كيف اهتم بنفسي بعد الاجهاض

كيف اهتم بنفسي بعد الاجهاض

أهمية العناية بنفسكِ بعد الإجهاض

يُشكِّل الإجهاض هاجسًا مزعجًا للنساء الحوامل، كما ينطوي على بعض التأثيرات الجسدية والعاطفية، مثل النزيف، والألم، والعدوى، والشعور بالغضب والاكتئاب، فإذا حدث معكِ فأنتِ قادرة على التعافي منه بسرعة إذا اهتممتِ بنفسكِ جيدًا، واتّبعتِ إرشادات الطبيب وتوجيهاته، وحصلتِ على الدعم النفسي الكافي من الأهل والأصدقاء[١].


كيف أهتم بنفسي بعد الإجهاض؟

يؤثر الإجهاض على صحتكِ الجسدية والنفسية على حدّ سواء، لذا ينبغي لكِ اتباع بعض النصائح لتخفيف هذه المضاعفات الجسدية والنفسية، ومن هذه النصائح ما يأتي:

الاهتمام بالصحة الجسدية بعد الإجهاض

يُحتمَل أن تعاني بعد الإجهاض من أعراض الألم والمغص والنزيف التي قد تستمرّ لمدة أسبوعين، وتوجد بعض الأمور التي ينبغي لكِ اتباعها للاهتمام بصحة جسمكِ بعد الإجهاض، وتخفيف وطأة تلك الأعراض، من أهمها ما يلي[٢]:

  • الراحة: ينبغي لكِ أن تنالي قسطًا من الراحة بعد الإجهاض؛ فهذه التجربة المريرة تخلِّف وراءها ألمًا وتعبًا شديديْن، لذلك يجب عليكِ أن ترتاحي قدر المستطاع، وأن تشربي الحليب الدافئ إذا كنتِ غير قادرةٍ على النوم بسهولة، ويمكنكِ أيضًا ممارسة بعض التمارين الخفيفة حتى تنامي نومًا مريحًا.
  • الأدوية: يجب عليكِ استشارة الطبيب بعد الإجهاض حتى يصف لكِ بعض مسكنات الآلام لتخفيف أعراض الألم والمغص الناجم عن الإجهاض.
  • الكمادات: يندرج الصداع ضمن الأمور الشائعة التي تصاب بها المرأة بعد الإجهاض، فإذا عانيتِ من آلام الصداع، يمكنكِ حينها استخدام الكمادات الباردة أو الدافئة على جبينكِ، فهي وسيلةٌ منزليةٌ فعالةٌ لتخفيف تلك الآلام.
  • مراقبة درجة الحرارة: تُعدّ العدوى من المضاعفات الشائعة التي قد تصيبكِ بعد الإجهاض، لذا ينبغي لكِ أن تراقبي درجة حرارتك بدقَّةٍ شديدةٍ في الأيام الـ5 التالية لإجهاضكِ؛ فإذا ارتفعت درجة حرارتكِ فوق 37.61 درجة مئوية، فهذا قد يكون مؤشرًا محتمَلًا لإصابتكِ بالعدوى، لذا لا بدّ أن تراجعي الطبيب.
  • المحافظة على النظافة الشخصية: يُعدّ النزيف أمرًا شائعًا بعد الإجهاض، لذا يُستحسَن بكِ استخدام الفوط الصحية عوضًا عن السدادت القطنية (التامبون)، فهذا الأمر يقلِّل خطر إصابتكِ بالعدوى لاحقًا، كما يجب عليكِ الاستحمام مرتَين يوميًا حفاظًا على نظافتكِ الشخصية.
  • اتباع نظام غذائي صحي: تتطلب عملية التعافي بعد الإجهاض أن تتناولي نظامًا غذائيًا صحيًا غنيًا بالبروتينات والكربوهيدرات والألياف والفيتامينات والمعادن الأساسية، لذا ينبغي أن يتضمَّن نظامكِ الغذائي مأكولاتٍ بعينها، مثل البيض، والجبن، واللحوم الحمراء، وزيت جوز الهند، والفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، ويجب عليكِ أيضًا الإكثار من الأطعمة الغنية بالكالسيوم، مثل الحليب، والفواكه المُجفّفة، وفول الصويا، وذلك بسبب انخفاض مستويات الكالسيوم في جسمكِ أثناء الحمل.
  • شرب الماء: يُعدّ شرب الماء أمرًا مهمًّا خلال مرحلة التعافي من الإجهاض، لذا يجب عليكِ شرب 8 أكواب من الماء يوميًا بالحدِّ الأدنى، ويمكنكِ أيضًا الحصول على السوائل الضرورية عبر شرب الشاي وعصائر الفواكه وتناول أطباق الحساء، شريطة تجنُّب المشروبات الغنية بالكافيين نظرًا لتأثيرها السلبي على عملية الشفاء.
  • تجنّب الجماع: يمرُّ جسمكِ بمرحلة التعافي والشفاء خلال الأسبوعين التالييْن للإجهاض، لذلك ينبغي لكِ تجنُّب ممارسة الجماع خلال تلك المدة؛ ويُفضَّل أن تنتظري ريثما يتوقف النزيف وينغلق عنق الرحم، ولا بدّ لكِ أيضًا من مراجعة الطبيب قبل السعي لإنجاب طفلٍ آخر.
  • الفحوصات الدورية: تفيدكِ الفحوصات الدورية المنتظمة في التأكّد من خلوِّكِ من الأمراض المنقولة جنسيًا، أو العدوى البكتيرية، أو أي مشكلاتٍ صحيةٍ أخرى تؤثِّر على حملكِ مستقبلًا.


الاهتمام بالصحة النفسية بعد الإجهاض

قد يؤثر الإجهاض تأثيرًا كبيرًا على صحتكِ النفسية، فقد تصابين بالاكتئاب والتوتر والقلق، مما يتطلب منكِ اتباع بعض الخطوات لتحسين صحتكِ النفسية، وهذا يتضمَّن ما يلي[٢][٣]:

  • أفصحي عن مشاعركِ: يتشابه تأثير الإجهاض مع تأثير وفاة أحد أفراد أسرتك، إذ تشعرين بالحزن والاكتئاب واليأس في كلتا الحالين، لكن الإجهاض يؤدي أيضًا إلى شعوركِ بمشاعرَ مختلفة؛ إذ ينتابكِ شعورٌ بالغضب الشديد لوفاة جنينكِ دون أن تتمكَّني من رؤيته، وقد يصيبكِ الغضب أيضًا لنجاح حالات الحمل الأخرى، فهذا الأمر طبيعي تمامًا، وهو جزءٌ أساسيٌّ من مرحلة الحزن، لذا ينبغي لكِ ألّا تخجلي من مشاعرك هذه.
  • احصلي على دعم الأصدقاء: يؤثر الإجهاض في روتينكِ وأنشطتكِ اليومية، فلا تستطيعين الالتزام بها، لذا يجب عليكِ الاستعانة بأصدقائكِ وأفراد أسرتكِ لأداء واجباتكِ المنزلية، وللحديث معهم بشأن مشاعركِ وحالتكِ بعد الإجهاض، كما يمكنكِ الانضمام إلى مجموعات الدعم المحلية أو الإلكترونية، فالتواصل مع النساء اللاتي عانَينَ من الإجهاض أيضًا قد يخفِّفُ عنكِ آثاره، ويساهم في تسريع عملية التعافي، والأمر ذاته يحصل عندما تستعينين باختصاصيٍّ نفسيٍّ لمساعدتكِ في تجاوز مشاعر الكآبة والحزن الناجمة عن فقدان جنينكِ.
  • تجنّبي التوتر: تكون الهرمونات غير مستقرة في جسمكِ بعد الإجهاض، ممّا يعني أنكِ عرضةٌ للانفعال السريع والغضب والهياج نتيجة تقلُّب مستويات الهرمونات، لذا ينبغي لكِ تجنُّب التوتر حتى لا تتفاقم حالتكِ النفسية.
  • الأدوية: يُحتَمَل أن يوصيكِ الطبيب بتناول الأدوية المضادة للاكتئاب والعلاج النفسي إذا أُصبتِ باكتئابٍ شديدٍ بعد الإجهاض.


متى يمكنكِ الحمل بعد الإجهاض؟

كان الأطباء يوصون سابقًا بضرورة انتظار المرأة عدة أشهر قبل محاولة الحمل مجدَّدًا، ومع ذلك إذا كانت صحة رحمكِ جيّدة خلال مرحلة التعافي من الإجهاض، يمكنكِ حينها أن تحملي بمجرَّد انقضاء دورة شهرية طبيعية واحدة، وبطبيعة الحال ينبغي لكِ استشارة طبيبكِ أولًا؛ فإذا وجد ندوبًا في رحمكِ أو بعض الأجزاء المتبقية من المشيمة، فإنه سوف يوصيكِ بالانتظار مدةً أطول قبل الحمل مرةً أخرى، وعمومًا لا ينبغي لكِ القلق بشأن نجاح الحمل مستقبلًا؛ إذ يحدث الحمل الطبيعي وينتهي بولادة جنينٍ حي عند نسبة تتراوح بين 65% و 75% من النساء اللاتي تعرَّضنَ للإجهاض مرتَين أو ثلاث مراتٍ متاليةٍ دون مبرِّرٍ واضح، لذا يجب عليكِ تذكير نفسكِ دائمًا بأنكِ ستحملين مجددًا وستلدينَ طفلًا سليمًا؛ فالإجهاض لمرةٍ واحدةٍ عند الغالبية العظمى من النساء يكون مؤشرًا على خصوبتهنَّ مستقبلًا[٤].


المراجع

  1. "Miscarriage", hse, 2018-10-19, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  2. ^ أ ب Sabiha Anjum (2019-06-20), "How to Heal After a Miscarriage", parenting.firstcry, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  3. Kristeen Cherney (2019-03-07), "Pregnancy Loss: Processing the Pain of Miscarriage", healthline, Retrieved 2020-11-29. Edited.
  4. Shari Lusskin (2020-02-09), "After a Miscarriage: What Happens and How to Cope", whattoexpect, Retrieved 2020-11-29. Edited.

فيديو ذو صلة :