سورة الزمر
نزلت سورة الزمر على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المُكرَّمة، وهي بذلك تُعدّ السورة من السور المكيَّة، وهي السورة التاسعة والثلاثون بالنسبة لترتيب سور القرآن الكريم، والسورة التاسعة والخمسون بالنسبة لترتيب نزول سور القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم، ونزلت سورة الزمر بعد نزول سورة سبأ وقبل نزول سورة غافر، وتحديدًا قبل هجرة المسلمين إلى الحبشة في العام الخامس قبل الهجرة النبويَّة إلى المدينة المنورة، ويبلغ عدد آياتها خمس وسبعون آية، وتقع في الجزء الثاني والأربعين، ومن الجدير بالذكر أنَّ مجمل آيات سورة الزمر تتحدث عن التوحيد والإيمان بالله سبحانه وتعالى؛ وذلك لأنَّ العقيدة الإسلاميَّة الصحيحة مبنيةً على أساس التوحيد بالله عز وجل وعدم الشرك به، وقد ورد في سورة الزمر الكثير من الأدلة التي تؤكّد ربوبية الله عز وجل ووحدانيته، كما ذكرت السورة القرآن الكريم، وبأنَّه تنزيل من عند الله عز وجل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: {تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّـهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [الزمر: 1]، وفي هذا المقال تعريف بسورة الزمر[١][٢].
سبب تسمية سورة الزمر
سُميَّت سورة الزمر بهذا الاسم نظرًا لورود كلمة الزمر ضمن آياتها لوصف الطريقة التي سيساق فيها الناس إلى مصيرهم يوم القيامة سواءًا أكان إلى الجنة أم إلى النار، فقال تعالى في وصف حال الكفّار: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا} [الزمر: 71]، وقال تعالى في وصف حال المؤمنين: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} [الزمر: 73]، ومن الجدير بالذكر أنَّ استخدام كلمة زمرًا في وصف حال الناس يوم الحساب وردت فقط في سورة الزمر دون غيرها من سور المصحف الشريف، وأمَّا معنى كلمة الزمر فهي المجموعة، إذ يساق أهل السعادة إلى الجنة على شكل مجموعات أو دفعات، ويُساق أهل الخسران كذلك إلى نار جهنم على شكل دفعات، ويُطلق على سورة الزمر اسم سورة الغرف، وذلك لورود كلمة الغرف في قوله تعالى: {لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ} [الزمر: 20}، وهذه هو جزاء المؤمنين في جنة تجري من تحتها الأنهار[١][٣].
مقاصد سورة الزمر
تشتمل الآيات القرآنية في سورة الزمر على مجموعة من المقاصد العظيمة، وهي:[٢]
- إبطال عقيدة الكفّار، والتأكيد على وحدانية الله سبحانه وتعالى، وعدم الشرك به.
- بيان أن القرآن الكريم هو وحي من عند الله عز وجل أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم.
- ذكر للأديان السماويَّة السابقة، وتوضيح لما كانت تحمله من عقيدة التوحيد بالله جل جلاله.
- وصف لأحوال الأمم والأقوام السابقين، وما تعرضوا له من عذاب بسبب كفرهم وشركهم بالله سبحانه وتعالى.
- الحديث عن أحوال الناس يوم القيامة بعد انتهاء الحساب، وذهاب الذين آمنوا بالله عز وجل إلى الجنة، والكافرون إلى النار.
- تذكير المؤمنين برحمة الله سبحانه وتعالى وبأنَّه هو الغفور الرحيم، والذي يقبل التوبة من عباده، ويغفر لهم برحمته ولطفه.
- وصف الإعجاز الربانيّ في الأرض، وفي خلق الإنسان، وخلق الحيوان، وبثّ الحياة في الأرض من زرع وماء وأنهار.
- التحذير والترهيب من غضب الله سبحانه وتعالى، والإنذار من البقاء في الضلالة، وأن مصير كل من أشرك بعبادة الله هو جهنم.
المصادر
- ^ أ ب "سورة الزمر"، المصحف الإلكترونيّ، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرف.
- ^ أ ب "مقاصد سورة الزمر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرف.
- ↑ "سورة الزمر"، البيان القرآني، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2019. بتصرف.