط عليها.
  • اعتلال صحة طفلكِ، وإصابته بسوء التغذية.
  • ظهور بعض الكدمات على جسم طفلكِ دون أن ترجع إلى أي إصابة مباشرة تلقاها.


نصائح للوقاية من ظهور الطفح الجلدي عند الأطفال

يصعب عليكِ في أحيانٍ كثيرةٍ أن تتجنّبي إصابة طفلكِ بالطفح الجلدي، بيد أنكِ قادرةٌ على وقايته من بعض أنواعه عبر اتباع الخطوات الآتية[١٠][١١]:

  • احرصي على إبعاد طفلكِ عن الأفراد المصابين بطفحٍ جلدي مُعدي.
  • تجنّبي أن يحتكّ طفلكِ بأيّ مادة مسببة لطفح جلدي تحسّسي.
  • تجنّبي استخدام أنواع الصابون ذات درجة القلوية المرتفعة.
  • احرصي على استخدام المبيدات الحشرية في المنزل لوقاية طفلكِ من الإصابة بلدغات الحشرات.


المراجع

  1. "Skin rashes in children", nhsinform, 2020-02-13, Retrieved 2020-10-16. Edited.
  2. Vincent Iannelli (2019-11-26), "Skin Rashes Types and Causes in Children", verywellhealth, Retrieved 2020-10-16. Edited.
  3. "Rash, Age 11 and Younger", healthlinkbc, Retrieved 2020-10-18. Edited.
  4. ^ أ ب "Diaper rash", mayoclinic, Retrieved 2020-10-18. Edited.
  5. "Contact dermatitis", healthlinkbc, Retrieved 2020-10-18. Edited.
  6. "Prickly Heat Rash", healthlinkbc, Retrieved 2020-10-18. Edited.
  7. ^ أ ب "12 Common Summertime Skin Rashes in Children", healthychildren, Retrieved 2020-10-17. Edited.
  8. "Chickenpox", mayoclinic, Retrieved 2020-10-18. Edited.
  9. "Rashes (Children)", webmd, Retrieved 2020-10-16. Edited.
  10. "First Aid: Rashes", kidshealth, Retrieved 2020-10-16. Edited.
  11. "Skin Rashes Types and Causes in Children", verywellhealth, Retrieved 2020-10-18. Edited.

فيديو ذو صلة :