ما هو دور المختص الاجتماعي في الحد من مشكلة التنمر؟

ما هو دور المختص الاجتماعي في الحد من مشكلة التنمر؟

هل يمكننا الحد من مشكلة التنمر؟

يُعبّر مفهوم التنمّر عن سوء استخدام السُلطة، وذلك بهدف إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي بالطرف الآخر، يُشير معظم الخبراء إلى أن اختلال القوة هو ما يؤدي إلى هذا السلوك، ممّا يعني أن المتنمّر قد يكون أكبر سنًا أو نفوذًا من الضحية، ويُعدّ التنمر العلائقي أكثر أشكاله ضررًا وسلبيةً، إذ يقوم على نبذ الشخص من خلال نشر الشائعات عنه بين من يعرفهم[١]، تحتاج هذه الظاهرة لكثير من الجهود للحد منها، وهي ليست مهمةً مستحيلةً ولكنها تحتاج للوقت والتعاون، إذ أظهرت الدراسات الحديثة أن برامج مكافحة التنمر تقلل من نشاطه بنسبة 20% وبذلك يعتمد على البرنامج المُعتمد[٢].


ما هو دور المختص الاجتماعي في الحدّ من مشكلة التنمر؟

يُشكّل التنمّر مشكلةً أساسيةً يُواجهها الاختصاصيون الاجتماعيون في المدراس والمعلّمون، فإن هكذا سلوك يخلق بيئةً ذات تهديد تؤثّر على تفاعل الطلّاب من جهة، ويُنبئ عن خلفية الطالب الأسرية التي قد تلعب دورًا كبيرًا في كيفية مواجهة الطفل للتنمر أو إذا كانت محفزًا لهكذا سلوك، لذا يتّبع الاختصاصيون الاجتماعيون عددًا من الخطوات للحدّ من ظاهرة التنمر، وهي[١]:

  • التعليم المبكر: يكون عقل الطفل أشبه بماكينة التعلّم، ويمتاز بحس عالٍ من النباهة، لذلك فإنّه من السهل وضع مناهج تتسق في مواضيعها مع ظاهرة التنمر، بالإضافة إلى ذلك، فإن القيام بورشات توعية للأطفال تقربهم أكثر من سلبيات هذه الأفعال، وأثرها الضار عليهم.
  • حملات التوعية والمناصرة: تبدأ غالبًا مكافحة الظواهر السلبية من المؤسسات التعليمية، من خلال ذلك، يستطيع المختص الاجتماعي المطالبة بوضع قوانين صارمة ورادعة عن فعل التنمر، وهذا ابتداءً من المدرسة وانتهاءً من الدولة، ويمكن القيام بذلك من خلال إنشاء مواد تعليمية مثل الكتيبات والملصقات والقيام بالتوعية من خلال وسائل الإعلام.
  • إنشاء بيئة مدرسية آمنة: تقوم البيئة الآمنة بشكل أساسي بخلق اتصال بين الطالب والمسؤولين في المدرسة، وهذا يساعد بوجود رادع للشخص المتنمر، وتحقيق مرجعية للضحية يمكن أن يلجأ إليها عندما يتعرض لهذا السلوك.
  • تنظيم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي: في الآونة الأخيرة قرّرت بعض المدارس الحد من استخدام الإنترنت في المدرسة، بالإضافة إلى مراقبة الأجهزة في مختبرات الحاسوب، وذلك لأنّ التنمّر عبر وسائل التواصل الاجتماعي يكون أكثر ضررًا ووضوحًا.


ما هو دور الأهل في الحد من مشكلة التنمر؟

تشير الإحصائيات أنه يوجد طفل بين كل 4 أطفال يتعرضون للتنمر كل شهر في الولايات المتحدة الأمريكية، وطفل 1 من كل 10 أطفال يتسربون من المدرسة بسبب التنمر، ويوافق واحد من كل ثلاثة آباء لأطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا على أنّ التنمر مصدر قلق أكثر خطورةً من الأخطار الأخرى مثل حوادث السيارات والانتحار، وللأهل دور مهم في حماية أبنائهم من هذه الظاهرة، تبدأ من[٣]:

  • فهم التنمر: يُعدُّ التنمّر من أشكال الإساءة العاطفية والجسدية، ولها خصائص محددة تبدأ من تعمد الإيذاء ثم تكراره من قبل أحد أقوى أو ذي سلطة (قوة غير متوازنة)، ويجب على الأهل إدراك أن التنمر يحدث بأشكال ومستويات مختلفة؛ التنمر الجسدي ويكون بالضرب أو الركل، والتنمر اللفظي ويكون بالصراخ أو السخرية أو الشتم ، والإهانة أو التهديد بالضرر، والتنمر العلائقي الذي يقوم على نشر الشائعات، والتنمر الإلكتروني ويقوم على إرسال صور ورسائل مؤذية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من الممكن أن يعاني الضحية من جميع هذه الأشكال، مما يتسبّب له بمشاكل خطيرة ودائمة.
  • معرفة علامات التنمر: يقوم التنمر على علاقة بين قوي وضعيف، ويجب على الأهل فهم العلامات على كلا الشخصيتين، فالمتنمر غالبًا ما يكون شخصيةً غير متعاطفة وتميل للسيطرة، وتبادر شخصية المتنمر بالهجوم، فيضايق الأطفال الآخرين ويسخر منهم، كما أنه ينزع للعنف ويظهر هذا باختياره ألعابًا عنيفةً وإيذاء الحيوانات، أما شخصية الضحية فهي تميل لأن تكون منزويةً وصامتةً، تتجنب المشاركة في الأنشطة المدرسية، وفي كثير من الأحيان لا يتكلّم الأطفال عما يتعرضون له، كما أن العلامات الجسدية قد تكون شاهدًا في حال تعرّض الأطفال للضرب، لذا يجب على الأهل الانتباه.
  • الحديث مع الأطفال عن التنمر: يجب على الأهل البحث عن مصادر تناسب الأطفال وتوعيهم بالتنمر.
  • معرفة حقوق الطفل: تتعدّد الأسباب التي يتعرّض لها الطفل، لا سيما إذا كانت ناشئةً عن دوافع عنصرية بسبب خلفية الطفل الدينية أو العرقية أو الطائفية أو اللون، لذلك يجب على الآباء متابعة اللوائح والقوانين المدرسية والدولية ليطالبوا بحقوق أبنائهم ويدافعوا عنهم في حال تعرضوا لهذا السلوك.
  • تعليم الطفل المهارات الاجتماعية: يقع على عاتق الآباء وضع الطفل في حالة جاهزية تامة لما قد يواجهه، كما أنّ عليهم تهيئة الطفل لاحترام وتقبل الآخرين.
  • تعليم الأطفال منع التنمر عندما يرونه: معظم سلوكات الأطفال هي امتداد لما يشاهدونه أو يتربون عليه، والآباء هم مرجعية الطفل الأولى، فإنه عندما يشاهد أحد الوالدين يمارس العنصرية أو يصمت عند مشاهدته لها فهذا بالنسبة للطفل تأييد ضمني على أن هذا الفعل مقبول، لذا يجب عليهم توضيح سوء هذه السلوكات ولماذا هي مضرة.
  • تدريب الطفل على مواجهة التنمر: تُظهر الأبحاث أنّ المتنمرين استمروا بعدوانيتهم نتيجة عدم وجود رد من الضحية، أو بالأحرى عدم قدرتها على رد الأذى، لهذا من الواجب على الوالدين إلى جانب توعيتهم من ألا يكونوا متنمرين، مع حمايتهم من الوقوع في فخ أن يكونوا ضحيةً، وذلك من خلال تعليمهم أحد فنون القتال، وتقوية شخصيتهم والوثوق بمهارتهم.


ما يمكنكِ تعليمه لطفلكِ لحمايته من التنمر

يجب على الأهل وعليكِ تحديدًا تهيئة أطفالكِ لما قد يواجهونه في العالم الخارجي، ويُعدّ التنمّر من هذه الأشياء الصعبة التي يجب عليكِ الوعي بها، وتعليم طفلكِ كيفية التعامل معها، وإليكِ هذه الإستراتجيات التي يُمكن لطفلكِ استخدامها لحماية نفسه من التنمّر[٤]:

  • استخدام لغة الجسد الواثقة: تمكين الطفل وزيادة ثقته بنفسه يفيده تجنب التنمر، وذلك من خلال تقويم مشيته والتواصل البصري مع الجميع لإعطائه إحساس بالثبات.
  • تكوين الصداقات: تؤثر الصداقة على شخصية طفلكِ، كما أنّ البقاء مع مجموعة من الأصدقاء يحميه من المتنمرين.
  • لفت الانتباه: يجب تعليم الأطفال أن يشكلوا ردة فعل قويةً تجاه أي سلوك مؤذٍ يتعرّضون له، وهذا يدل على القوة ويردع المتنمر من جهة، ومن جهة أخرى فإن إحداث ضجة يلفت الانتباه للمسؤولين ليساعدوه.


المراجع

  1. ^ أ ب "How Can Social Workers Respond to Bullying in Schools?", social work degree center, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  2. Meghan Holohan (30-9-2019), "How to stop bullying in schools: What works, what doesn't"، parents, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  3. Kaila Weingarten., "10 Things Every Parent Can Do to Stop Bullying"، a fine parent, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  4. "9 Self-Defense Strategies to Ward Off Bullying", very well family,24-6-2019، Retrieved 13-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :