تعريف بسورة الفتح
نزلت سورة الفتح على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنوَّرة، وبذلك تُعدّ السورة من السور المدنيَّة، وهي السورة الثامنة والأربعون بالنسبة لترتيب سور القرآن الكريم، والسورة الثالثة عشرة بعد المائة بالنسبة لترتيب نزول سور القرآن الكريم على النبي عليه الصلاة والسلام، وقد نزلت سورة الفتح بعد نزول سورة الجمعة، وقبل نزول سورة التوبة، وتحديدًا في طريق العودة من الحديبيَّة في العام السادس من الهجرة النبويَّة للمدينة المنورة، ويبلغ عدد آيات سورة الفتح تسع وعشرون آية، وتقع في الجزء السادس والعشرين، وبدأت سورة الفتح بأسلوب التوكيد، فقال الله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} [الفتح: 1]، وتناولت السورة الكثير من المواضيع التي اشتملت عليها مجمل السور التي نزلت على النبي عليه الصلاة والسلام بعد الهجرة النبويَّة مثل: الأحكام التشريعيَّة التي تعالج جميع التعاملات والعقود والعبادات التي يحتاج لها المسلمون، وفي هذا المقال تعريف بسورة الفتح[١][٢].
سبب تسمية سورة الفتح
سُميَّت سورة الفتح بهذا الاسم نظرًا لورود كلمة الفتح في أول آية من آياتها، كما أنَّها تحدثت عن الفتح الذي منّ الله سبحانه وتعالى به على المسلمين، فقد تضمنَّت السورة الإيجابيات التي نتجت عن عقد صلح الحديبيَّة في العام السادس للهجرة النبويَّة، وبعدها فتح خيبر في السنة السابعة للهجرة، ومن ثُمَّ فتح مكة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان عليهم في السنة الثامنة للهجرة، فسورة الفتح مباركة وقد بشرَّت المسلمين بالكثير من الخيرات المتتالية والنصر الكبير من الله عز وجل، ولذلك كان يحبها رسول الله عليه الصلاة والسلام كثيرًا، وكان يرددها باستمرار فهي السورة الأكثر قربًا لقلبه، ويرجع ذلك للفتوحات الكبيرة التي نبأت بها سورة الفتح وأثرها في نشر الدعوة الإسلاميَّة[٣].
سبب نزول سورة الفتح
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام أنَّه أدَّى العمرة في بيت الله الحرام، وكان معه الكثير من المسلمين، فخرج عليه الصلاة والسلام إلى الصحابة وأخبرهم بما رأى وفرحوا كثيرًا، وتجهَّزوا للعودة إلى مكة المكرمة بعد 6 سنوات من الفراق فقد اشتاقت نفوسهم للطواف في بيت الله، وأعلن عليه الصلاة والسلام ذهابه إلى مكة المكرمة، وقد تخاذل عنه الكثير من الأعراب إلّا أنَّه مضى في طريقه نحو مكة المكرمة، ومن الجدير بالذكر أنَّه لم يكن هناك نيةً لقتال قريش فلم يحمل المسلمون معهم أسلحة الحرب، ولمّا علمت قريش بذلك استنفرت وأعدَّت العدّة لقتال النبيّ عليه الصلاة والسلام، وجهَّزت جيشًا بقيادة خالد بن الوليد؛ وذلك لمنع المسلمين من الدخول إلى مكة المكرمة، فلمّا علم الرسول بذلك غيَّر طريقه حتى لا يلتقي مع قريش، وأعلن نيته بأنَّه لا يريد قتالًا، وإنَّما يريد صلحًا يستطيع من خلاله نشر الدين الإسلاميّ، وإيصال الرسالة إلى جميع الناس، فعُقد صلح الحديبيًّة، وكان الصحابة رضوان الله عليهم في طريق عودتهم حزانى وكئيبين؛ لأنهم لم يأدوا العمرة، فنزلت سورة الفتح لتواسيهم وتبشرهم بالخير القريب[٤].
المصادر
- ↑ "سورة الفتح"، المصحف الإلكترونيّ، اطّلع عليه بتاريخ 14-5-2019. بتصرف.
- ↑ "مقاصد سورة الفتح"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 14-5-2019. بتصرف.
- ↑ "سبب تسمية سورة الفتح"، موسوعة كله لك، اطّلع عليه بتاريخ 14-5-2019. بتصرف.
- ↑ "أحداث صلح الحديبية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 14-5-2019. بتصرف.