ثقافة دينية عامة

ثقافة دينية عامة

الثقافة الإسلامية

تُعرف الثقافة في اللغة بأنها الحذق والفطنة والخفة، وهي التسوية والتشذيب والتهذيب والتأديب، واستعملها العرب كمصطلح يعني الظفر والمصادف، وفيما يتعلق بالثقافة الإسلامية تُوجد العديد من المفاهيم الخاصة بها، وهي جاءت وفقًا لاختلاف اتجاهات الباحثين والتصورات الخاصة بهم، وعامةً البعض جعل حياة الأمة أساسًا يدور عليه التعريف ويركِّز على إحياء العناصر الثقافية والمقومات الخاصة بها من وجهة نظر معينة، بغض النظر عما إذا كانت إسلاميةً أم قوميةً أم وطنيةً، بينما جعل البعض من الباحثين الدراسات الإسلامية أساسًا تدور عليه التعريفات المختلفة، وهكذا فإنَّ الثقافة الإسلامية تُعد من المصطلحات المرادفة للدراسات الإسلامية أو العلوم الإسلامية أو التربية الإسلامية، وتجدر الإشارة إلى أنَّ بعض الناس يعرفون المصطلح وفقًا لواقع المجتمع الإسلامي من خلال التاريخ، بينما يُعرفها البعض الآخر على أساس ما يتوجب أن يكون عليه أفراد المجتمع الإسلامي[١].


بالإضافة لذلك فإنَّ تعريف الثقافة الإسلامية يعتمد على مادة الثقافة الإسلامية على اعتبار أنها من العلوم الجديدة التي وُجدت بناءً على الظروف والحالات المعاصرة التي يعيشها أفراد المجتمع، ومن ذلك المنطلق فإنّها دراسة الاتجاهات المعادية للديانة الإسلامية، وتنفيذها وتحقيقها ومعاينة المستجدات المرتبطة بأحوال المجتمع الإسلامي، وكيفية بناء الشخصية المؤمنة بالله عز وجل على أساس يعتز بالله عز وجل وفقًا لمنهج أهم صفاته الشمول والترابط والاتزان[١].


معلومات دينية عامة

تُوجد العديد من المصطلحات الدينية العامة، وأهمها ما يأتي:

  • مصادر الثقافة الإسلامية: تُعرف بأنها المصادر التي تُؤخذ منها المعلومات الثقافية وتُستمد سواء أكان ذلك الأخذ معتمِدًا على مجموعة من الأسس والمبادئ العامة، أو القواعد الكلية التي تقوم عليها الثقافة، وعامةً تستند المعرفة العلمية المكتسبة عليها، وتجدر الإشارة إلى أنَّ مصادر الثقافة الإسلامية نوعان؛ هما مصادر مباشرة في أصلها وأسسها ومصادر غير مباشرة[٢].
  • خصائص الثقافة الإسلامية: تتصف الثقافة الإسلامية بمجموعة من الخصائص التي لا تُوجد في غيرها من الثقافات، ومما لا شكَّ فيه أنَّ هذه الخصائص من الأمور الضرورية جدًا للإنسان المسلم، لأنها تؤثر تأثيرًا إيجابيًا على سلوكياته وتجسيده لها الذي يُبنى على أساس معرفة عميقة وواعية، ويتوجب على المسلم معرفتها حق المعرفة حتى تتكون لديه ثقة بذاته وبثقافته، ويُصبح قادرًا على نقلها وتعليمها للأشخاص الذين يتعامل معهم، كما أنَّ معرفتها تجعله قادرًا على الدفاع عن ذاته أمام الأشخاص الذين ينتقدونه، ومن أهم خصائصها؛ الشمول، والتوازن، والاتساق، والتكامل، والإيجابية، والثبات، والمرونة، والعقلانية، والإنسانية، والوسطيّة[٣].
  • علاقة الثقافة الإسلامية بالثقافات الأخرى: لا يخلو مجتمع من المجتمعات في الزمن الماضي أو الحاضر من الثقافة بغض النظر عن مستوى تلك الثقافة، وذلك لأنَّ الإنسان في جميع الأمكنة والأزمنة يتعامل مع البيئة التي يترعرع وينمو فيها بغض النظر عما إذا كان راضيًا عن ذلك أم لا، ومما لا شكَّ فيه أنَّه توجد علاقة بين الثقافة الإسلامية والثقافات الأخرى مثل العربية واليونانية والغربية المعاصرة[٤].


أهمية تنمية الثقافة الدينية للطفل

تُوجد العديد من الفوائد التي تتحقق عند تنمية الثقافة الدينية الخاصة بالطفل، وأهمها ما يأتي[٥]:

  • مرحلة الطفولة من مراحل الصفاء وخلو الأفكار، وعامةً إنَّ توجيه الطفل للأمور الدينية يخلق مكانًا في فكره وقبولًا في عقله وفراغًا في قلبه.
  • تحفيز ملكة الحفظ والذكاء في قلب الطفل وعقله، ولعل ذلك بسبب قلة همومه والأعمال التي تشغل القلب في المراحل الأخرى، لذا يتوجب استغلال هذا الأمر وتوجيه الأطفال للاتجاه الصحيح.
  • طهر وبراءة مرحلة الطفولة، إذ يكون الطفل خاليًا من الأفكار السلبية، ويبتعد كليًّا عن تلويث العقل والميول الفكرية الفاسدة التي تصده عن الاهتمام بذاته من الناحية الدينية، بخلاف لو أنَّ الطفل بدأ توجيهه في مراحل متأخرة بعض الشيء، إذ تتشكل لديه أفكار تمنع تقبُّله لما يُملى عليه من قبل الثقافة الدينية.
  • العالم في الوقت الحديث كالقرية الصغيرة بعدما أثرت العولمة الحديثة عليه كثيرًا، والفرد المسلم ترد له الأفكار المختلفة من جميع النواحي، وهي تصده عن دينه أو تشوش عليه عقيدته، لذا يتوجب تسليح المسلمين بالثقافة الدينية حتى يُبصروا أمرهم ويُواجهوا الأفكار بعقول واعية.
  • غرس الثقافة الدينية في مرحلة الطفولة يؤثر تأثيرًا كبيرًا على السلوكيات الخاصة بالطفل من ناحية تقويمه وتحقيق استقامته في المستقبل، مما يجعله ذلك ينشأ نشأةً سليمةً، ويكون بارًا بوالديه، وعضوًا فعّالًا في المجتمع.
  • الأبناء أمانة في عنق آبائهم ومجتمعهم، والجميع مسؤول عنهم ويُحاسب على التفريط فيهم، لذا تتوجب تربيتهم أفضل تربية من خلال غرس الثقافة الدينية في نفوسهم.


العلاقة بين الثقافة الإسلامية والعولمة

يُعدّ الدين الإسلامي دين الله عز وجل، وقد بعث الله محمد عليه الصلاة والسلام، وأدَّى الرسول الكريم رسالة الله وخاطب العرب والعجم، وأخبر من لا ينطف عن الهوى أنَّ دين الإسلام هو الدين الظاهر للأمة، وأمة الإسلام مبعوثة حتى تنقل ركن ركين من أركان الثقافة إلى البشرية والعالم، ومما لا ريب فيه أنَّ النبي استجاب لأمر ربه وبدأ دعوة قومه، واستجاب له عدد قليل وجمع من الضعفاء، أمَّا الأقوياء والكبراء فرحوا بما عندهم من العلم، لكن سنة الله عز وجل في الأمم تمضي، وما هي إلا سنوات قليلة حتى تغير الحال وكثر أتباع النبي عليه السلام[٦].

بالإضافة لذلك بدأ الرسول بدعوة أقاربه، ثمَّ سائر العرب، ثمَّ خاطب الأمم والشعوب، ولم يكتف النبي بدعوة البشر وإنما دعا الجن أيضًا، وتجدر الإشارة إلى أنَّ ذلك الانتشار الواسع للأمة جاء بسبب خصائص ومميزات هذا الدين الذي ابتغاه الله للناس، ومن هذا المنطلق فإنَّ الدعوة الإسلامية والثقافة الإسلاميّة جيدة لجميع المجتمعات، وهي تُعالج الظروف في جميع الأزمنة والأمكنة، وهذا الأمر ليس تنظيرًا علميًا بل واقعًا عمليًا، ولا يعني ذلك أنَّ دعوة الإسلام خاضعة للتشكل مثل الطين أو العجين، ولا يلعب بها الصبيان ويصورونها كيفما أرادوا، والمراد بذلك أنَّ شرع الله عز وجل علاج لجميع أوضاع الناس بغض النظر عن المكان والزمان الذي وجدوا فيه، ومن يتمسك بشعائر الله فإنه يعيش حياةً طيبةً، والواجب تأدية ما على الإنسان من تبليغ دعوة الله، والأخذ بالأسباب المادية ووضع الخطط والبرامج الإستراتيجية، وعامةً إنَّ الدين الإسلامي دين عالمي صالح جميع الأماكن والأزمنة[٦].


المراجع

  1. ^ أ ب علي محمد مقبول الأهدل (7-1-2014)، "مفهوم الثقافة الإسلامية"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  2. "الثقافة الإسلامية"، dspace، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  3. "الثقافة الإسلامية"، dspace، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  4. "dspace"، الثقافة الإسلامية، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  5. محمد بن سعيد المسقري، "تنمية الثقافة الدينية للطفل"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "أ- العلاقة بين الثقافة الإسلامية والعولمة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :