كيف تصبحين شخصًا أفضل؟

كيف تصبحين شخصًا أفضل؟

لماذا تريدين أن تصبحي شخصًا أفضل؟

إن اختياركِ أن تكوني إنسانة أفضل هو خيار صائب يسعى إليه معظم الناس، وهو خيار وهدف منطقي، ولكن بمجرد اختياركِ له فإنه يجب عليكِ أن تعملي على نفسكِ جيّدًا حتى تحققي هذا الهدف، وإنّ القيم هي أكثر ما يميز الإنسان الجيد فيرغب بمشاركتها مع الآخرين، ويُجمِع كل مجتمع عادةً على مجموعة من القيم العامة التي يجب على أفراده الالتزام بها، كما تنبذ المجتمعات الأشخاص الذين يخرجون عن قيم مجتمعاتهم ومبادئها وعاداتها، وقد يتعرضون في بعض الأحيان إلى عقوبة السجن، وكونكِ تسعينَ إلى أن تكوني شخصًا أفضل فذلك يعني أنكِ ستفيدين الآخرين بطرق جيدة وذات معنى.


تقوم المجتمعات على التعاون والتكافل، وهذا يعني أن تكوني على استعداد لتقديم كل ما تستطيعينه لخدمة غيركِ، سواء أكان ذلك بالاشتراك في عمل تطوعي، أو عمل يخدم الناس، أو المساهمة في مساعدة الناس وإنقاذ أرواحهم، وهذا عكس أن تكوني شخصًا سيئًا، فالشخص السيئ يستغل الآخرين ليحقق مصالحه الخاصة، ولا يُقدّم أي مساعدة لهم، وهذا الشخص غالبًا ما يكون منبوذًا من جميع أفراد مجتمعه، أما أن تختاري أن تكوني إنسانة جيدة وإيجابية، فهذا سيجعل منكِ فردًا مفيدًا في مجتمعكِ، مما يساعدكِ على التعايش بين أفراد المجتمع، وكونكِ شخصًا جيدًا فهذا سيدفع الآخرين لمحبتكِ ومساعدتكِ إذا احتجتِ لذلك، وسعيكِ للأفضل سيعطي لحياتكِ معنًى.


أن تكوني إنسانةً جيدةً يعني أن تتصرفي مع الجميع بلطف، وتقدمي لهم المساعدة التي تستطيعينها بغض النظر عن هوياتهم أو شخصياتهم، وهذا الأمر يتطلب منكِ الشجاعة، وخاصةً إذا عند تقديم المساعدة لأشخاص سيئين أو لا يقدّرون ذلك، كما أن سعيكِ لتكوني شخصًا أفضل لن يتيح لكِ إضاعة الوقت والطاقة للانشغال بالآخرين أو مراقبتهم، أو الانتقام ممن أساؤوا إليكِ، مما يعني أنكِ ستعيشين حياتكِ بسلام وسعادة، وصحة نفسية أفضل، فستنخفض مثلًا نسبة تعرضكِ للاكتئاب أو الضغط النفسي والإجهاد، وذلك على عكس الأشخاص السيئين الذين يسعدون بإيذاء الآخرين، وهم لن يستطيعوا أن يعيشوا براحة أو سعادة أبدًا.


كونكِ شخصًا أفضل لا يعني بالضرورة الحصول على مكاسب مادية، ولكنه يؤدي دائمًا إلى مكاسب روحية، كما يعني أن تكوني شخصًا جيدًا كسب محبة الآخرين واحترامهم لكِ، لأنكِ تتعاملين معهم بصدق وضمير، مما يساعدكِ على أن تكوني إيجابية وناجحة ويثق الناس بكِ أكثر، كما سيكون لديكِ شعور داخلي بالرضا والسعادة والثقة التي لا يمكنكِ التعبير عنها، وكونكِ إنسانة طموحة وجيدة سيساعدكِ على أن تكوني قادرة على التغيير في حياتكِ الخاصة وفي مجتمعكِ، ولكن لا يعني سعيكِ إلى أن تكوني شخصًا أفضل أن تغيري حياتكِ كلّيًّا، أو أن تصبحي إنسانة مثالية تمامًا وخالية من أي عيوب، فيكفي أن تكوني إنسانة تحترم الجميع وتسعى لتكون أفضل لتطور نفسها وتخدم مجتمعها[١].


خطوات تساعدكِ في التحول لشخص أفضل

من الطبيعي أن تشعري بأنكِ تريدين أن تفعلي المزيد عندما يتعلق الأمر بتطوير الذات، وكلما كانت ثقتكِ بنفسكِ أكبر، أصبحتِ جاهزة للتحول لشخص أفضل، بالإضافة إلى أن فعلكِ للخير يمنحكِ شعورًا أعمق بأنكِ شخص أفضل، ولا يساعدكِ ذلك على تحسين صحتكِ النفسية فقط، بل يُحسّن من صحتكِ الجسدية، وتوجد بعض الخطوات التي تساعدكِ على تحسين نفسكِ، والابتعاد عن الأفكار السلبية، ومن هذه الخطوات ما يأتي:[٢]

  • افعلي بما يجعلكِ فخورة بنفسكِ: إن شعور الفخر نحو ذاتكِ له تأثير كبير على طريقة تفكيركِ، إذ أظهرت الأبحاث أن الشعور بالفخر في الحياة اليومية يمكن أن يساعد الأشخاص على تجنب التوتر، وتحسين النوم، وبناء علاقات اجتماعية أكثر إيجابية، ويمكن أن ينبع فخركِ بنفسكِ من عدة أشياء يمكن أن تفعليها، مثل تطويركِ لشخصيتكِ من خلال تعلّمكِ لمهارة جديدة مثلًا، أو وجود أشخاص يُثرون حياتكِ، أو من خلال قراءة كتاب جيد، أو تقديم خدمة لطيفة أو مفاجأة جميلة لأحد الأشخاص الذين حولكِ، كما عليكِ دائمًا تذكّر كل الأشياء التي تجعلكِ فخورة بنفسكِ.
  • ألقي السلام على كل شخص تلتقينه: عند إلقائكِ التحية على من حولكِ، وتبسّمكِ بوجوههم، ستلاحظين أنكِ تشعرين بأنكِ أكثر حضورًا وتواصلًا مع من حولكِ، حتى لو لم تربطكِ معهم علاقة وثيقة.
  • حاولي الابتعاد عن هاتفكِ المحمول قدْر الإمكان: يمكن أن يكون ابتعادكِ حتى لو لفترة قصيرة عن هاتفكِ المحمول مفيدًا لرفاهيتكِ، ففي وقت فراغكِ ابتعدي عن هاتفكِ لبضع ساعات، وحاولي المشي والتواصل مع أفكاركِ، أو التواصل مع الطبيعة، أو مقابلة صديقاتكِ، إذ إنّ أخذ استراحة من هاتفكِ حتى لو كانت قصيرة يمكن أن تساعدكِ على الاسترخاء والتركيز على ما يجلب لكِ السعادة.
  • استخدمي الحديث الذاتي الإيجابي: من السهل أن تكوني منغمسة بقوة في انتقاد اخفاقاتكِ التي تتصوّرينها، وهذا الحديث الذاتي السلبي غير المنتج يمكن أن يقلل من دفعكِ للأمام، فمثلًا إذا كنتِ تخبرين نفسكِ باستمرار أنكِ لستِ شخصًا جيدًا، على سبيل فسيكون من الصعب إيجاد الدافع الذي يشجعكِ على اتخاذ خطوات نحو تحسين الذات، لذلك عليكِ ممارسة الحديث الذاتي الإيجابي، مع وجود بعض التفاؤل، ففي الوقت الذي تشعرين بالإحباط أو الإرهاق، أو بعدم كفاءتكِ، حاولي إخبار نفسكِ بأن هذا الأمر صعب بالفعل، ولكنكِ أخذتِ جميع الخيارات المتاحة لكِ، لذلك عليكِ أن تشعري بالثقة لأنكِ ستفعلين أفضل ما يمكنكِ فعله بالتفاؤل والإيجابية.
  • دربي نفسكِ على أفعال الخير العشوائية: يمكن أن يساعدكِ التعامل مع الآخرين بلطف وتعاون على منحكِ شعورًا بأهميتكِ، ويجعلكِ تشعرين بأنكِ أقل عزلةً، ومن هذه الأعمال الجميلة شراء وجبة غداء لزميلتكِ، أو الثناء على شخص غريب، أو إرسال رسالة إلى صديقة، أو التبرع لشخص محتاج، وكل هذه الأشياء وغيرها من الأعمال اللطيفة ستحسّن مزاجكِ، لأنها ستُشعركِ بالفرح، كما أن تكرار فعل مثل هذه الأعمال اللطيفة يمكن أن يعزز من سعادتكِ وفخركِ بنفسكِ.
  • استمتعي بتناول وجبة واحدة يوميًّا على الأقل: إن تناولكِ لوجبتكِ المفضلة واستمتاعكِ بها قادر على إزالة بعض الضغط والإجهاد من جسمكِ.
  • احصلي على قسطٍ كافٍ من النوم: إن عدم الشعور بالراحة التامة يمكن أن يجعلكِ تشعرين بالغضب وعدم الإنتاجية طوال اليوم، لذلك حاولي الحصول على سبع إلى ثماني ساعات من النوم كل ليلة، واتبعي الطرق التي تساعدكِ على تحسين جودة نومكِ مثل تقليل استهلاك الكافيين في وقت متأخر من اليوم، أو تناول المكملات التي ستساعدكِ على النوم بسهولة، أو الاسترخاء في حمام دافئ أو الاستحمام قبل النوم.


نصائح لكِ لتربية طفلكِ ليصبح شخصًا جيدًا

إن دوركِ كأم يُحتّم عليكِ بذل كل ما في وسعكِ لتربية طفلكِ ليصبح شخصًا بالغًا جيّدًا، ويساهم في بناء مجتمعه، ومن النصائح لكِ لتربية طفلكِ ليصبح شخصًا جيدًا ما يأتي:[٣]

  • حددي القيم التي تريدين أن يتحلى طفلكِ بها، فمثلًا إذا رأيتِ أن التعاطف والشعور بالآخرين هو ما يجعل من طفلكِ فردًا جيدًا فعلّميه الرحمة، وافعلي كل ما بوسعكِ لضمان أن يصبح ابنكِ شخصًا عطوفًا، كما عليكِ أن تُظهري التعاطف في تفاعلاتكِ مع الآخرين حتى يلاحظها طفلكِ ويتعلم منكِ.
  • أعدّي طفلكِ لكل دور يلعبه في حياته، فالطفل سيمر بعدة مراحل خلال نموه، فهو سيكون طالبًا وصديقًا وموظفًا، وعضوًا في المجتمع، وحبيبًا وزوجًا ووالدًا، وعليكِ أن تبذلي جهدكِ حتى تكون لديه مهارات أساسية لكل هذه الأدوار.
  • اعترفي بخطئكِ أمام طفلكِ، فالأطفال يدركون ويستوعبون أكثر مما نعتقد، وهم يتعلمون من التجارب الإيجابية والسلبية، لأننا بشر ومعرّضون للخطأ، لذلك عليكِ أن تتحدثي عن قراركِ الخاطئ لطفلكِ بما يتناسب مع عمره، وناقشي معه كيف أنكِ ستفعلين الأفضل في المرة القادمة، كما عليكِ أن تعطيه أمثلة على ذلك، فمثلًا أخبريه أن خالته تمشي دائمًا لتحافظ على صحتها، وأنتِ لا تفعلين ذلك، ولكنكِ ستحاولين فعل ذلك في أقرب وقت ممكن.
  • علمي طفلكِ كيفية التفكير الناقد والمنطقي والعواقب فهي ستُفيده في زيادة وعيه، وسيكون طفلكِ مستعدًّا لتقييم خياراته وعواقبها المحتملة، ثم يتخذ قراراته ويتصرف وفقًا لذلك، كما أن تعليم الطفل مهارات التفكير الناقد ستمكّنه من تجنب التأثيرات السلبية وستحميه منها.


المراجع

  1. CFI Jordan (19-7-2020), "Why is it important to be good?"، quora, Retrieved 19-7-2020. Edited.
  2. Cindy Lamothe(19-7-2020), "How to Become a Better Person in 12 Steps"، healthline, Retrieved 19-7-2020. Edited.
  3. Lisa M. Blacker (19-7-2020), "How To Raise Your Child To Be a Good Person (Even if You’ve Made Mistakes)"، goodmenproject, Retrieved 19-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :