محتويات
تطور النمو عند الأطفال
كل طفل ينمو ويتطور بشكل مختلف عن الآخر؛ إذ يتعلم كل طفل الكثير من الأشياء الجديدة، لكنه لن ينمو ويتطور بنفس معدل الأطفال الآخرين، فقد يكون أسرع أو أبطأ من الأطفال الآخرين في مرحلته العمرية، ولكن يصل الأطفال عمومًا إلى علامات بارزة معينة في حياتهم في نفس الوقت تقريبًا؛ لذلك سنذكر هذه العلامات في كل مرحلة عمرية بالتفصيل، وما يحدث فيها عادةً، حتى يتسنى فهم نمو الأطفال بالشكل الصحيح، ومساعدتهم في تطوير مهارات جديدة وتحقيق إمكاناتهم الكاملة، وفي العموم توجد ثلاث مراحل أساسية للنمو هي: الطفولة المبكرة والطفولة المتوسطة ومرحلة المراهقة، ولكل مرحلة من هذه المراحل خصوصيتها وتطوراتها وطرق التعامل معها[١][٢].
الطفولة المبكرة
تمتد هذه الفترة منذ الولادة إلى ثماني سنوات، وتعدّ الطفولة المبكرة فترة النمو الهائل في جميع مجالات النمو، والمهمة التنموية الأساسية لهذه المرحلة هي تنمية المهارات؛ ففي هذه المرحلة تكون التغيرات الجسدية مصحوبةً بتغيرات سريعة في نمو الطفل المعرفي واللغوي؛ فمنذ لحظة ولادتهم يستخدم الأطفال كل حواسهم للانتباه إلى ما حولهم، ويلاحظون تأثير تصرفاتهم والاستجابة ممن حولهم؛ إذ تُقسم مراحل الطفولة المبكرة إلى[٢]:
- منذ الولادة وحتى سنّ الثالثة: من الناحية الجسدية يتضاعف طول الطفل عادةً، ويتضاعف وزنه أربعة أضعاف، وتتغير النسب الجسدية لديه؛ إذ يصبح الطفل الذي يمثل رأسه حوالي ربع إجمالي طول جسمه أكثر توازنًا بالمظهر ويميل ليشبه البالغين، وحتى بلوغ الطفل سن الثالثة يكون قد أتقن العديد من المهارات مثل: الجلوس، والمشي، والتدريب على استخدام المرحاض، والأكل باستخدام ملعقة، والخربشة بالأقلام، فضلًا عن إمساك الكرة ورميها، كما تتطور المفردات عند الطفل في عمر الثالثة لتصل إلى حوالي 300 إلى 1000 كلمة، ويستخدم اللغة للتعلم من المحيط ووصفه لما يدور حوله.
- من سنّ الثالثة وحتى الخامسة: يستمر الطفل في النمو بسرعة في هذه المرحلة، ويبدأ في تطوير المهارات الحركية الدقيقة، وبحلول سن الخامسة يُظهر معظم الأطفال تحكمًا جيدًا إلى حد ما في أقلام الرصاص وأقلام التلوين والمقص، وقد تشمل الإنجازات الحركية الإجمالية القدرة على القفز والتوازن على قدم واحدة، وفي هذا العمر يتباطأ النمو البدني، بينما تصبح نسب الجسم والمهارات الحركية أكثر دقة، وبحلول سن الخامسة تنمو مفردات الطفل لتصل إلى حوالي 1500 كلمة، ويستطيع الأطفال في هذا العمر إنتاج جمل من خمس إلى سبع كلمات، وتعلم استخدام الزمن الماضي، ورواية القصص، أما من ناحية المهارات الاجتماعية والعاطفية في هذا العمر، فيكون الطفل قادرًا على تشكيل علاقات مع الأقران، وتنمية الإحساس بالصواب والخطأ، ويصعب على الأطفال في هذه الفئة العمرية رؤية وفهم منظور شخص آخر، ومثال على ذلك في هذه المرحلة العمرية الطلب من الطفل ألا يكون أنانيًّا وأن يشارك الأطفال الآخرين في الأشياء؛ إذ يصعب على الطفل فهم وجهة نظر الأهل وفهم أن ما يفعله يعد أنانية.
- من سنّ الخامسة حتى سنّ الثامنة: في هذه المرحلة يدخل الأطفال في سياق منظور أوسع، ويطورون صداقات دائمة، وتزداد المقارنة الاجتماعية في هذا المرحلة، ويبدؤون بفهم وجهات نظر من حولهم.
الطفولة المتوسطة
تمتد هذه الفترة من عمر 8 سنوات إلى 12 سنةً؛ إذ إن النمو البدني أثناء الطفولة الوسطى أقل دراماتيكية مما كان عليه في مرحلة الطفولة المبكرة أو المراهقة، فيكون النمو بطيئًا ومستقرًا حتى بداية البلوغ، ويختلف العمر الذي يبلغ فيه الأطفال من طفل لآخر؛ فقد يبدأ البلوغ في سن الثامنة أو التاسعة، كما يختلف البلوغ بين الجنسين؛ إذ تبدأ في وقت مبكر عند الإناث، وكما هو الحال مع النمو البدني فإن التطور المعرفي للطفولة المتوسطة بطيء وثابت، ويعتمد الأطفال في هذه المرحلة على المهارات المكتسبة في مرحلة الطفولة المبكرة، ويستعدون للمرحلة التالية من تطورهم المعرفي الحالي، وفي هذه المرحلة يكون استنتاج الأطفال قائم على أساس الحكم، ويتعلم الأطفال مهارات مثل التصنيف وتشكيل الفرضيات، ورغم أنهم أصبحوا أكثر نضوجًا من الناحية المعرفية الآن مقارنةً بالسنوات القليلة الماضية؛ إلا أن الأطفال في هذه المرحلة لا يزالون بحاجة إلى أنشطة تعلم عملية ملموسة، وتعدّ هذه المرحلة فترة يمكن فيها للأطفال أن يكتسبوا الحماس للتعلم والعمل، ويمكن أن يصبح الإنجاز عاملًا محفزًا؛ إذ يعمل الأطفال على بناء الكفاءة واحترام الذات.
الطفولة الوسطى هي أيضًا وقت يطور فيه الأطفال الكفاءة في العلاقات الشخصية والاجتماعية، ويكون لدى الأطفال في هذه المرحلة ميل متزايد نحو الأقران، ومع ذلك فهم يتأثرون بشدة بأسرهم، وتوفر المهارات الاجتماعية التي يتعلمها الطفل من خلال العلاقات بين الأقران والأسرة أساسًا ضروريًا لمواجهة تحديات المراهقة، وتلعب العلاقات بالأصدقاء دورًا مهمًا في هذه المرحلة؛ إذ توفر المهارات المكتسبة في هذه العلاقات اللبنات الأساسية في علاقات صحية في مرحلة المراهقة وما بعدها[٢].
مرحلة المراهقة
تمتد هذه الفترة من 12 سنةً إلى 18 سنةً، وتبدأ عمومًا مع بلوغ الأفراد مرحلة النضج الجنسي، وتنتهي عندما يحدد الفرد هويته كشخص بالغ في سياقه الاجتماعي؛ إذ إن بلوغ النضج الجنسي يتزامن مع الدخول إلى عالم الكبار، والمهمة التنموية الأساسية في مرحلة المراهقة هي تشكيل الهوية، ومرحلة المراهقة هي فترة أخرى من النمو المتسارع، وتكون طفرة النمو هذه خلال سنتين من النمو السريع، تليها ثلاث سنوات أو أكثر من النمو البطيء، إذ تبدأ هذه الطفرة في التطور عند الإناث قبل الذكور.
النضج الجنسي هو واحد من أهم التطورات خلال هذا الوقت، ويوجد تباين كبير في العمر الذي يصل فيه الأفراد إلى مرحلة النضج الجنسي؛ إذ تميل الإناث إلى أن تنضج في سن الثالثة عشر تقريبًا، والذكور في سن الخامسة عشر تقريبًا، ويخضع التطور الجنسي خلال هذه الفترة للغدة النخامية عن طريق إطلاق هرمون التستوستيرون للذكور والإستروجين للإناث، وتعد فترة المراهقة فترة مهمة للتطور المعرفي أيضًا؛ إذ إنها تمثل نقلةً نوعيةً في الطريقة التي يفكر بها الأفراد؛ إذ يفكرون بمنطقية في الأشياء الملموسة، والنظر في أكثر من منظور في وقت واحد، وكذلك يستفيد المراهقون من التجارب المباشرة أكثر من الأفكار والمبادئ المجردة، ويطور المراهقون مهارات إدراكية أكثر تعقيدًا، ويكتسبون القدرة على حل المزيد من المشكلات، والقدرة على التفكير والتخطيط للمستقبل.
وفضلًا عن التجارب المكثفة في هذه المرحلة، فتعد المراهقة أيضًا وقتًا مهمًا في التطور العاطفي؛ إذ إن تقلب المزاج يعد سمةً من سمات المراهقة، ورغم أنه يعزى إلى الهرمونات غالبًا، فيمكن أيضًا فهم تقلبات المزاج كرد فعل منطقي للتغيرات الاجتماعية والجسدية والمعرفية التي تواجه المراهقين، وغالبًا ما يوجد صراع مع قضايا احترام الذات أثناء بحثهم عن هويتهم؛ إذ يواجهون التحدي المتمثل في مطابقة من يريدون أن يصبحوا مع ما هو مرغوب فيه اجتماعيًا، وبسبب تقلب المزاج لديهم غالباً ما يُظهر المراهقون سلوكيات غريبة ومتناقضة[٢].
دور الأبوين في مراحل تطور الطفل
يمكن دعم تنمية الأطفال للمهارات المعرفية والاجتماعية اللازمة للنجاح اللاحق في المدرسة من خلال أسلوب الأب والأم ومدى استجابتهما؛ إذ إن الاستجابة هي جانب من جوانب الأبوة والأمومة الداعمة التي تلعب دورًا مهمًا في توفير أساس قوي للأطفال لتطويره على النحو الأمثل، ويجب على الأب والأم تقديم عاطفة إيجابية ومستويات عالية من الدفء والحب والأمان للطفل، وعليهم أيضًا توفير مفردات لفظية غنية للطفل والتوسع فيها، ومطلوب من الأبوين أيضًا قبول اهتمامات الطفل في جميع مراحل نموه، ومنحه الثقة؛ مما يعزز الثقة بالنفس لدى الطفل، وبذلك ينشأ فرد فعال في مجتمعه ومستقل بنفسه، وقادر على تحمل المسؤولية[٣].
المراجع
- ↑ "Ages & Stages Child Development", ccrcca, Retrieved 13-12-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Stages of Growth Child Development", education.stateuniversity, Retrieved 13-12-2019. Edited.
- ↑ Susan H. Landry, PhD (12-2014), "Parenting skills"، child-encyclopedia, Retrieved 14-12-2019. Edited.