محتويات
السفرجل
يعرف السفرجل باسمه العلمي Cydonia oblonga، والسفرجل هو نوع من الفواكه ذات لون أخضر زاهٍ يشبه الكمثرى، ويشبه التفاح في تدرج ألوانه، ورغم أنه غالبًا يُعد نوعًا متوسطًا بين التفاح والكمثرى؛ إلا أنه يحتوي على رائحة أقوى وملمس أكثر صلابة وقوام قاسٍ، وتوجد العديد من الأصناف المختلفة من فاكهة السفرجل، وفضلًا عن ثمارها اللذيذة فإنّ شجرة السفرجل تُزرع أيضًا كنبات من نباتات الزينة، وذلك بفضل أزهارها الزهرية ذات اللون الوردي الفاتح، لكن يجب ألا يُخلط بين السفرجل وبين نبات السفرجل المزهر؛ إذ إنه نوع من شجيرات السفرجل وينتمي إلى نوع مختلف من النباتات ويزرع لزهوره الحمراء الزاهية[١].
رغم أن الكثير من الناس لم يسمعوا عن فاكهة السفرجل؛ إلا أنها فاكهة لذيذة كانت موجودة منذ قرون، وإلى جانب كونها عنصرًا رئيسيًّا في العديد من الأشكال التقليدية للطب؛ فقد كان السفرجل جزءًا بارزًا من النظام الغذائي لليونانيين والرومان على حد سواء، وفي السنوات الأخيرة أكدت مجموعة من الدراسات الآثار الشافية لهذه الفاكهة القوية؛ إذ أظهرت الأبحاث أنها يمكن أن تقدم مجموعةً متنوعةً من الفوائد منها تحسين وتنظيم صحة القلب[١].
فوائد السفرجل للشعر
يحتوي السفرجل على كميات كبيرة من الزنك والنحاس والحديد والمعادن، كما أن فيه عناصر أخرى ترتبط مع خلايا الدم الحمراء وتمنح الإنسان الجسم السليم، وعندما يكون لدى الشخص إنتاج طبيعي لخلايا الدم الحمراء فإن الدورة الدموية حول الجسم تزداد؛ مما يحسن نقل الأكسجين عبر الجسم وهذا يمكن أن يسبب زيادة تدفق الدم إلى فروة الرأس والبشرة؛ مما يحسن نمو الشعر وكذلك صحة بصيلات الشعر[٢].
فوائد صحية للسفرجل
السفرجل شجرة صغيرة يمكن استخدام بذورها وثمارها وأوراقها كدواء، ويستعملها الناس عن طريق الفم للحرقة الدائمة والتهاب المعدة والأمعاء والغثيان في الصباح والقرحة والإسهال، ويؤخذ السفرجل أيضًا عن طريق الفم من أجل السعال والتهاب الحلق والربو وحمى القش، وبعض الناس يستخدمون السفرجل على الجلد لعلاج الجروح، كما أنه يقلل من التورم في المفاصل، ويسكن ألم العينين، ويستخدم السفرجل كرذاذ للأنف لحمى القش[٣]، ويعود هذا إلى أجزاء مختلفة من آسيا والبحر الأبيض المتوسط، وقد استخدمها الطب الشعبي لعقود من الزمن ولا تزال تُجرى عليها العديد من البحوث؛ لإثبات فوائدها الصحية، وفيما يأتي فوائد صحية للسفرجل[٤][١]:
- خصائص مضادات للأكسدة: يمكن أن ترجع العديد من الفوائد المرتبطة بفاكهة السفرجل إلى الكمية الكبيرة من مضادات الأكسدة الموجودة فيها؛ إذ تقلل مضادات الأكسدة من الإجهاد الأيضي، وتقلل الالتهاب، وتحمي الخلايا من التلف الذي تسببه الجذور الحرة، والتي تعد جزيئات غير مستقرة، وتشير بعض الأبحاث إلى أن بعض مضادات الأكسدة في السفرجل تقلل من الالتهابات بما في ذلك مركبات الفلافونولات مثل كيرسيتين وكيمبفيرول، كما أنها تقي من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، ووجدت دراسة حديثة أن شراب السفرجل يكون أكثر فاعليةً من فيتامين ب 6 في تقليل الغثيان والقيء الناجم عن الحمل.
- تحسين عمل جهاز الهضم: منذ فترة طويلة يستخدم السفرجل في الطب التقليدي والشعبي لعلاج مجموعة متنوعة من اضطرابات جهاز الهضم، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن مستخلص السفرجل قد يحمي أنسجة الأمعاء من التلف المرتبط بأمراض التهاب الأمعاء مثل التهاب القولون التقرحي، وفي دراسة أجريت على الفئران المصابة بالتهاب القولون التقرحي، قللت تلك التي أعطيت خلاصة السفرجل والعصير من تلف أنسجة القولون.
- علاج قرحة المعدة: تشير الأبحاث المبكرة إلى أن المركبات النباتية في الأحياء قد تساعد في منع قرحة المعدة وعلاجها، وفي دراسة أجريت وجد أن عصير السفرجل قد قلل نمو بكتيريا جرثومة المعدة، وهي بكتيريا معروفة بأنها تسبب قرحة في المعدة، وفي الوقت نفسه وجدت دراسة أجريت على الفئران أن مستخلص السفرجل يحمي من قرحة المعدة التي تسببها الكحول.
- تقليل أعراض الارتداد المعدي المريئي: تشير العديد من الدراسات إلى أن شراب السفرجل قد يساعد في إدارة أعراض مرض الجزر المعدي المريئي والمعروف باسم ارتداد الحمض، ووجدت دراسة استمرت 7 أسابيع على 80 طفلًا يعانون من ارتداد الحمض أن المكملات الغذائية مع شراب السفرجل يوميًّا كانت فعالة مثل الأدوية التي تستخدم تقليديًّا للتخفيف من أعراض هذه الحالة، وفي دراسة شملت 137 امرأةً حاملًا، تبين أنّ جرعة مقدارها 10 ملليغرامات من شراب السفرجل التي أُخذت بعد الوجبات لها فعالية الدواء التقليدي في تخفيف أعراض ارتداد الحمض، فضلًا عن ذلك؛ ففي دراسة استمرت أربعة أسابيع عالجت 96 طفلًا يعانون من ارتداد الحمض باستخدام تركيز السفرجل إلى جانب الدواء تبين أن الآثار الجانبية مثل القيء والنفور من الطعام والتجشؤ وآلام البطن، تكون بدرجة أقل مقارنةً بتناول الدواء وحده.
- تخفيف أعراض الحساسية: قد تخفف الأعراض المختلفة للحساسية عن طريق قمع نشاط بعض الخلايا المناعية المسؤولة عن الحساسية، وتجمع أدوية الحساسية بين عصير الليمون وخلاصة سفرجل الفاكهة، وتدعم بعض الدراسات الصغيرة قدرة السفرجل على منع الحساسية الخفيفة وعلاجها مثل سيلان الأنف والربو، كما تشير دراسات الفئران إلى أن مستخلصات الفاكهة والبذور قد تمنع التهاب الجلد التحسسي المصطنع وتعالجه، وفي حين أن بعض الخبراء يتوقعون أن منتجات السفرجل قد تكون بديلًا آمنًا لأدوية الحساسية التقليدية إلا أن الأمر يحتاج إلى مزيد من البحث.
- دعم وظيفة جهاز المناعة: قد تدعم فاكهة السفرجل نظام المناعة لدى الأشخاص؛ إذ كشفت العديد من الدراسات أن لها خصائص مضادة للجراثيم قد تساعد في منع فرط نمو بعض أنواع البكتيريا الضارة مثل البكتيريا الإشريكية القولونية والمكورة العنقودية الذهبية، كما أن حبة السفرجل الواحدة تحتوي على 15% من احتياجات الجسم اليومية من فيتامين ج، وهو ضروري لجهاز المناعة، وثمرة واحدة توفر 6-8% من احتياجات الجسم اليومية من الألياف الغذائية، وتناول الألياف الكافية يدعم البكتيريا السليمة التي تعيش في جهاز الهضم، والحفاظ على البكتيريا الصحية في الأمعاء يقلل من الالتهابات ويحسن من مقاومة العدوى من البكتيريا الضارة في جهاز الهضم.
- يحسن صحة القلب: وجدت بعض الأبحاث أن هذه الفاكهة يمكن أن تساعد في دعم صحة القلب، وأن إعطاء مستخلصات الفاكهة للفئران المصابة بداء السكري يساعد في تقليل مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، وكلها عوامل خطر رئيسية للإصابة بأمراض القلب، كما أن الأوراق والفواكه كانت فعالةً في خفض ضغط الدم لدى الفئران، وهي قضية أخرى يمكن أن تسهم في الإصابة بأمراض القلب.
- تخفيف الإمساك: في الطب التقليدي غالبًا ما كانت بذور فاكهة السفرجل تُستخدم لعلاج اضطرابات جهاز الهضم، مثل الإمساك والإسهال، وأكدت الأبحاث الحديثة الخواص الطبية للفاكهة والبذور مشيرةً إلى أن السفرجل يمكن أن يساعد في تخفيف الإمساك، وأن مستخلص البذور ساعد في زيادة حركة جهاز الهضم واسترخاء العضلات، وقد ساعد أيضًا على تنشيط بعض المستقبلات في القناة الهضمية وتحفيز الانقباضات؛ مما قد يساعد في تقليل الإمساك، وثمرة السفرجل غنية بالألياف أيضًا؛ مما يساعد على إضافة الجزء الأكبر إلى البراز لعلاج الإمساك، وفقًا لمراجعة نشرت في المجلة العالمية لأمراض جهاز الهضم فإن الحصول على مزيد من الألياف في النظام الغذائي قد يساعد على زيادة وتيرة البراز لدى الأشخاص المصابين بالإمساك.
- محاربة البكتيريا: وجدت العديد من الدراسات أن هذه الفاكهة القوية يمكن أن تساعد في منع نمو البكتيريا الضارة في الجسم، وعلى سبيل المثال أظهرت إحدى الدراسات المخبرية أن عصير السفرجل ساعد في تثبيط نمو هيليكوباكتر بيلوري، وهي سلالة من البكتيريا التي يمكن أن تسبب القرحة في بطانة المعدة، ووجدت دراسة أخرى في المختبر أن الفاكهة والبذور يمكن أن تساعد في الحماية من سلالات عديدة من البكتيريا، بما في ذلك الإشريكية القولونية والبكتيريا المُمرضة التي يمكن أن تسبب العدوى والمرض.
- دعم التئام الجروح: تاريخيًّا استخدمت بذور السفرجل وأوراقه للمساعدة في دعم التئام الجروح وإصلاح الأنسجة، وفي الآونة الأخيرة أكدت العديد من الدراسات أن هذه الفاكهة يمكن أن تمتلك خصائص علاجية قوية، ووجدت إحدى الدراسات المخبرية أن البذور كانت قادرة على العمل كعوامل شفاء للجروح عن طريق تحفيز نمو أنسجة جديدة بعد الإصابة، وليس ذلك فحسب بل وجدت دراسة أخرى أن تطبيق مرهم مستخلص البذور موضعيًّا ساعد في علاج الحروق من الدرجة الثانية لدى الفئران.
القيم الغذائية للسفرجل
تُعدّ فاكهة السفرجل مصدرًا غنيًّا بفيتامين ج والألياف، كما أنها تحتوي على ثروة من العناصر الغذائية الهامة الأخرى بما في ذلك النحاس والبوتاسيوم والحديد، وتحتوي فاكهة واحدة بوزن 92 غرامًا على العناصر الغذائية الآتية[١]:
- 52.4 سعرةً حراريةً.
- 14.1 غرامًا من الكربوهيدرات.
- 0.4 غرام البروتين.
- 0.1 غرام من الدهون.
- 1.7 غرامًا من الألياف الغذائية.
- 13.8 ملليغرامًا من فيتامين ج.
- 0.1 ملليغرام من النحاس.
- 181 ملليغرامًا من البوتاسيوم.
- 0.6 ملليغرامًا من الحديد.
- 7.4 ملليغرامات من المغنيسيوم.
- 15.6 ملليغرامًا من الفسفور.
كما أنها تحتوي على كمية قليلة من فيتامين أ، والثيامين، والنياسين، وحمض البانتوثنيك، والكالسيوم والسيلينيوم.
الآثار الجانبية للسفرجل
بالنسبة لمعظم البالغين الأصحاء يمكن أن تكون فاكهة السفرجل إضافةً مغذيةً ولذيذةً لنظام غذائي جيد، ومع ذلك توجد بعض الآثار الجانبية التي يجب مراعاتها، نظرًا لارتباطها الوثيق بالفواكه الأخرى مثل التفاح والكمثرى والمشمش والخوخ، فمن الأفضل توخي الحذر عند تناول السفرجل إذا كان الشخص يعاني حساسيةً من أي نوع من أنواع الفاكهة هذه، وإذا واجه أي آثار جانبية ضارة مثل الحكة أو القشعريرة، فيجب التوقف عن تناولها على الفور واستشارة الطبيب[١]، ونظرًا إلى أن السفرجل يحتوي على نوع خاص من الألياف يُسمى mucilage من المهم تجنب تناول الأدوية معه؛ لأنه قد يضعف امتصاصها ويقلل من فعاليتها، ومن الناحية العملية يجب تناول الأدوية قبل ساعة واحدة على الأقل من تناول ثمرة السفرجل[١].
طريقة تناول السفرجل
على عكس الفواكه الأخرى؛ نادرًا ما تؤكل فاكهة السفرجل النيئة، وحتى عندما تنضج فإن الثمار النيئة لها قوام قاسٍ ونكهة قوية، وبالتالي فإن معظم عشاق السفرجل يتفقون على أن فاكهة السفرجل من الأفضل طهوها ويمكن تحضيرها بعدة طرق كما يأتي[٤]:
- يقطع السفرجل ويوضع في وعاء مع الماء وكمية قليلة من السكر، ويترك على نار هادئة حتى تصبح الثمرة طرية، ويمكن أيضًا إضافة التوابل مثل الفانيليا والقرفة والزنجبيل واليانسون.
- يمكن تناول السفرجل المطبوخ بمفرده أو استخدامه مع دقيق الشوفان أو اللبن أو اللحم المحمص، كما أنه يعطي إضافةً لذيذةً للفطائر.
- يمكن صنع من السفرجل مربى، ومع ذلك يجب أن يؤخذ في الاعتبار كمية السكر، لأن المربى يحتوي على نسبة عالية من السكر المضاف.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح "What Is Quince Fruit? Top 6 Benefits + How to Eat It", draxe, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ↑ "Health benefits of quince", homenaturalcures, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ↑ "QUINCE", webmd, Retrieved 25-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "8 Emerging Health Benefits of Quince (And How to Eat It)", healthline, Retrieved 25-12-2019. Edited.