كيف يمكن تعديل سلوك الأطفال باللعب؟

كيف يمكن تعديل سلوك الأطفال باللعب؟

كيف يتغيّر سلوك طفلكِ مع نموّه؟

التغير في سلوك الإنسان أمر طبيعي عبر مراحل حياته التي يمر بها، ففي مراحل الطفولة سيلحظ الوالدان أن الطفل ينمو ويتغير في نمط شخصيته مع الوقت ومع التقدم في العمر، وهو في كل مرحلة نمو بحاجة إلى حب والديه ورعايتهم وتفهمهم والكثير من وقتهم، لهذا كوني دائمًا قريبة وأسِّسي معهم روتين اليوم والنشاطات المشتركة، وجربي أن تقرئي وتغني معهم، ومع مراقبتك لسلوكهم ستلاحظين أنه يتغير باختلاف العمر، لا سيما خلال السنوات الخمس الاولى، إذ يمكن أن تلاحظي بعض هذه الملاحظات[١]:

  • الثمانية عشر شهرًا الأولى: يتقدم الطفل بشكل ملحوظ، ويبدأ بإدراك العالم المحيط به من خلال حواسه الخمسة، ويجمع المعلومات من خلال اللمس والشم والبصر والسمع، ولكي تساعدي الطفل الرضيع على النمو في هذه الفترة يجب أن يكون تركيزك على أن يتفاعل مع عالمه و ويكتشف ما حوله، وسيبدأ الطفل باستخدام صوته ويديه، ويبدأ بالتدرب على التدحرج والزحف والمشي البسيط، وغيرها من الحركات الجسدية.
  • السنتان: يحب الطفل في هذه المرحلة العمرية ترديد كلمة "أنا" كثيرًا، وتبرز له بعض المخاوف، كأن يخاف من الكلب أو بعض الأصوات العالية، ولكنه سيكون محتاجًا بشكل كبير لمواصلة الاستكشاف في كل ما حوله، في المكتبة والمتنزهات والمتاجر، وسيكون بحاجة كبيرة للمراقبة والعناية.
  • الثلاث سنوات: تزداد طاقة الطفل الجسدية في هذه المرحلة، إذ يقوم بفعل أشياء حسب تفكيره وشروطه هو، ويصبح عقله في هذه المرحلة أشبه بالإسفنجة التي تمتص كل ما يُعرض عليه، وسيبدأ بطرح الكثير من الأسئلة، ويمكنه في هذه الفترة استخدام النونية بكل ثقة، وسيوظف الكلمات أكثر ويلجأ لتوضيح ما يريده بالكلام بدلًا من البكاء.
  • الأربع سنوات: يزداد نشاط الطفل، ويبدأ بالقفز والتسلق ويزداد سؤاله لماذا، وكيف، وسيبدأ بالاهتمام بالأرقام من حوله، ويستمتع باللعب مع أصدقائه، وأيضًا سيبدأ بالبحث عن التميز فيما يقدم من الأنشطة، فقط أعطيه مساحة للنمو ولكن لا يعني هذا أن تسمحي له بفعل كل شيء.
  • الخمس سنوات: يبدأ الطفل بالتحكم الكامل في الحركة، وسيبدأ لعبه بالتوجه، وسيكون قادرًا على كتابة اسمه ورسم الصور وإنشاء المشاريع و الذهاب للمكتبة، وسيكون مهتمًا بالقيام بالأنشطة الجماعية ومشاركة الأشياء والمشاعر.
  • الست سنوات: سيحب المدرسة، وسيكون أنانيًا بعض الشيء، ومتطلبًا، ولن يكون صبورًا، ويرغب في تلبية طلباته في ذات اللحظة.
  • السبع سنوات: يكون الطفل أكثر حساسية وهدوءًا، وقد يكون لئيمًا مع الآخرين في بعض الأوقات، وقد يصل به الأمر إلى أن يؤذي مشاعرهم دون قصد، وسيبدأ بإدراك واجباته ومقارنة أعماله بأعمال الآخرين.
  • الثماني سنوات: يظهر حب الاستطلاع واكتشاف الأشياء لدى الطفل، وسيصبح الأصدقاء بالنسبة له أكثر أهمية، وقد يبدأ باللحاق بك في كل مكان في المنزل ليكتشف ما تفعلينه أنتِ ووالده، وما تفكرون به أو ما تنون فعله لا سيما في الأمور المتعلقة به.


كيف يمكنكِ تعديل سلوك الأطفال باللعب؟

توجد أمثلة على بعض الألعاب التي يمكن أن تساعدك في تعديل سلوك طفلك، ومنها ما يلي[٢]:

لعبة بناء القطار

من خلال هذه اللعبة يرتب الأطفال الصناديق وراء بعضها وكأنها مقطورات في قطار، ويركب كل طفل المقطورة الخاصة به، ويجب أن تكون هناك أدوات وزينة متوفرة من أجل تزيين القاطرة وتحسين مظهرها لتكون الأفضل بين الجميع، وهذه اللعبة تعلِّم الطفل المثابرة، فكل الأعمال التي تحتاج إلى تحضير وترتيب تُشعر الأطفال بالإنجاز، والنتائج الإيجابية التي يصلون لها وردات الفعل تعطيهم شعورًا جيدًا لأنهم حققوا الهدف بعد جهد وتعب.

رسم الوجوه

في هذه اللعبة يقوم الطفل برسم وجوه على لوحات بتعابير مختلفة، وجه سعيد، وجه غاضب، وجه خائف، وكل طفل معه وجه واحد على الأقل، وتوضع الأوراق في سلة ويُطلب من الأطفال أن يتناوبوا على اختيار الوجه، ثم تمثيل الشعور الموجود في الرسمة، وفي اللعبة قد يدعي طفل حزين أنه يعاني من أمر ما، وسيكون دور الأطفال من حوله مواساته ومساعدته على الشعور بالتحسن، وأن يطرحوا عليه أسئلة مثل: لماذا أنت حزين؟ كيف يمكنني مساعدتك؟ وهكذا. سيتعلم الطفل من هذه اللعبة التعاطف وهي من الفضائل الجوهرية، فحتى يفهم الأطفال أهمية معاملة الآخرين باحترام ولطف، عليهم أن يشعروا بمشاعرهم تتأذى، ويمكن للآباء تقديم بعض الأشياء التي قد تلهم الأطفال لتقديم المساعدة المناسبة، كأن يقدموا ألعابًا محشوة أو عدة طبخ أو معدات الطبيب والإسعاف.

لعبة الساخن والبارد

في هذه اللعبة ضعي الطفل أمام خيارين، إما ان يكون المخبِّئ أو الباحث، وأرسليه خارج اللعبة، بينما يخفي باقي اللاعبين شيئًا ما في مكان معين يتفقون عليه، ثم يعود للبحث عن الشيء الذي أُخفِي عنه، وخلال بحثه يحاولون مساعدته في حال اقترب وسيقولون له أن تزداد سخونة، وفي حال ابتعد يزداد برودة وهكذا، ويتم تبادل الأدوار خلال اللعبة، فكل من في اللعبة يأتي دوره ليكون الباحث، وهذه اللعبة ستعلم الأطفال التعاون بين اللاعبين الآخرين الذين يقومون بإخفاء الشيء، كما يتعلمون على الاتفاق والتشارك والتشاور في الرأي.

لعبة التجسس

في هذه اللعبة يتناوب الأطفال على اكتشاف الأشياء الصغيرة الموجودة في المكان، ويصفها الطفل للآخرين، كأن يقول، أرى بعيني شيئًا أخضر، بيضوي الشكل، عالٍ جدًا، وهكذا، ويحاول الأطفال الآخرين في اللعبة تخمين ما هو الشيء الذي يرمي إليه، والشخص الذي يُصيب عن أي شيء، سيفوز ويأخذ دوره، وهكذا تستمر اللعبة، وسيتعلم الطفل من خلال هذه اللعبة الصبر، إذ تجبرهم على الاستماع بأدب لما يقوله اللاعب ليتمكنوا من تخمين الشيء المقصود.

لعبة أمي هل يمكنني ذلك؟

في هذه اللعبة يصطف اللاعب أو اللاعبة التي تلعب دور الأم، وعلى بعد 10 أقدام يصطف أمامها اللاعبون الآخرون، وتبدأ بإصدار أوامر لكل لاعب على حدة، ولكن على الطفل الذي يتلقى الأمر أن يقول "أمي يمكنني ذلك"، في حال قيل له "نعم"، يجب أن يقول "شكرًا" وإلا خسر وعاد إلى موقعه السابق، سيتعلم الطفل في هذه اللعبة الأخلاق والاحترام.

لعبة قول الحقيقة

تتيح اللعبة للأطفال التعبير عما يشعرون به، أو الحديث عن الحقائق التي يخفونها، وفيها يُمنح الطفل فرصة إنهاء الجملة التي تعرض عليه، "كنت خائفة عندما.. "، "لقد بكيت عندما.. "، "شعرت بالسعادة الغامرة عندما.."، ويمكن للوالدين لعبها أيضًا مع الأطفال، ويمكن تكرار اللعبة مع مشاعر مختلفة. هذه اللعبة تعلم الأطفال الصدق، وتكون بمثابة إعطائهم الضوء الأخضر للتحدث عما يشعرون به سواء مشاعر إيجابية أو سلبية، كما تساعدهم اللعبة على الشعور بالأمان وقول الحقيقة، ويمكن لكِ أن تستخدمي القصص التي يسردها الأطفال لفتح حوارات معهم، هل ما زلت تخاف من.. ، ما الذي سيشعرك بالسعادة الآن، وهكذا.

لعبة ترتيب أجواز الجوارب

يمكن أن تجعلي الطفل يلعب هذه اللعبة عندما تفرغي الغسالة من الغسيل، فقط دعي الجوارب كلها على الأرض في غرفة المعيشة، واطلبي من الطفل العثور على الأزواج المتطابقة، وبعد أن يقوم بفرزها ووضع الأزواج معًا، علميه كيف يلف أزواج الجوارب على بعضها على شكل كرات، وبعد ذلك جهزي صناديق على بعد أمتار وكل صندوق مخصص لشخص ما في العائلة، واطلبي من الطفل رمي الجوارب في مكانها المناسب. هذه الطريقة تعلم الطفل ضرورة إشراكه بالأعمال المنزلية، وأن كل فرد في الأسرة يحتاج إلى المشاركة، وعندما تكون المهام صغيرة وممتعة، ستدفع حتى أصغر الأفراد إلى المشاركة، ومن الجيد بعد إنجاز العمل الثناء على الأطفال وإخبارهم بأنهم قاموا بعمل جيد، وربما يمكنهم المساعدة في ترتيب الأغطية في المرات القادمة.


طرق أخرى يمكنكِ بها تعديل سلوك طفلكِ

يمكنكِ عزيزتي أيضًا أن تستخدمي أساليب أخرى من أجل تعديل سلوك الطفل، ويعتمد هذا بالأساس على فكرة أن السلوك الجيد يجب أن يؤدي إلى عواقب إيجابية، أما السلوك السيئ فسيؤدي إلى عواقب سلبية، ويتضمن هذا العقاب الإيجابي والعقاب السلبي، والتعزيز الإيجابي والتعزيز السلبي[٣]:

العقوبة الإيجابية

يمكن أن تستخدمي العقاب لوقف السلوكات السلبية التي يقوم بها الطفل، ومع أنه من السيئ إطلاق صفة الإيجابية على العقوبة، إلا أن هذا يمكن تعليله في أن هذه العقوبة في الأصل تهدف إلى ردع الطفل عن السلوك السيئ الذي يقوم به، ومن الأمثلة على العقاب الإيجابي ما يلي:

  • اطلبي منه ترتيب فوضى أعمال إضافية في حال بدأ الطفل بالكذب عند سؤاله عن ترتيب غرفته وتنظيفها.
  • ىطلبي من الطفل أن يقوم بكتابة رسالة اعتذار يعبر فيها عن ندمه عما قام به أو ما قاله في حال تسبب في إيذاء مشاعر شخص ما .
  • اطلبي من الطفل المذنب بحق شقيقه ان يقوم بأعماله بدلًا عنه ليشعر بخطئه.

ومع أن الضرب الخفيف غير المبرح يعد عقابًا إيجابيًا، إلا أن المختصين يرون أنه لا ينبغي استخدام العقاب البدني لتعديل سلوك الطفل.

العقوبة السلبية

تتمثل العقوبة السلبية بأن تقومي بسحب أو تجريد الطفل من أمور يحبها، كأن تجرديه من بعض الامتيازات التي يتمتع بها في البيت، أو أن تقللي الاهتمام به، وتوجد أساليب مختلفة من العقاب السلبي من بينها ما يلي:

  • وضع مدة زمنية للطفل لا يرى فيها أي اهتمام إيجابي من أفراد العائلة.
  • تجاهل نوبات الغضب التي يقوم بها الطفل.
  • سحب الامتيازات الإلكترونية وبعض الألعاب من الطفل، سواء الهواتف أو الأجهزة الذكية أو حتى التلفاز والبلاي ستيشن.

التعزيز الإيجابي

يتمثل التعزيز الإيجابي بتقديم أشياء تعزز السلوك الجيد عند الطفل، وفي الغالب ما يكون تعديل السلوك المرتبط بهذه الطريقة فعالًا للغاية، ومن أهم أساسيات التعزيز الإيجابي الثناء على الطفل وتقديم المكافآت له، ومن الامثلة على التعزيز الإيجابي نذكر ما يلي:

  • قولي للطفل: "أحسنت صنعًا، لقد جهزت طبقك قبل أن أطلب منك ذلك".
  • اسمحي له بأخذ وقت إضافي على الكمبيوتر أو على جهازه اللوحي الذكي بعد أن ينهي واجباته المنزلية.
  • أعطيه فرصة للخروج واللعب والتنزه بعد أن كان مقيمًا في البيت للدراسة، ونال مرتبة عالية على لوحة الشرف.

التعزيز السلبي

يتمثل التعزيز السلبي بأن يكون الطفل متحمسًا لتغيير سلوكه، لأنه بهذا سيتخلص من أمر مزعج، فالطفل مثلًا الذي يحاول وقف سلوكه السلبي لأن والده يصرخ عليه، هنا هو يحاول التخلص من المعزز السلبي وهو الصراخ، ولكن يجب الانتباه إلى استخدام المعزز السلبي باعتدال لأنه أقل فاعلية وتأثير من التعزيز الإيجابي، ومن الأمثلة على التعزيزات السلبية نذكر ما يلي:

  • تذمري من ابنك وتقاعسه من أجل أن يقوم بأعماله، هذا يجعله يفعل واجباته للتوقف عن إزعاجك.
  • رافقي الطفل إلى مكان انتظار الحافلة وابقي معه في حال كان معتادًا على الشجار مع الأطفال الآخرين عند الموقف، هذا الأمر يجعله يتوقف عن الشجار لتتوقفي بدورك عن مرافقته.
  • ضعي راديو السيارة بصوت مرتفع عند الذهاب إلى المدرسة بالصباح كلما بدأ الطفل بالشكوى والتذمر، هذا سيجعله في اليوم التالي يتوقف عن الشكوى لكي لا ترفعي صوت الراديو و تزعجيه.


أمور انتبهي لها لأنها تؤثر في سلوك طفلكِ

توجد الكثير من العوامل التي من شأنها أن تؤثر في سلوك طفلك، والتي يجب عليكِ الانتباه لها ومراعاتها لكي لا تؤثر بشكل سلبي على سلوكه، فهناك عامل الحاجة، وهذا الظرف يخلق كل الضغط والخلافات داخل الأسرة، والتي من شأنها أن تُحدث تأثيرًا سلبيًّا في نمو الطفل الصحي وتوجيه سلوكه، وهناك أيضًا عامل متعلق بالخدمات، فالكثير من الفئات السكانية غير قادرة على الوصول إلى كافة الخدمات الضرورية، لأسباب وعوامل مختلفة مثل اللغة أو وسائل النقل أو لوازم البرامج والخدمات المختلفة، والتكلفة الباهظة وغيرها، فضلًا عن غياب التنسيق في الحصول على الخدمات بحيث لا توجد موارد بشرية كافية مخصصة لتقديم البرامج والخدمات المتعلقة بتنمية الطفولة المبكرة والمتعلقة بشكل مباشر بسلوك الطفل[٤].

يمكن تقسيم العوامل المؤثرة على سلوك الطفل إلى عوامل بيئية، وعوامل بيولوجية، وعوامل مرتبطة بالتجارب والحياة الشخصية للطفل وعلاقاته بمن حوله، ويمكن توضيحها على النحو التالي[٤]:

  • العوامل البيئية، وهذا يتضمن الكثير من الأمور من بينها مكان سكن الطفل، وهل هو ملائم، وهل توجد أماكن خاصة للعب، وأيضًا هناك عامل الدخل، فهل دخل الأسرة كافيٍ لتلبية كل ما يحتاجه الطفل من ملابس لكل المواسم، وهناك أيضًا العوامل المرتبطة بوظيفة الأهل وهل هناك من يعطي الأطفال الرعاية اللازمة في غياب الآباء، والأهم من هذا وذاك حصول الأطفال على التعليم المناسب، وهل يوجد من يقرأ لهم ويشاركهم اللعب بالقراءة والكتابة.
  • العوامل البيولوجية، وهذا يعتمد في البداية على جنس الطفل، فالنمو والسلوك وتغيره يختلف ما بين الذكر والأنثى، وكذلك الأمر بالنسبة للناحية الصحية للطفل، فإن لها تأثيرها أيضًا في سلوكه.
  • العلاقات الشخصية، إذ يتعلم الطفل في المقام الأول من خلال علاقته بمن حوله عبر الاتصال بالعين والابتسامات المتبادلة والتقليد لكل ما يراه، والتواصل المستمر معهم، سواء كانوا أباءً أو مربيين، فاتصاله بوالديه وارتباطه بهم، ونمط الحياة الذي يعيشونه، وكذلك الشبكة الاجتماعية التي تربى فيها الطفل كلها أمور لها تأثيرها في سلوكه.
  • التجارب، فلتجارب الطفل تأثير على سلوكه لتطوير مهاراته الاجتماعية والعاطفية واللغوية والمعرفية والجسدية، بدءًا من تجربته بشم رائحة أمه، أو بتذوق طعم الحليب، إلى التواصل البصري وغيرها من الأمور.


المراجع

  1. "Ages and Stages of Development", cde, Retrieved 07-07-2020. Edited.
  2. "Good Behavior Games for Preschoolers", parents, Retrieved 07-07-2020. Edited.
  3. "Behavior Modification Techniques", verywellfamily, Retrieved 07-07-2020. Edited.
  4. ^ أ ب "Factors Affecting Child Development", beststart, Retrieved 07-07-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :