محتويات
حديث نبوي عن مشروعية عيد الأضحى
إنّ الأعياد من شعائر الدين العظيمة ومظهر من مظاهره، وقد جُبلت النفس على حب الأعياد والتشوق لاستقبالها، وفيما يلي بعض الأحاديث النبوية عن مشروعية عيد الأضحى[١]:
- عن أنس رضي الله عنه قال: (قَدِم النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكم الله تعالى بهما خيراً منهما: يومَ الفطر والأضحى)[٢].
- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: (دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعِندِي جارِيَتانِ تُغَنِّيانِ بغِناءِ بُعاثَ، فاضْطَجَعَ علَى الفِراشِ، وحَوَّلَ وجْهَهُ، ودَخَلَ أبو بَكْرٍ، فانْتَهَرَنِي وقالَ: مِزْمارَةُ الشَّيْطانِ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأقْبَلَ عليه رَسولُ اللَّهِ عليه السَّلامُ فقالَ: دَعْهُما، فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُما فَخَرَجَتا، وكانَ يَومَ عِيدٍ، يَلْعَبُ السُّودانُ بالدَّرَقِ والحِرابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإمَّا قالَ: تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ؟ فَقُلتُ: نَعَمْ، فأقامَنِي وراءَهُ، خَدِّي علَى خَدِّهِ، وهو يقولُ: دُونَكُمْ يا بَنِي أرْفِدَةَ حتَّى إذا مَلِلْتُ، قالَ: حَسْبُكِ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: فاذْهَبِي)[٣].
حديث نبوي عن مشروعية الأضحية وثوابها
الأضحية اسم لما يتم تضحيته في أيام عيد الأضحى، وهي مشروعة، وهي من أعظم العبادات للتقرب بها إلى الله سبحانه، ويدل على ذلك ما ثبت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث النبوية التالية[٤]:
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاةِ فإنَّما ذَبَحَ لِنَفْسِهِ، ومَن ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلاةِ فقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ، وأَصابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ)[٥].
- عن أمِّ سَلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (إذا دخَلَت العَشْرُ، وأراد أحَدُكم أن يضَحِّيَ؛ فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِه وبَشَرِه شيئًا)[٦].
- عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (لا تَذبَحوا إلَّا مُسِنَّةً إلَّا أنْ يَعْسُرَ عليكم، فتذبَحوا جَذَعةً مِنَ الضَّأنِ)[٧].
- عن حُذيفةَ بنِ أُسَيدٍ، قال: (لقد رأيتُ أبا بكرٍ وعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما وما يُضَحِّيانِ عن أهلِهما؛ خَشْيَةَ أن يُسْتَنَّ بهما، فلمَّا جِئْتُ بلَدَكم هذا حَمَلَني أهلي على الجَفَاءِ بعدَ ما علِمْتُ السُّنَّةَ)[٨].
حديث نبوي عن صلاة عيد الأضحى وأحكامها
ومن الأحاديث النبوية التي تُبين صلاة عيد الأضحى وأحكامها ما يلي:
- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: (شَهِدْتَ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العِيدَ، أضْحًى أوْ فِطْرًا؟ قَالَ: نَعَمْ، ولَوْلَا مَكَانِي منه ما شَهِدْتُهُ - يَعْنِي مِن صِغَرِهِ - قَالَ: خَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، ولَمْ يَذْكُرْ أذَانًا ولَا إقَامَةً، ثُمَّ أتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وذَكَّرَهُنَّ وأَمَرَهُنَّ بالصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُهُنَّ يَهْوِينَ إلى آذَانِهِنَّ وحُلُوقِهِنَّ، يَدْفَعْنَ إلى بلَالٍ، ثُمَّ ارْتَفَعَ هو وبِلَالٌ إلى بَيْتِهِ)[٩].
- عن عبدالله بن عمررضي الله عنه قال: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يُصلِّي في العيدينِ الأضحى والفطرِ ثم يخطبُ بعد الصلاةِ)[١٠].
- (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كَبرَ في العيدَينِ الأضحَى والفِطرِ ثِنتَي عَشرةَ تَكْبيرةً: في الأولى سبعًا، وفي الأخيرَةِ خَمسًا سوى تَكْبيرةِ الصَّلاةِ)[١١].
حديث نبوي عن تحريم صيام أول أيام العيد
من الأحاديث النبوية التي حرّمت صيام أول أيام العيد:
- عن أبي عبيدٍ قال: (شهدتُ العيدَ مع عثمانَ وعليٍّ فكانا يُصلِّيانِ تينكَ الركعتيْنِ ثم ينصرفانِ فيخطبانِ الناسَ، فسمعتُهما يقولانِ : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ نهى عن صومِ ذيْنِ اليوميْنِ يومِ الفطرِ ويومِ الأضحى)[١٢].
- عن أبو عبيد مولى عبدالرحمن بن أزهر رضي الله عنه قال: (شَهِدْتُ العيدَ معَ عُمرَ ، فبدأَ بالصَّلاةِ قبلَ الخُطبةِ وقالَ : إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ نَهَى عن صيامِ هذينِ اليومينِ ، أمَّا يومُ الفِطرِ فَفِطْرُكم مِن صومِكُم وأمَّا يومُ الأضحَى فَكُلوا من لحمِ نسُكِكُم)[١٣].
حديث نبوي عن مشروعية التهنئة به
إنّ من السنة أن يهنئ المسلم أخاه المسلم في أيام العيد بعبارات تهنئة مثل؛ "تقبل الله مِنّا ومنكم" أو "عيدكم مبارك" أو "أعاده الله علينا وعليكم"، عن جبير بن نفير رضي الله عنه قال: (كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك)[١٤][١٥].
تعرفي على أبرز الآداب الواجب اتباعها في العيد
ومن أبرز الآداب والسنن التي يفعلها المسلم يوم العيد ما يلي[١٦]:
- الاغتسال قبل الخروج إلى الصلاة، إذ يُستحب في السنة أن يغتسل المسلم قبل ذهابه إلى الاجتماعات العامة؛ مثل صلاة الجمعة وأبرز هذه الاجتماعات أيام العيد، فعن نافع مولى عبد الله بن عمر قال: (أنَّ ابنَ عُمَرَ كانَ يَغتَسِلُ يَومَ الفِطرِ، قَبلَ أنْ يَغدوَ إلى المُصَلَّى)[١٧].
- الأكل بعد صلاة عيد الأضحى، إذ يُستحب للمسلم أن يأكل من أن يعود من صلاة عيد الأضحى إن كان ينوي أن يُضحى، ليأكل من أضحيته بعد الصلاة، فإن لم يرد أن يضحي فلا حرج أن يأكل قبل الصلاة.
- التكبير، إذ يُعد التكبير من السنن العظيمة في أيام العيد، قال تعالى: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}[١٨]، ويبدأ التكبير في عيد الأضحى من أول يوم من ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق عند غروب الشمس، وقد كان السلف الصالح يبدأون التكبير من حين الخروج من البيت إلى المصلى حتى دخول الإمام.
- التهنئة، فالتهنئة من مكارم الأخلاق التي يتصف بها الصحابة والمسلمين، فقد كانوا يهنئون بعضهم بعضًا بعبارات تهنئة مباحة عند حصول معهم أمر يسرهم، وبالمناسبات كالأعياد، فقد كانت من الآداب الطيبة التي كانوا يتبعونها في الأعياد.
- التجمل، إذ على المسلم أن يتجمل في العيد ويلبس أجمل ثيابه.
- الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من طريق آخر، إذ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ)[١٩].
- ↑ "العيد في هدي النبي صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب، 23/9/2015، اطّلع عليه بتاريخ 30/3/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:513، إسناده صحيح.
- ↑ رواه صحيح، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:949، صحيح.
- ↑ "ذَبحُ الأضْحِيَّةِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 30/3/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5546، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1977، صحيح.
- ↑ رواه صحيح، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:1963، صحيح.
- ↑ رواه الهيثمي ، في مجمع الزوائد، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، الصفحة أو الرقم:21، رجاله رجال الصحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:5249، صحيح.
- ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:43، إسناده صحيح.
- ↑ رواه ابن الملقن ، في تحفة المحتاج، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم:542، صحيح أو حسن.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني ، في موافقة الخبر الخبر، عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب ، الصفحة أو الرقم:37، صحيح.
- ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن أبو عبيد مولى عبدالرحمن بن أزهر، الصفحة أو الرقم:49، إسناده صحيح.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن جبير بن نفير، الصفحة أو الرقم:517، إسناده حسن.
- ↑ "أحكام وآداب عيد الأضحى"، طريق الإسلام، 25/10/2012، اطّلع عليه بتاريخ 30/3/2021. بتصرّف.
- ↑ "آداب العيد"، الإسلام سؤال وجواب، 7/12/2008، اطّلع عليه بتاريخ 30/3/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج المسند، عن نافع مولى ابن عمر ، الصفحة أو الرقم:278، إسناده صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية:185
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:986، أورده في صحيحه.