أعراض حساسية اللبن عند الرضع

أعراض حساسية اللبن عند الرضع

حساسية اللبن أو الحليب لدى الرضع

عندما يكون لدى الطفل حساسية اللبن أو الحليب يعني ذلك أن الجهاز المناعي الذي طبيعيًا يحارب العدوى ينفعل بشدة ضد البروتين الموجود في حليب البقر؛ إذ في كل مرة يأخذ فيها الطفل الحليب يعتقد الجسم أن هذه البروتينات دخيل ضار على الجسم ويبدأ بالعمل بقوة للقضاء عليها؛ مما يسبب حدوث تفاعل تحسّسي يُحدثه الجسم بإطلاق مواد كيميائية مثل الهيستامين، وحليب البقر موجود في معظم تركيبات حليب الأطفال، والأطفال المصابون بحساسية الحليب عادةً تظهر أعراضهم الأولى في فترة من أيامٍ إلى أسابيع بعد أخذهم الأول لتركيبة حليب تعتمد على حليب البقر.

كما أن الأطفال الذين يتغذون بواسطة الرّضاعة الطبيعيّة من الأمّ لديهم احتمالية أقل للإصابة بحساسيّة الحليب من أولئك الذين يتغذون بواسطة التركيبة المصنّعة، كما أنّ الناس جميعًا وفي أي عمر قد يكون لديهم حساسية تجاه الحليب لكنها أكثر شيوعًا لدى الأطفال الصّغار، كما أن العديد من الأطفال يتخلّصون منها لاحقًا لكن بعضهم لا، وإذا كان الطفل لديه حساسيّة للحليب فيجب الاحتفاظ باثنين من حاقن الإيبينفرين الآلي في المتناول لاستخدامه في حال التفاعل التحسّسي الشّديد أو ما يُسمّى الصدمة التحسّسية[١].

وحساسية حليب البقر تعرف أيضًا بحساسية بروتين حليب البقر، وقد تحدث عندما يُستهلك حليب البقر بواسطة الأم المرضعة؛ مما يسبب الأعراض قبل الفطام، أو إذا استهلك الطفل منتجات تحتوي على بروتين حليب البقر خلال أو بعد الفطام، والحساسية عادةً تظهر في السنة الأولى من عمر الطفل لكن معظم الأطفال يتخلّصون منها لاحقًا[٢].


أعراض حساسية اللبن لدى الرضع

حساسية حليب البقر أو اللبن قد تسبّب كمًّا كبيرًا من الأعراض، تتضمَّن[٣][٤]:

  • تفاعلات جلديّة، مثل طفح جلدي أحمر مثير للحكة أو تورُّم الشِّفاه والوجه وحول العينين.
  • مشاكل في الهضم، مثل ألم المعدة، والتقيُّؤ، والمغص، والإسهال أو الإمساك.
  • أعراض تشبه حمى القش، مثل سيلان أو انسداد الأنف.
  • الأكزيما التي لا تتحسن مع العلاج.
  • تنفس مزعج أو صفير.
  • تورُّم اللسان.
  • تورُّم الحلق أو تضيُّقه.
  • بحة في الصوت.
  • التغيُّر في الإدراك والوعي لدى الرُّضع أو الأطفال الصغار.
  • أما الأعراض المتأخرة فتتضمّن:
    • تفاقم الأكزيما.
    • وجود دم أو مخاط في البراز.
    • التقيؤ والإسهال في فترة من 2-24 ساعةً بعد تناول الحليب.

وفي حالات نادرة، فإنَّ الطفل قد يحدث لديه تفاعل الصدمة التحسّسية الذي يحتاج مساعدةً طبيةً طارئةً على الفور لأنه قد يكون قاتلًا، ويجب الاتصال بطوارئ الإسعاف عند الاعتقاد بأن الطفل يكافح للتنفس أو كان يتخبط، كما أن حساسية بروتين حليب البقر قد تؤدي أحيانًا لمضاعفات بسبب سوء الامتصاص أو نقص في التناول الغذائي؛ فالطفل قد يصاب بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد المزمن أو التأخُّر في النُّمو[٢].


أسباب حساسية اللبن لدى الرضع

تحدث الحساسيّة عندما يُخطئ جهاز المناعة بالمادة غير الضارّة وهي البروتين في الطّعام أو الحليب ويظنُّ أنَّها دخيل غريب ويهاجمها كما يُهاجم البكتيريا أو الفيروسات، وهذه الاستجابة غير الطبيعيّة تُنتج موادًا كيميائيّةً، وهذه المواد تثير الأعراض المصاحبة لهذه الحساسية، ويحتوي الحليب على كل من الكازين؛ وهي المادّة التي تشكل خثارة اللبن عند تحمُّض الحليب، ومادة مصل اللبن وهي الجزء المائي الذي يتبقى بعد إزالة خثارة الحليب، وهاتان المادتين تحويان العديد من البروتينات المختلفة وأي بروتين منها قد يسبب رد فعل تحسسي، وحساسية بروتين حليب الأبقار قد تسبّب أنواعًا مختلفةً من التفاعلات اعتمادًا على المواد الكيماوية التي تطلق حينها، والحساسية تصنّف تبعًا لهذه الأسباب[٢]:

  • التفاعلات عبر الغلوبيولين- هاء المناعي: إذ يُطلق الجهاز المناعي مادة الهيستامين وموادًا كيميائيّةً أخرى استجابةً لبروتين حليب البقر، وتحدث الأعراض عادةً بفعل هذا السبب خلال 30-20 دقيقةً من استهلاك البروتين، لكن قد تظهر لاحقًا حتى ساعتين بعد الاستهلاك.
  • التفاعلات التي ليست عبر الغلوبيولين هاء المناعي: الخلايا التائيّة اللمفاويّة يُعتقد أنها المُحفّز لظهور الأعراض والتي تظهر أكثر تدريجيًا وخلال فترة تمتد من 48 ساعةً وحتى أسبوع بعد تناول بروتين حليب البقر.
  • تفاعلات عبر كل من الغلوبيولين والخلايا التائية: وهي مزيج من النوعين المذكورين سابقًا.

ويجب عدم الخلط بين حساسيّة بروتين حليب الأبقار وبين حالة عدم تحمل اللاكتوز وهي حالة لا يستطيع الجسم فيها إنتاج إنزيمات كافية لهضم نوع من السكر موجود في الحليب؛ وهو سكر اللاكتوز.


السيطرة على حساسية اللبن لدى الرضع

القاعدة الرَّئيسية في السَّيطرة على حساسية الحليب أو بروتين الحليب لدى الطفل هي الحفاظ على غذاء متوازن ومغذٍ للرُّضع والأمهات بإبعاد المُسبب للحساسية؛ فإذا شُخّص الطفل بأن لديه حساسية للحليب؛ عندها تجب استشارة الطبيب أو المتخصّص بأمراض المناعة حول كيفيّة السَّيطرة عليها، كما يمكن الرجوع لأخصائي تغذية، ويتضمن العلاج إزالة كل أنواع حليب البقر من وجبات الطفل لفترة من الزمن، وفي حال كان الطفل يتغذى على تراكيب الحليب المصنّعة سيصف الطبيب تركيبة حليب للرضع خاصة بالحساسيّة، ويجب عدم إعطاء الطفل أي نوع آخر من الحليب قبل أخذ استشارة طبيّة مسبقة، أما في حال تغذية الطفل عبر الرِّضاعة الطبيعية فقط فيجب توجيه الأم لتجنُّب جميع منتجات حليب الأبقار، كما يجب تقييم الطفل كل 6 إلى 12 شهرًا لرؤية ما إذا اختفت الحساسيّة لديه[٣].

أمَّا بالنسبة للرُّضع الذين يتغذون على الحليب الصِّناعي فإنَّه توجد خيارات تتضمَّن التجنُّب المحدد لمسبِّب الحساسية، كتركيبات البروتين المُحلَّل كليًا والتركيبات المعتمدة على الأحماض الأمينية؛ فالتركيبات ذات البروتين المُحلَّل كليًا تحتوي على مُحلَّلات الكازين أو مصل اللَّبن المُشتق من حليب الأبقار، كما أنَّ فاعليتها لدى الرُّضع الذين يعانون من حساسية بروتين حليب البقر تعادل تقريبًا 90%، أمَّا فاعليتها لدى الرُّضع الذين يعانون من الأنواع الأخرى من الحساسية تجاه الحليب فهي أقل إثباتًا، وهذه التركيبات قد تمتلك موادًا مُسبِّبةً للتحسُّس، كما سُجِّل أنَّها تسبِّب تفاعلات تحسسية.

أمَّا التركيبات ذات البروتين المُحلَّل كليًا المأخوذ من الأرز فقد أظهرت نجاحًا واعدًا لدى الأطفال الصّغار لكنَّها غير متوفرة تجاريًا، أمَّا التركيبات المعتمدة على الأحماض الأمينية فقد أُعدَّت من أحماض أمينية أساسية، كما أنَّ لها فاعليتها المثبتة وتعادل تقريبًا 99%، ويمكن أخذها كبديل متوسط أو ثانوي للتركيبات ذات البروتين المُحلَّل كليًا، وعلى أية حال فحتى التركيبات المستندة على الأحماض الأمينية تحتوي على مواد مسبّبة للتحسس بقوة مثل ليسيثين الصُّويا، وبالتالي فإنَّه يجب مراقبة استخدامها، وتجدر الإشارة إلى أنَّ طعم التركيبة قد يكون معيارًا على القبول، وكما هو مُتعارف فإنَّ التركيبة الأكثر تحلُّلًا تكون الأسوأ من حيث المذاق[٥].  

المراجع

  1. Michelle Clark, MD, Hillary B. Gordon, MD (2018-9), "Milk Allergy in Infants"، KidsHealth, Retrieved 2019-12-24. Edited.
  2. ^ أ ب ت Rob Hicks, MD (2019-5-17), "Could My Infant Have Cows’ Milk Allergy?"، WebMD, Retrieved 2019-12-24. Edited.
  3. ^ أ ب "What should I do if I think my baby is allergic or intolerant to cows' milk?", NHS,2019-7-12، Retrieved 2019-12-24. Edited.
  4. "Milk intolerance in babies and children", pregnancy birth baby,2018-7، Retrieved 2020-1-23. Edited.
  5. Herbert Brill, Assistant Professor in the Division of Gastroenterology and Nutrition in the Department of Pediatrics at McMaster Children’s Hospital in Hamilton, (2008-9), "Approach to milk protein allergy in infants"، ncbi, Retrieved 2020-1-21. Edited.

فيديو ذو صلة :