محتويات
من الذي ينفخ في الصور يوم القيامة؟
أجمع العلماء أنَّ الذي يَنفُخ في الصور يوم القيامة هو الملَك إسرافيل -عليه السلام-، وهو من حملة عرش الرحمن، وفي الحديث الذي يرويه أبو هريرة يُبين أنَّ الصور الذي يُنفخ فيه يوم القيامة هو مع إسرافيل -عليه السلام- وهو مستعد منذ أن خلقه الله، وينتظر الأمر منه حتى ينفخ فيه، فيقول عليه الصلاة والسلام: (إنَّ طَرْف صاحب الصور منذ وكل به مستعدٌّ يَنظر نَحو العرش مَخافة أن يُؤمر قبل أن يرتدَّ إليه طَرْفُه؛ كأنَّ عينيه كوكبان درِّيَّان)[١]، وقد علَّم الرسول عليه الصلاة والسلام الصحابة قولًا يقولونه لأجل هذا الأمر الجلل، فقال لهم الرسول قولوا: (حَسبنا الله ونِعم الوكيل، توكَّلنا على الله ربِّنا)[٢][٣][٤].
ما هو الصور الذي ينفخ فيه يوم القيامة؟
إنَّ الصُور عند العرب يعني القرن، وهو يشبه البوق فهو قرن عظيم، وقد سُئل رسول الله عنه، فقال له أعرابي: يا رسول الله ما الصور؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (قرن يُنفخ فيه)[٥]، وقد ذكر الإمام السعدي في كتابه تفسير الكريم الرحمن عن الصُور أنَّه: "قَرْنٌ عَظيم، لا يَعلم عظمَتَه إلَّا خالقه، ومَن أطلَعَه اللهُ على عِلمه من خلقه، فيَنفخ فيه إسرافيلُ عليه السلام، أحَد الملائكة المقرَّبين، وأحَدُ حمَلَة عرش الرحمن"[٤].
عدد مرات النفخ في الصور وصفتها
إنَّ العلماء قد اختلفوا في عدد مرات النَّفخ في الصُور، فمنهم من قال أنَّها 3 نفخات، وهي نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة البعث، ومنهم من قال أنَّها نفختين، نفخة الفزع هي نفسها الصعق ونفخة البعث، والصحيح الثابت أنها نفختين، نفخة الفزع والصعق ونفخة البعث، وفيما يلي تفصل لكل منهما[٦][٤][٧]:
نفخة الفزع والصعق
ذكر الله عز وجل نفخة الفزع والصعق في كتابه الكريم فقال:{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ}[٨]، ففي هذه النَّفخة تتشقق وتنفطر السَّماوات ويطويها الله عز وجل، والجبال تتزلل وتُنسف، وهذه النفخة تأتي بغتة والناس غافلون ومنشغلون بالدنيا فلا يستطيع أحد منهم أن يوصي بشيء بل هم في خوف وفزع من هذه النفخة، فيموت كل من في السماء وكل من في الأرض إلا الذين استثناهم الله عز وجل.
نفخة البعث
يقول سبحانه وتعالى:{ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ}[٩]، في هذه النفخة يبعث الله عز وجل كل النَّاس من القبور ومن البحار ومن كل مكان على الأرض، فيجتمعون عند الله سبحانه وتعالى في مكان واحد يسمعون كلامه سبحانه، ينفذ صبرهم وهم ينتظرون الحساب، ثم يحكم الله بينهم بالعدل، وتوزَّع عليهم صحفهم، منهم من يأخد صحيفته بيمينه ومنهم من يأخذها بشماله، وفي هذه النفخة توزن أعمال العباد بالميزان وقد ترجِح كفة الميزان لهذا ولا ترجح لذاك، وهذه الأحداث كلها تكون خلال النفخة الثانية أي بعد بعث النَّاس ونشورهم.
من الذين لا يصعقون عند النفخ في الصور
إنَّ الله عز وجل استثنى في الآية الكريمة الذين لا يصعقون عند النفخ في الصور، فقال سبحانه وتعالى:{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ}[١٠]، وفيما يلي ذكر لمن لا يُصعقون يوم القيامة كما قال العلماء[٤]:
- قيل أنَّ المستثنون هم الشهداء، فإنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام سأل جبريل عن هذه الآية الكريمة المذكورة سابقًا، فقال له: (من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم؟ قال: هم شهداء الله)[١١].
- وقيل هم الملائكة: جبريل وميكائيل وإسرافيل وملَك الموت.
- وقيل هم حملة العرش.
- وقيل هم الحور العين وخزنة النار.
كما أنّ طائفة من العلماء لم يقولوا من هم المستثنون، مثل الإمام قتادة، فقال: قد استثنى الله، والله أعلم إلى ما صارت ثنيته[٤].
أهوال يوم القيامة
لا تنتهي حياة الإنسان بموته، بل تبدأ حياة جديدة بانتقاله إلى أوَّل منازل الآخرة، وهي دخول القبر، وفيما يلي ترتيب لأحداث وأهوال يوم القيامة بعد دخول القبر[١٢]:
- نعيم القبر أو عذابه، ففي القبر يُسأل العبد عن دينه وربِّه ونبيِّه، فإن كان قد عرف إجابة هذه الأسئلة فقد نجا وكان قبره روضة من رياض الجنة، وإن لم يعرف إجابتها كان قبره حفرة من حفر النار.
- النفخ في الصور، وفيه نفخة الفزع ونفخة البعث.
- الحشر، بعد أن يُنفخ نفخة البعث يُحشر الناس عند رب العالمين.
- الحساب، وفيه تُعرض على العباد أعمالهم.
- الميزان، وعنده توزن أعمال العباد في الميزان بالقسط.
- الشفاعة، وهي شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام للناس حتى يُعجِّل لهم الحساب.
- تطاير الصحف، يأخذ كل عبد كتابه فيقرؤه ويعلم أعماله.
- الحوض، عند الحوض يقف النبي عليه الصلاة والسلام ينادي المؤمنين حتى يُسقيهم من نهر الكوثر.
- الصراط، هو جسر ممتد فوق النار يمشي عليه النَّاس ويجتازونه حسب أعمالهم.
- الجزاء، وهو مصير كل عبد من العباد إمَّا الجنة وإمَّا النَّار.
- دخول الكافرين النار.
- دخول المؤمنين الجنة.
أسئلة تجيب عنها حياتكِ
كم المدة بين النفخة الأولى والثانية؟
في الحديث الذي يرويه أبو هريرة عن الرسول عليه الصلاة والسلام، أنَّه قال:( ما بين النفختين أربعون)[١٣]، فسأل الصحابة أبا هريرة أربعون يومًا؟ فقال أبو هريرة: أبَيتُ، قالوا: أربعون شهرًا؟ قال: أبيتُ، قالوا: أربعون سنة؟ قال: أبيتُ، وأبيت أي أنَّ أبا هريرة أبى أن يستفسر من رسول الله عن هذه الأربعين[٤].
هل يوم النفخ في الصور معلوم؟
قال عليه الصلاة والسلام: (إنَّ من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة)[١٤]، فأخبر عليه الصلاة والسلام أنَّ يوم الجمعة هو يوم النفخ في الصور، لكن أي جمعة لم يُحدّد عليه الصلاة والسلام، ولا يعلم ذلك أحد إلا الله سبحانه وتعالى، وقيل إنَّ وقت النفخ في الصور هو من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس[١٥].
المراجع
- ↑ رواه الألباني ، في السلسلة الصحيحة، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1078، إسناده صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:11039، صحيح.
- ↑ "حقيقة النفخ في الصور"، طريق الإسلام، 17/11/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح ناصر عبدالغفور (29/2/2016)، "النفخ في الصور"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:3244، صحيح.
- ↑ "عدد النفخات في الصور"، الإمام ابن باز رحمه الله، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2021. بتصرّف.
- ↑ عبدالله الفريح (2/10/2015)، "مسائل في البعث: النفخة الأولى"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية:68
- ↑ سورة الزمر، آية:68
- ↑ سورة الزمر، آية:68
- ↑ رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:287، إسناده صحيح.
- ↑ أحمد العتيبي (26/12/2020)، "أين تذهبون؟ ـ أهوال يوم القيامة"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2955 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أوس بن أبي أوس، الصفحة أو الرقم: 2212، صحيح.
- ↑ عبدالرحمن الشثري (25/11/2019)، "النفخ في الصور: تعريفه، أدلته، وقته، عدده، مدته، كيفيته، أحداثه"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2021. بتصرّف.