مشكلة حب التملك عند الطفل

مشكلة حب التملك عند الطفل

ما مشكلة حب التملك عند الطفل؟

تعاني بعض الأمهات من مشكلة حب التملك لدى أطفالهن، وتتمثل هذه المشكلة بأن الطفل يصبح متطلّبًا باستمرار، وقد تكون متطلباته فوق طاقة الأم في بعض الأحيان، وكلما حصل على شيء طلبه، فإنه سيطلب بعد ذلك شيئًا آخرًا مختلفًا، وهذا الأمر يُشكّل معاناة كبيرة للأم، لا سيما أن الطفل قد يطلب أشياء أو طلبات غير آمنة بالنسبة له، وغالبًا ما تستسلم الأم لإصرار طفلها وإلحاحه وتلبي معظم رغباته إن لم تكن جميعها، وهنا تكمن المشكلة فالطفل يحتاج إلى قائد قوي وحازم، ولا يخشى من رفض الطلبات التي لا داعٍ لها، بل ويسيطر على الطفل حتى يجعله يتخلى عن الحاجات غير الضرورية، لذلك على الأم أن تكون ذلك القائد القوي، الذي لا يشعر بالقلق من متطلبات الطفل المستمرة، كما يجب عليها أن تكون واثقة وواضحة ومقتنعة تمامًا بما تقوله، فالأطفال قد يلجؤون إلى حب تملك كل شيء للتنفيس عن مشاعرهم في كثير من الأحيان، لذلك على الأم أن تكون ثابتة وصاحبة قرار، وألّا تنجرف خلف متطلبات طفلها التي لا تنتهي، فهي مجرد طلبات للتعبير عن المشاعر فقط، وغالبًا هي ليست طلبات أساسية أو ضرورية.

إن الطفل يعرف غريزيًّا كيفية التأثير على أمه للوصول إلى ما يريد، فقد يبدأ بالبكاء والانهيار، ليستعطف والدته، ويجبرها على تلبية متطلباته، وإذا اعتاد الطفل على تملك كل ما يريد فلن تستطيع والدته السيطرة عليه في وقت لاحق، لذلك على الأم أن تتظاهر بأنها تتجاهله، وألّا تستجيب لطلباته المتكررة في كل مرة، ولكن لا بأس إذا استطاعت أن تستمع له وتدعهُ يعبّر عن نفسه في بعض الأحيان، مع عدم موافقتها على منحه ما يريد، لأن طلباته لن تتوقف بعد ذلك أبدًا، وقد تفقد الأم في بعض الأحيان هدوئها بسبب نوبات الغضب والبكاء من قِبل طفلها، فالطفل قد يلجأ إلى ذلك لأنه يعلم بأنّ هذه التصرفات تُمثّل نقطة قوته عند أمه، لكن رغم كل شيء، فإن الطفل غالًبا ما يكون لديه إحساس بأنه أمام قنبلة موقوتة قد تنفجر فيه بأي لحظة إذا استمر بسلوكه المستفز، وقد لا تعرف الأم نقطة القوة هذه لديها، لذلك عليها أن تستخدمها بذكاء حتى تستطيع إيقاف طفلها عن نوبة غضبه وبكائه، ولتبقى هي المسيطرة على الوضع[١].


ما هي علامات حب التملك عند طفلكِ؟

تمر معظم المراحل السيئة أو المجهدة في حياة أطفالنا بمرور الوقت عادةً، والتملك تعد مرحلة قد يمر بها الكثير من الأطفال الصغار، والحل هو الصبر والحب والتوجيه السليم، والتصرف بشكل مناسب لتجاوز هذه المشكلة السلوكية، وجعل الطفل يشعر بالأمان، فإذا شعر طفلكِ بالأمان فستنتهي هذه المشكلة، فإذا كان طفلكِ معتادًا على التملك خلال سنواته الأولى، فإنّ الأمر متروك لكِ للتعامل مع هذهِ المرحلة من نموه، وكذلك تشجيع طفلكِ على كيفية المشاركة ووقتها، وذلك يعود لوجهة نظركِ الخاصة عندما يتعلق الأمر فيما يتوجب على طفلكِ مشاركته مع الآخرين، ومع ذلك فقد يكون طفلكِ قابلًا للتملك خلال سنواته الأولى أو بعدها، وقد لا تأتي هذه المشكلة من فراغ، فقد يعاني منها بسبب حدوث تغييرات جديدة في حياته، مثل انتقال سكنه، أو انتقاله إلى مدرسة جديدة، أو فقدان أحد الوالدين، أو شخص محبوب لديه، وغيرها من الأسباب، ومعرفة سبب المشكلة ضروري للغاية، حتى تعالج بطريقة صحيحة، ولحب التملك عدة علامات، ومنها ما يأتي[٢]:

  • لا يرغب طفلكِ في مشاركة ألعابه مع غيره من الأطفال.
  • إذا كان له أخ جديد، قد يشعر بأنه يتملكه.
  • يتملك مساحة أو جزء مفضل من الغرفة أو البيت ولا يسمح لأحد بالاقتراب منه.
  • لا يرغب بمشاركتكِ أو بمشاركة والده، أو أي أحد من أقاربكما بأي شيء يخصه.
  • يستبعد الأطفال الآخرين من وقت اللعب أو من أي أنشطة أخرى.


ما هي أسباب حب التملك لدى طفلكِ؟

إن الطفل بطبيعته يحب المشاركة، لكن يتعرض طفلكِ لبعض الظروف أو التحولات في حياته قد تدفعه ليصبح محبًّا للتملك بشكلٍ مبالغٍ فيه، ومن هذه الأسباب ما يأتي[٢]:

  • الطلاق: قد يصبح الطفل بعد طلاق والديه متملّكًا للغاية، فقد لا يسمح للأطفال الآخرين بالاقتراب منه، ولا يسمح للأطفال من سنه في مشاركته الألعاب، كما قد يواجه صعوبة في ذلك حتى مع صديقه المفضل، فالطلاق يؤثر على شعور الطفل بالأمان، فقد يضطر إلى قضاء الوقت مع والديه كلٍّ على حدة، وفي منزلين مختلفين، وهذا الوضع غير مألوف بالنسبة للطفل، لذلك قد يشعر الطفل عندما يرى عائلات أخرى غير منفصلة بالنقص، لكن كلما كان الطفل صغيرًا في السن كان تأثير قرار الطلاق عليه أقل.
  • ولادة أخ جديد: تغمر السعادة بعض الأطفال عند قدوم أخ جديد لهم، لدرجة قد يرغب الطفل بامتلاك أخيه الرضيع، ولا يرغب بمشاركة أمه أو أحد أقاربه بالطفل الجديد، لكن المشكلة الأكثر شيوعًا عند قدوم طفل جديد للعائلة، هي عدم تكيف الطفل الأكبر على وجود أخيه الصغير، فقد يكافح ليتشارك مع الصغير في أي شيء، حتى لو كانت ملعقة، أو حضن الأم، ويمكن لطفلكِ أيضًا نقل هذه الغيرة إلى المدرسة وإلى أصدقائه.
  • الانتقال إلى منزل جديد: عندما تنتقل العائلة إلى منزل جديد، قد يكون من الصعب على الجميع التأقلم عليه منذ البداية، بما في ذلك أطفالكِ، فقد تجعل الحركة والانتقال طفلكِ متملّكًا لألعابه أو لمساحة أعجبته، فالانتقال قد يجعل الأمور أقل استقرارًا وأمانًا بالنسبة لطفلكِ، وقد يتسبب أي تهديد لأمن الطفل في حدوث مشاكل سلوكية له، حتى وإن لم تكن حالة تهديد فعلية بنظركِ أنتِ.
  • فقدان أحد الوالدين: يمكن لفقد الطفل لأحد أبويه، أو أحد أفراد أسرته، أن يجعله يشعر وكأن عالمه تحطم حرفيًّا، مما قد يجعل الطفل يميل إلى حب التملك والقلق، لا سيما إذا كان المفقود أحد الوالدين، عندها يصبح الطفل متمسّكًا بكل ما يخصه، فهو يخاف بشدة من فقدانها.


هل يمكنكِ حل مشكلة حب التملك عند طفلكِ؟

بالنسبة للأطفال الصغار فإنهم يعتقدون بأن أي شيء يقع في أيديهم يصبح ملكهم، ولا يحق لأحد مشاركتهم فيه، وتوجد عدة حلول للتخلص من مشكلة حب التملك عند طفلكِ، منها ما يأتي[٣]:

  • إذا أراد طفلكِ الحصول على لعبة طفل آخر، وبدأ بالبكاء والصراخ بقوة للحصول عليها، مع تمسك كل طفل بحقه في اللعبة، فإن بعض الأمهات قد يُقدِمن على نزع اللعبة من الطفل الآخر، لتعطيها لطفلها الباكي، وبهذا ستوصل رسالة له مفادها أن الاستيلاء على أشياء الآخرين لا بأس به، ولكن التصرف السليم في هذه الحالة أن تشجعي الطفل الآخر ببعض الكلمات حتى يتشارك مع طفلكِ بلعبته، فعندها الطفل سيكون مستعدًّا للتخلي عن لعبته ومشاركتها مع طفلكِ.
  • عندما تشعرين أنّ طفلكِ يغار من احتضانكِ لطفل آخر، ويحاول إبعاده عنكِ، فعليكِ إعادة الطفل الصغير إلى أمه، واحتضان طفلكِ، فهو بحاجة إلى أن يطمئن، وسلوك طفلكِ هو سلوك صحي بالفعل، فهو يعبّر عن مدى ارتباطه بكِ، وإذا استمريتِ بإشعارهِ بالأمان بخصوص حبكِ له، فسوف يتقبل مع الوقت أن تتعاملي مع أشخاص غيره في حياتكِ.
  • احترمي شعور طفلكِ أحيانًا بالملكية، وبعدم رغبته في مشاركة كل أشيائه مع الآخرين، ومن الجيد أن تسألي طفلكِ عن الألعاب التي لا يريد مشاركتها مع الأطفال الأخرين، وضعيها بعيدًا عنهم مسبقًا.
  • اشرحي لطفلكِ القواعد، فالأطفال ليسوا أنانيين أو غير اجتماعيين بطبعهم، بل هم يحاولون معرفة الصواب من الخطأ، والقواعد السليمة، لذلك فإن إحدى طرق حل مشكلة التملك عند طفلكِ للألعاب هو أن تقولي له بوضوح إنّ هذه اللعبة ملكك، وهذه ليست ملكك، فالطفل حتى وإن كان صغيرًا في السن فإنه يمكنه أن يستوعب أن بعض الأشياء ليس ملكه، بل هي ملك لغيره، وعندما يكبر سيكتشف أيضًا أنه من الجيد مشاركة ألعابه مع الآخرين ليجعلهم سعداء[٤].


أفكار لألعاب تساعد طفلكِ على تعلم المشاركة مع غيره

توجد العديد من الأفكار لألعاب تساعد طفلكِ على تعلم المشاركة مع غيره، ومن هذه الألعاب ما يأتي[٥]:

  • رسم لوحة: علمي طفلكِ المشاركة مع غيره من خلال تلوين أو رسم شيء ما، ويمكنكِ تنفيذ ذلك بإحضار ورقة بيضاء كبيرة ومستلزمات الرسم، وحددي الموضوع المراد رسمه بالتشاور مع طفلكِ وشريكه، ثم دعيهما يرسمان ويلونان معًا.
  • الكرة السحرية: العبي مع طفلكِ وأقرانه هذهِ اللعبة، فهي طريقة رائعة لتعليم الأطفال كيفية المشاركة، فبينما أنتِ تغنّين كلمات الأغنية، يمرر الأطفال الكرة إلى بعضهم البعض، ففي هذه اللعبة لا يريد أحد أن يحتفظ بالكرة لنفسه، خوفًا من أن تتوقفي عن الغناء وتكون الكرة بحوزته.
  • ترديد أغنية تشجع على المشاركة: ابحثي عن أغنية بسيطة تحث على المشاركة، وردّديها مع طفلكِ، وهذا الأمر سيؤكد على أهمية المشاركة بطريقة ممتعة.
  • تمرير البسكويت: أعطي طفلكِ عدة حبات من البسكويت، واطلبي منه إعطاء كل شخص في الغرفة حبة، فهذا التصرف سيُعود طفلكِ على المشاركة، وسيفهم أن المشاركة جزء مهم من الحياة.
  • كوني قدوة له: استخدمي الأنشطة البسيطة لتوضحي لطفلكِ كيفية المشاركة، فمثلًا قولي له سأُشاركك معي في تفاحتي، وعندما تُقرضي جيرانكِ أي أداة فاذكري لطفلكِ أهمية المشاركة والتعاون.
  • شدّي انتباههُ للمشاركة: غالبًا ما يواجه الأطفال الصغار صعوبة في الانتباه للمشاركة، ولمساعدة طفلكِ على التحسن في ذلك، اجعليه يجلس مع أخيه بجانبكِ في نفس الوقت، وتفاعلي مع كل منهما على حدة، ثم دعيه يراقبكِ أثناء لعبكِ مع أخيه، فذلك سيساعده على تعلم المشاركة.


المراجع

  1. "My Toddler Wants EVERYTHING", janetlansbury,12-7-2020، Retrieved 12-7-2-2020. Edited.
  2. ^ أ ب LAURA LIFSHITZ (12-7-2020), "Is Your Child Possessive? Here's Why"، popsugar, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  3. Susan Spicer (12-7-2020), "How to cope with toddler possessiveness"، todaysparent, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  4. "Your Toddler's Possessive Phase, Explained", hendersonvillepediatrics,12-7-2020، Retrieved 12-7-2020. Edited.
  5. Heather Gilmore (12-7-2020), "How to teach a toddler to share with 6 easy activities"، care, Retrieved 12-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :