محتويات
هل القولون يسبب وسواسًا؟
تُعرَف متلازمة القولون العصبي بأنها حالة طبية مزعجة للإنسان؛ إذ تتّسم غالبًا بمعاناة الشخص من آلام البطن المُتكرّرة، والتي تترافق مع أعراض أخرى، مثل الإمساك، أو الإسهال، ولا يقتصر تأثير القولون العصبي على الصحة الجسدية للمريض، وإنّما يؤثر أحيانًا على صحته النفسية؛ فكما هو معلوم، يشعر مريض القولون العصبي غالبًا برغبة ملّحة في قضاء حاجته؛ لذلك يتجنب الذهاب إلى أماكن كثيرة خشية من اضطراره إلى استخدام الحمام، ويسعى إلى تجنب بعض الأطعمة خوفًا من نوبات الألم، وهذا الأمر كلّه ينعكس سلبًا على حالته النفسية، إذ قد يقلّ شعوره بالمتعة، ويقلّ تواصله الاجتماعي، وتنشأ عنده بعض الأعراض النفسية مثل القلق، ولكن لا يُرجّح أن تتحوّل الأعراض إلى وساوس، بيد أنّ تأثيراتها السلبية لا يُستهان بها إطلاقًا[١].
هل يؤثر القولون على الصحة النفسية؟
يشتكي مرضى القولون العصبي أحيانًا من معاناتهم من بعض الأعراض النفسية جرّاء المرض، إذ يشعرون في بعض الحالات بالقلق والضيق المترافقين مع الأعراض الجسدية للقولون العصبي، مثل آلام البطن، ويرى باحثون أنّ هذا الأمر يُعزى غالبًا إلى حدوث أعراض المرض بفعل الاضطرابات الحاصلة في المحور الدماغي المعوي، وهو نظام تواصلٍ عصبيٌ بين الدماغ وجهاز الهضم، وتتأثر وظيفته أحيانًا باضطرابات جهاز المناعة، أو باضطرابات ميكروبيوم الأمعاء (الميكروبات النافعة والتي قد تُسبّب الضرر في نفس الوقت في الجسم[٢])[٣].
وفي هذا الصدد، أجرى باحثون تايوانيّون دراسة علمية استخدموا فيها سجلات طبية مجهولة الهوية لما يزيد عن 4500 مريض بالقولون العصبي، واستعملوها لتتبع حالاتهم الصحية العامة على مدار 6 أعوام بدءًا من تاريخ تشخيصهم بالمرض، وكان المرضى المشاركون في الدراسة يتمتّعون بصحةٍ نفسيةٍ سليمة؛ إذ لم تسبق لهم الإصابة بأي مرض نفسي، وبعدما انقضى أجل الدراسة، قارن الباحثون بين بيانات المرضى المشاركين وبين بيانات العامّة ممن لم يٌشخَصوا بمرض القولون العصبي قط، فخلصوا إلى أن مرضى القولون العصبي كانوا أكثر عرضةً من غيرهم للإصابة بأحد الأمراض النفسية، مثل اضطرابات الاكتئاب، واضطرابات القلق، واضطرابات النوم، وبيّنت النتائج أيضًا أنّ خطر الإصابة بتلك الاضطرابات كان مرتفعًا خلال العام الأول التالي لتشخيص مرض القولون العصبي، بيد أنّه انخفض تدريجيًا مع مرور الوقت[٤].
ما هي أسباب القولون؟
لا يزال السبب الدقيق الكامن وراء الإصابة بمتلازمة القولون العصبي مبهمًا حتى الآن، بيد أنّ الباحثين يشيرون إلى مجموعةٍ من العوامل المتنوّعة التي قد تُحفّز نوبات القولون عند المرضى، وهي تتضمّن عمومًا كلًا مما يلي[٥]:
- العدوى: ترجع نسبة قدرها 25% من حالات القولون العصبي إلى العدوى؛ إذ يؤدي التهاب الأمعاء الحاصل بفعل الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية إلى معاناة المريض من نوبات القولون العصبي التي تستمر طويلًا حتى بعد شفائه من الفيروس أو البكتيريا المسببة للمرض، ولا يزال السبب الكامن وراء هذا الأمر مجهولًا، بيد أنّه يرتبط إمّا بتغير وظيفة الأعصاب في الأمعاء، أو باختلال الكثافة الطبيعية للبكتريا في الأمعاء.
- عدم تحمّل الطعام: يعرف ضعف امتصاص سُكر اللاكتوز -الذي يوجد في مُشتقات الألبان ومجموعة متنوعة من الأطعمة المُصنعة- المحفز الأكثر شيوعًا لمتلازمة القولون العصبي، وثمة أيضًا أنواع أخرى من السكريات تسهم في حدوث هذه الحالة، مثل الفركتوز الموجود في العصائر، والسوربيتول.
- النظام الغذائي: ثمة صلة محتملة بين النظام الغذائي الذي يتبعه الإنسان وبين تفاقم بعض أعراض القولون العصبي؛ على سبيل المثال، يؤدي اتباع نظام غذائي منخفض الألياف إلى تفاقم أعراض الإمساك عند المرضى، ويرى كثيرون أنّ تناول الأطعمة الحارة الغنية بالتوابل من المحفزات الرئيسة لأعراض هذا المرض، بيد أنّ خبراء الصحة يُشكّكون في صحة الأقوال السائدة بشأن دور النظام الغذائي في هذه المشكلة، ويعتقدون أنه ضئيل جدًا، خاصةً إذا كان الشخص غير مصابٍ بعدم تحمل أطعمة مُحدّدة.
- التوتر العاطفي: يحتمل أن يؤثر التوتر العاطفي ونوبات المشاعر القوية والحادة، مثل القلق أو التوتر، في أعصاب الأمعاء عند الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بالقولون العصبي.
- الأدوية: تسهم التأثيرات الجانبية لبعض أصناف الأدوية في معاناة الأفراد من أعراض القولون العصبي، مثل الإمساك، والإسهال، وهذا يتضمّن المضادات الحيوية، ومضادات الحموضة، ومسكنات الآلام.
- اضطرابات الجهاز العصبي: يُعزَى القولون العصبي أحيانًا إلى ضعف سيطرة جهاز الأعصاب المركزي على وظائف الجهاز الهضمي[٦].
ما هي أعراض القولون؟
يعاني المريض المصاب بمتلازمة القولون العصبي من بعض الأعراض البارزة، والتي تستمرّ لأيام معدودة، ثم تختفي تلقائيًا، وقد ترجع تلك الأعراض في شكل نوبات مرتبطة غالبًا بطبيعة المشروبات والأطعمة التي يستهلكها المريض، وعمومًا، تتضمّن أبرز الأعراض الشائعة لمرض القولون العصبي ما يلي[٧]:
- الإحساس بألم ومغص في البطن، وغالبًا ما تتفاقم هذه الأعراض بعد تناول الطعام، ثم تخف بعد قضاء الحاجة.
- الإحساس بانتفاخ في البطن؛ إذ يشعر المريض أحيانًا بالامتلاء والتورم في بطنه، وقد يترافق ذلك مع فرط الغازات وإطلاق الريح.
- الإصابة بالإسهال والشعور برغبة ملحّة ومفاجئة لقضاء الحاجة.
- الإصابة بالإمساك والمعاناة من صعوبة في قضاء الحاجة، والشعور بعدم القدرة على إفراغ الأمعاء كليًا من البراز.
- الإحساس بالتعب وقلّة الحيوية.
- الشعور بالغثيان.
- الإحساس بآلام في الظهر.
- خروج مخاط مع البراز أثناء قضاء الحاجة.
- المعاناة من اضطرابات في عملية التبول؛ إذ يُحتمل أن يشعر المريض بحاجة ملحةٍ ومُتكرّرةٍ إلى التبول، وبعدم قدرته على إفراغ مثانته كليًا.
ما هي عوامل الخطر للإصابة بالقولون؟
يُعدّ القولون العصبي من الحالات التي تسري بين أفراد العائلة الواحدة، ويصاب الإنسان عادةً بهذا المرض منذ بلوغه سن المراهقة، وحتى مطلع الأربعينيات من عمره، وتكون النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بهذه الحالة، وعمومًا، ثمة مجموعة من عوامل الخطر الرئيسة التي تزيد احتمال الإصابة بهذا المرض مثل[٨]:
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالقولون العصبي.
- المعاناة من التوتر العاطفي والقلق.
- وجود تاريخ للتعرض لاعتداء جسمي أو جنسي.
- الإصابة بعدوى شديدة في الجهاز الهضمي.
نصائح لكِ للتعامل مع أعراض القولون
يندرج القولون العصبي ضمن قائمة الأمراض غير القابلة للشفاء تمامًا بالأدوية أو بالحميات الغذائية المُخصّصة، ولكنّ الإجراء العلاجي الأولي الوقائي هو الوقاية من ظهور الأعراض من خلال التعرّف على محفّزات المرض ومحاولة تجنّبها، وفي هذا الخصوص إليكِ ما يأتي من النصائح للتعامل مع أعراض القولون[٥]:
- اتبعي روتينًا محددًا في نظامكِ الغذائي ونمط حياتكِ، وتجنّبي أي تغييرات مفاجئة فيه
- أضيفي كمية ضئيلة من الألياف الغذائية إلى نظامكِ الغذائي اليومي، وأكثري من شرب السوائل.
- قلّلي كمية الأطعمة المسببة للغازات في نظامكِ الغذائي، مثل الفول والملفوف.
- امتنعي عن تناول الألبان ومشتقاتها إذا كنتِ مصابةً بعدم تحمل اللاكتوز.
- تناولي الأدوية المضادة للإسهال، أو أدوية مسكنات الآلام لتخفيف آلام البطن الناجمة عن القولون العصبي، أو الأدوية المضادة للتشنجات والمغص بحسب إرشادات الطبيب وتوصياته.
- تجنبي التعرض للإجهاد والتوتر النفسي؛ فهو من الأمور المحفزة لنوبات القولون العصبي.
المراجع
- ↑ Melissa G. Hunt, "Overcoming Irritable Bowel Syndrome (IBS)", adaa, Retrieved 2020-10-12. Edited.
- ↑ "The Microbiome", hsph, Retrieved 2020-10-19. Edited.
- ↑ "IBS Anxiety: How Digestive Disorders Affect Your Mental Health", psycom, Retrieved 2020-10-12. Edited.
- ↑ Yao-Tung Lee ,Li-Yu Hu ,Cheng-Che Shen and others (2015-07-28), "Risk of Psychiatric Disorders following Irritable Bowel Syndrome: A Nationwide Population-Based Cohort Study", journals.plos, Retrieved 2020-10-15. Edited.
- ^ أ ب "Irritable bowel syndrome (IBS)", betterhealth, Retrieved 2020-10-12. Edited.
- ↑ Yvette Brazier (2019-11-06), "All you need to know about irritable bowel syndrome (IBS)", medicalnewstoday, Retrieved 2020-10-12. Edited.
- ↑ "Symptoms -Irritable bowel syndrome (IBS)", nhs, Retrieved 2020-10-12. Edited.
- ↑ "Irritable Bowel Syndrome (IBS)", clevelandclinic, Retrieved 2020-10-12. Edited.