التخلص من سموم الجسم بالماء

التخلص من سموم الجسم بالماء

أهمية الماء للجسم

يُعدّ الماء أحد متطلّبات الحياة الأساسيّة للإنسان وسلامته، والمُحسّن لأداء وظائفه حال الانتظام على شرب كمّيات كافية منه، ومن المثير للاهتمام حقيقة تشكيل الماء نسبة تقارب 60% من وزن الإنسان، مشيرًا إلى حاجة جميع خلايا الجسم، وأعضائه، وأنسجته لاستهلاك الماء؛ وذلك بهدف تنظيم درجة حرارته ودوامه على أداء وظائف الجسم الأخرى وحفظ صحّته، ومن المهم الحفاظ على رطوبة الجسم باستمرار، لحماية الأنسجة، والحبل الشوكي، والمفاصل، وذلك من خلال شرب السوائل وتناول الأطعمة الغنيّة بالماء؛ بسبب ميل الجسد لفقدان الماء طبيعيًّا من خلال عمليّات التنفّس، والتعرّق، والهضم، كما يُسهّل شرب ما يكفي من الماء عملية التبرّز، بالإضافة إلى إمكانيّة تحسين مستوى تخليص الجسم من الفضلات عبر عمليات التعرّق، والتبوّل، كما يُحسّن الماء عمليّة الهضم، ويحمي الجسم من الإصابة بالجفاف[١].


هل يمكنكِ التخلص من سموم الجسم بالماء؟

انتشر حديثًا طريقة جديدة تهدف إلى تخلّص الجسم من السّموم من خلال استهلاك الماء المُضاف إليه قطع من الفاكهة أو الخضروات سواء كان الماء باردًا أو ساخنًا حسب الرّغبة، مُشكّلًا ما يُسمّى بماء الدّيتوكس أو بالإنجلزية (detox water)، ويمكنكِ تحضيرها باتّباع خطواتٍ بسيطة تتضمّن تقطيع المكونات المشكّلة من نوعين من الفواكة أو الخضروات وإضافتها إلى الماء السّاخن أو البارد، ومن أشهر ثنائيّات الفاكهة والخضروات المستخدمة، والتي يمكنكِ اختيارها هي: الخيار مع النعناع، والليمون مع الزنجبيل، والتوت الأسود مع البرتقال، والليمون مع الفلفل، والبطيخ مع النعناع، والجريب فروت مع إكليل الجبل، والبرتقال مع الليمون، والفراولة مع الريحان، والتفّاح مع القرفة؛ وتمتاز هذه المياه بتقديمها للعديد من الفوائد الصحيّة أهمّها: مساعدة الجسم في التخلّص من السموم من خلال المحافظة على صحّة الجهاز الهضمي، والحفاظ على سلامة حركة الأمعاء المنتظمة، وتجنّب الإمساك النّاجم عن الجفاف، مُسبّبًا الانتفاخ، كما يساعدكِ شرب الكميّات المناسبة من الماء على مرور الطّعام بسلاسة عبر أمعائكِ، وبالإضافة إلى قدرتها على التخلّص من السّموم فهي تُقدّم فوائد أخرى أهمّها ما يلي[٢]:

  • المساعدة في فقدان الوزن.
  • موازنة درجة الحموضة في الجسم.
  • تعزيز وظيفة جهاز المناعة؛ لأنّ معظم الخضروات والفواكة غنية بفيتامين ج الدّاعم والمعزّز لصحّة جهاز المناعة عند الانتظام في تناوله.
  • تحسين المزاج.
  • زيادة مستويات الطاقة.
  • تحسين صحّة البشرة.

يساعد شرب الماء في طرد السموم من الجسم، وعلى من ذلك فهو لا يزيل السموم مباشرةً، بل يساعد الكلى على أداء وظيفتها في التّخلص من بعض فضلات الجسد، ولذلك يسبّب نقص استهلاككِ للماء نقصًا في كمية السوائل اللازمة لأداء الكليتين لوظيفتها بطريقةٍ صحيحة، كما يسبّب عجزها عن التّخلص من النّفايات الأيضيّة بكفاءة كما ينبغي لها طبيعيًا، وبالتّالي يحتفظ جسمكِ بالسّموم بدلًا من طردها خارج الجسم، ممّا قد يتسبّب بالضرر لصحة كليلتيكِ[٣].


خرافات عن التخلص من سموم الجسم بماء الديتوكس

انتشر مؤخرًّا العديد من الخرافات المُتعلّقة بديتوكس الماء المفتقرة إلى الأدّلة العلميّة، والتي يُعدّ بعضها خاطئًا تمامًا، وتشير إحداها إلى أنّ شرب ماء الديتوكس يُخلّص جسدكِ من السمّية، إذ غالبًا ما يدّعي مُسوّقوا المنتجات الخاصة بإزالة السميّة من جسدكِ قدرتها على تنقية جسمكِ من السّموم المختلفة والمواد الضّارة غير المرغوب فيها، ولكن علميًا يُعدّ مصطلحا الديتوكس والسّموم من المصطلحات الضبابيّة غير الواضحة أو المحدِّدة لآليّة عملها، وبيولوجيًا يصعب تحديد كيفيّة تخلص الماء من السموم أو مقدارها عند شربه؛ بسبب امتلاك جسدكِ لمسارات خاصّة للتخلص من السموم مصممة جيّدًا لإزالتها، ولا يوجد حاليًا أي دليل على قدرة أي منتج معيّن أو نظام غذائي على تسريع هذه العملية أو رفع مستوى جودتها.

توجد خرافات أخرى متعلّقة بشرب ماء الديتوكس مثل موازنته لدرجة الحموضة في جسدكِ، إذ انتشر مؤخرًا التشجيع على تناول الأطعمة والمشروبات القلويّة، إذ يقال بأنّها معزّزة لبيئة أكثر قلوية في الجسم، بناءً على النظرية الحمضية القلوية للمرض، داعمًا هذا صحة جسمكِ نظريًا، ولكن هذه النظرية غير مدعمة بالأدلة العلميّة؛ ويعود هذا لاستحالة تغيير درجة الحموضة في الدم أو الخلايا من خلال استهلاك الأطعمة التي تتناولينها، أمّا الخرافة الأخرى تشير إلى أن شرب ماء الديتوكس يُحسّن من مظهر البشرة تحديدًا كما هو الحال مع العديد من منتجات التخلّص من السموم الأخرى، إذ يزعم بعض الأشخاص أن ماء الديتوكس قد يطرد السموم من بشرتكِ، ويُحسّن مظهرها وصحّتها، ولكنّ الأدلة العلمية الدّاعمة لهذه الادعاءات قليلة ونادرة، إذ من المعروف أنّ شرب الماء يُحسّن من ترطيب بشرتكِ في حال معاناتكِ من الجفاف، ولكنّه لن يُغيّر مظهر بشرتكِ ويؤثر عليه ما لم يكن الجفاف الذي تعانين منه شديدًا وبالغًا[٢].


من حياتكِ لكِ

من المعروف أنّ كمية الماء التي تشربها المرأة خلال الحمل هي من الأمور التي يجب الانتباه لها، إذ تزيد الأمور التي يلزم للمرأة مراعاتها أثناء فترة الحمل، إذ إنها تصبح مسؤولةً عن تغذية ذاتها وجنينها كذلك، ولذلك تزيد حاجة استهلاككِ للماء أثناء فترة الحمل، وعلى الرغم من أنّ حاجة الأجسام للماء تختلف بناءً على نوعها، وحجمها، ومدى نشاطها، إلا أنّ القاعدة الأساسيّة هي شرب الحامل لمقدار من الماء يتراوح بين 8 و 10 أكواب من الماء يوميًا، ولكن تأكّدي واستشيري طبيبكِ حول حاجتكِ اليومية من الماء بناءً على نشاطكِ اليومي والعوامل الخاصة بكِ، وحاولي شرب الماء على مدار اليوم بدلًا من شربه دفعةً واحدةً في وقتٍ واحد، بهدف تحقيق الفائدة الصحيّة منه، وشعوركِ بالراحة، وترطيب جسدكِ، واحرصي على شرب الماء عند ممارسة الرياضة قبل أداء التّمارين، وأثناءها، وبعدها، وعند قضاء يوم حارّ بالخارج حاولي زيادة كمّية شرب الماء[٤].


المراجع

  1. Jessica Migala (2020-08-24), "7 Health Benefits of Water Backed by Scientific Research", EverydayHealth, Retrieved 2020-09-25. Edited.
  2. ^ أ ب Helen West (2016-06-18), "Detox Water Health Benefits and Myths", Healthline, Retrieved 2020-09-26. Edited.
  3. Wyatt Myers (2010-10-27), "10 Myths and Facts About Water", Everydayhealth, Retrieved 2020-09-26. Edited.
  4. Colleen de Bellefonds (2019-10-14), "Are You Drinking Enough Water During Pregnancy?", Whattoexpect, Retrieved 2020-09-26. Edited.

فيديو ذو صلة :

375 مشاهدة