عدد الأنبياء والرسل عليهم السلام

عدد الأنبياء والرسل عليهم السلام

الأنبياء والرسل عليهم السلام

منذ بداية الخليقة على الأرض أرسل الله -سبحانه وتعالى- الأنبياء والرسل إلى كلّ الأمم ليرشدوهم إلى طريق الحق والهداية ويخرجوهم من طريق الضلال والظلمات والباطل، وحتى يبيّنوا للبشر الغاية من خلقهم؛ وهي عبادة الله تعالى وتبشيرهم بالجنة والثواب العظيم إن اتّبعوا منهجه، وتحذيرهم النار إن حادوا عن طريق الهداية إلى الضلال، وقد امتازت دعوة جميع الأنبياء على حدٍّ سواء بأنّها ربانية ليست على هواهم أو نابعة من نفوسهم، وقد اشتركوا بهدفٍ واحدٍ يدعون إليه؛ وهو طاعة وعبادة الله عزّ وجل وحده لا شريك له، وفي هذا المقال نذكر عدد الأنبياء والرسل عليهم السلام[١].

 

عدد الأنبياء والرسل عليهم السلام

  • حسب الأحاديث النبوية الشريفة: ورد عن النبي محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- عدّة أحاديث في عدد الأنبياء والرسل -عليهم السلام-، ومن هذه الأحاديث ما قد ضعّفه العلماء باعتبار أنّ هذا العدد لا يُعرف إلّا بالوحي، ومنها ما قد صحّحه وحسّنه بعضهم، ومن هذه الروايات أنّ الأنبياء كانوا 124 ألفًا؛ منهم 313 من الرسل[٢][٣].
  • حسب القرآن الكريم: ذكر الله تعالى في القرآن الكريم خمسةً وعشرين رسولًا ونبيًّا؛ منهم ثمانية عشر رسولًا ذُكر في موضعٍ واحدٍ في سورة الأنعام، وقد أخبر الله تعالى نبيه محمد -عليه الصلاة والسلام- بأنّه لم يخبره عن جميع الأنبياء والرسل الذين أرسلهم؛ فقد قال الله تعالى: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا) [النساء: 164]، أمّا أسماء هؤلاء الرسل والأنبياء الذين ذكرهم القرآن الكريم فهم: آدم، ونوح، وإدريس، وصالح، وهود، وإبراهيم، وإسماعيل، ولوط، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، وشعيب، وأيوب، وهارون، وموسى، وذو الكفل، وداوود، وسليمان، واليسع، وإلياس، ويونس، وزكريا، ويحيى، وعيسى -عليهم السلام أجمعين- وخاتمهم النبي محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-[٢][٣].

 

الحكمة من إرسال الرسل

تتلخص الحكمة وراء إرسال الرسل الكرام -عليهم السلام- فيما يلي[٤]:

  • إرشاد الناس وتوجيههم إلى طريق الصلاح والهداية الذي يعود عليهم بالنفع والفائدة في دينهم ودنياهم ويزيح عنهم المضرة والسوء.
  • قطع الحجة على الناس بإرسال الرسل بالآيات والبراهين الدّالة على وحدانية الله تعالى وصدق رسالتهم ونبوّتهم.
  • الدعوة إلى عبادة الله تعالى وحده بلا شريك ولا ند، وإنكار أي نوع من العبودية لغيره سبحانه وتعالى.
  • تبيان ما اختلف فيه الناس في أمور حياتهم.
  • الحث على الأخلاق الحسنة والصفات الطيبة وجعل الأنبياء والرسل قدوةً لأقوامهم وأسوةً حسنةً لهم.
  • تبشير الناس بالجنة والنعيم غير المنقطع الذي سيخلد فيه من اتّبع منهاج الأنبياء وصدّقهم وآمن بالله تعالى وعبده حقّ عبادته، والإنذار من العاقبة التي ستقع على من أصرّ على كفره وطغيانه ولم يُؤمن برسالة الأنبياء والرسل كلّهم.
  • الحكمة من إرسال الأنبياء والرسل هي جمع الناس على الدين ونبذ التفرقة فيه.


معجزات الأنبياء والرسل عليهم السلام

ما من نبي إلا وقد آتاه الله تعالى آية بينةً تدل على صدق ما جاء به ليقيم بها الحجة على كل من خالفه، وقد أنزل الله تعالى مع كلّ نبيٍّ ورسول معجزةً وآيةً بيّنةً تدلّ على صدق نبوّته ورسالته وتقطع الحجة على من ينكرهم، ومن الجدير بالذكر أنه لا يلزم القرآن الكريم أو السنة النبوية أن ينص على معجزة كل نبي؛ إذ إنها لم تنزّل إلينا ولا يترتب على معرفتنا بها عمل، والإنسان المسلم مطالب بالإيمان بالأنبياء الصادقين تصديقًا لما ذُكر في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وفيما يلي معجزات بعض الأنبياء والرسل[٥][٦]:

  • نوح عليه السلام: صنع السفينة على اليابسة، ثم سيّرها فوق الأمواج التي كانت كالجبال، وكان قد أنذر قومه الطوفان.
  • عيسى عليه السلام: اشتهر قوم عيسى -عليه السلام- بالطب؛ فتحدّاهم الله تعالى بأن أجرى على يدي نبيّه إحياء الموتى وإبراء الأبرص والأعمى، وعمل تماثيل من الطين ثمّ النفخ فيها لتكون طيرًا بإذن الله، كما جعله الله تعالى يتكلّم في مهده، فضلًا عن العديد من المعجزات الأخرى.
  • صالح عليه السلام: كانت معجزته لقومه -قوم ثمود- أن أخرج الله تعالى ناقةً لهم من الصخر.
  • إبراهيم عليه السلام: حصلت معجزته عندما ألقاه قومه في النار ليحرقوه فيها؛ فجعل الله تعالى هذه النار بردًا وسلامًا عليه وأخرجه منها من غير أذى أو سوء.


الفرق بين النبي والرسول

فيما يأتي تعريف النبي والرسول وخلاصة الفرق بينهما[٧][٨]:

  • النبي لغةً: مشتق من كلمة النبأ وهو الخبر، وسُمي النبي نبيًّا لأنَّه مُنبَأ؛ أي مُخْبَر من الله عزَّ وجلَّ؛ ويُوحِي الله إليه نبأً من شَرعِه، إلى جانب أن النبي مشتق من النبوّة وتعني الشرف، نسبةً إلى العلو والرفعة في الدلالة على العلم الذي يهتدى به من لفظ النبيِّ.
  • النبي اصطلاحًا: الشخص الذي اصطفاه الله لإنذار قومه، وهو إنسان حر ذكر أوحي إليه بشرع، وبُعِث إلى قوم مؤمنين بشرع سابق ليذكرهم به ويصحح ما أخطؤوه ويبطل ما ابتدعوه؛ وليكون قدوةً لهم في الصلاح واتباع نهج الله، ومثال ذلك سيدنا إسحاق الذي خلف أباه إبراهيم -عليهم الصلاة والسلام-.
  • الرسول لغة: الإرسال والتوجيه، وهو حامل الرسالة المبعوث لتبليغ أمر ما.
  • الرسول اصطلاحًا: إنسان حر ذكر أوحي إليه بشرع وأُمِر بتبليغه إلى قوم كافرين برسالة قد بعثت لهم من نبي أو رسول سابق، أو قوم لم يرسل إليهم برسول من قبله.

وتجدر الإشارة إلى أن الفرق بين النبي والرسول هو العموم والخصوص؛ فالنبي أعم والرسول أخص؛ إذ قال أهل العلم: النبي كل من أوحي إليه من الله تعالى سواء أُمِر بتبليغ أم لم يؤمر به؛ فإن لم يؤمر بالتبليغ فهو نبي وليس رسولًا، وإن أُمر بالتبليغ فهو نبي ورسول، وقال بعضهم: إن الرسول هو من أوحي إليه بشرع جديد، والنبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله والعمل به، والقول الأول أصح.


من حياتكِ لكِ

زوجات أنبياء

نعرضُ فيما يأتي زوجات العديد من أنبياء الله تعالى[٩]:

  • تزوج النبي آدم -عليه السلام- من حوّاء.
  • تزوج النبي نوح -عليه السلام- من والغة التي لم تؤمن به فأُغرقت بالطوفان.
  • تزوج سيدنا إبراهيم -عليه السلام- من سارة -عليها السلام- التي أنجبت له النبي إسحاق -عليه السلام-، ومن هاجر -عليها السلام- التي أنجبت له سيدنا إسماعيل -عليه السلام-، كما تزوّج بعدهما من امرأتين هما الكنعانية قنطورا وحجون بنت أمين.
  • والهة زوجة النبي لوط -عليه السلام-؛ إذ لم تؤمن به وكانت من الهالكين بالصيحة.
  • تزوّج سيدنا إسماعيل بعمارة بنت سعد وفارقها بأمر من سيدنا إبراهيم، ثم تزوج من السيدة بنت مضاض التي وجد معها الأنس والود.
  • تزوّج النبي إسحاق -عليه السلام- من رفقا بنت بتوئيل أم النبي يعقوب -عليه السلام-.
  • تزوّج النبي يعقوب -عليه السلام- من ليا التي أنجبت له العديد من الأولاد، وراحيل التي أنجبت له سيدنا يوسف -عليه السلام- وأخاه بنيامين، كما أنجب أولادًا من زلفى وبلهى أيضًا.
  • تزوج سيدنا يوسف -عليه السلام- من زليخا.
  • تزوج النبي أيوب -عليه السلام- من ليا التي تحمّلت معه البلاء صابرةً ومحتسبةً.
  • تزوّج النبي موسى -عليه السلام- من صفورا ابنة شيخ في مدين بعد أن ساعدهما في السقاية بقوته وأمانته.
  • تزوج سيدنا سليمان -عليه السلام- العديد من النساء ومنهنّ ملكة سبأ بلقيس بعد أن آمنت بالله.
  • تزوج سيدنا زكريا -عليه السلام- من إلياصابات، وقد رزقه الله تعالى بالنبي يحيى -عليه السلام-.
  • تزوج النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من:
    • خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-.
    • سودة بنت زمعة -رضي الله عنها-.
    • عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها-.
    • حفصة بنت عمر -رضي الله عنها-.
    • زينب بن خزيمة -رضي الله عنها-.
    • هند بنت أبي أمية -رضي الله عنها-.
    • زينب بنت جحش -رضي الله عنها-.
    • جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها-.
    • صفية بنت حُييّ -رضي الله عنها-.
    • رملة بنت أبي سفيان -رضي الله عنها-.
    • مارية القبطية -رضي الله عنها-.
    • ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها-.
    • ريحانة بنت شمعون -رضي الله عنها-.


زوجات جبابرة

من أعظم الأمثلة للنساء اللواتي استطعنَ تحمّل أذى أزواجهنّ وبقينَ على دين الله هي آسية امرأة فرعون؛ إذ كانت تعيش في أعظم قصر في زمانها، كما كانت محاطةً بكل ما تحتاجه من الطيبات والخدم والحياة المرفهة، وبعد أن آمنت بالله تعالى هدّدها فرعون بقتلها إن لم تترك دين الله، لكنا ظلّت متمسكةً بإيمانها؛ فعذّبها وأراد إلقاء صخرة عليها، لكن الله عز وجلّ أراها مكانها في الجنة -رضي الله عنها- وقبض روحها فلم تشعر بالألم بعد أن ألقى الصخرة على جسد بلا روح[١٠].


المراجع

  1. "دعوة الرسل"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "Number of Prophets", al-islam, Retrieved 31-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "التسلسل الزمني لبعثة الأنبياء والرسل عليهم السلام"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
  4. "حكمة إرسال الرسل"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
  5. "miracles-of-the-prophets-of-islam", islamweb, Retrieved 6-1-2020.
  6. "الكلام-على-معجزات-الرسل-وايات-الله-التي-ايدهم-به"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 6-1-2020. بتصرّف.
  7. "تعريف النبي والرسول"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2020. بتصرّف.
  8. "مفهوم النبوة في الإسلام"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2020. بتصرّف.
  9. محمد علي قطب (2004 )، زوجات الأنبياء و أمهات المؤمنين، القاهرة: الدار الثقافية للنشر، صفحة 9-109. بتصرّف.
  10. "آسية امرأة فرعون"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 2-3-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :