فوائد صلاة العصر

فوائد صلاة العصر

فوائد صلاة العصر

إنَّ فضل صلاة العصر عظيمٌ وجليلٌ، وهي التي تسمى بالصلاة الوسطى، وقد ميّزها الله عز وجل وذكرها دون باقي الصلوات؛ إذ قال تعالى: {حافِظُوا عَلى الصَّلَوَاتِ والصَّلاةِ الوُسْطَى} [البقرة: 238]، فنلاحظُ أنه خصّها بالذكر زيادةً عن غيرها، لذا توجّب على كل مسلمٍ ومسلمة الاهتمام والاعتناء بها، والمداومة على أدائها، مع أداء باقي الصلوات بكل شروطها وكامل طمأنينتها، كما على الرجل التزام أدائها مع الجماعة، فقد خصّها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أيضًا فقال: صَلَّى بنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ العَصْرَ بالمُخَمَّصِ، فَقالَ:(إنَّ هذِه الصَّلَاةَ عُرِضَتْ علَى مَن كانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا، فمَن حَافَظَ عَلَيْهَا كانَ له أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ، وَلَا صَلَاةَ بَعْدَهَا حتَّى يَطْلُعَ الشَّاهِدُ وَالشَّاهِدُ: النَّجْمُ)[المصدر: صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من فاتَتْهُ صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله) [المصدر: صحيح النسائي| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ومعنى هذا الحديث فكأنه أصبح مسلوب الأهل والمال ما يدلٌّ على رفيع شأن هذه الصلاة، ومما لا شكَ فيه أيضًا من ترك أي من الصلوات الخمس قد يحبط ويفسد العمل أيضًا، لذا يجب على المسلم المحافظة على جميع الصلوات المفروضة في وقتها المحدد، إلا إنَّ لصلاة العصر شأن وميزة خاصة عظَّمت من عقوبة تارِكها[١].

وصلاة العصر سبب لقبول الأعمال عند الله، فعن بريدة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من تركَ صلاة العصر فقد حبط عمله) [المصدر: صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من صلى البردين دخل الجنة) [المصدر: صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، والبردين هما الصبح والعصر، وخُصَّتَا بالذكر والتأكيد لاجتماع ملائكة النهار والليل فيهما، وتعاقبهمم وصعودهم للسماء لإخبار الله بأحوال العباد وهو أعلم بهم، فمن الأفضل أن يكون العبد في موضع طاعة وعبادة في هذين الوقتين ليفوز بالجنة، ولا ننسى أنّ وقت العصر وقت انشغال الإنسان بعمله وغفلة عن عباداته[٢][٣].


وقت صلاة العصر

أجمع الفقهاء على أنَّ وقت صلاة العصر يبدأ عندما يصبح ظل الشيء مساويًا له ما عدا ظل الزوال، وينتهي وقتها باصفرار الشمس أي عند غروبها، وهذا ما نصَّ عليه الشافعي وأخذ به أصحاب الجمهور، وذلك لحديث عبدالله بن عمرو أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (وَقْتُ الظُّهْرِ إذا زالَتِ الشَّمْسُ وكانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ، ما لَمْ يَحْضُرِ العَصْرُ، ووَقْتُ العَصْرِ ما لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ...) [المصدر: صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث:صحيح][٤].


كيفية أداء صلاة العصر

تضمُّ صلاة العصر 4 ركعات، وفيما يلي خطوات أداء هذه الصلاة بالترتيب[٥]:

  • استقبال القبلة بالجسد كاملًا دون التفات أو انحراف.
  • النية لأداء الصلاة بالقلب دون النطق بها.
  • النطق بتكبيرة الإحرام بقول: (الله أكبر) مع رفع اليدين إلى جانب المنكبيْن عند التكبير.
  • وضع كفّ اليد اليمنى على ظهر كفّ اليد اليسرى فوق الصدر.
  • البدء بقراءة دعاء الاستفتاح بقول: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد) أو يمكن قراءة هذا الدعاء: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك).
  • التعوّذ من الشيطان بقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، ثم أداء البسملة وقراءة سورة الفاتحة.
  • قراءة ما تيسّر من القرآن.
  • الركوع بإحناء الظهر ووضع الكفين على الركبتين والقول أثناء الركوع: (سبحان ربي العظيم) 3 مرات، ثم القيام من الركوع وقول: (سمع الله لمن حمده) مع وضع اليدين بجانب المنكبين أثناء الرفع.
  • التكبير بقول: (الله أكبر) ، وأداء ركن السجود مع قول: (سبحان ربي الأعلى) ثلاثًا.
  • القيام من السجود مع التكبير أثناء القيام، ثمّ الجلوس بين السجدتيْن ووضع اليدين على الفخذين وقول: (رب اغفر لي وارحني واهدني وارزقني اجبرني وعافني)، ثمَّ تكرار السجود كالسجدة الأولى تمامًا.
  • القيام من السجود وأداء الركعة الثانية.
  • الجلوس كما يُجلَسُ بين السجدتيْن، وبنفس الوضعية بعد الانتهاء من الركعة الثانية وقراءة التشهد في هذه الجلسة ونصُّه: (التحياتُ لله والصلوات والطيبات، السلام عليكَ أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله)، مع رفع أُصبع السبابة أثناء التشهّد، وبعد ذلك يجب القيام لإتمام الركعتين الثالثة والرابعة.
  • الجلوس لقراءة التشهد ثمَّ الصلاة الإبراهيمية بعد إتمام الركعة الرابعة، وصيغة الصلاة الإبراهيمية: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنكَ حميدٌ مجيد. أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة السيح الدجال).
  • التسليم عن اليمين بقول:(السلام عليكم ورحمة الله)، ثمَّ عن اليسار.


حكم ترك صلاة العصر دون عذر

إنّ الصلاة ركن أساسي من أركان الإسلام وهي عمود الدين الذي لا يُسند إلا به، فلا يجوز التهاون بأي صلاة من الصلوات المفروضة منها صلاة العصر؛ إذ خصّها الله تعالى بالأمر بالمحافظة عليها في الآية المذكورة سابقًا، كما دلَّ حديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- والمتضمّن لحبوط العمل الصالح نتيجة ترك صلاة العصر على ذلك، وقد اختلف العلماء في المقصود بمعنى الحبوط، فذهب الإمام أحمد إلى أنه يستدلّ به على كُفر تارك الصلاة، أمّا جمهور العلماء فقد أجمعوا على عدم تكفير تارك الصلاة، وقالوا أنّ المقصود منه نقصان أعمال الخير والأجور وكفّروا من استحلّ ترك الصلاة واستهزء فيها[٦].


من حياتكِ لكِ

نُقدّم لكِ فيما يلي بعض النصائح التي تساعدكِ في تعليم أطفالكِ الصلاة وتشجّعهم على الالتزام بأدائها[٧]:

  • ابدئي بتعليم ابنكِ من سنّ السابعة، كما أمرنا رسولنا الكريم، ففي هذا العمر يبدأ الأطفال بتعلّم المهارات الحياتية، ويهتمُّون بإرضاء والديهم، ما يجعلهم مستعدّين لتلبية طلباتكِ، لا سيما في حال توجيه كلمات المدح والتشجيع لهم، وعادةً ما يحبّ الأطفال تقليد الكبار في هذا السن.
  • علِّمي طفلكِ الوضوء بدايةً بأداء الوضوء أمامه مراتٍ عديدة، واطلبي منه أن يراقبكِ جيدًا، ثمًّ اطلبي منه أن يتوضّأ أمامكِ، وصحِّحي أخطاءه، وفي حال أدائه بالكيفية الصحيحة كافئيه ووجِّهيه بسرد الأحاديث النبوية التي تحثّ على الوضوء، وتُبيّن عظيم أجره وثوابه.
  • صلِّي أمام طفلكِ بأكبر إحسان قدر الإمكان، وكرِّري ذلك لأيام حتى يعتاد ابنكِ على خطوات الصلاة ويتعلّمها.
  • اطلبي من والد ابنكِ اصطحاب الطفل إلى المسجد ليؤدي الصلاة فيه بعد إتمام تعلّمه لها، واصطحبي أنتِ ابنتكِ، فهذه من أفضل الخطوات التشجيعيّة بالنسبة لهم، وإن كان الطفل ذكرًا اطلبي منه إمامة أخواته وأداء الصلاة جماعة في المنزل؛ لترسيخ حبّ صلاة الجماعة في قلبه، ممّا يجعله أكثر اتزانًا ومحافظةً على الصلاة.


المراجع

  1. "فضل صلاة العصر والتحذير من تركها"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-26. بتصرّف.
  2. "الموسوعة الحديثة، شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-26. بتصرّف.
  3. الدكتور راشد بن الحسين العبد الكريم، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية، صفحة 157-158. بتصرّف.
  4. "القول الراجح في أول وآخر وقت العصر"، إسلام ويب، 2003-02-16، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-26. بتصرّف.
  5. محمد بن صالح بن محمد العثيمين، من الأحكام الفقهية في الطهارة والصلاة والجنائز، صفحة 30 - 35. بتصرّف.
  6. "من ترك صلاة العصر بلا عذر"، إسلام ويب، 2001-05-01، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-27. بتصرّف.
  7. محمد مصطفى حميدة (2012-08-16)، "تعليم الأبناء الصلاة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-27. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :