محتويات
العضّ على الأسنان أثناء النّوم
يعضُّ بعض النّاس على أسنانهم دون وعي أثناء النّوم، أو بوعيٍ أثناء الاستيقاظ، ويُطلَق على تلك الحالة صرير الأسنان أو جزّها، وهي حالة يحكّ فيها الشّخص أسنانه ويُطبقها على بعضها البعض، وتُعدّ من اضطرابات الحركة المُرتبطة بالنّوم، ومن الجدير بالذّكر أن الأشخاص الّذين يعضّون على أسنانهم أثناء النّوم أكثر عُرضةً للإصابة باضطرابات النّوم الأخرى، مثل الشّخير وتوقّف التّنفّس، وقد لا يتطلّب عضّ الأسنان العلاج، مع ذلك يُمكن أن يكون العضّ متكرّرًا وشديدًا بما يكفي ليؤدّي إلى الصُّداع، وتلف الأسنان، واضطرابات الفكّ، والألم العضلي الوعائي، والخلل الوظيفي في المفصل الصَّدغي، وغيرها من المشاكل، وعندئذٍ تجب مُراجعة الطّبيب لحلّ المشكلة[١][٢].
أسباب العضّ على الأسنان أثناء النّوم
لا يزال سبب العضّ على الأسنان غير واضح، إذ إنَّ مرحلة الطّفولة هي الأكثر شيوعًا لحدوث تلك الحالة، وتكون بنسبة 38%، وإنَّ أدنى المُعدّلات هي في الأشخاص الّذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، وتوجد عدّة عوامل تتعلّق بحدوث العضّ أثناء الاستيقاظ أو النّوم، ومن هذه العوامل ما يأتي[٢][٣]:
- يُمكن أن يكون العضّ من الآثار الجانبيّة لبعض الأدوية، بما في ذلك بعض مضادّات الاكتئاب، ومضادات الصرع، وأدوية الاضطرابات العقلية، وأكثر أنواع الأدوية تسبُبًا لصرير الأسنان هي مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، وهي من أنواع مضادات الاكتئاب.
- يرتفع نشاط الدّماغ ومُعدّل ضربات القلب قبل حدوث الجزّ والعضّ، مما يوحي بأنَّ الجهاز العصبي المركزي يلعب دورًا مُهمًّا في ذلك، فمن المُمكن أن يحدث العضّ على الأسنان في أوقات التّوتّر، وفي أوقات الغضب، أو القلق، أو التركيز أيضًا.
- يدفع وجود الأسنان المفقودة أو المعوجّة إلى العضّ، وقد يكون تهيجها عاملًا من العوامل.
- تؤدّي بعض الأمراض العصبية، مثل مرض باركنسون أو مرض هنتنغتون إلى العضّ على الأسنان، ويُمكن للعوامل الأخرى الّتي لها صلة أن تؤدّي إلى تلك الحالة مثل التّعب، والشّخير، وتوقّف التّنفّس أثناء النّوم، وشُرب الكحول، والتّدخين.
- يحدث العضّ عند الأطفال بعد ظهور الأسنان الأولى عادةً، وقد يحدث مرّةً أخرى عند ظهور الأسنان الدّائمة، وعادًةً ما يتوقّف العضّ عند نموّها.
- يحدث عضّ الأسنان عند الأطفال الصّغار الّذين يُعانون من اضطراب فرط النّشاط ونقص الانتباه، وقد تكون الحالة استجابةً لآلام التّسنين أيضًا، أو عند الشّعور بالتّوتّر، مثل حل الاختبار[١].
- تتشنّج عضلات الوجه عند بعض الأشخاص أثناء النّوم، ممّا يؤدّي إلى حدوث عضّ الأسنان.
- نمط الحياة، بعض العادات اليومية ونمط الحياة تتسبب بمشكلة عض الأسنان مثل تعاطي الكحول، والإفراط في التدخين.
أعراض العض على الأسنان أثناء النوم
يُعاني الشخص المصاب من مشكلة عض الأسنان أثناء النوم من ظهور بعض الأعراض والعلامات التي تتضمن الآتي[١]:
- وجود صوت مرتفع عند إحداث الصرير قد يؤدي إلى إيقاظ الأشخاص النائمين في نفس المكان.
- حدوث كسور وتشققات وضعف في الأسنان.
- حدوث تلف في مينا الأسنان وتكشُّف الطبقات العميقة للسن.
- الشعور بالصُّداع الشديد.
- وجود اضطراب في النوم.
- الشعور بالألم في باطن الخد عند المضغ.
- حدوث زيادة في حساسية الأسنان.
- وجود ألم وتعب في عضلات الفك.
- وجود مشاكل في فتح وإغلاق الفك.
- الشعور بألم في الوجه أو الرقبة.
- احتمالية الشعور بالألم في الأذنرغم عدم وجود مشاكل في الأذن.
عوامل تزيد خطر العض على الأسنان
توجد بعض العوامل التي تؤدي إلى تفاقم مشكلة عض الأسنان أثناء الليل، ومن هذه العوامل نذكر ما يأتي[١]:
- الضغط العصبي: تؤدي زيادة القلق أو التوتر أو العصبية أو الإحباط إلى تفاقم مشكلة فرك الأسنان.
- العمر: تكثر مشكلة عض الأسنان لدى الأطفال الصغار؛ لكنها عادةً ما تختفي عند البلوغ.
- نوع الشخصية: الشخصيات التي تتسم بالعدوانية أو التنافسية أو العصبية تزيد لديهم فرصة الإصابة.
- الوراثة: قد تتسبب عوامل وراثية بالإصابة بمشكلة فرك الأسنان؛ فإذا كان أحد أفراد الأسرة يُعاني من هذه المشكلة، ربما تنتقل للأبناء.
- الاضطرابات الصحية: يمكن أن تترافق مشكلة صرير الأسنان مع بعض الاضطرابات الصحية العقلية والطبية، مثل مرض باركنسون، والخرَف، واضطراب الارتداد المعدي المريئي، والصرع، والعصبية، والاضطرابات المرتبطة بالنوم مثل توقف التنفس أثناء النوم، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
علاج العضّ على الأسنان أثناء النّوم
توجد عدّة طرق لعلاج عض الأسنان قد تحمي الأسنان من التلف، ونذكر من تلك الطّرق ما يأتي[٤]:
- تمارين عضلات اللّسان والفك: يمكن تجربة تمارين عضلات اللّسان والفك في العمل أو المنزل، إذ يُمكن أن تُساعد هذه التّمارين على التّوافق السّليم للفك واسترخاء عضلات الفك والوجه أيضًا.
- البوتوكس: يحقن الطّبيب المُختص كميّاتٍ صغيرةً من البوتوكس في العضلات الكبيرة التي تُحرّك الفك، لكن من الجدير بالذّكر أنَّ البوتوكس لا يُعالج عضّ الأسنان، إنّما يُقلّل تكرار عضّ الأسنان وألمه، فيُساعد في استرخاء هذه العضلات، وقد يُخفّف من الصُّداع النّاتج من الاحتكاك، ومن المُمكن أن يحتاج الشّخص إلى تكرار الحقن؛ إذ إنَّ التّحسّن عادةً ما يستمرّ لمُدّة ثلاثة إلى أربعة أشهر.
- تقنيّة الارتجاع البيولوجي: يُعلّم مُعالج الارتجاع البيولوجي الشخص المصاب كيفيّة التّحكّم في حركة عضلات الفك لدى الشّخص، وذلك من خلال ردود الفعل المرئيّة، أو السّمعيّة، أو الاهتزازيّة النّاتجة عن التخطيط الكهربائي، وهي تقنيّة مُصمّمة لمساعدة النّاس على إدراك السّلوك أو إزالته، ويُمكن استخدامه للتخفيف من عضّ الأسنان أثناء النّوم، وأثناء الاستيقاظ.
- واقيات الفم والجبائر: يُمكن صنع واقيات الفم حسب الطّلب في مكتب طبيب الأسنان، أو شراؤها دون وصفةٍ طبّيّةٍ، وقد تختلف واقيات الفم المُخصّصة بدرجاتٍ متفاوتةٍ من السّماكة، فتكون مُجهزةً خصيصًا بحجم وشكل فك الشّخص، وقد تكون أكثر راحةً من واقيات الفم التي تُشترى من المتاجر؛ لأنها مصنوعة من مواد أنعم، فقد تكون واقيات المتاجر الّتي تُشترى دون وصفة طبّيّة مصنوعةً من البلاستيك، وهذه ليست مريحةً بالنّسبة لبعض الأشخاص، لذلك يُنصَح بالبحث عن واحدة مصنوعة من البلاستيك اللّيّن أو واحدة يُمكن غليها لتليينها، ويُمكن تعريف واقيات الفم على أنّها نوع من الجبيرة الإطباقيّة الّتي قد تكون مُفيدةً، فتعمل عن طريق حماية الأسنان من التّلف، ومنع الأسنان من الاحتكاك ضد بعضها البعض أثناء النّوم، وتوفّر الرّاحة للأسنان، وتقلّل من الضغط على الفك أيضًا، ومن الجدير بالذّكر أنَّ واقيات الفم المُخصّصة أكثر تكلفةً من واقيات الفم غير الموصوفة طبّيًّا، لكنها قد تكون خيارًا أفضل لبعض الأشخاص.
- تقنيّات الحدّ من التّوتّر: لا ننكر أهميّة تخفيف التّوتّر في اكتساب الصحّة العامة لجسم الإنسان، وقد رُبِط عضّ الأسنان بقضايا الصّحّة العقليّة عند بعض النّاس أيضًا، وذلك مثل القلق، والتّوتّر، والاكتئاب، لكن توجد الحاجة إلى مزيد من البحوث لربط عضّ الأسنان بتلك الحالات، لكن على الرّغم من ذلك، فمن المُمكن أن تُساعد تقنيّات الحدّ من التوتر في تخفيف العضّ عند بعض الأشخاص أحيانًا، وفيما يأتي بعض الحلول والتقنيّات االّتي تُساعد في الحدّ من التّوتّر، والّتي يجب تجربتها:
- اليوغا: نحتاج إلى مزيدٍ من الدّراسات لفهم آثار اليوغا على الاكتئاب، إذ كشفت دراسة صغيرة عن أهميّة مُمارسة اليوغا في تخفيف الاكتئاب، والتّوتّر[٥].
- مُمارسة التّمارين الرّياضيّة: من المُهمّ البدء ببطءٍ إذا كان الشّخص جديدًا على مُمارسة التّمارين الرّياضيّة، فتجب المحاولة في بناء نشاط خلال اليوم، إذ تكمُن أهميّة مُمارسة التمارين في تقليل التّوتّر، وذلك عن طريق إنتاج هرمون الإندورفين الّذي يُشعر الشّخص بالرّاحة.
- التأمُّل: إذ يجب على الشّخص مُمارسة التأمُّل جيّدًا؛ للقدرة على الاسترخاء، والتغلّب على القلق، وبالتّالي المُساعدة في حل مشكلة العضّ على الأسنان، ولذلك الأمر يُمكن تنزيل تطبيق أو الانضمام إلى مجموعة تُساعد على التأمُّل، لما له من أهميّة في المساعدة على تقليل القلق، وتخفيف الألم، والاكتئاب، والتّوتّر.
- مُراجعة الطّبيب وطلب العِلاج: من المُمكن أن يصف الطّبيب النّفسي أدويةً مُعيّنةً للمساعدة في تقليل التّوتّر والقلق إذا لزم الأمر، وذلك إن كان التّوتّر والقلق يؤثّران على حياة الشّخص اليوميّة، ومن الجدير بالذّكر أنَّ التحدّث إلى مُعالِج أو مستشار أو صديق موثوق به قد يُساعد الشّخص على تقليل القلق، والاكتئاب، والضغط النفسي لديه.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Bruxism (teeth grinding)", mayoclinic,2017-8-10، Retrieved 2019-12-14. Edited.
- ^ أ ب Sy Kraft (2017-3-29), "What is bruxism, or teeth grinding?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-12-14. Edited.
- ↑ Kati Blake (29-2-2016), "What Causes Teeth Grinding?"، healthline, Retrieved 13-1-2020. Edited.
- ↑ Corey Whelan (2018-8-8), "6+ Remedies for Teeth Grinding (Bruxism)"، healthline, Retrieved 2019-12-14. Edited.
- ↑ Sudha Prathikanti,Renee Rivera،Ashly Cochran، and others، "Treating major depression with yoga: A prospective, randomized, controlled pilot trial"، ncbi, Retrieved 18-12-2019. Edited.