محتويات
تعريف طواف الإفاضة
تُشتقُّ كلمة الطّواف في اللغة العربية من الفعل طاف، ويُقصد بالطّواف الدوران، فالطّواف حول الشيء يعني الدوران حوله، والطّواف اصطلاحًا هو الدوران حول الكعبة المُشرّفة، أمّا طواف الحجّاج في الحجّ فهو الدوران حول الكعبة المُشرّفة قبل الخروج من الحرم، إذ يكون هذا الطّواف آخر ركن للحجّاج في بيت الله الحرام، وأما الإفاضة فهي مصدر من الفعل أفاضَ، ويعني الاندفاع، وأما بالنسبة لطواف الإفاضة في الشرع فيكون في يوم النحر، وهو الطّواف الذي يؤديه الحُجّاج بعد إفاضتهم من مِنى إلى مكّة المكرّمة[١].
حكم طواف الإفاضة
اتّفق الفقهاء على أنّ طواف الإفاضة ركن من أركان الحجّ، إذ لا يتم الحج إلا به، ودليل ذلك قول الله تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 29]، أمّا دّليل ذلك من السُّنة ما ورد عن زوجة النبيّ -صلَّى الله عليه وسلّم- صفيَّة بنت حُييَ أنّها حجّت معه، وأثناء الحج حاضت فذكرت ذلك لرسول الله -صلّى الله عليه وسلم- فقال: (أحابِسَتُنا هي؟ قالوا: إنَّها قد أفاضت، قال: فلا إذًا. وفي روايةٍ لمسلمٍ: لَمَّا أراد النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن ينفِرَ، إذا صفِيَّةُ على بابِ خِبائِها كئيبةً حزينةً. فقال: عَقْرى حَلْقى! إنَّكِ لحابِسَتُنا. ثم قال لها: أكنتِ أفضْتِ يومَ النَّحرِ؟ قالت: نعم. قال: فانفِري) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فدلّ هذا الحديث على وجوب طواف الإفاضة، وأنّ عدم طوافه موجب للحبس[٢].
لماذا سُمّي طواف الإفاضة بهذا الاسم؟
سميّ طواف الإفاضة بهذا الاسم لأنّ الحاج يطوفه يوم النّحر في مكّة المُكرّمة بعد الإفاضة من مِنى ثمّ يرجع إليها بعد أدائه، وهناك عدّة أسماء سُمّي بها طواف الإفاضة ومنها ما يلي[٢][٣]:
- طواف الزيارة: وقد سُمِّي بطواف الزيارة، لأن الحاج يأتي بيت الله الحرام زائرًا، ولا يُقيم في مكّة المُكرّمة، بل يطوف ويرجع إلى مِنى.
- طواف الصَّدر: وقد سُمِّي بطواف الصَّدر لأنه يُؤدّى بعد الرّجوع من مِنى، وهو اسم يُطلق أيضًا على طواف الوداع.
- طواف الفرض: وقد سُمِّي بطواف الفرض، أو طواف الرُّكن، أو طواف الواجب نظرًا لحُكمه الشرعيّ.
شروط طواف الإفاضة
يشترط في جميع عبادات الإسلام بما في ذلك طواف الإفاضة بعض الشروط العامّة كالإسلام وإخلاص النيّة والعقل، إلا إنه توجد العديد من الشروط الخاصّة بتأدية طواف الإفاضة والمُتّفق عليها بين العلماء، ومنها ما يلي[٤]:
- أن يكون طواف الإفاضة حول الكعبة المُشرّفة: إذ طاف -رسول الله صلّى الله عليه وسلّم- حول بيت الله الحرام، وأمر الصحابة بأن يطوفوا مثل ما طوافه.
- أن يكون الطّواف حول بيت الله: أي داخل المسجد الحرام ولو بعيدًا عنه، إذ يجوز الطّواف حتى لو كان الحاج بعيدًا أي في آخر المسجد أو عند بابه أو في أروقته، ومن المهم أن يكون الطّواف داخل الحرم وليس خارجه، لأن الطّواف خارج الحرم لا يعدّ صحيحًا.
- دخول وقت الطّواف الصّحيح: إذ لا يجوز الشروع بالطّواف قبل دخول وقته بل يجب انتظار توقيته المعلوم شرعًا، وقد اختلف العلماء في تحديد وقت ابتداء الطّواف إلا أنهم أجمعوا على اشتراط دخوله لصحّة تأديته.
- أن يكون الطّواف من وراء الحِجر: لأن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان يطوف من وراء الحِجر، فالحجر جزءٌ من الكعبة، ولو طاف الحجّاج من داخل الحجر لما كان طوافهم صحيحًا.
كيفية قضاء طواف الإفاضة لمن فاته
يُعدّ طواف الإفاضة ركن مهم جدًا ولا يتم الحجّ إلا به، إلا إنّه في كثير من الأحيان قد يؤدي بعض الحُجّاج طواف الإفاضة بطريقة غير معتبرةٍ أو صحيحةٍ شرعًا أو قد يبطُل الطّواف لسبب آخر ما يوجب على الحاج إكمال حجّه قبل التحلّل من الإحرام، إذ يحرم عليه إتيان زوجته، وفي هذه الحالة يتوجب عليه السفر رجوعًا إلى مكّة المُكرّمة لأداء طواف الإفاضة ويستحسن به أن ينوي عُمرةً من الميقات ليتمكّن من إكمال النسك، فيحرم من الميقات ثمّ يطوف ويسعى ويُقصر ويطوف طواف الإفاضة بعذ ذلك، فطواف الإفاضة لا يُجْزِءُ الفداء أو القضاء عنه؛ ذلك أنّه ركن من أركان الحجّ التي لا يصح عنها أي بديل بل يجب تأديتها بعينها ليكتمل الحجّ، وفي رجوع الحاجّ إلى بلده دون تأدية هذا الطّواف لم ينفكّ إحرامه، ويلزمه العودة إلى مكّة المُكرّمة وقت استطاعته لأدائه[٥].
أسئلة تُجيب عنها حياتكِ
توجد العديد من الأسئلة التي قد تبحثين وتحتاجين إجابتها، وفيما يلي أهم هذه الأسئلة والتي تُجيبكِ عنها حياتكِ[٦]:
ما وقت طواف الإفاضة لمن كانت حائضاً؟
قد تتساءلين عن وقت طواف الإفاضة للمرأة الحائض، والأمر فيه سعَةٌ، فمتى طهرت المرأة وجب عليها الطّواف علمًا أنه لا يجوز السفر دون أداء الطّواف بل تنظر حتى تطهر فتطوف ثم ترجع، وفي حال السفر دون أدائه يتوجب على المرأة الرجوع إلى مكّة مع مُحرمها لإعادة أدائه وهي طاهرة بنيّة الحجّ السابق.
ما حكم تأخير الحائض طواف الإفاضة إلى عام آخر؟
تتساءل الكثيرات حول مشروعيّة تأخير الحائض لطواف الإفاضة إلى العام الآخر، علمًا أنه يجب عليها أن تُحاول قدر المستطاع بأن تطوف الإفاضة قبل السّفر والعودة إلى بلدها، فإذا عادت لا يحل لها أن تقرب زوجها حتى أدائه، فعندما حاضت صفيّة زوجة الرسول -صلّى الله عليه وسلم- قال رسول الله: (أحابِسَتُنا هي؟ قالوا: إنَّها قد أفاضت، فقال: فانفِري)، ما دلّ على وجوب أداء الطّواف قبل مغادرة مكّة إلا في الحالات الضّرورية جدًا أو في حال قُرب المكان الذي تودُّ الذهاب إليه من مكّة.
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى طواف الإفاضة في معجم المعاني الجامع معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-05. بتصرّف.
- ^ أ ب "طوافُ الإفاضةِ"، الدُّرر السّنيّة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-05. بتصرّف.
- ↑ "معنى الإفاضة وسبب تسمية طواف الإفاضة بذلك"، إسلام ويب، 2002-03-13، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-05. بتصرّف.
- ↑ أ.د.سليمان العيسى، "شروط صحة الطواف"، صيد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-05. بتصرّف.
- ↑ "كيفية قضاء طواف الإفاضة لمن فاته"، إسلام ويب، 2015-05-13، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-05. بتصرّف.
- ↑ "أسئلة وأجوبة في الحج والمواقيت"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-05. بتصرّف.