أسباب عدم انقطاع الدم بعد الدورة الشهرية

أسباب عدم انقطاع الدم بعد الدورة الشهرية

الدورة الشهرية ونزيف ما بين الحيضتين

إنّ دورة الحيض أو كما تعرف بالدورة الشهرية تساعد الجسم في التحضير لحدوث عملية الحمل شهريًّا، وفي حال عدم حدوث حمل يخرج دم الحيض من المرأة، ويتحكم الجسم بدورة الحيض عن طريق إفراز هرموني الإستروجين، والبروجيسترون، وتمتلك المرأة مبيضين صغيرين في الحجم لا يمكن رؤيتهما بالعين المجردة، ويحتوي كل واحد منهما على العديد من البويضات، وخلال دورة الحيض يعمل هذان الهرمونان على إنضاج البويضات المتواجدة داخل كل مبيض، فعند نضوج البويضة تصبح بذلك جاهزة لعملية الإخصاب عن طريق الحيوانات المنوية، ويعمل هذان الهرمونان على جعل بطانة الرحم أكثر سماكة كما تصبح إسفنجية الملمس، وبالتالي تحدث عملية الحمل، وفي حال عدم حدوث الحمل تتحطّم بطانة الرحم وتنزل عبر المهبل ويصاحب ذلك خروج دم الحيض والأنسجة الأخرى، ففي حالة عدم حدوث حمل لا يحتاج الجسد بطانة الرحم ولذلك يتوقف دم الحيض خلال الحمل ويعود مرة أخرى بعد الولادة[١].


تحدث دورة الحيض لدى معظم النساء كل ثمانية وعشرين يومًا أو أكثر، ويمكن القول بأن الفترة التي تحدث فيها هي ما بين واحد وعشرين يومًا إلى أربعين يومًا، ويستمر خروج دم الحيض ما بين ثلاثة إلى ثمانية أيام، ويكون خروج الدم شديدًا في أول يومين ويكون لون الدم أحمر في هذه الحالة، أما في الأيام الأخرى التي يكون فيها تدفق الدم أخف يكون لون الدم مائلًا إلى الوردي، أو البني أو الأسود، وتخسر المرأة عادةً ما يقارب 30 إلى 72 مل من الدم خلال الحيض، وقد يكون النزيف لدى بعض النساء أشد من ذلك أي قد تخسر كمية أكبر من الدم[٢].


يمكن أن يحدث نزيف في توقيت مغاير لوقت دورة الحيض ويسمى هذا النزيف بنزيف ما بين الحيضتين، وإنّ حدوث هذا النوع من النزيف أو استمراره بعد انتهاء الدورة الشهرية ليس أمرًا مقلقًا، وفي حال كان خروج الدم قليلًا أو خفيفًا يطلق على ذلك بالتبقع أو البقع، ويطلق اسم النزيف ما بين الحيضتين على جميع أنواع النزيف الذي قد يحدث بعد انتهاء فترة الحيض أو قبل بدئها، ويطلق طبيًّا على هذه الحالة اسم النزيف الرحمي، وتوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بنزيف ما بين الحيضتين مثل التغيرات الهرمونية، أو الجروح، أو المشكلات الصحية الأخرى[٣].


أسباب نزيف ما بين الحيضتين

توجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى نزيف ما بين الحيضتين، ومنها ما يأتي[٣]:

  • وسائل منع الحمل الطارئة: قد يؤدي استخدام هذه الوسائل أيضًا إلى حدوث نزيف.
  • نزيف ناتج عن عملية غرس البويضة: قد تواجه بعض النساء نزيفًا يستمر مدة زمنية قصيرة بعد حدوث الحمل لديهن، وينتج هذا النزيف عن زرع البويضة المخصبة داخل جدار الرحم، كما ينتج عن ذلك أيضًا ألم طفيف في الرحم.
  • الإجهاض: حدوث نزيف ما بين الحيضتين قد يكون مؤشرًا على حدوث إجهاض مبكر، فالإجهاض قد يحدث في أي مرحلة من مراحل الحمل وقد يحدث أيضًا قبل أن تعي المرأة أنها حامل.
  • الأمراض المنقولة جنسيًّا: يتسبب هذا النوع من الأمراض بحدوث نزيف مهبلي، كالإصابة ببكتيريا الكلاميديا.
  • الإصابة بجروح: عند إتلاف الجلد أو الأنسجة الموجودة في المهبل يتسبب ذلك في حدوث نزيف مهبلي، ويحدث ذلك غالبًا عندما يكون المهبل جافًّا.
  • انقطاع الطمث أو ما قبل مرحلة انقطاع الطمث: تحدث مرحلة انقطاع الطمث ما بين سن 45 و55 عامًا، وتدخل المرأة في هذه المرحلة عند مرور سنة واحدة دون خروج دم الحيض منها، أما مرحلة ما قبل انقطاع الطمث فهي الفترة التي تؤدي لانقطاعه، ومن الممكن أن تستمر هذه الفترة مدة عشر سنوات حسب تغير مستويات الهرمونات في الجسم، فهرمونات الجسم تكون غير مستقرة خلال هذه الفترة؛ مما يؤدي إلى عدم انتظام دورة الحيض، وخروج بقع من الدم، وحدوث نزيف شديد.
  • سلائل عنق الرحم أو المهبل: تنمو السلائل بحجم صغير، ومن الممكن أن تنمو في الرحم أو في عنق الرحم، وهو الممر الذي يقع بين المهبل والرحم، وتسبب السلائل في بعض الحالات النزيف المهبلي وقد تحتاج هذه السلائل للإزالة.
  • الإصابة بالسرطان: قد يكون النزيف المهبلي في بعض الأحيان علامة دالة على الإصابة بنوع معين من السرطان مثل سرطان عنق الرحم، فالنزيف ما بين الحيضتين يعد من الأعراض الأولى التي تدل على الإصابة بسرطان عنق الرحم، كما يصيب سرطان عنق الرحم النساء بعد سن اليأس في الغالب.
  • متلازمة تكيس المبايض: تتسبب هذه المتلازمة في عدم انتظام دورة الحيض كما تتسبب بحدوث نزيفٍ ما بين الحيضتين.
  • الإصابة بالانتباذ البطيني الرحمي: إن الإصابة بهذا النوع من الحالات الصحية المزمنة قد يؤدي إلى حدوث نزيف بين كل حيضتين، كما تؤدي هذه الحالة إلى الإصابة بآلام شديدة خلال دورة الحيض والتشنجات بين كل حيضتين.
  • وسائل منع الحمل الهرمونية: تعد وسائل منع الحمل الهرمونية من الأسباب الشائعة للنزيف المهبلي ما بين الحيضتين، وفي حال تسببت هذه الوسائل في حدوث نزيف غير منتظم يستمر ذلك إلى ثلاثة أشهر فقط بعد استخدامها، وإذا استمر نزيف ما بين الحيضتين بكثافة مدة أطول من ثلاثة أشهر تجب في هذه الحالة مراجعة الطبيب، ومن الأمثلة على وسائل منع الحمل الهرمونية:
    • اللولب الرحميّ.
    • رقعة منع الحمل.
    • حلقة المهبل.
    • حبوب منع الحمل.
    • غرسة منع الحمل.

كما يمكن أن يكون سبب النزيف هو عدم التزام المرأة بتعليمات الطبيب أثناء استخدام هذه الوسائل فعلى سبيل المثال إذا نسيت المرأة تناول حبة منع الحمل أو في حال معاناتها من مشكلة في رقعة منع الحمل كل ذلك قد يسبب حدوث النزيف.


علاج نزيف ما بين الحيضتين

تجب مراجعة الطبيب فورًا في أي وقتٍ في حالة حدوث نزيف مهبلي غير طبيعيّ؛ وذلك لأن السبب الذي أدى إلى حدوث النزيف قد يكون خطيرًا ويجب تحديده، وفي حال كانت المرأة تمتلك أعراضًا معينة مثل الألم والإجهاد والدوار والحمى فيجب أن تراجع الطبيب أيضًا، ليُشخّص الطبيب النزيف من خلال عمل فحوصات فيزيائية؛ يتضمن ذلك فحصًا للحوض، وإجراء فحوصات دم لمعرفة نسب الهرمونات في الجسم، كما يمكن أن يطلب الطبيب أخذ خزعة من عنق الرحم أو من تجويفه، أو يجري فحص الموجات فوق الصوتية للرحم، أما من ناحية علاج نزيف ما بين الحيضتين فإنه لا يوجد علاج محدد لهذا النوع من النزيف في الغالب، فالعلاج يكون بمعرفة السبب الذي أدى إلى حدوث هذا النزيف غير الطبيعيّ ومعالجته[٤].


المراجع

  1. "Menstruation", plannedparenthood, Retrieved 4-1-2020. Edited.
  2. "Periods", nhs, Retrieved 4-1-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Claire Sissons (15-5-2018), "What causes bleeding between periods?"، medicalnewstoday, Retrieved 5-1-2020. Edited.
  4. Mary Ellen Ellis (24-4-2017), "Vaginal Bleeding Between Periods"، healthline, Retrieved 6-1-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :

744 مشاهدة