محتويات
متى يمكنكِ السماح لطفلكِ بمشاهدة التلفاز؟
وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، في بيان صدر في أكتوبر 2016، ينبغي ألّا يشاهد الأطفال التلفاز حتى يبلغ عمرهم حوالي 18-24 شهرًا، وحتى حين يبلغ الطفل هذا السن يجب أن يقتصر وقت مشاهدته للتلفاز على ساعة أو أقل في اليوم، كما يجب أن يكون محتوى ما يشاهده مفيدًا وتحت إشراف أحد الوالدين، ودعت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال إلى وضع حدود للطفل عندما يتعلّق الأمر باستخدام وسائل التكنولوجيا، لضمان نمو الطفل بصحة جيدة في ظل وجود العالم الرقمي المتطور، وبينما يجب عليكِ كأُم أن تختاري ما هو مناسب لطفلكِ، فقد تساعدكِ بعض الاستراتيجيات في الحد من الآثار السلبية لمشاهدة التلفاز على طفلكِ، ومنها ما يأتي[١]:
- الحد من مشاهدة طفلكِ للتلفاز، لذلك عيّني حدًا لجلوس طفلكِ أمام شاشة التلفاز، واحرصي على قضاء بعض الوقت مع طفلكِ بعيدًا عن التلفاز أو الأجهزة الإلكترونية، وإذا أردتِّ تنمية الإبداع لدى طفلكِ فعليكِ أن تتركيه يلعب بوقت غير منظّم وخالٍ من الأجهزة الإلكترونية.
- اختاري البرامج التي سيشاهدها طفلكِ بعناية، ومن الأفضل أن تكون برامج تفاعلية، ولا تسمحي لطفلكِ بمشاهدة البرامج أو مقاطع الفيديو السلبية.
- اختاري المحطات الخالية من الإعلانات، أو سجّلي البرامج من دون إعلانات تجارية، أو اشتري أجهزة تعليمية إلكترونية محمولة صُنعت خصيصًا للأطفال، فبعض المحطات تتم فيها مقاطعة البرامج التعليمية بسبب الإعلانات.
- لا تُفضلي استخدام التلفاز أو أجهزة القراءة الإلكترونية على الكتب التقليدية، فالقراءة بصوتٍ عالٍ للأطفال تزيد من فرصهم المستقبلية في أن يصبحوا قرّاءً في وقت مبكر، كما أنّ القرّاء الرقميين غالبًا ما يُضيفون عناصر بصرية مشتِّتة تعرقل فهم الطفل للقصة.
- تأكدي من أنّ البرامج التي يشاهدها طفلكِ عالية الجودة، وابحثي بنفسكِ أيضًا عن البرامج التي قد تُفيد تطور نمو طفلكِ.
تأثير مشاهدة طفلكِ للتلفاز على تطور دماغه
مع ازدياد البرامج التلفزيونية وحتى القنوات التي تُصمم وتُسوّق خصيصًا للأطفال، يصبح السؤال الذي يطرح نفسه عن مدى تأثير مشاهدة التلفاز على دماغ الأطفال، لكن إلى حد الآن لا توجد فكرة واضحة عن كيفية تأثير التلفاز على دماغ الطفل، لكن تربط بعض الدراسات بين مشاهدة التلفاز ومشاكل الانتباه في وقت لاحق، بينما لا يتوافق خبراء آخرون مع هذه النتائج، في حين وجدت دراسات أخرى أن مشاهدة التلفاز قبل سن الثالثة يؤذي بشكل طفيف عدة مقاييس للتطور المعرفي اللاحق للطفل، أما الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال فقد كان موقفها بتجنب مشاهدة الأطفال للتلفاز قدْر الإمكان، وهذا هو الأكثر أمانًا برأيهم، وجاء في كلام الأكاديمية أنه قد يكون من المغري وضع طفلكِ أمام التلفاز، ولكن لا تفعلي ذلك، فالسنوات الأولى حاسمة في نمو الطفل، وتشعر الأكاديمية بالقلق حول تأثير البرامج التلفزيونية المخصصة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، وكيف يمكن أن تؤثر هذه البرامج على نمو طفلكِ، كما يعارض أطباء الأطفال بقوة البرامج التي تستهدف الأطفال، لا سيما عندما تُستخدم للترويج للألعاب والدمى والأطعمة غير الصحية، وغيرها من منتجات الأطفال الصغار، كما يمكن أن يؤثر التلفاز على القراءة، فالقراءة تتطلب من طفلكِ تفكيرًا أكبر بكثير من التفكير الذي تحتاجه مشاهدة التلفاز، كما أن القراءة تعزّز نموًا صحيًا للدماغ في وقت لاحق، فقد يقضي بعض الأطفال وقتًا طويلًا أمام جهاز التلفاز، مما يقلل من الوقت الذي يمكن أن يقضوه في القراءة، أو قد يقل احتمال أن يتمكن الطفل من القراءة من الأساس[٢]
تأثير مشاهدة طفلكِ للتلفاز على طبيعة سلوكه
قامت آلاف الدراسات منذ خمسينيات القرن الماضي بالبحث عمّا إذا كان يوجد رابط بين مشاهدة العنف بالإعلام والسلوك العنيف، واستنتجت معظم الأبحاث أنه توجد أدلة كثيرة تربط بين العنف الإعلامي والسلوك العدواني، ورؤية الكوابيس، والخوف من التعرض للأذى، كما ربطت بين مشاهدة العروض التلفزيونية العنيفة وإظهار الشخص تعاطفًا أقل مع الآخرين، وبعض البرامج التلفزيونية عادةً مليئة بأعمال العنف والقتل، وغالبًا ما تحتوي البرامج المخصصة للأطفال على عنف أكبر من برامج الكبار، ومعظم أعمال وبرامج العنف لا تخضع للرقابة، وتمر دون عقاب، وغالبًا ما تكون مصحوبة بروح الدعابة، ونادرًا ما يتم الالتفات إلى عواقب هذه البرامج على الطفل، وتستخدم العديد من العروض التلفزيونية الأفعال العنيفة كوسيلة ممتعة وفعالة للحصول على نسب مشاهدة أعلى، حتى في أفلام الرسوم المتحركة، فإن العنف يكون شائعًا في الغالب كوسيلة للشخصيات الجيدة لحل مشاكلهم والدفاع عن أنفسهم، وما بين عامي 1937 و1999 ازداد مقدار العنف في برامج الأطفال، فحتى الأشخاص "الأخيار" فإنهم يضربون "الأشرار"، لتصل بذلك رسالة إلى طفلكِ مفادها أن العنف أمر طبيعي ولا ضَير في استخدامه، عندها سيحاول العديد من الأطفال تقليد أبطالهم "الجيدين" في لعبهم، فطفلكِ سيقلد العنف الذي يشاهده على شاشة التلفاز، لا سيما إذا كان تحت سن الثامنة، فهو في هذا العمر لا يستطيع التمييز بين الواقع والخيال، مما يجعله أكثر عرضة للتعلم من العنف الذي شاهده على التلفاز واعتماده كأسلوب حياة، كما أن التعرض المتكرر لبرامج التلفاز العنيفة يجعل طفلكِ أقل تعاطفًا وحساسية اتجاه آثار العنف على الضحايا، والمعاناة الإنسانية التي يسببها، كما يمكن أن تؤثر هذه البرامج أو المشاهد على الرغبة في مساعدة الآخرين، ومن الآثار السلبية لمشاهدة التلفاز على سلوك طفلكِ ما يأتي[٢]:
- مشاهدة برامج العنف التلفزيوني تؤدي إلى انتهاج طفلكِ السلوك العدواني.
- العلاقة بين مشاهدة طفلكِ لمشاهد العنف التلفزيونية والسلوك العدواني تستمر حتى بلوغه.
- إن المراهقين الذي نشؤوا على مشاهدة البرامج العنيفة، هم أكثر عرضة لارتكاب أعمال عنيفة، نسبةً إلى غيرهم من أقرانهم الذين هم أقل مشاهدة للبرامج التي تُظهر العنف على التلفاز.
ماذا يستطيع أن يفعل طفلكِ بدلًا من مشاهدة التلفاز؟
في حين أن مشاهدة التلفاز عادة غير صحية في حد ذاتها للأطفال، إلّا أن كثرة مشاهدة التلفاز قد تؤثر سلبيًّا على سلوك طفلكِ، لذلك توجد بعض النشاطات المفيدة التي يمكنكِ استبدالها لطفلكِ عوضًا عن مشاهدة التلفاز، ومنها ما يأتي[٣]:
- أحضري لطفلكِ أدوات رسم ودعيه يستمتع برسم الصور والأشكال وكتابة الأرقام والحروف، وإذا كان من الممكن أن تدعي أصدقاءه لمشاركته المرح الفني فلا بأس في ذلك، وهذا النشاط يسمح لطفلكِ بالكتابة والرسم الحر، وبالتالي تحفيز إبداعه.
- شجعي طفلكِ على القراءة، ودعيه يستكشف الكتب والمجلات بمفرده، واستخدمي الكتب المصورة ذات الصور الكبيرة الملونة لجذب طفلكِ إلى القصة، ففتح كتاب لبضع دقائق فقط في اليوم يؤدي إلى تقدم نمو طفلكِ، كما أن الأطفال من مختلف الأعمار يجدون أن القراءة ممتعة ومريحة.
- دعي طفلكِ يحصل على بعض الهواء النقي، ويمكنكِ تنفيذ ذلك بالسماح للطفل بركوب دراجته، أو المشي أو اللعب في فناء المنزل، فالطفل يمكنه بسهولة إيجاد طريقة ليستمتع بالهواء الطلق، وممارسة بعض الأنشطة البدنية، ويمكنكِ كذلك اصطحاب طفلكِ في نزهة، مثل زيارة حديقة قريبة من منزلكِ، أو الذهاب لحديقة الحيوانات، وهذه الأنشطة تساعد طفلكِ على اكتساب تجارب ومهارات جديدة، مثل مشاهدة الطيور في حديقة الحيوانات، كما أن الطفل الذي يُمنح حرية اللعب في الخارج بمفرده يتمتع بالتفاعل الاجتماعي أكثر من الطفل المتواجد طوال الوقت في المنزل.
المراجع
- ↑ "At what age can children watch TV?", babygooroo,14-7-2020، Retrieved 14-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Kyla Boyse (14-7-2020), "Television and Children"، med, Retrieved 14-7-2020. Edited.
- ↑ "7 Healthy Activities for Children Instead of Watching TV", harmonylearning,14-7-2020، Retrieved 14-7-2020. Edited.