محتويات
القولون العصبي
متلازمة القولون العصبي هي اضطراب هضمي مزمن يمكن أن يسبب الشعور المستمر بعدم الراحة، لكنه في الغالب لا يسبب مضاعفات شديدةً لدى معظم المصابين، والسبب المباشر للإصابة بالقولون العصبي ليس واضحًا تمامًا، وهو مرض غير مُعدٍ وليس له ارتباط بالسرطان، ولا يوجد علاج شافٍ تمامًا لمتلازمة القولون العصبي، لكن يمكن للشخص المصاب بها تجنب العوامل التي تثير المرض لديه، كما يمكنه إجراء تعديلات على نظامه الغذائي واتباع نصائح الطبيب، مما يؤدي إلى تقليل حدة الأعراض وعدم الراحة التي يعانيها المريض بصورة ملحوظة، ولأن أسباب القولون العصبي غير واضحة، فإن خيارات العلاج تهدف إلى تخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة بصورة عامة.[١]
القولون العصبي والحرارة في الجسم
ارتفاع درجة حرارة الجسم ليس من أعراض القولون العصبي، ويمكن أن يشير إلى وجود عدوى ميكروبية في الأمعاء أو في الجسم، لذا يجب مراجعة الطبيب فورًا إذا كان الشخص يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، أو إذا استمر هذا الارتفاع أكثر من ثلاثة أيام، كما تجب مراجعة الطبيب على الفور إذا ترافق ارتفاع درجة الحرارة مع ظهور أعراض غير اعتيادية أخرى، مثل: الصداع الحاد، والطفح الجلدي، وتصلب الرقبة، والتقيؤ المستمر، وصعوبة التنفس، والألم عند التبول[٢].
أسباب القولون العصبي
تشمل العوامل التي قد تؤدي دورًا في الإصابة بالقولون العصبي ما يلي:[١]
- طبيعة الحمية الغذائية المتبعة.
- بعض العوامل البيئية، مثل التوتر النفسي.
- العوامل الوراثية والجينات.
- الهرمونات؛ فالتغيرات الهرمونية يمكن أن تجعل الأعراض أسوأ لدى المصابين بالقولون العصبي، فعلى سبيل المثال تكون الأعراض أكثر حدةً لدى النساء في وقت الدورة الشهرية نتيجة التقلبات الهرمونية في تلك الفترة من الشهر.
- الحساسية العالية للألم في الجهاز الهضمي.
- استجابة غير عادية للعدوى؛ إذ يمكن أن تؤدي العدوى مثل التهابات المعدة والأمعاء إلى الإصابة بالقولون العصبي.
- خلل في العضلات المسؤولة عن تدفق الطعام وحركته عبر قنوات الجهاز الهضمي.
- عدم قدرة الجهاز العصبي المركزي على السيطرة على الجهاز الهضمي.
- الحالة النفسية والعقلية للشخص، إذ يمكن أن تساهم الحالة الذهنية والعاطفية للشخص في الإصابة بالقولون العصبي، فعلى سبيل المثال الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نفسي يسمى اضطراب ما بعد الصدمة لديهم قابلية أكبر للإصابة بالقولون العصبي.
أعراض القولون العصبي
يضم التهاب القولون العصبي مجموعةً من الأعراض المعوية التي تحدث عادةً معًا، وتختلف في حدتها ومدتها من شخص إلى آخر، ولتشخيص شخص بأنه مصاب بمتلازمة القولون العصبي يجب أن تستمر الأعراض لديه لمدة ثلاثة أشهر متتالية على الأقل لثلاثة أيام متواصلة في الشهر الواحد، ومن الجدير بالذكر أن هذه الحالة لا تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي، لكنها تؤثر بنسبة كبيرة على نوعية حياة المصاب وراحته، كما يمكن في حالات نادرة أن يسبب القولون العصبي تلفًا في الأمعاء، لكنه أمر نادر الحدوث.
تشمل أعراض القولون العصبي حدوث تشنجات وألم في البطن، والانتفاخ، والغازات، والإمساك، الوإسهال، وعادةً تزول هذه الأعراض بعد تفريغ الأمعاء من الفضلات، وهي ليست مستمرةً دائمًا، إذ إنها تظهر وتختفي، لكن يوجد بعض المصابين ممن تكون الأعراض لديهم مستمرةً، وعادةً تكون عند النساء في وقت قريب من بداية الدورة الشهرية، وتزداد حدتها لديهن خلال هذا التوقيت، وتخفّ الأعراض لدى النساء بعد انقطاع الطمث في سن اليأس، كما أن بعض النساء قد لاحظن أن بعض أعراض القولون العصبي تزيد أثناء فترة الحمل.[٣].
علاج القولون العصبي
لا يوجد علاج للقولون العصبي، إنما يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض والتعايش مع المرض بصورة أفضل، وتشمل الخطّة المتّبعة إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة، بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوية،[٣] وعمومًا تشمل علاجات القولون العصبي ما يلي[١]:
- تعديل النظام الغذائي: إنّ طبيعة الغذاء تؤدي دورًا في تحفيز أعراض القولون العصبي، وغالبًا تكون أسوأ بعد تناول بعض الأطعمة، مثل: الشوكولاتة، أو الحليب، أو الكحول، وكذلك بعض الفواكه والخضروات، والمشروبات الغازية التي تؤدي إلى الانتفاخ، وليس مؤكدًا إذا ما كانت الحساسية الغذائية أو عدم التحمل لطعام معين تؤدي دورًا في تهيج أعراض القولون العصبي. وتتضمن الأطعمة التي تسبب انتفاخ البطن الفاصولياء، والكرفس، والبصل، والجزر، والزبيب، والموز، والمشمش، والخوخ، وتشمل الأطعمة الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث اضطرابات منتجات الألبان، والعلكة الخالية من السكر، وبعض أنواع الحلويات، والأغذية التي تحتوي على الكافيين، ومن النصائح الغذائية التي يمكن أن تقلل من أعراض القولون العصبي ما يأتي:
- استهلاك المزيد من الأطعمة التي تحتوي على الشوفان.
- عدم تخطّي أي من الوجبات.
- تناول الطعام في نفس الوقت كل يوم.
- تناول الطعام ببطء.
- تجنّب شرب الكحول.
- تجنب المشروبات الغازية والسكرية.
- الحد من تناول أنواع معينة من الفواكه والخضروات.
- شرب ما لا يقل عن ثمانية أكواب من السوائل يوميًا.
- تجنب الأطعمة المحتوية على الغلوتين.
- تخفيف القلق والتوتر: لأنّ التوتر والقلق قد يسببان الإصابة بالقولون العصبي ويسببان تهيج الأعراض لدى بعض الأشخاص، فقد يساعد ما يلي في تقليل الأعراض أو تخفيفها:
- ممارسة تقنيات الاسترخاء.
- ممارسة بعض الأنشطة، مثل اليوغا.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الأدوية: تستخدم الأدوية عادةً كخيار أخير لعلاج القولون العصبي عند فشل الوسائل العلاجية الأخرى، وفي الحالات التي تكون فيها الأعراض حادةً، وقد وجد أن الأدوية التالية لها القدرة على التخفيف من أعراض القولون العصبي:
- الأدوية المضادة للتشنجات، فهذه الأدوية تقلل من التشنجات في البطن والألم؛ لأنها تؤدي إلى استرخاء العضلات في الأمعاء.
- المسهلات، يمكن أن تساعد هذه الأدوية على تخفيف حدة الإمساك، لكن يجب استخدامها بحذر وعند الضرورة فقط.
- الأدوية المبطئة لحركة الأمعاء، يمكن أن تقلل هذه الأدوية من أعراض الإسهال، ومن أمثلتها دواء لوبيرامايد الذي يبطئ تقلصات العضلات المعوية.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، تخفف هذه الأدوية آلام البطن والتشنجات.
- أدوية القولون العصبي، وتشمل الأدوية المخصصة لعلاج القولون العصبي بصورة خاصة، ومنها دواء الألوستيرون الذي يستعمل لعلاج الإسهال الشديد لدى الإناث، ودواء لوبيبروستون الذي يستعمل للإمساك عند الإناث أيضًا، كما تستعمل بعض المضادات الحيوية لتقليل الإسهال لدى الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي، وكذلك دواء الوكسادونيل الذي يقلل من أعراض القولون العصبي المترافق مع الإسهال.
- العلاج النفسي: قد يكون العلاج النفسي مفيدًا لبعض الأشخاص في تقليل أعراض القولون العصبي، وتشمل التقنيات المستخدمة لهذا الغرض ما يلي:
- العلاج بالتنويم المغناطيسي، إذ يمكن أن يغيّر الطريقة التي يستجيب بها العقل اللاواعي للأعراض الجسدية.
- العلاج المعرفي السلوكي، إذ يساعد هذا النوع من العلاج المصابين بالقولون العصبي على تطوير استراتيجيات للتفاعل بطريقة مختلفة مع المرض، من خلال تعليم المريض تقنيات الاسترخاء، والتفكير الإيجابي.
- ممارسة الرياضة، إذ يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في تقليل أعراض القولون العصبي لدى بعض الأشخاص.
المراجع
- ^ أ ب ت Yvette Brazier (2019-11-7), "All you need to know about irritable bowel syndrome (IBS)"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-27. Edited.
- ↑ Barbara Bolen, PhD (2019-9-1), "Symptoms That IBS Patients Should Report to Their Doctor Immediately"، verywellhealth, Retrieved 2019-11-27. Edited.
- ^ أ ب Jaime Herndon & Tricia Kinman (2017-7-24), "Everything You Want to Know About IBS"، healthline, Retrieved 2019-11-27. Edited.