فضائل رمضان

فضائل رمضان

شهر رمضان

شهر رمضان المبارك، من أعظم الشهور السنة بالنسبة للمسلم، وقد شرعه الله تعالى ليقرّب منه عباده، ففيه يشعر المسلم بضعفه وحاجته إلى الله تعالى، كما أنه يهذب النفس ويطهرها ويزكيها، ويجعلها تسمو عن شهوات الدنيا وتطمع فيما عند الله في الآخرة، إذ إنه شهر الصيام والقيام، وشهر يجزل الله تعالى فيه العطايا، ويرفع فيه الدرجات، كما أنّ فيه مغفرة الذنوب، وفيه العتق من النار، ويسمى شهر القرآن ففيه أُنزل القرآن الكريم، كما يحسن فيه الإكثار من التلاوة، فالأجر مضاعف والثواب جزيل، كما أنه يزيد من تقوى المؤمن ويجعله يسابق في ميدان الخيرات، وقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وأجود ما يكون في شهر رمضان، وتتعدد الطاعات في هذا الشهر الفضيل وكل ذلك خير وبركة للمسلم، وفيما يلي من المقال ذِكر لفضائل شهر رمضان المبارك.[١]


فضائل رمضان

ميّز الله تعالى شهر رمضان المبارك عن باقي شهور العام، ففيه فرض الصيام على المسلم، والذي يعد رابع أركان الإسلام بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وفيما يلي بعض فضائل الشهر الكريم:[٢]

  • تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: (هذا شهْرُ رمضانَ قدْ جاءَكُمْ، تُفتَّحُ بهِ أبوابُ الجنةِ، وتُغلَّقُ فيه أبوابُ النارِ، وتُسلْسَلُ فيه الشياطينُ) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • تصفّد فيه الشياطين، فعن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ، وغُلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتحْ منها بابٌ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلقْ منها بابٌ، ويُنادي منادٍ كلَّ ليلةٍ : يا باغيَ الخيرِ أقبلْ، ويا باغيَ الشرِّ أقْصرْ، وللهِ عتقاءُ من النارِ، وذلك كلَّ ليلةٍ) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: حسن].
  • يُهذّب الخُلُق ويزكي النفس، فمن دخل الشهر بنية صادقة واتبع طريق الاستقامة فإنه ينجو في الدنيا والآخرة.
  • يعد الصوم جُنّةً في الدنيا أي يقي الله تعالى به عبده ويستره من النار، وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلَّى الله عليه وسلم قال: (الصَّومُ جُنَّةٌ، وإذا كان أحدُكم يَومًا صائِمًا فلا يَرفُثْ، ولا يَجهَلْ، فإنْ أحدٌ شتَمَهُ -أو فإنِ امرُؤٌ شتَمَه- فليَقُلْ: إنِّي صائمٌ. قال بَهزٌ: فإنِ امرُؤٌ شتَمَهُ، أو قاتَلَهُ فليَقُلْ: إنِّي صائمٌ. وكذا قال عفَّانُ: أو قاتَلَهُ) [تخريج المسند| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين].
  • تكفير الذنوب والسيئات، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • اختصه الله تعالى من بين الشهور بإنزال القرآن الكريم، وذلك يدل على عظيم فضله، قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [البقرة: 185].
  • اختصّ الله تعالى شهر رمضان بليلة القدر وهي خير من ألف شهر، قال الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 1-5].
  • يعدّ قيام ليل رمضان سببًا في مغفرة الذنوب، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قامَ رمضانَ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ) [ صحيح النسائي| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


متى فرض الله الصيام

ورد في السيرة النبوية أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- صام تسع رمضانات، فقد فرض الله تعالى صيام رمضان في شهر شعبان في العام الثاني للهجرة، وكانت وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في السنة الحادية عشرة للهجرة في شهر ربيع الأول[٣]، وقد كان الهدف من شريعة الصيام هي تقوى الله تعالى، فقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، والصيام هو الامتناع عن الأكل والشرب والجماع مع استحضار النية لله عزّ وجل في ذلك، وقد فرض الله تعالى الصيام على الأمم من قبل، فهو من الشرائع المقومة لحياة العباد في كل زمان ومكان، وقد يسره الله تعالى فجعل رخصة للمسافر والمريض، قال الله تعالى: {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 184]، فمن أفطر من رمضان لعذر كان له أن يقضي هذا اليوم بعد رمضان، ومن لم يستطع القضاء لكبر سنه، أو عدم شفائه من مرضه، فعليه الفدية، وهي إطعام مسكين.[٤]


آداب الصوم

شرع الله تعالى الصوم تقوى لعباده، والمؤمن يسعى أن تكون عبادته كاملة، متوافقة مع هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتوجد آداب للصوم وردت في السيرة النبوية، يحرص المسلم عليها ليرفع درجته عند الله تعالى، ومن هذه الآداب:[٥]

  • إخلاص النية: فليست العبرة في امتناع المسلم عن الطعام والشراب، وإنما لا بد من استحضار النية أن كل ذلك لله تعالى طاعة له.
  • السحور: وفيه اتباع لسنّة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد وردت عدّة أحاديث تبين فضل السحور وبركته، منها قوله -صلى الله عليه وسلم- : (السُّحورُ أكلُه بركةٌ، فلا تدعوه ولو أن يجرعَ أحدُكم جرعةَ ماءٍ، فإنَّ اللهَ وملائكتَه يُصلُّون على المتسحِّرينَ) [الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، كما أنه الفرق بين صيام المسلمين وصيام أهل الكتاب، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ فصلَ ما بين صيامِنا وصيامِ أهلِ الكتابِ أكلةُ السَّحرِ) [صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • حفظ اللسان من اللغو: فالمسلم لا يصوم عن الطعام والشراب فقط، بل يهذّب لسانه وجوارحه، فلا ينطق بسوء، ولا يبطش، وذلك يجب أن يكون حاله طوال العام، ويكون أشد حرصًا في رمضان، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: (من لم يدَع قولَ الزُّورِ، والعملَ بِهِ، فلَيسَ للَّهِ حاجةٌ أن يدعَ طعامَهُ وشرابَهُ) [صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


المراجع

  1. "فضل شهر رمضان المبارك"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2019. بتصرّف.
  2. "من فضـائل شهر رمـضان"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2019. بتصرّف.
  3. "متى فرض الصيام ؟"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2019. بتصرّف.
  4. "مع القرآن - {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}"، ar.islamway، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2019. بتصرّف.
  5. "آداب الصوم"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :