محتويات
عدد السنن الرواتب
إنَ من خير ما يتقرّب به العبد لله -سبحانه وتعالى- الصلاة، وهي طريقة ليضمن العبد رفعته في الجنة، ويُمكن جبر النقص في الفرائض عند تأدية السنن، إذ إن سنن الرواتب هي الصلوات النافلة التي يصليها العبد قبل وبعد صلاة الفرض، وسنن الرواتب خمس؛ ركعتان قبل الفجر، وركعتان قبل الظهر وركعتان بعده، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وسنة الرواتب المؤكدة همي ركعتا الفجر، وذلك لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا) [صحيح مسلمI خلاصة حكم المحدث : صحيح][١].
إنّ عدد ركعات السنن الرواتب التي حافظ عليها الرسول مع الصلوات المفروضة اثنتا عشرة ركعة، وقد حافظ عليها الرسول -عليه الصلاة والسلام- في الحضر، أمّا في السفر فقد كان يترك جميعها إلا ركعتي السنة قبل صلاة الفجر، كما حافظ الرسول على صلاة التهجد في الليل، وعلى صلاة الوتر في السفر والحضر، ومن السنن الرواتب أيضًا صلاة الضحى عند بعض العلماء، كما يُستحبّ أن يصلي المسلم أربع ركعات قبل صلاة العصر، إلا أنّها ليست من سنن الرواتب[٢].
فضل المداومة على صلاة السنن الرواتب
قالت أم حبيبة -رضي الله عنها-: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَن صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً في يَومٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ له بِهِنَّ بَيْتٌ في الجَنَّةِ) قالت أم حَبيبة: فَما تَركتهنَّ مُنذ سَمعتُهنَّ من رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم-. [صحيح مسلمI خلاصة حكم المحدث: صحيح]. وهذا يدلّ على أهميّة مداومة المسلم على أداء هذه السنن الرواتب وأهمية المحافظة عليها في كلّ الأيام[٣].
الفرق بين السنن المؤكدة وسنن الرواتب
إنّ السّنن الرّواتب هي السنن التي تتبع غيرها، مثل السنن القَبلية والسنن البَعدية للصلوات المفروضة، وبعضهم يُطلق هذا الاسم أيضًا على الصلوات المؤقتة بوقت معين، مما يجعل صلاة العيدين وصلاة الضحى من سنن الرواتب، وحكم سنن الرواتب عند جمهور العلماء أنّها مستحبة، وقال الحنابلة في كراهية تركها دون عذر، أمّا السّنن المؤكدة فيُطلق الحنفية عليها اسم سنن الهدى، وهي السّنن التي واظب النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- على أدائها ولم يتركها، فيُثاب فاعلها، ولا يُعاقب تاركها بل يلام ويعاتب[٤].
فضل السنن الرواتب
للسن الرواتب الكثير من الفضائل، في ما يأتي ذكر بعض منها[٥]:
- نيل محبّة الله سبحانه وتعالى: لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي: (وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ) [صحيح البخاريI خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- تكمل النقص الذي يكون في الفرائض: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ الناسُ به يومَ القيامةِ مِن أعمالِهم الصَّلاةُ، قال: يقولُ ربُّنا عزَّ وجلَّ لملائكتِه -وهو أعلَمُ-: انظُروا في صلاةِ عبدي أتَمَّها أم نقَصَها؟ فإنْ كانتْ تامَّةً كُتِبتْ له تامَّةً، وإنْ كان انتقَصَ منها شيئًا، قال: انظُروا، هل لعبدي مِن تطوُّعٍ؟ فإنْ كان له تطوُّعٌ قال: أَتِمُّوا لعبدي فريضتَه مِن تطوُّعِه. ثمَّ تؤخَذُ الأعمالُ على ذاكم) [شعيب الأرناؤوطI خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- ترفع من درجات المسلم وتحط عنه من الخطيئات: فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً) [مسلمI خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- سبب لمرافقة النبي في الجنة: فقد قال ربيعة بن كعب الأسلمي: (كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحَاجَتِهِ فَقالَ لِي: سَلْ فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ، قالَ:أوْ غيرَ ذلكَ قُلتُ: هو ذَاكَ، قالَ: فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ) [مسلمI خلاصة حكم المحدث: صحيح].
معلومات عن السنن الرواتب
توجد العديد من المعلومات عن سنن الرواتب، وفي ما يأتي نذكر بعضًا منها[٦]:
- حكمة الصلاة القبلية: إن الإنسان إذا أتى للصلاة وشرع في أداء الفريضة مباشرةً فقد لا يكون قلبه معه، وقد لا يكون مستعدًا وخاشعًا ليركّز في ما يقوله في الصّلاة، وبعضهم لا يحضر قلبه للصلاة إلا عند السّلام، ثم يصلّي السنة البعدية أفضل ممّا صلّى الفريضة، وهكذا كانت السنن القبلية لتجعل المسلم يستعدّ، وحتى تتهيأ نفسه، فإذا جاء لأداء الصلاة يكون قلبه قد حضر وخشع.
- حكمة الصلاة البعدية: ذكر أهل العلم أنّ السنة البعدية تجبر التقصير والنقص الذي في الفريضة، وإن صلّى الإنسان الفرض وكان ناقصًا سُئل هل له من تطوع؟ فيجبر نقص الصلاة الذي عنده، والرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يصيلّها ويحافظ عليها، وقد غُفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر، فالأولى بنا أن نصلّيها أسوة به واتباعًا له.
- وقت غياب الشمس بعد العصر هو وقت تكره فيه صلاة النافلة حتى تغرب الشمس.
- تستحب صلاة السنة القبلية لصلاة الجمعة، فقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يصلون النافلة حتى يطلع الإمام.
- يمكن أن تقضى السنن الرواتب التي غابت عن المسلم لسبب أو آخر حتى لو في وقت مكروه، فقد قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السنة البعدية للظهر بعد العصر، ورأى عليه السلام رجلًا يقضي السنة القبلية للفجر بعده ولم ينكر عليه هذا، وهذا يدل على أهمية قضاء هذه السنن في اليوم والليلة لعظم أجرها وأهميتها.
- من أحكام السنن الرواتب أنّها لا تُصلّى في نفس مكان صلاة الفريضة، بل يجب أن يقطعها حديث أو أن يُغيّر المسلم المكان الذي يُصلّي فيه، فقد رأى معاوية -رضي الله عنه- رجلًا صلَّى السنة البعدية في نفس المكان الذي صلّى فيه الفريضة، فقال له: أمرنا -صلى الله عليه وسلم- ألّا نصلّي صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج، مما يعطي المسلم خيارات، كأن ينتقل من المكان الذي صلّى فيه سابقًا، أو أن يعود إلى بيته، أو أن يتحدث مع شخص آخر، وهذا ليقطع الصلاتين فلا تتصلان ببعضهما، وهذا للفرض والنافلة وليس للنافلة والنافلة.
المراجع
- ↑ "عدد السنن الرواتب"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الرواتب والسنن القبلية والبعدية"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "المداومة على فعل الرواتب في جميع الأيام"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الفرق بين السنن الرواتب والسنن المؤكدة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "فضل السنن الرواتب"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "السنن الرواتب"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.