الصوم
يرتبط الصوم عادةً بشهر رمضان الذي يصوم فيه مليارات المسلمين حول العالم، ويُعرّف الصوم بالامتناع عن الطعام والشراب من الفجر حتى غروب الشمس، ورغم أن العديد من الناس يصومون في رمضان بناءً على المعتقدات الروحية والإيمانية؛ فإن الكثيرين يلجؤون إلى الصيام بناءً على فوائده الصحية، وقد أشار عدد من الدراسات إلى أن الصيام المتقطع الذي يُعرّف بالامتناع عن تناول الطعام والشراب أو تقليله دوريًا له فوائد صحية عديدة، بما في ذلك فقدان الوزن، وخفض ضغط الدم، وخفص الكوليسترول في الدم.
في السنوات الأخيرة أشارت العديد من الدراسات إلى أن الصيام المتقطع يمكن أن يكون مفيدًا لنا؛ ممّا ساعد على اعتباره أحد أكثر اتجاهات النظام الغذائي شيوعًا في جميع أنحاء العالم، ومن فوائد الصّيام أنّه يعزز التحكم في نسبة السكر في الدم عن طريق الحدّ من مقاومة الإنسولين، ويعزّز من صحة الجسم عن طريق مكافحة الالتهابات، كما أنّه يعزز من صحة القلب عن طريق تحسين ضغط الدم، ومن مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم، فضلًا عن تحسين وظائف الدماغ، وقد يمنع أيضًا اضطرابات التحلل العصبي، ويساعد في تخفيف الوزن عن طريق الحد من السعرات الحرارية وزيادة عمليات الأيض، وقد يساعد الصوم في الوقاية من السرطان والزيادة من فعالية العلاج الكيميائي، ويمكن أن يؤخر الشيخوخة ويطيل العمر، وغيرها العديد من الفوائد[١][٢].
أضرار الصوم على الحامل
يُعدّ من الصعب تحديد ما إذا كان الصوم آمنًا أو ما إذا كان يسبب أضرارًا على الحامل، ورغم وجود العديد من الأبحاث حول هذا الموضوع؛ إلا أنها غير مؤكدة ومعممة على الجميع؛ إذ يحتاج الصوم أثناء الحمل توازنًا دقيقًا؛ إذ أظهرت بعض الأبحاث أن الامتناع عن الأكل لأي فترة من الوقت يمكن أن يتسبب في إنتاج أجسام الكيتون التي تعد جزيئات ينتجها الكبد خلال فترات الاستهلاك الغذائي المنخفض أو الصيام، والتي قد يكون لها تأثير سلبي على الجنين، فضلًا عن أن الصيام قد يُعرّض الحامل للجفاف لا سيما إذا تزامن رمضان مع فصل الصيف؛ فهذا يعني الطقس الحار والأيام الطويلة؛ إذ يلعب الماء دورًا مهمًا في نمو الطفل، ويمكن أن يؤدي الجفاف إلى انخفاض السائل الأمنيوسي والولادة المبكرة والعيوب الخلقية؛ لذا فإن الحفاظ على الماء أمر أساسي، ويجب عدم التوقف عن شرب الماء؛ فإذا قرر الطبيب أن الصيام آمن لفترة قصيرة من الزمن؛ فيجب التأكد من شرب ما لا يقل عما يقارب 8 أكواب من الماء يوميًا، وتجنب أي نشاط شاق قد يتسبب في فقدان السوائل.
رغم ذلك لا يمكن تعميم أضرار الصوم على جميع الحوامل؛ لذا يجب على الحامل استشارة الطبيب الخاص بها، فهو من يحدد فيما إذا كان الصوم آمنًا لها ولطفلها عند الرغبة في الصيام بناءً على عوامل عديدة منها الثلث الذي تمر به حاليًا الحامل، سواء كان الأول أو الثاني أو الأخير، أو أي حالات طبية كامنة قد تصيب الحامل وطفلها، ومن الجدير بالذكر أن بعض الدراسات تظهر تأثيرًا بسيطًا أو معدومًا على الأطفال حديثي الولادة الذين صامت أمهاتهم أثناء الحمل، وتشير دراسات أخرى إلى حدوث مشاكل صحية في وقت لاحق من الحياة، أو أن الصوم قد يسبب أثناء الحمل بعض التأثيرات على ذكاء الطفل أو قدرته الأكاديمية، وتشير دراسات أخرى إلى أن الصيام قد يؤدي أثناء الحمل إلى انخفاض وزن المواليد، لا سيما إذا حدث الصيام في الثلث الأول من الحمل، وأشارت دراسات أخرى إلى أن الفرق في الوزن عند الولادة صغير جدًا، وأن الأطفال الذين صامت أمهاتهم أثناء الحمل قد يولدون بطول أقصر قليلًا ووزن أقل، ولكن كما ذكرنا سابقًا أن هذا الاختلاف صغير جدًا[٣][٤].
طرق للصوم الآمن على الحامل
يمكن اتباع بعض طرق التالية للحصول على صوم آمن للحامل وتسهيل الأمور عليها في رمضان[٣]:
- يجب التحدث إلى الطبيب الخاص بمتابعة الحمل وصحته، الذي قد يساعد في التأكد من صحة الحامل وتحديد احتمالية حدوث أي مضاعفات قد يسببها الصوم ويجعل الحامل أكثر عرضةً لها، مثل سكري الحمل وفقر الدم، وقد تحتاج الحامل إلى تكرار إجراء فحوصات أثناء الصوم أكثر من مرة لمراقبة مستويات السكر في الدم، ولا يُعد الصوم آمنًا للحامل إذا كانت مصابةً بمرض السكري.
- يجب التخفيف تدريجيًا من شرب المشروبات المحتوية على الكافيين، مثل القهوة والشاي والكولا إذا كانت الحامل معتادةً على تناول الكثير من هذه المشروبات قبل الصيام لمنع الصداع الانسحابي، ومن الجدير بالذكر أنه لا ينبغي تناول أكثر مما يقارب 200 ملليغرام من الكافيين يوميًا أثناء الحمل، أي ما يقارب كوبين من القهوة، ويمكن تناول الشوكولاتة والشاي الأخضر بدلًا من تلك المشروبات؛ وذلك لأنهما يحتويان أيضًا على بعض الكافيين.
- يجب التحدث إلى صاحب العمل حول إدارة العمل والدوام خلال شهر رمضان، إما عن طريق تقليل ساعات العمل أو الحصول على فترات راحة إضافية.
- يمكن استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية للمساعدة على تلبية احتياجات الحامل الغذائية أثناء الصوم، ويمكن استخدام مذكرات لكتابة ما تتناوله الحامل لتعرف ما تأكله وتشربه.
- يمكن إنجاز المهمات قبل بدء الصيام عن طريق التحضير المبكر.
- يجب الحفاظ على الهدوء وتجنب المواقف العصيبة؛ إذ يجب التعامل مع التغييرات التي يمكن أن تسبب التوتر نتيجةً للتغيرات الروتينية في الصوم، ونقص الطعام والماء، وتغير أوقات الأكل والشرب، ومن الجدير بالذكر أنه تبين أن النساء الحوامل اللواتي يصمن خلال شهر رمضان لديهن مستويات أعلى من هرمون الكورتيزول في الإجهاد في دمهن مقارنةً بالنساء اللواتي لم يصمن.
- يمكن الاستعانة بالعائلة أو الأصدقاء الذين صاموا أثناء الحمل للحصول على نصائح واقتراحات قد تساعد الحامل أثناء الصيام.
- يجب الحفاظ على رطوبة الجسم؛ إذ قد تصاب الحامل بالجفاف بسرعة، وهو أمر غير جيد للحامل أو لطفلها.
- يجب التخطيط لتنظيم الوقت أثناء أيام الصوم حتى تتمكن الحامل من أخذ قسط من الراحة بانتظام، ويجب التقليل من الأعمال المنزلية وأي شيء قد يسبب التعب لها.
- يجب على الحامل عدم المشي لمسافات طويلة أو حمل أي شيء ثقيل.
المراجع
- ↑ "8 Health Benefits of Fasting, Backed by Science", healthline, Retrieved 17-1-2020. Edited.
- ↑ "Fasting: Health benefits and risks", medicalnewstoday, Retrieved 17-1-2020. Edited.
- ^ أ ب "Fasting in pregnancy", babycentre, Retrieved 17-1-2020. Edited.
- ↑ "Fasting While Pregnant or Breastfeeding", whattoexpect, Retrieved 17-1-2020. Edited.