محتويات
فتق السرة عند الرضع
من المعلوم أن الحبل السرّي هو التكوين الذي يربط الأم مع جنينها في فترة الحمل داخل الرّحم، إذ يمرّ هذا الحبل من خلال فتحة صغيرة بين عضلات البطن للجنين، والتي عادةً ما تُغلَق بسرعة بعد الولادة، يكون في العادة ظهور فتق في السرّة نتيجة عدم إغلاق الفتحة وانضمام طبقات الجلد على بعضها بعد الولادة بصورة كاملة، الأمر الذي يؤدي إلى بروز جزء من الأمعاء من خلال فتحة في عضلات البطن.[١]
من الجدير بالذّكر أن مشكلة فتق السرّة تعدّ من الأمور الشائعة وغير الضارة، فهي تشيع عند الأطفال الرضّع، كما أنَّها قد تُصيب البالغين، إذ إنه من الممكن ملاحظتها أثناء بكاء الرضيع من خلال بروز السرة، وتجدر الإشارة إلى أنَّه في أغلب الأحيان ينغلق الفتق في سرّة الرضيع بعد عامين من ولادته تلقائيًا دون علاج، أو من الممكن أن يبقى حتى يصل الطفل إلى عمر خمس سنوات أو أكثر، وفي الحقيقة تتطلب الإصابة بالفتق السري أثناء البلوغ التدخّل الطبي والجراحي لحل المشكلة.[٢]
أسباب فتق السرة عند الرضع
كما ذُكِرَ سابقًا إن للجنين فتحةً صغيرةً في عضلات البطن، وهي المسؤولة عن مرور الحبل السرّي المهم للرّبط بين الأم وجنينها في الرّحم، وأثناء الولادة إذا لم تنغلق هذه الفتحة قد تتسبّب ببروز جزء من الأمعاء او الأنسجة الدهنية إلى الخارج، ممّا يساهم في ظهور فتق السرّة للطفل الرضيع،[٣] وتجدر الإشارة إلى أنَّ الولادة المبكِّرة وولادة طفل أقل من الوزن الطبيعي تزيد من خطر الإصابة بالفتق السري عند الأطفال حديثي الولادة.[١]
أمّا في حالات فتق السرّة للبالغين فهي تكون بسبب الضغط على عضلات البطن نتيجةً للعديد من الأسباب، التي تتضمّن ما يأتي:[١]
- وجود الكثير من السوائل في تجويف البطن.
- زيادة الوزن أو السمنة.
- تكرار الحمل في فترات قصيرة.
- الحمل بتوأم أو ثلاثة توائم في الحمل الواحد.
- السعال الشديد والمستمرّ لفترات طويلة.
- إجراء عملية جراحية في منطقة البطن.
أعراض فتق السرة عند الرضع
يمكن لأحد الوالدين ملاحظة الفتق السرّي للرضيع في بعض ممارساته التي تتمثّل بالبكاء، أو الضحك، أو بذل مجهود عند قضاء الحاجة، ومن أهم الأعراض وجود انتفاخ بالقرب من السرّة، وقد لا يظهر هذا الانتفاخ عند ارتياح الطفل الرضيع، وذلك ليس خطيرًا وغير مؤلم، على عكس فتق السرة عند البالغين الذي غالبًا ما يُسبِّب الألم، وتوجد بعض الأعراض التي تستدعي مراجعة الطبيب في حال إصابة الرضَّع بفتق السرة، يُذكر منها ما يأتي:[١]
- شعور الطفل بالألم.
- تقيؤ الطفل المفاجئ دون وجود أي سبب آخر.
- في حال تغيُّر لون الانتفاخ، أو الشعور بالألم الشديد عند الضغط عليه.
مضاعفات فتق السرة عند الرضع
إنّ حدوث مضاعفات لفتق السرّة يعدّ من الأمور نادرة الحدوث، إلّا أنه يمكن حدوثها في حالات معيّنة تتضمن بروز الأنسجة البطنية إلى الخارج وعدم القدرة على إرجاعها مرةً أخرى إلى داخل تجويف البطن، إذ يُسبِّب ذلك انخفاض تدفّق الدّم إليها، وشعور الطفل المصاب بألم شديد في منطقة السرّة وتلف في الأنسجة، وفي حال عدم معالجة هذه المضاعفات قد تسوء الحالة، ويكون الطفل معرّضًا للخطر، فعندما ينقطع إمداد الدم إلى الأمعاء يساهم ذلك في موت الأنسجة، كما قد يُسبِّب ذلك انتشار الالتهاب في تجويف البطن، أمّا في ما يتعلّق بالبالغين فيكون المصابون بالفتق السرّي أكثر عرضةً لحدوث انسداد الأمعاء، ومن الممكن أن يحتاجوا إلى التدخل الطبّي والجراحي الطارئ.[٢]
تشخيص فتق السرة عند الرضع
سواء كان الشخص المصاب طفلًا رضيعًا أم شخصًا بالغًا فقد يحتاج الطبيب إلى إجراء فحص بدني، بعدها يُجري فحصًا لتحديد نوع الفتق وطبيعته إذا كان يمكن دفعه مرةً أخرى في تجويف البطن، أو إذا بقي الفتق مكانه، وذلك من أخطر المضاعفات التي قد تحدث، بالإضافة إلى أنّه من الممكن إجراء صور للأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية لمنطقة البطن للتحقق من عدم وجود أي مضاعفات، كما يمكن إجراء فحوصات الدم للبحث عن عدوى أو نقص في التروية، خاصّةً إذا كان الفتق من النوع المحاصر.[١]
علاج فتق السرة عند الرضع
ينغلق الفتق السري للأطفال الرضّع في أغلب الأحيان من تلقاء نفسه عندما يصبح الطفل في عمر سنتين، لكن يمكن للطبيب في بعض الحالات أن يدفع الفتق مرةً أخرى إلى داخل التجويف البطني، ويجب التنويه إلى عدم إجراء هذه العملية من الوالدين أو أي شخص غير مختصّ، وتجنُّب دفع الفتق بقطعة معدنية وتثبيتها بشريط لاصق كما في بعض المجتمعات؛ إذ إن ذلك يُسبِّب تراكم الجراثيم والتسبّب بحدوث عدوى دون أي فائدة لعلاج الفتق، ويضطر الطبيب في حالات نادرة إلى إجراء عملية والتدخّل طبيًا عند الأطفال المُصابين في الحالات الآتية:[٢]
- لا يستطيع الطفل تحمّل الألم.
- يصل قطر الفتق إلى 2 سنتيمتر.
- أصبح الفتق محصورًا.
- لا يتلاشى الفتق من تلقاء نفسها حتى وإن أصبح عمر الطفل أربع سنوات.
- عندما يكون الفتق كبيرًا وحجمه لا يتناقص في أول سنتين من عمر الطفل.
أمّا بالنسبة للبالغين فيمكن إجراء العملية تجنّبًا لحدوث أي مضاعفات خطيرة، خاصةً عند كبر حجم الفتق، وتُجرى الجراحة من خلال عمل شق صغير وإدخال النسيج إلى داخل التجويف البطني ثمّ إغلاقه مرةً أخرى، كما يمكن الاستعانة بشبكة خاصّة للبالغين لتقوية جدار البطن.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "Umbilical Hernia", healthline, Retrieved 15-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Umbilical hernia", mayoclinic, Retrieved 15-12-2019. Edited.
- ↑ "Umbilical hernia: What you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 15-12-2019. Edited.