محتويات
زيادة مدة الدورة الشهرية
عادةً ما تكون مدة نزول دم الحيض في الدورة الشهرية بين ثلاثة إلى سبعة أيام، لكن إن استمر نزول الدم لأكثر من سبعة أيام، فهذا يُعرَف بطول الدورة الشهرية، ويُطلَق عليه مصطلح غزارة الطمث، إذ إنّ 5% من النساء يُعانين من غزارة الطمث الذي قد يؤثر في قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية وعلى النوم، وإهمال ذلك قد يُعرضهم للإصابة بفقر الدم ونقص مستوى الحديد في الجسم، كما أنّ غزارة الطمث قد تكون علامةً على وجود مشكلة صحية ما، لذلك من المهم مراجعة الطبيب المختص لتشخيص السبب، واستثناء الأسباب الخطيرة[١].
أسباب زيادة مدة الدورة الشهرية
توجد عدة أسباب متنوعة تزيد من مدة الدورة الشهرية، منها ما يأتي[١]:
- تغيرات هرمونية وخلل في الإباضة: فالتغيرات الهرمونية التي تحصل في جسم الأنثى عند البلوغ أو في مرحلة قبل سن اليأس، تؤدي إلى زيادة مدة الدورة الشهرية، وكذلك الاختلالات الهرمونية الناتجة من بعض المشاكل الصحية، كأمراض الغدة الدرقية أو متلازمة تكيس المبايض، إضافةً إلى أنّه في بعض الحالات من الممكن ألا تحدث الإباضة في الدورة الشهرية، ممّا يؤدي إلى زيادة سماكة بطانة الرحم، وعند حدوث الطمث وانسلاخ بطانة الرحم سيكون دم الدورة غزيرًا وتطول مدة الطمث.
- استخدام بعض الأدوية، ومنها:
- وسائل منع الحمل، مثل اللولب، وحبوب منع الحمل.
- الأسبرين ومميعات الدم الأخرى.
- مضادات الالتهاب.
- الحمل: إذ إنّ الدم في هذه الحالة لا يكون دم الدورة الشهرية، بل نزيفًا مهبليًا بسبب الحمل أو مضاعفات الحمل كالإجهاض، أو الحمل خارج الرحم، لذلك يجب إجراء فحص الحمل، وإن كان إيجابيًّا تجب مراجعة الطبيب المختص.
- الألياف الرحمية أو السلائل الرحمية: فكلاهما يزيد من مدة الدورة الشهرية،وغزارتها، وتنتج ألياف الرحم بسبب نمو غير طبيعي لأنسجة عضلية داخل جدار الرحم، أما السلائل الرحمية فهي تكاثر في أنسجة الرحم، وعادةً ما تكون حميدةً وليست خبيثةً.
- العضال الغديّ الرحميّ: ويحدث نتيجة نمو أنسجة بطانة الرحم وغددها وانغراسها في الطبقة العضلية للرحم، مما يؤدي إلى غزارة دم الدورة الشهرية، وزيادة مدة الطمث.
- أمراض الغدة الدرقية: فالاختلالات الهرمونية في الغدة الدرقية ونقص هرموناتها يزيد من مدة الدورة الشهرية، وما يأتي يوضح أعراضًا أخرى لنقص هرمون الغدة الرقية[٢]:
- زيادة في الوزن.
- التعب العام.
- تساقط الشعر.
- أمراض الدم: التي تؤثر في قدرة الدم على التجلط مثل مرض فون ويليبراند، وقد يكون العرض الوحيد لهذه الأمراض هو زيادة مدة الدورة الشهرية، و قد تُصاحبها أعراض أخرى مثل[٣]:
- فقر الدم.
- نزيف حاد بعد العمليات الجراحية.
- نزيف الأنف أو الرعاف لأكثر من 10 دقائق.
- ظهور كدمات بسهولة وباستمرار.
- السمنة: وذلك لأن الأنسجة الدهنية تزيد من إنتاج هرمون الإستروجين، وزيادة مستوى الإستروجين في الجسم تؤثر في الدورة الشهرية.
- مرض التهاب الحوض: وتنتج عن عدوى بكتيرية تُصيب الجهاز التناسلي، ومن أعراضها حدوث تغيرات على الدورة الشهرية، وظهور إفرازات مهبلية غير طبيعية.
- السرطان: فزيادة مدة الدورة الشهرية قد تكون علامةً للإصابة بسرطان الرحم، أو سرطان عنق الرحم، ويُعدّ فيروس الورم الحليمي البشري المسبب الأساسي لسرطان عنق الرحم، والإصابة بهذه العدوى الفيروسية أمر شائع جدا، وقد لا تظهر أعراض عند الإصابة به، ومن النادر جدًا أن يؤدي إلى سرطان في عنق الرحم، وذلك لأن أنواعًا قليلةً ومحددةً منه فقط هي التي تُسبب السرطان، ويكون العلاج إما بالاستئصال الجراحي وإما بالعلاج الكيماوي وإما بالعلاج الإشعاعي[٣].
أعراض زيادة مدة الدورة الشهرية
ما يأتي يوضح بعض أعراض غزارة الدورة الشهرية[٤]:
- الحاجة لتغيير الفوط النسائية مرةً كل ساعة، أو استخدام ضِعف ما تحتاجه المرأة عادةً من الفوط الصحية للسيطرة على النزيف.
- الاستيقاظ من النوم ليلًا لتغيير الفوطة الصحيّة.
- النزيف أكثر من سبعة أيام.
- ظهور كتل أو تخثرات دم في نزيف الدورة الشهرية.
- التأثير على نشاطات المرأة الحياتية اليومية.
- ظهور أعراض فقر الدم، كالتعب العام وصعوبة التنفس.
يجب على المرأة التوجه إلى الطوارئ مباشرةً في الحالات التالية[١]:
- ارتفاع درجة الحرارة.
- نزيف مهبلي غزير ومستمر، أو ظهور كتل وتخثرات دم كبيرة مع النزيف.
- خسارة كمية كبير من الدم والحاجة لتغيير الفوطة الصحية مرةً أو أكثر في الساعة الواحدة.
- الدوخة.
تشخيص زيادة مدة الدورة الشهرية
في البداية يجب على السيدة زيارة الطبيب المختص، الذي يأخذ بدوره التاريخ المرضي، ويسأل عن تفاصيل الحالة المرضية والأعراض المصاحبة والنشاط الجنسي والتاريخ المرضي للعائلة، ثم إجراء الفحص السريري الذي يتضمن فحص الحوض وأخذ العلامات الحيوية، وقد يحتاج الطبيب لإجراء بعض الفحوصات ومنها[١]:
- فحوصات دم للتأكد من مستوى الهرمونات وقوة الدم.
- فحص مسحة عنق الرحم.
- خزعة.
- فحص الموجات فوق الصوتيّة للبطن.
- تنظير الرحم.
- توسيع الرحم وكحته.
علاج زيادة مدة الدورة الشهرية
توجد عدة طرق علاجية مختلفة لزيادة مدة الدورة الشهرية، ومن المهم معرفة السبب وعلاجه، ويهدف العلاج لتقليل دم الدورة الشهرية، وتنظيمها، وتخفيف الآلام المصاحبة لها، ومن هذه الطرق العلاجية[١][٤]:
- العلاج الدوائي: ومن الأدوية التي من الممكن استعمالها:
- الأدوية المضادة للاتهابات غير الستيرودية، مثل الإيبوبروفين أو نابروكسين الصوديوم، فهي تُقلّل من تدفق دم الدورة الشهرية وتخفف آلامها.
- دواء الترانيكسمك أسيد، ويُؤخذ فقط خلال فترة النزيف.
- حبوب منع الحمل الفمويّة، فهي إضافةً إلى دورها في منع الحمل، تُنظم الدورة الشهرية وتُقلل من النزيف.
- حبوب البروجيسترون الفمويّة التي تُنظم أيضًا الاختلالات الهرمونية.
- اللولب الهرموني.
- حبوب الحديد في حالات فقر الدم ونقص مخزون الحديد نتيجة غزارة الدورة الشهرية.
- بخاخ الأنف الذي يحتوي على الدزموبريسين، ويُستخدم لتوقيف نزيف الدورة الشهرية الذي يحدث عند الأشخاص المصابين ببعض أمراض الدم، كمرض فون ويليبراند، والهيموفيليا، وذلك من خلال تحفيز إفراز بروتين التخثر الموجود في بطانة الأوعية الدموية الذي يساعد الدم على التجلط[٥].
- العلاج الجراحي: في حال فشل العلاج الدوائي قد يلجأ الطبيب للعمليات الجراحية ابتداءً من عملية توسيع الرحم وكحته، لبطانة الرحم، وصولاً لعمليّة استئصال الرحم كحل دائم لتوقيف النزيف.
مضاعفات زيادة مدة الدورة الشهرية
إنّ التأخير في معرفة السبب وراء زيادة مدة الدورة الشهرية يؤدي إلى الحاجة للمزيد من العلاجات، إضافةً إلى أنّ الدم المفقود خلال الدورة الشهرية يجعل الجسم معرضًّا للإصابة بفقر الدم، وهذا يؤدي إلى الإرهاق والتعب العام، لذلك من الممكن أن يصرف الطبيب مكمّلات الحديد لتعويض الدم المفقود، مع ضرورة الإكثار من الأطعمة الغنية بالحديد، كما أنّ زيادة مدة الدورة الشهرية قد تؤثر في قدرة المرأة على ممارسة الأنشطة اليومية، كالذهاب للعمل أو المدرسة[١].
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح Natalie Silver (20-3-2019), "What Causes Long Periods and When to Seek Help"، healthline, Retrieved 8-1-2020. Edited.
- ↑ Charlotte Hilton Andersen, Elizabeth Bacharach (13-5-2019), "11 Reasons Why Your Period Is Suddenly Lasting Forever"، womenshealthmag, Retrieved 8-1-2020. Edited.
- ^ أ ب Jenna Fletcher (19-8-2019), "Causes and treatments for a period that won't stop"، medicalnewstoday, Retrieved 8-1-2020. Edited.
- ^ أ ب "Menorrhagia (heavy menstrual bleeding)", mayoclinic,15-7-2019 ، Retrieved 8-1-2019. Edited.
- ↑ "Heavy Menstrual Bleeding", cdc,20-12-2017، Retrieved 8-1-2020. Edited.