وضع الصور في البيت
يرغب الكثير من الناس في الاحتفاظ بالصور الخاصة بهم، وتخزينها سواء كان للذكرى، أو كوثائق رسميَّة، أو غيرها من الأسباب المختلفة، كما يُعلِّق البعض منهم هذه الصور على جدران منازلهم، ومن الجدير بالذكر أنَّ الدين الإسلاميَّ تناول هذا الموضوع، ويوجد في السنة النبويَّة وأقوال العلماء أدلة كثيرة وضحت حكم وضع الصور، وتعليقها في البيت.
حكم وضع الصور في البيت
إنَّ تعليق الصور المُجسَّمة على جدران المنزل محرَّم، والمقصود بالصور المُجسَّمة هي صور ذوات الأرواح سواء صور الإنسان، أو صور الحيوان، وليس صور الجماد، والنبات، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تدخلُ الملائكةُ بيتًا فيه كلبٌ ولا صورةٌ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فقد خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة، ومنهم من لا يفارق الإنسان ولا حتى لحظة واحدة، وهم الملائكة الذين يكتبون أعمال الإنسان الحسنة، والسيئة، والذين ذكرهم في قوله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 18]، وهناك غيرهم من الملائكة والذين وكَّلهم الله عز وجل بالنزول على المسلم بالرحمة، والخير، والبركات، فيزورون بيوت المسلمين للاستماع إلى ذكر الله عز وجل، وصوت قراءة القرآن، هؤلاء الملائكة لا يدخلون أي بيت عُلقت فيه صور لذوات الأرواح.[١]
أمَّا الحكمة من تحريم تعليق الصور في المنازل، وحرمة دخول الملائكة عليها تكمن في أنَّ الصور معصية لله سبحانه وتعالى، وعلو عليه، وفيها مضاهاة لقدرة الله عز وجل على الخلق، وتوعد الله سبحانه وتعالى مُصوِّري ذوات الأرواح أشد العذاب يوم القيامة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أصحابَ هذه الصُّوَرِ يُعذَّبون يومَ القيامةِ، فيقال لهم: أَحْيوا ما خلقتُم) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ومن الجدير بالذكر أنَّ المقصود بالصور المجسَّمة هي الصور التي تنتج بفعل العبد، فهناك من أجاز الصور الفوتوغرافية، والفيديو لإنَّها تنتج من آلة الكاميرا، وليست بفعل العبد، والأحاديث التي وردت عن الصور، والمصورين كان يقصد بها جميع ما يكون بفعل العبد لمضاهاة خلق الله عز وجل، والأحوط تجنب كل هذه الأمور، والاكتفاء بصورة البطاقة الشخصيّّة، ونحوها، ويجب الإشارة إلى أنَّه يجوز للمسلم تعليق صور الجمادات، والنباتات، والمناظر الطبيعيَّة، والاحتفاظ بها، ويجب على المسلم أن يسارع إلى التوبة، ويتخلص من كل الصور المجسَّمة من منزله لقوله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: (لا تدعنَّ قبرًا مشرفًا إلَّا سوَّيتَه ولا صورةً في بيتٍ إلَّا طمستَها) [صحيح النسائيّ| خلاصة حكم المحدث: صحيح].[٢]
حكم الصلاة أمام الصور
إنَّ الصلاة أمام الصور صفة مكروهة، ولكنها ليست مبطلة للصلاة، فالصلاة صحيحة، والأولى على المسلم أن يجتنب كل ما يلهيه عن صلاته، لذلك ينبغي الحذر من الصور، وعدم الصلاة أمامها لقوله صلى الله عليه وسلم: (دَعْ ما يَريبُكَ إلى ما لا يَريبُكَ) [صحيح ابن حبان| خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه].[٣]
المراجع
- ↑ "حكم تعليق الصور"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 19-3-2020. بتصرّف.
- ↑ "حكم الاحتفاظ بالصور وتعليقها في البيوت"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 19-3-2020. بتصرّف.
- ↑ "هل تجوز الصلاة في غرفة بها صور ذوات أرواح؟"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 19-3-2020. بتصرّف.