ضعف النظر
يُعرف ضعف الرؤية بأنّه فقدان الشخص قدرًا معيّنًا من حاسة البصر؛ إذ لا يمكن تصحيحها باستخدام نظارات طبية، أو عدسات النظر الطبية، أو العملية الجراحية، هذا النوع من ضعف الرؤية لا يعني عدم رؤيا كامل أو عمى؛ إذ يتبقى جزء من البصر يعمل، ويُمكن الرؤية من خلاله وتحسين أدائه بالعلاج البصري، ويتضمن ضعف النظر مستويات مختلفة من فقدان جزء من البصر، يبدأ برؤية بقعات غامقة، والرؤية الضعيفة جدًا في الليل، وفقدان الرؤية تمامًا.
ويعد ضعف البصر حالة مرضية تحدث بسبب أحد أمراض العيون؛ إذ تكون حدة الرؤية 20/70 أو أقل في العين، ولا يمكن تصحيحها أو تحسينها باستخدام النَّظارات العادية، وحدّة الرؤية هي الرقم الذي يشير إلى حدّة أو وضوح الرؤية، ويعني قياس حدة البصر للبالغ أن يرى الشخص ذو الرؤية غير المتوازنة (20/70) على بعد 6 أمتار من مخطَّط اختبار النّظر ما يمكن أن يشاهده الشّخص ذو الرؤية المتوازنة من مسافة 21 متر، ويحتاج الشخص في مثل هذه الحالات إلى مساعدة من الآخرين للقيام بأعماله الاعتيادية، واهتمامٍ أكبر للحد من حدوث إصابات جسدية بسبب ضعف البصر[١].
أسباب ضعف النظر
يمكن لأمراض العيون أن تُسبب ضعف البصر، وفيما يأتي بعض الأسباب الأكثر شيوعًا لضعف النظر:[٢]
- الضمور البقعي: أو التنكس البقعي؛ وهو اضطراب يؤثّر على الشبكية، وهي البطانة الحساسة للضوء في الجزء الخلفي من العين، حيث تُركَّز الصور، وعند حدوث الضّمور البقعي فإنَّ بقعة الشبكية المنطقة المسؤولة في الشّبكية عن الرؤية المركزية الحادة تتدهور، ممّا يسبب عدم وضوح الرؤية، ويُمكن أن يسبب صعوبةً في القراءة، وبالنسبة للبعض فقد يتسبب بنقطة عمياء في منطقة الرؤية المركزية، ويُعرف الشكل الأكثر شيوعًا للضمور البقعي المرتبط بالعمر على أنه جاف؛ إذ يحدث فقدان الرؤية عادةً ببطء، فقدان الرّؤية الأسرع والأشد حدّة يأتي من الشّكل النضحي، أو الشكل الرطب من التّنكس البقعي، في الشكل الرطب تنمو أوعية دموية غير طبيعيّة تحت بقعة الشبكية، وتُسبّب تسرب السّوائل والدم، وكل من الأشكال النضحيّة وغير النّضحية من الضمور البقعي مرتبطة بالتّقدم بالعمر، وهذان الشَّكلان هما السّببان الرئيسيّان للعمى لدى الأشخاص الأكبر من 50 عامًا، ويعد السّبب الدقيق للضمور البقعي غير معروف، وبالرغم من أن التقدم بالعمر هو العامل الرئيسي؛ إلّا أنّ التدخين والتغذية السيئة، قد يلعبان دورًا في الإصابة بالضمور البقعي، ويمكن أن تكون الوراثة عاملًا من عوامل الإصابة بالضّمور البقعي أيضًا.
- اعتلال الشبكية السّكري: يواجه الأشخاص المصابون بالسّكري تجربة التغييرات اليومية في الرؤية أو الأداء البصري نتيجةً لهذا المرض، ويُمكن أن يسبب مرض السكري تشكُّل أوعية دموية صغيرة جدًا من الأوعية الدموية التي تغذّي الشبكية وتسبب التسرُّب، ممّا قد يتداخل مع الرؤية، وبمرور الوقت قد يتلف شبكية العين بشدة، يمكن أن تقلِّل إجراءات الليزر والعلاجات الجراحية من تقدم هذا الاعتلال، لكنّ تنظيم نسبة السكر في الدم، تعدّ أهم خطوة لعلاج اعتلال الشبكية السكري.
- التهاب الشبكية الصباغي: التهاب الشّبكية الصباغي يدمر الرؤية الليلية تدريجيًّا، ويقلل بشدة من الرؤية الجانبية، وقد يُؤدي إلى ضعف البصر الكلي، وهو مرض وراثي، وعادةً ما يكون العمى الليلي الذي يصيب صاحبه من الأعراض الأولى التي تحدث في مرحلة الطّفولة أو المراهقة.
- الغمش أو العين الكسولة: فشل النظام البصري في النّمو الطبيعي خلال مرحلة الطفولة، ولا يمكن تصحيح الرؤية الباهتة الناتجة عن ذلك في إحدى العينين أو كلتيهما بسهولة، ولو باستخدام النظارات العادية أو العدسات اللاصقة وحدها.
- اعتلال الشبكية عند الأطفال الخدج: يحدث اعتلال الشّبكية الخداجي لدى الرضع المولودين قبل موعدهم، وهو ناتج عن ارتفاع مستويات الأكسجين في الحاضنات خلال فترة حديثي الولادة الحرجة.
- انفصال الشّبكية: تنفصل الشبكية عن طبقتها التحتية، ممّا يسبب ضعف البصر الكلي في العين المصابة، وتتضمن الأسباب وجود ثقوب في الشّبكية أو رضّة في العين أو عدوى أو اضطراب في الأوعية الدّموية أو ورم، وإذا شخّصت المشكلة في وقت مبكّر، يُمكن إعادة ربط معظم شبكيّة العين المنفصلة جراحيًّا مع الرؤية، واستعادتها جزئيًّا أو كليًّا.
- إعتام عدسة العين: إعتام عدسة العين هو تعتيم لجزء أو كلّ العدسة داخل العين، يتدخّل هذا الغشاء ليمنع الضوء من الوصول إلى الشّبكية في مؤخرة العين، ممّا يؤدي إلى فقدان الرؤية عامةً، وتتضمن الأسباب؛ الشيخوخة، والتّعرض الطويل لأشعة الشمس فوق البنفسجيّة، والجروح، والمرض، والاضطرابات الوراثيّة، وإذا كانت العين بصحة جيّدة يمكن إزالة المياه البيضاء جراحيًّا؛ إذ عادةً ما تُزرع عدسة داخل كرة العين، وتُستعاد بعدها الرؤية، ونسبة نجاح جراحة إعتام عدسة العين عالية في العيون السليمة، ومع ذلك فإنّ جراحة إزالة المياه البيضاء غير ممكنة دائمًا للأشخاص الذين يعانون أيضًا من أمراض العيون الأخرى؛ إذ قد يحتاج الأشخاص إلى إعادة تأهيل للحصول على رؤية منخفضة لزيادة رؤيتهم المتبقية إلى أعلى حد.
- الماء الأزرق: يسبب الماء الأزرق ضررًا للعصب البصري، والسّبب الأكثر شيوعًا لحدوثه هو زيادة الضغط الداخلي في العين بسبب مشكلات في تدفق أو تصريف السوائل داخل العين، ويُمكن أن يحدث أيضًا عندما لا يزيد الضّغط الداخلي للعين، ولكن لا يوجد تدفّق دم كافٍ إلى العصب البصري، لا توجد أعراض مبكّرة للشكل الأكثر شيوعًا له، ولكنّ العلامات الأولى للضّرر؛ عيوب الرؤية الجانبيّة (الطرفية) وصعوبة الرؤية الليليّة، وإذا شُخّص المرض مبكرًا، يُمكن معالجته بالأدوية أو في بعض الأحيان يمكن للعمليات الجراحية أن تُقلل من نسبة فقدان الرؤية.
- الإصابة الدماغية المكتسبة: يمكن أيضًا فقدان الرؤية أو تلفها نتيجةً لإصابات الرأس، وتلف الدماغ، والسكتة الدماغية، ويمكن أن تتضمن العلامات والأعراض؛ انخفاض حدّة البصر أو المجال البصري، وحساسية التباين، وعدم وضوح الرؤية، واختلال العين، وسوء تقدير العمق، وحساسية الوهج، والارتباك عند أداء المهام البصريَّة، وصعوبة القراءة، والرّؤية المزدوجة، والصّداع، والدّوخة، ووضع الجسم غير الطَّبيعي ومشكلات التوازن.
تأثير ضعف النظر
يمكن أن يكون لدى الأطفال ضعف في النظر نتيجة مشكلات أثناء الولادة أو إصابة بعد الولادة، وقد يحتاج الأطفال الذين في مثل هذا الوضع إلى عناية خاصة، وتعلم مهارات معينة تُساعدهم على التأقلم مع الوضع، وتطوير مهاراتهم الاجتماعية، وضعف النظر لدى البالغين قد يشعرهم بالصدمة، ويؤدي بهم إلى الإحباط والاكتئاب، وفقدان القدرة على السواقة الآمنة، والقراءة الجيدة والسريعة، وعدم القدرة على الاستمتاع بمشاهدة التلفاز أو استخدام الأجهزة الحديثة، قد يشعر الأشخاص المصابين بضعف النظر أو حتى من فقد بصره بأنّه انفصل عن العالم الخارجي.
لذلك يجب عليهم بالبداية مقابلة مختصين في العناية بالعيون لاستكمال الفحوصات، ومعرفة الوضع كاملًا، وبعد تحديد سبب ضعف النظر خاصة إذا كان لا يمكن تعديله باستخدام نظارات طبية أو عدسات، يجب أخذ الإجراء اللازم قبل أن يزداد الأمر سوء، ويمكن العلاج بالأدوية أو الجراحة.[٣]
الوقاية من ضعف البصر
الإجراءات الوقائية للعيون أحد أهم خطوط الدفاع عن العين ضد المشكلات المختلفة، فالتشخيص المبكر لمشكلات العيون يُعطي فرصة أكبر في العلاج، ومن هذه الإجراءات[٤]:
- الفحص الدوري للعيون، كل 2-3 سنوات للأشخاص الأصحاء تحت سن 50 عامًا، وفحص سنوي للأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 50 عام، والمعرضين لخطر الإصابة بالأمراض.
- معرفة التاريخ العائلي لوجود أيّ أمراض متعلقة بالعيون.
- اتباع نظام حياة صحي.
- اتباع حمية غذائية متوازنة، تحتوي على أطعمة تحافظ على النظر.
- ارتداء أدوات مناسبة لحماية العيون عند القيام بأعمال يمكن أن تُسبب مخاطر على العيون مثل؛ رياضة الملاكمة، أو أداة الِلحام.
- تناول كميات مناسبة من الفيتامينات والمغذيات التي تلعب دورًا مهمًا في إبقاء العين رطبة، وحمايتها من الالتهابات، مثل؛ الأطعمة الغنية بالأوميغا 3، وفيتامين أ، فيتامين ج، وفيتامين ك.
- يجب مراقبة ضغط الدم ونسبة الكوليسترول، والإقلاع عن التدخين.
- يجب الحذر وإجراء فحوصات دورية منتظمة، للشخص الذي يُعاني من مرض السكري، والانتباه لنسبة السكر لديه.
المراجع
- ↑ "Low Vision", my.clevelandclinic, Retrieved 7-1-2020. Edited.
- ↑ "What Causes Low Vision?", aoa, Retrieved 7-1-2020. Edited.
- ↑ Liz Segre (3-12-2019), "What is low vision?"، allaboutvision, Retrieved 7-1-2020. Edited.
- ↑ "Understanding Vision Problems -- Prevention", webmd, Retrieved 7-1-2020. Edited.