طريقه لحفظ القران

طريقه لحفظ القران

القرآن الكريم

من عظيم الكرم الإلهي أن أنزل الله إلينا كلامه العظيم، وجعله نبراسًا يهتدي به كلّ ضال، ويلجأ إليه كل قاصد، وتمحى به ظلمات الجهل، وتعم به أنوار الإله، وفي ذلك قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحديد: 9]، كما أنّ القرآن الكريم اشتمل على ما يصلح للبشرية من خير، وما يجب عليهم الحذر منه من الشر، فبه بيان الحلال والحرام، وبه علم الغيب عن بداية الخلق، وبه أنباء الرسل، وبه مآل البشر، وهو المبيّن لكل شيء، وقال تعالى في ذلك: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]، ولعل السطور وإن كثرت لن تُحيط بفضائل القرآن ومقاصده، ولهذا كلّه فلا بد على كل مسلم ومسلمة السعي في حفظ القرآن وتعلمه، وفي هذا المقال سنقدم طريقة مميزة لهذا الغرض[١].


طريقة لحفظ القرآن الكريم

إن حفظ القرآن الكريم من أعظم ما يمكن للمسلم والمسلمة السعي إليه، وذلك لما له من فضلٍ عظيم، وفوائد كبيرة، ولتسهيل هذا الأمر فلا بد من طريقة يتبعها المسلم لهذا الغرض، وهذا ما سنذكره فيما يأتي[٢]:

  • الحفظ بالتكرار: في البداية يجب الاستعانة بالتكرار لرسوخ الآيات؛ إذ يعمد المسلم إلى حفظ الوجه الأول بأن يكرر كل آية عشرين مرة، ثم بعد حفظ أربع آيات يقرأها جميعًا عشرين مرة حتى ترسخ في عقله وتترابط الآيات فيما بينها بالترتيب الصحيح، وهكذا حتى يحفظ الوجه كاملًا، كما يجب ألا يزيد الحافظ في الحفظ حتى لا يختلط عليه الحفظ بل يكفي وجه واحد كل يوم.
  • مراجعة وحفظ: في اليوم التالي وقبل الشروع بحفظ وجه جديد، يجب إعادة الوجه المحفوظ في اليوم السابق ليرسخ الحفظ أكثر، ثم تُعاد نفس الطريقة السابقة في حفظ الوجه الجديد، كما يجب ألا يُحفظ القرآن دون مراجعة؛ إذ إن حفظ القرآن وجهًا تلو الآخر حتى آخره دون مراجعة لن يجدي نفعًا، والأفضل أن يحفظ المسلم وجهًا واحدًا يوميًا مع مراجعة أربعة أوجه سابقة، حتى يصل إلى عشرة أجزاء ثم التوقف شهرًا كاملًا لمراجعة الحفظ.
  • المراجعة الثابتة: بعد أن يحفظ المسلم عشرة أجزاء ويراجعها خلال الشهر المحدد؛ يبدأ بالحفظ مجددًا، والأفضل في هذه المرحلة أن يحفظ وجهًا أو وجهين حسب قدرته، مع مراجعة ثمانية أوجه، إلى أن يحفظ عشرين جزءًا ثم التوقف شهرين كاملين للمراجعة الكاملة، ثم استئناف الحفظ من جديد بنفس الطريقة إلى أن يحفظ القرآن كاملًا.
  • بعد الحفظ: بعد حفظ القرآن الكريم كاملًا يجب مراجعته باستمرار؛ إذ تراجع العشرة أجزاء الأولى خلال شهر بمعدل نصف جزء يوميًا، ثم الانتقال إلى العشرين جزءًا؛ وتكون المراجعة بنصف جزء من العشرة أجزاء الثانية وثمانية أوجه من العشرة الأولى، ثم الانتقال لمراجعة العشرة أجزاء الأخيرة بمراجعة ثمانية أوجه، ثم مراجعة ثمانية من العشرة الأولى والعشرة الثانية.
  • مراجعة القرآن كاملًا: بعد الانتهاء من المراجعة المجزّأة تبدأ المراجعة الكاملة للقرآن الكريم، وذلك من خلال مراجعة جزأين يوميًا، وختمه كل أسبوعين مرة، وبهذا يكون المسلم قد أتقن حفظ القرآن على أكمل وجه، وذلك بحفظ وجه يوميًا فيكون برنامج الحفظ قد اكتمل في سنتين، وإذا كان باستطاعة الحافظ حفظ وجهين يوميًا يكون قد استغرق سنةً واحدة في هذا البرنامج.


قواعد لحفظ القرآن الكريم

عند التوجّه لحفظ كتاب الله العزيز، لا بدّ للمُسلم والمُسلمة أن يأخذوا بالحسبان بعض القواعد الضروريّة لهذا الغرض، وفيما يأتي أهمها[٣]:

  • الصدق والعزيمة: إن حفظ القرآن الكريم من أعظم الأعمال التي يمكن للمسلم السعي إليها، كما يجب العلم أن هذه المهمة تتطلب العزم الشديد والإخلاص بنيّة التوجه إلى الله تعالى، إذ يقول تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء: 19].
  • الالتزام بنسخة واحدة: من القواعد التي يجب مراعاتها عند الحفظ أن يلتزم المسلم بنسخة واحدة من المصحف الشريف وذلك لأنه أثبت للحفظ؛ إذ إن الذاكرة البصرية تنضبط بهذه الطريقة.
  • الحفظ عند مُقرئ: من الميّزات التي يتميز بها القرآن الكريم أنه يُؤخذ تلقّيًا، إذ إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذه عن سيدنا جبريل -عليه السلام-، ولعل هذه القاعدة تفيد بحفظ اللحن، ومعرفة نطق الكلمات والآيات، وكيفية قراءتها على الوجه الصحيح، فضلًا عن تنظيم عملية الحفظ.
  • تنظيم الوقت: لعل الوقت هو العامل الرئيسي في تنظيم العادات والعبادات معًا، ولذلك عند الشروع في حفظ القرآن الكريم لا بد من تنظيم الوقت بالطريقة المناسبة، والتي يتمكن المسلم من خلالها من مواصلة الحفظ.
  • الاستمرار: لا بد من الاستمرار في الحفظ وعدم الانقطاع عنه لفترات طويلة، ولعل ما يُعين على ذلك أن يعرف المسلم أن في عمل هذا له الكثير من الأجر والثواب عند الله تعالى.
  • التعاهد: يعني التعاهد تكرار الحفظ والمواصلة، وفي ذلك يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما مَثَلُ صاحِبِ القُرْآنِ كَمَثَلِ الإبِلِ المُعَقَّلَةِ، إنْ عاهَدَ عليها أمْسَكَها، وإنْ أطْلَقَها ذَهَبَتْ، [وفي رواية]: وإذا قامَ صاحِبُ القُرْآنِ فَقَرَأَهُ باللَّيْلِ، والنَّهارِ ذَكَرَهُ، وإذا لَمْ يَقُمْ به نَسِيَهُ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، كما قال أيضًا (تَعاهَدُوا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَصِّيًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • الاستماع للقرآن: الاستماع إلى القرآن من القواعد الهامة للمساعدة على الحفظ السليم، وفي ذلك ما ترويه أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (سَمِعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَارِئًا يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ في المَسْجِدِ، فَقَالَ: يَرْحَمُهُ اللَّهُ لقَدْ أذْكَرَنِي كَذَا وكَذَا آيَةً أسْقَطْتُهَا مِن سُورَةِ كَذَا وكَذَا) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • التدبر: من قواعد الحفظ السليم أن يقف الحافظ عند المعاني التي تحتملها الآيات الكريمة وتدبرها، كما أن التدبر من الغايات التي أنزل القرآن من أجلها، إذ يقول تعالى في محكم التنزيل: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82ُ].


لماذا عليكِ تحفيظُ أبنائكِ القرآن الكريم؟

إليكِ أهمية حفظ أبنائكِ القرآن الكريم:

  • يحفظهم الله سبحانه وتعالى من كل شر أو أذى يمكن أن يصيبهم من الإنس أو الجن أو أي مخلوق خلقه الله تعالى، ويكون الحفظ في الدنيا والآخرة فحافظ القرآن في حفظ الله ورعايته.
  • يتميّز والدي حافظ القرآن يوم القيامة عن غيرهم بأنّه يلبسهم تاج من نور يُسمى بتاج الوقار.
  • يزيد الله في رزقهم، ويبارك في صحتهم، وعمرهم، ومالهم.
  • يعدّ وسيلة فعّالة لتربية أبنائكِ على الأخلاق والأدب، فالقرآن الكريم يعتبر مصدرًا أساسيًّا للأخلاق الحسنة.
  • يزيد من مستوى قدراتهم العقلية، إذ إن حفظ القرآن الكريم يزيد من قدرة العقل على أداء عمله ويحسن صحته.
  • يعلّمهم اللغة العربية من أصلها، مما يؤدي إلى زيادة قدرتهم على التحدث بلغة سليمة والكتابة بطريقة سليمة.
  • يزيد من تحصيلهم الدراسي في المدرسة، من خلال زيادة قدرتهم على الحفظ والتفكير.

المراجع

  1. "القرآن الكريم"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2020. بتصرّف.
  2. "أسهل طريقة لحفظ القرآن الكريم"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2020. بتصرّف.
  3. "طريقة حفظ القرآن الكريم"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 1-1-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :