محتويات
ما هو هرمون الحليب؟
هرمون الحليب أو البرولاكتين هو هرمون تفرزه الغدة النخامية في الدماغ، ويتسبّب في نموّ الثديين وتطوّرهما، كما يُسبّب إفراز الحليب بعد الولادة، ويتواجد طبيعيًّا لدى الرجال والنساء بكمياتٍ صغيرةٍ في الدم، وتتحكّم هرمونات أخرى، مثل الدوبامين في مستوياته، وأثناء فترة الحمل ترتفع مستوياته، أما بعد الولادة يحدث انخفاض مفاجئ في هرمونات الحمل، وتُحفّز مستويات البرولاكتين المرتفعة الجسم على إنتاج الحليب لبدء الرضاعة الطبيعية، أما بالنسبة إلى السيدات غير الحوامل، فيُنظّم البرولاكتين الدورة الشهرية، وعند الرجال يُؤثّر على إنتاج الحيوانات المنوية[١]، ويشارك البرولاكتين في المئات من الوظائف الفسيولوجية في الجسم، لكنّ الوظيفتيْن الأساسيتيْن هما: إنتاج الحليب، وتطوّر الغدد الثديية في أنسجة الثدي، كما يُحفّز تكوين مكونات الحليب، وترتفع مستوياته عند تحفيز الحلمة للتحكم بإنتاج الحليب فقط، وطالما استمرّت الرضاعة تبقى مستوياته مرتفعة، ولكن إذا لم ترضِع المرأة بعد الولادة؛ يعود مستوى الهرمون بعد أسبوع أو أسبوعين إلى ما كان عليه قبل الحمل[٢].
كيف أعرف أن هرمون الحليب مرتفع؟
فرط برولاكتين الدم هي حالة طبية تتميّز بزيادة مستوى هرمون البرولاكتين في الدم عن الحدّ الطبيعي، وفي معظم الحالات تُؤدّي التغيرات في الدورة الشهرية إلى مسارعة الفتاة لطلب التشخيص الطبي؛ ويُؤدّي ذلك للكشف المُبكّر عن فرط البرولاكتين في الدم لديها، كما أنّ العديد من النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث قد يُصبنَ بأورامٍ صغيرةٍ في الغدة النخامية؛ ممّا يُؤدّي إلى إصابتهنّ بفرط إنتاج هرمون البرولاكتين، ويعتمد تشخيص فرط برولاكتين الدم على الأعراض الفردية للمريض والتاريخ الطبي، وفي الغالب يستخدم المُتخصّصون عددًا من التقنيات والأساليب للتشخيص، والتي قد تشمل التصوير بالرنين المغناطيسي، أو سحب عيّنة دم لقياس مستوى الهرمون فيها، أو اختبار هرموني للتأكّد من عدم وجود خلل هرموني أو قد يُلجأ لاختبارات طبية أكثر تعقيدًا[٣].
كما يشمل التشخيص مرحلة أخذ التاريخ الطبي لكِ، ومدى انتظام دورتكِ الشهرية، ويفحص الطبيب سريريًّا الأعراض التي قد تدلّ على فرط البرولاكتين مثل العقم، وانخفاض الدافع الجنسي، وفقدان العظام لدى كلّ من الرجال والنساء، إضافةً إلى جفاف المهبل؛ والذي يؤدي إلى شعوركِ بالألم أثناء الجماع، ومعاناتكِ من مشاكل في الدورة الشهرية، كعدم انتظامها، وخروج حليب من الثدي بينما أنتِ لستِ حاملًا ولا مرضعًا، في حين قد يعاني الرجال من ضعف الانتصاب، وتضخّم الثديين أو ما يُعرَف بالتثدي، ونقصان الكتلة العضلية، وتناقص كثافة شعر الجسم[٤].
ما هي أسباب ارتفاع هرمون الحليب؟
تنتج حالة فرط البرولاكتين عن عدة أسباب، بعض منها شائع كأورام الغدة النخامية، وقصور الغدة الدرقية، وتناول بعض الأعشاب مثل بذور الحلبة، وبذور الشمر، والبرسيم الأحمر، كما قد يؤدي تهيج جدار الصدر نتيجة التعرض لندوب جراحية أو بسبب الإصابة بالهربس النطاقي (عدوى فيروسية تتسبّب بظهور طفح جلدي على أماكن مختلفة من الجسم[٥])، أو تحت تأثير ارتداء حمّالة صدر شديدة الضيق إلى الإصابة بارتفاع في هرمون الحليب، وكذلك ممارسة الرياضة بإفراط، وتعرّض الجسم للإجهاد الشديد، وتناول بعض الأطعمة، كما أنّ تحفيز الحلمة بالتدليك قد يُؤدّي إلى زيادة إفراز هذا الهرمون، وفي حوالي ثلث حالات فرط البرولاكتين لم يُكتشف السبب المباشر للحالة[١].
كما قد يسبب تناول بعض الأدوية، مثل أدوية الاكتئاب، وأدوية ارتفاع ضغط الدم، مثل حاصرات قنوات الكالسيوم، والميثيل دوبا، وأدوية الحموضة المعوية، والارتجاع المعدي المريئي، وأدوية الاستفراغ والغثيان، ومُسكّنات الألم، مثل الأدوية المشتقة من الآفيون، وحبوب منع الحمل، وأدوية الاضطرابات العقلية الخطيرة، مثل مضادات الذهان، وعلاجات أعراض سن اليأس، مثل حبوب هرمون الإستروجين التعويضية، وقد تُسبّب الأورام والأمراض التي تصيب الغدة النخامية أو العلاج الإشعاعي للأورام الموجودة في الغدة النخامية أو بالقرب منها في ورم الغدة النخامية، وقد تؤدي أيضًا أمراض الكبد والكلى المزمنة في بعض الأحيان إلى فرط هرمون البرولاكتين[٤].
كيف يمكن علاج ارتفاع هرمون الحليب؟
يعتمد العلاج المتبع لحالة فرط هرمون البرولاكتين في الدم على السبب المباشر للحالة إن اكتُشف بعد التشخيص الطبي الدقيق، وقد لا يحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات البرولاكتين ولديهم علامات وأعراض قليلة أو معدومة إلى أي علاج، لكن في العموم تشمل خيارات العلاج للأورام في الغدة النخامية ثلاث مراحل متتالية بحسب استجابة الحالة للعلاج، أولها الأدوية، إذ توصف مُنبّهات الدوبامين، التي تُقلّل إنتاج البرولاكتين، وفي معظم الحالات تعمل الأدوية جيّدًا للمصابين بالأورام، ويبدأ الطبيب بجرعة منخفضة من الدواء مع مراقبة الأعراض، وفي العادة يتوقف العلاج عند حمل المرأة إن كان القصد من العلاج هو الحمل، أو عند اختفاء الأعراض[١]، وفي حال لم تنفع الأدوية، يُلجأ للجراحة لإزالة الورم، وقد تكون الجراحة ضروريةً أحيانًا إذا كان الورم يُؤثّر على الرؤية والعصب البصري، وفي المرحلة الأخيرة قد تُستخدم الأشعة في حال لم تنفع الجراحة، وهي حالة نادرة الحدوث، إذ يُستخدم الإشعاع لتقليص الورم قدر الإمكان[٤].
وفي حال كان السبب في فرط البرولاكتين هو قصور الغدة الدرقية؛ تُعالج الحالة بإعطاء هرمون الغدة الدرقية الاصطناعي الذي يعيد مستويات البرولاكتين إلى طبيعتها، وإذا كانت مستويات البرولاكتين العالية ناتجةً عن تناول بعض الأدوية؛ يمكن استبدالها بأنواع أخرى بالتنسيق مع الطبيب[٤].
ولا يُتخذ القرار بشأن أفضل نهج لعلاج فرط البرولاكتين للمريض إلا بعد مراجعة من قبل هيئة طبية مُتعدّدة التخصصات في مركز مُتخصّص بالغدة النخامية، واعتمادًا على الحالة والعوامل المحيطة بها، بما في ذلك عمر المريض، والتاريخ الطبي له، وصحته العامّة؛ كما قد يوصي الأطباء بمجموعةٍ مُتنوّعةٍ من خيارات العلاج المختلفة، وفي كثيرٍ من الأحيان يكون أفضل خيار هو الاكتفاء بمراقبة الأعراض، والتدخّل في وقتٍ لاحقٍ إذا ساءت الأعراض فقط[٣].
المراجع
- ^ أ ب ت ReproductiveFacts staff (2013-12-31), "Hyperprolactinemia (High Prolactin Levels)", reproductivefacts, Retrieved 2020-09-23. Edited.
- ↑ Mustafa Al-Chalabi; Autumn N. Bass; Ihsan Alsalman (2020-07-09), "Physiology, Prolactin", ncbi, Retrieved 2020-09-23. Edited.
- ^ أ ب hopkinsmedicine staff (2020-09-23), "Hyperprolactinemia", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-09-23. Edited.
- ^ أ ب ت ث Deena Adimoolam, M.D., Nidhi Agrawal, M.D., Anne Klibanski, M.D., Janet Schlechte, M.D (2020-03-31), "Hyperprolactinemia", hormone, Retrieved 2020-09-23. Edited.
- ↑ "Shingles", mayoclinic, Retrieved 2020-10-06. Edited.