محتويات
عيد الأضحى
يعمُّ الفرح والسرور أرجاء العالم الإسلامي بحضور عيد الأضحى المبارك، وقبل ذلك يذهب المسلمون لأداء صلاة العيد جماعةً، وفي هذه الأثناء يكون الحجاج قد اجتمعوا لحضور عرفة واكمال مناسك الحج، ويُسمّى يوم عيد الأضحى بيوم الحج الأكبر؛ إذ إنّ الحجاج في هذا اليوم يُؤدّون مُعظم مناسك الحج من رمي الجمرات، وذبحٍ الهدايا، وحلقٍ الرؤوس، وطوافٌ بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، ويذبح المسلمون في عيد الأضحى الأضاحي وذلك اتباعًا لأبينا ابراهيم عليه السلام، فحين عُلِم صدق ابراهيم عليه السلام واستسلامه لأمر الله تعإلى، أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم أنّ الله تعإلى جعل لنا في الاسلام عيد الفطر وعيد الأضحى وهما البديل عن أعياد الجاهلية، لتجتمع فيهما الفرحة والطاعة.[١]
عدد تكبيرات صلاة عيد الأضحى
يُصلّي المسلمون صلاة العيد في عيد الفطر وعيد الأضحى، وهي سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، وينبغي على المؤمن الحرص على أدائها اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ ثبت عنه أنّه لم يتخلّف عن صلاة العيد في حياته، وصلاة العيد من المظاهر والشعائر المُهمّة في الإسلام، ويبدأ وقت صلاة العيد عند ارتفاع الشمس مقدار رمح أو رمحين، وينتهي قبل صلاة الظهر بقليل، ويُستحب عند معظم الفقهاء رفع اليدين في التكبير والفصل بين التكبيرات بسكته، كما ويُستحب عن الشافعية الذكر بين التكبيرات، وكذلك فيجوز أن تبدأ خطبة العيد بالتكبير، فيُكبّر سبع تكبيرات في الخطبة الأولى، وفي الخطبة الثانية سبع تكبيرات، ومن الجائز عدم التكبير وبدء الخطبة بحمد الله تعإلى، وتاليًا شرح لكيفية أداء صلاة العيد ومواضع استخدام التكبيرات[٢]:
- يُكبّر المصلّي تكبيرة الإحرام، ومن ثمّ يُكبّر سبع تكبيراتٍ بعدها، ومن السنّة أن يقرأ في الركعة الأولى بعد قراءة الفاتحة سورة الأعلى أو سورة ق.[٣].
- يُكبّر الإمام في الركعة الثانية بعد الرفع من السجود خمس مرّات، ومن ثمّ يقرأ بعد الفاتحة سورة القمر أو الغاشية[٣].
- يخطب الإمام بالناس بعد إكمال الصلاة والدليل على ذلك ما رواه أبو سعيد الخدري حين قال: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى، فأوَّلُ شيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، والنَّاسُ جُلُوسٌ علَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ، ويُوصِيهِمْ، ويَأْمُرُهُمْ، فإنْ كانَ يُرِيدُ أنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ، أوْ يَأْمُرَ بشيءٍ أمَرَ به، ثُمَّ يَنْصَرِفُ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح][٣].
حكم خطبة وصلاة العيد
خطبة العيد ليست فرضًا على المسلم ولا يُشترط حضور الخطبة، ولكنّها سُنة فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يذهب في هذا اليوم إلى المسجد، وأول عمل يقوم به هو الصلاة، ثم يقوم إلى الناس يعظهم وينصحهم ويأمرهم[٢]، وأمّا بالنسبة لصلاة العيد فقد كان للعلماء آراء متعددة في هذه المسألة، وهي كالآتي[٤]:
- وجوب صلاة العيد على الأعيان: وهذا هو القول المعمول به عند المذهب الحنفي، وكان هذا رأي الكسائي واستدل في ذلك على أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلّاها ولم يتخلّف عنها أبدًا، وأن صلاة التطوع لا تُصلّى في جماعة إلا في صلاة القيام في رمضان، وصلاة الكسوف، وصلاة العيدين، ولو لم تكن واجبة لاستثنيت مثلها مثل صلاة التراويح والخسوف.
- صلاة العيد سنة مؤكدة: وهذا هو القول المعمول به عند أصحاب المذهب الشافعي والمذهب المالكي، وهذا ما أخذ به أيضاً الشيرازي، واستدل في ذلك على قول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي جاء يسأله عن الإسلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خَمسُ صلواتٍ في اليومِ واللَّيلةِ)، قال: هل علَيَّ غيرُهنَّ ؟ قال: (لا إلَّا أنْ تطَّوَّع)) [تخريج صحيح ابن حنان| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرطهما].
- صلاة العيد فرض كفاية: وهذا القول معمول به عند أصحاب المذهب الحنبلي، وأخذ بذلك ابن قتادة، كان دليلهم في ذلك عموم قوله تعإلى {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2]، أيضاً لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم داوم على صلاتها، ولأنّ صلاة العيد أيضًا تُعدّ من أعلام الدين البيّنة.
أعمال يستحب فعلها في عيد الأضحى
ممّا يُستحب من المسلم فعله في عيد الأضحى ما يأتي[٥][٦]:
- يُستحب الاغتسال والتزيّن ورش الطيب ولبس أفضل حلّة، ويجب على النساء أن تبتعد عن الزينة إذا خَرجنَّ لتجنب حصول الفتنة[٥].
- يُستحب أن يأكل المسلم من كبد أضحيته، أو لحمها بعد خروجه من صلاة العيد، وقبل أن يأكل أي شيء آخر[٥].
- يُسن في يوم العيد خروج المسلم ماشيًا لأداء صلاة العيد، ويُسن أن يخالف الطريق المُعتاد عليه، وروى جابر ابن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: أورده في صحيحه][٦].
- يُسن في عيد الأضحى التكبير وذكر الله لحين صلاة العيد، قال تعإلى {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185]، ويبدأ المسلم بالتكبير من فجر يوم عرفة إلى أن تغرب شمس ثالث أيام التشريق، ويكون التكبير بقول الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد[٥].
- الذهاب إلى المسجد وسماع خطبة العيد[٥].
- تبادل التهاني مع المسلمين بعد صلاة العيد، والقصد من العيد هو البعد عن الضغينة والتخاصم، وإيصال الفرح للجميع[٥].
- يُسن في يوم عيد الأضحى اللعب والمرح المباح، وروي عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت (أنَّ الحَبَشةَ كانوا يَلعَبون عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في يَومِ عيدٍ، قالت: فاطَّلَعتُ من فوقِ عاتِقِه، فطَأطَأَ لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَنكِبَيهِ، فجَعَلتُ أنظُرُ إليهم من فوقِ عاتِقِه حتى شَبِعتُ، ثم انصَرَفتُ) [تخريج المسند| خلاصة حكم المحدث: اسناده صحيح على شرط الشيخين][٥].
- يُسن في عيد الأضحى صلة الرحم، والبعد عن الخصومات، والزيارات للأقارب والأصدقاء، وتفقد أحوال الفقراء والمحتاجين.
- يُحبّب في عيد الأضحى شراء الهدايا والحلوى، وجعل جو البيت مليء بالفرح والسرور[٥].
- زيارة أهل العلم، ولكن يجب احترام أوقاتهم الخاصة وزيارتهم في أوقات مناسبة من دون أن يحصل أي ازعاج لهم[٥].
المراجع
- ↑ د. محمود عبدالعزيز يوسف (9/10/2016)، "أحكام الأضحية (خطبة عيد الأضحى)"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب تامر عبدالفتاح (19-9-2009)، "صلاة العيدين"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "كيفية صلاة العيدين"، islamweb، 12-12-1999 ، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "مذاهب العلماء في حكم صلاة العيدين"، islamweb، 27-2-2003، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ يحيى نعيم محمد خلة (24/9/2015 )، "سنن وآداب العيد"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 25-11-2019. بتصرّف.