حكم من افطر في رمضان بعذر

حكم من افطر في رمضان بعذر

حكم الإفطار في رمضان بعذر

جعل الله عز وجل الصيام في رمضان فرضًا على كل مسلم بالغ راشد عاقل، لكن قد يلجأ بعضهم للإفطار، وقد يكون الإفطار بعذر أو من غير عذر، وتوجد بعض الحالات مثل المرأة الحائض والنفاس والحامل والمرضعة، أو في حال المرض أو السفر، هنا يُعد الإفطار مُباحًا وعلى الصائم قضاء هذا اليوم بعد انتهاء رمضان على التراخي، لكن يجب ألا يُؤخر حتى يأتي رمضان آخر، غير أنه إذا بقي العذر موجودًا جاز التأخير، والإفطار من غير عذر يُعد حرامًا، ويجب على صاحبه الندم والاستغفار والعزم على عدم العودة لهذا الفعل، مع قضاء هذا اليوم من غير تراخٍ فور انتهاء شهر رمضان مباشرةً[١].


شهر رمضان

يُعد شهر رمضان من أفضل أشهر السنة، ومن أحبها وأقربها للمسلمين نظرًا لروحانيته ولمثابرة المسلمين لاغتنامه ولمحاولة التقرب إلى الله بالصيام والصلاة وقراءة القرآن والدعاء وصلة الرحم وغيرها الكثير من الفرائض والنوافل، وهو الشهر التاسع حسب التقويم الهجري، أما التقصير عن بدايته فيكون بظهور الهلال، وخلال هذا الشهر يلتزم المسلمون بالصيام من طلوع الشمس لحين غروبها، ومدة الصيام تتراوح ما بين 11 إلى 16 ساعةً حسب المنطقة، ويلزم الصيام بهذا الشهر على كل مسلم بالغ عاقل راشد مع وجود الأعذار[٢].


توجد عدة أساسيات تجعل هذا الشهر مميزًا عن غيره من أشهر السنة، ويُمكن ذكر كل من هذه الأساسيات وشرح فوائدها وأهميتها من خلال ما يأتي:

  • السحور: هو الوجبة التي يتناولها المسلم قبل أذان الفجر، لاكتساب الطاقة والقدرة على الصيام خلال نهار رمضان، وتخفيف التعب والشعور بالعطش، وهي عادة محببة ومباركة؛ (فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح][٣]، ويُفضل بالتأكيد أن تحتوي تلك الوجبة على العديد من العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات والكربوهيدرات والمعادن وغيرها، وعادةً ما يجتمع المسلمون سويًا في هذا الوقت ويجهزون العزائم، وهذا الشيء يقوي من صلة الربط والقرابة ما بين المسلمين[٤].
  • الإفطار: وهو وقت أذان المغرب والوقت الذي يفك فيه المسلم صيامه ويباشر بأكل الطعام والشراب، ويفضل أن يبدأ المسلم بأكل التمر اتباعًا لسنة النبي محمد صلَّ الله عليه وسلم، كما يُفضل التدرج في تناول الطعام، وعدم الإفراط في الأكل والحرص على احتواء وجبة الإفطار على العناصر الغذائية الأساسية[٥].
  • صلاة التراويح: تُقام صلاة التراويح في وقت صلاة العشاء، وفي معجم العرب تعني كلمة تراويح الراحة والاسترخاء، إذ يُصلي المسلمون عدة ركعات تراويح ما بين 14 إلى 20 ركعةً، تتخللها الأدعية وقراءة القرآن، وعادةً ما تُقام هذه الصلاة في المساجد، وهي تقوي صلة العبد بربه وصلته مع الأقارب والجيران[٦].
  • ليلة القدر: تُعد ليلة القدر أفضل ليلة في السنة، وموعد هذه الليلة يكون في إحدى الليالي الفردية في العشر الأواخر في شهر رمضان، ويُمكن تقصيها من خلال العلامات التي أُشير إليها في الأحاديث، كما على المسلم اغتنام هذه الليلة بالاعتكاف والصلاة والإكثار من الدعاء، إذ بها تنزَّلُ الملائكة ويغفر الله للتائبين والعائدين إليه، وورد فضل هذه الليلة في القرآن الكريم وفي الحديث، فقال تعالى في سورة القدر: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 1،2،3][٧].


الصيام

صيام شهر رمضان من أركان الإسلام الخمسة، وخلال هذا الشهر يمتنع المسلمون عن تناول الأكل والشرب والتدخين وارتكاب الفواحش واللذات والجماع، إضافةً لإمساك النفس عن الغضب والحقد والغيرة والغيبة والنميمة في نهار كل يوم من طلوع الشمس لحين غروبها على مدار شهرٍ كاملٍ، وللصيام عدة فوائد وآداب، إذ يُذَكِّر المسلم بحاجته لربه ويدفعه للجوء إليه واستغفاره عن ذنوبه، ويقوي صلة العبد بربه، كما أن الامتناع عن الأكل والشرب يجعل المسلم يشعُر بمعاناة الفقراء والمساكين، ويجعله يركز أكثر على الهدف الأساسي لوجوده على هذه الدنيا والذي هو طاعة الله وعبادته، ويحق للمسلم بعد أذان المغرب الأكل والشرب[٨].


حالات أباح الله فيها الإفطار

أُبيح الإفطار في شهر رمضان المبارك في بعض الحالات، بشرط قضاء الأيام عندما يكون المسلم قادرًا على هذا، ومن هذه الحالات ما يأتي[٩]:

  • الحمل والرضاعة: أجاز الإسلام للحامل والمرضع الإفطار في رمضان إذا كان الصيام يُشكل ضررًا على صحتها وصحة الطفل، لكن إن لم يُشكل الصيام الضرر عليها فهنا عليها مواصلة الصوم، ويُمكن الاستدلال في هذا الحكم من حديث ورد عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْكَعْبِيِّ رضي الله تعالى عنه (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: إنَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ الْمُسَافِرِ الصَّوْمَ وَشَطْرَ الصَّلَاةِ، وَعَنْ الْحَامِلِ أَوْ الْمُرْضِعِ الصَّوْمَ أَوْ الصِّيَامَ وَفِي لَفْظِ بَعْضِهِمْ: عَنْ الْحُبْلَى وَالْمُرْضِعِ) [صحيح سنن الترمذي| خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح].
  • السفر: يُشترط لجواز الإفطار في حال السفر أن يكون السفر طويلًا ويُمكن قصر الصلاة فيه، وألا يكون مُسافرًا للإقامة لمكان السفر، وألا يكون سفره في معصية، وذلك لأن الإفطار رُخصة للتخفيف عن المسلم سفره، وإذا كان في سفره معصية فهو لا يستحق هذه الرخصة.
  • المرض: المرض هو كل ما خرج به الإنسان عن حد الصحة من علة، فالمريض مرضًا يُعرف فيه أن الصيام سيزيد من تعبه أو تأخر شفائه أو فساد عضو من أعضائه أجاز الإسلام له أن يُفطر ويقضي الأيام التي أفطر فيها في وقت لاحق بعد شهر رمضان، أما إذا كان لا يستطيع الصيام أبدًا فهُنا عليه إما إطعام مسكين عن كل يوم أفطر فيه، لكن ليس أي مرض يُجيز للمسلم الإفطار، فمثلًا إذا كان يُريد الإفطار بسبب التعب فقط هُنا لا يجوز له الإفطار، وقد قال الله عن جواز الإفطار في المرض: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة: 185].
  • الشيخوخة والهرم: فيجوز للعجوز والشيخ الفاني الذي لا تُساعده صحته على الصيام على الإفطار وإطعام عن كل يوم أفطر فيه مسكينًا.
  • الإكراه: الذي يكون إذا أُجبر المسلم بالإكراه على الإفطار.
  • إرهاق الجوع والعطش: فمن أُرهق كثيرًا واشتد عطشه وجوعه خلال نهار رمضان يجوز له أن يأكل بقدر ما يسد جوعه وعطشه ثم يقضي هذا اليوم بعد شهر رمضان.
  • الحيض والنفاس: فالمرأة الحائض والنفساء عليها الإفطار وجوبًا ويُحرم عليها الصيام، وعليها قضاء أيام الإفطار في وقت لاحق بعد انتهاء شهر رمضان، وذلك لما ثبت من قول عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها لَمَّا سُئِلَت: (ما بالُ الحائضِ تقضي الصَّومَ، ولا تقضي الصَّلاةَ؟ قالت: كان يُصيبُنا ذلك على عَهدِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فنُؤمَرُ بقَضاءِ الصَّومِ، ولا نُؤمَرُ بقَضاءِ الصَّلاةِ)" [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح][١٠].


المراجع

  1. "الفتاوى"، aliftaa، اطّلع عليه بتاريخ 5-3-2020. بتصرّف.
  2. "Ramadan Information Sheet", ing, Retrieved 5-3-2020. Edited.
  3. "تسحروا فإن في السحور بركة"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 5-3-2020. بتصرّف.
  4. "WHAT IS SUHOOR?", platinum, Retrieved 5-3-2020. Edited.
  5. "Nutrition during Ramadan", hamad, Retrieved 8-3-2020. Edited.
  6. "Taraweeh prayers explained", emirates247, Retrieved 8-3-2020. Edited.
  7. "What Is Laylat Al Qadr, The ‘Night Of Power?’", huffpost, Retrieved 8-3-2020. Edited.
  8. "Ramadan 2019: 9 questions about the Muslim holy month you were too embarrassed to ask", vox, Retrieved 5-3-2020. Edited.
  9. "الأعذار التي تبيح الفطر في رمضان"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 8-3-2020. بتصرّف.
  10. "الأعذار المبيحة للفطر في رمضان"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 8-3-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :