اضرار العمل ليلا

اضرار العمل ليلا

الساعة البيولوجية

تتحكم الساعة البيولوجية في جميع العمليات في جسم الأنسان؛ فكل الأنسجة والأعضاء في الجسم تعمل وفقًا لنمط منتظم ومتناغم بيولوجيًا، وهذه الساعة تبقي عمليات الجسم تعمل وفقًا لجدول زمني معين؛ فنمط الساعة البيولوجية الخاص بالشخص هو عبارة عن دورة لمدة 24 ساعةً ينظم فيها أوقات عمليات الجسم المختلفة مثل الأكل والنوم ودرجة الحرارة لضمان وجود دورة للعمليات البيولوجية اللازمة، وبالنسبة للجينات المشاركة في تناغم الساعة البيولوجية؛ فهي تعمل وفقًا لسلسلة التغذية الراجعة، وهذا يعني أنه عند تصنيع ما يكفي من البروتينات مثلًا تُرسل إشارة إلى الجين لوقف إنتاج البروتين، وبالإضافة للإنسان فإن العديد من الكائنات الحية بما في ذلك الحيوانات وذباب الفاكهة وحتى البكتيريا، قد تحكمها أنماط يومية معينة، وإن التعرض للضوء سواء كان ضوء الشمس الطبيعي أو الأنوار الداخلية الاصطناعية يمكن أن يؤثر على نمط وتناغم الساعة البيولوجية، كما توجد ساعة رئيسية في العقل تتألف من 20.000 خلية عصبية تقريبًا، وتقع في جزء من الدماغ يسمى ما تحت المهاد، تتحكم هذه الساعة في جميع الساعات البيولوجية في الجسم[١].


أضرار العمل ليلًا

قد يكون العمل ليلًا سببه وظيفة ليلية أو مناوبات خلال الأسبوع، وقد يكون العمل خلال ساعات الليل ضرورة مهنية لبعض الأشخاص أو ضرورة مالية للبعض الآخر، وتظهر الأبحاث والدراسات كيف يمكن للعمل ليلًا أن يكون له تأثير خطير على الصحة، وتوجد أدلة قوية على أن عمل المناوبات يرتبط بعدد من الحالات الصحية الخطيرة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسمنة، كما يرتبط عمل المناوبات بمشاكل في المعدة، والقرحة، والاكتئاب، ويمكن أن يزيد من خطر الحوادث أو الإصابات، وقد يؤدي الاستيقاظ لساعات متأخرة وعكس نظام العمل لوقت الليل إلى مكافحة النمط المتناغم للساعة البيولوجية، ولأن نمط الساعة البيولوجية يؤثر على عمل الجسم وكيفية القيام بوظائفه؛ فإن تعطيلها سيؤثر على الجسم كله بما في ذلك نظام القلب والأوعية الدموية، وعمليات التمثيل الغذائي والهضم، والجهاز المناعي، والتوازن الهرموني، وتظهر أضرار العمل ليلًا كما يأتي[٢]:

  • مشاكل الجهاز الهضمي: مثل اضطراب في المعدة، وغثيان، وإسهال، وإمساك، ومشاكل خطيرة في الجهاز الهضمي مثل زيادة خطر الإصابة بالقرحة الهضمية، أو بعض أنواع أمراض الأمعاء الوظيفية مثل متلازمة القولون العصبي.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية: ربط الباحثون عمل المناوبات مع خطر النوبات القلبية وأمراض القلب، ووجدت إحدى المراجعات أن العمل بنظام المناوبات قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 40%، كما وجدت إحدى التحليلات أن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية زاد بنسبة 5% لكل خمس سنوات عمل، أما مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية لم ترتفع إلا بعد أن يؤدي الشخص أعمال المناوبات لمدة 15 عامًا.
  • مرض السكري ومتلازمة التمثيل الغذائي: أظهر عدد من الدراسات أن العمل بنظام المناوبات قد يكون عامل خطر لمرض السكري، ووجدت إحدى الدراسات اليابانية أن عمال المناوبة الذين عملوا بمناوبات لمدة 16 ساعةً كانوا يعانون من الإصابة بداء السكري بنسبة 50% أكثر من العمال النهاريين، كما رُبط العمل بنظام المناوبات مع متلازمة الأيض أو التمثيل الغذائي، وهي عبارة مجموعة من المشكلات الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم والسمنة ومستويات الكوليسترول غير الصحية، وقد تتبعت إحدى الدراسات عام 2007 أكثر من 700 عامل طبي صحي على مدار أربع سنوات، وكان معدل الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي لديهم أكثر بثلاثة أضعاف من غيرهم.
  • السمنة: توجد عدة أسباب محتملة للربط بين السمنة وعمل المناوبات؛ فقد يكون سوء التغذية وعدم ممارسة الرياضة جزءًا من المشكلة، كما أن التوازن الهرموني مهم للغاية؛ إذ يلعب هرمون اللبتين دورًا رئيسيًا في تنظيم الشهية؛ فهو يساعد على الشعور بالشبع، وبما أن العمل بنظام المناوبات يمكن أن يقلل من مستويات هرمون اللبتين فقد يشعر العاملون في الليل بالجوع، وبالتالي يأكلون أكثر وقد يؤدي ذلك للسمنة.
  • مشاكل في الخصوبة والحمل: فقد أظهرت الأبحاث أن عمل المناوبات يمكن أن يؤثر على الجهاز التناسلي للمرأة، فقد بينت إحدى الدراسات التي أُجريت على مضيفات الطيران أن من عملن منهن أثناء الحمل بنظام المناوبات كن أكثر عرضةً للإجهاض، ويبدو أن العمل بنظام المناوبات الليلية يرتبط أيضًا بزيادة خطر حدوث مضاعفات أثناء الولادة، والولادة المبكرة، وولادة أطفال بوزن منخفض، ومشاكل الخصوبة وبطانة الرحم، والدورة الشهرية غير المنتظمة.
  • السرطان: وجد الباحثون أن النساء اللواتي شاركن بنظام المناوبات لمدة طويلة كن أكثر عرضةً للإصابة بالسرطان خمسة أضعاف النساء اللواتي لم يعملن مثل هذه الأوقات، وكانت أنواع السرطان تتضمن سرطان الجلد وسرطان الثدي وسرطان الرئة[٣].
  • الصحة النفسية: يمكن أن يؤدي اضطراب العمل المتغير؛ أي عمل المناوبات إلى زيادة مخاطر مشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب، وقد يكون السبب تعطل النظام اليومي الذي ينظم إطلاق مواد كيميائية مختلفة في الجسم، كما يمكن أن يتسبب عمل المناوبات أيضًا ببعض المشكلات الاجتماعية التي تقلل من الرفاهية والسعادة[٤].
  • الأداء: يمكن أن يعاني الشخص الذي يعمل بنظام المناوبات من قلة الإنتاجية وانخفاض الأداء؛ فهؤلاء العاملون لا ينامون بالقدر الكافي، وفي حال العمل ليلًا فإن الساعة البيولوجية ستتعارض مع العمل، ثم ستصبح أقل تنبهًا وأقل تشجيعًا على النوم أثناء ساعات الليل، وهذه العوامل يمكن أن تبطئ وقت رد الفعل لدى الشخص، فضلًا عن انخفاض التفكير السريع أو الاستجابة، وانخفاض التركيز[٤].


هرمون الميلاتونين

هرمون الميلاتونين هو هرمون يصنع في الجسم ويؤدي دورًا مهمًا في عملية النوم؛ فيرتبط إنتاج هرمون الميلاتونين وإفرازه في الدماغ بالتوقيت من اليوم؛ إذ تزيد مستويات هذا الهرمون في الليل وتقل في النهار، كما يقل إنتاجه مع التقدم في العمر، ويتوفر هرمون الميلاتونين كمكملات غذائية بهيئة أقراص توخذ عن طريق الفم، وغالبًا ما يُستخدم لعلاج اضطرابات النوم المختلفة مثل الأرق، واضطراب الرحلات الجوية أيضًا، وعلى عكس الكثير من الأدوية المنومة؛ فأقراص هرمون الميلاتونين لا تسبب الإدمان عليها، ولن تقل الاستجابة لها بعد استخدامها المتكرر[٥].


اضطراب النوم الناتج عن مناوبات العمل

يحدث اضطراب النوم الناتج عن مناوبات العمل لدى الأفراد الذين يعملون بساعات غير تقليدية مثل مناوبات المقابر أو مناوبات الصباح الباكر أو المناوبات الدورانية كالأطباء والممرضين وغيرهم، ويتميز هذا الاضطراب باستمرار النعاس المفرط، وقلة النوم، ويمكن أن تؤثر هذه الأعراض على وقت العمل ووقت الفراغ، فيمكن أن يعطل جدول العمل غير التقليدي نمط الشخص اليومي أو الساعة البيولوجية التي تنظم اليقظة والنعاس في أوقات محددة نسبيًا على مدار اليوم، ويمكن أن يكون لاختلاف نمط الساعة البيولوجية أعراض صعبة، إذ إنها تؤثر على[٦]:

  • النعاس.
  • التنبه.
  • درجة حرارة الجسم.
  • مستويات الهرمونات.
  • الجوع.

وقد تظهر أعراض اضطراب النوم الناتج عن مناوبات العمل، والتي غالبًا ما تؤثر على الحياة اليومية كما يأتي:

  • النعاس المفرط، داخل وخارج وقت الوظيفة.
  • صعوبة في التركيز.
  • نقص الطاقة.
  • الأرق الذي يمنع من النوم الكافي.
  • النوم الذي يبدو غير مكتمل.
  • الاكتئاب.
  • مشاكل في العلاقات.


المراجع

  1. Melissa Conrad Stöppler (2018-11-13), "Sleep Health: 20 Facts About Your Biological Body Clock"، onhealth, Retrieved 2020-1-14. Edited.
  2. R. Morgan Griffin (2010-3-25), "The Health Risks of Shift Work"، webmd, Retrieved 2020-1-15. Edited.
  3. Honor Whiteman (2018-1-8), "Night shifts raise women's cancer risk"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-1-14. Edited.
  4. ^ أ ب "Living & Coping With Shift Work Disorder", sleepfoundation, Retrieved 2020-1-15. Edited.
  5. "Melatonin", mayoclinic,2018-3-30، Retrieved 2020-1-14. Edited.
  6. Ana Gotter (2018-1-11), "Shift Work Sleep Disorder"، healthline, Retrieved 2020-1-15. Edited.

فيديو ذو صلة :