محتويات
كيف يؤثر الكلام السلبي على طفلكِ؟
قد تعلمين عزيزتي أن الأطفال الذين ينشؤون في أُسرٍ يستخدم معهم الآباء لغة مُهينةً ومُذلةً وغير محترمة يشعرون بأنهم غير مُقدّرين وينخفض لديهم مستوى احترام الذات، إذ يوجد العديد من الآباء الذين يَتبنون النقد والسخرية والتهديد والمقارنة فضلًا عن اللغة السلبية كنهج تربية، اعتقادًا منهم أن هذا سبيلهم الوحيد لجعل أطفالهم أشخاصًا مسؤولين، أو لاعتقادهم أنهم يمتلكون أطفالهم ولهم الحق بتوجيههم بالطريقة التي يجدونها مناسبة، لكن هل تعلمين عزيزتي أن رضيعكِ يفهم تعابير وجهكِ حتى قبل أن يبدأ في التواصل؟، فتراه يتأثر بالصراخ والصياح في المنزل قبل أن يُتم عامه الثاني، وبمجرد إتمامه يبدأ بالاستجابة لكِ ولأبيه وردود أفعالكما، عندها صُراخكِ عليه قد يدفعه للصراخ أو قد يجعله ينسحب إلى عالمه الخاص، في حين أن العبارات السلبية التي تستخدمينها تبدأ بإحداث تأثير أقوى على نموه العاطفي، لأنه سيشعر بأنه غير محبوب وغير مرغوب فيه وغير مُقدّر وهو ما ينعكس سلبًا عليه حد شعوره بانعدام الأمان.
يمكن أن يجعل النقد المتكرر طفلكِ حريصًا على إرضائكِ لرغبته الطبيعية بأن يُرى ويُسمع ويُفهم، ولكن تكمن المشكلة أن يسبق إرضاؤكِ في نفسه الأخلاق والقيم التي تحاولين جاهدة غرسها فيه، فالكلمات المسيئة تؤثر في نمو طفلكِ العاطفيّ والمعرفيّ والاجتماعيّ، لأنه سيكبر بمشاعر النقص وعدم الكفاية التي تجبره على لوم نفسه لاعتقاده بأنه السبب وراء التوبيخ المتكرر الذي يحظى به، فيكبر ليكون قاسيًا على نفسه قبل أي أحد، عندها سيميل إلى الخضوع والانسحاب من أي موقف أو مشكلة تصادفه، لأنه ببساطة لم يتلقى قدرًا كافيًا من الحب والاحترام والتقدير خلال طفولته[١].
8 جمل لا تقوليها أبدًا لطفلكِ
تؤثر الكلمات التي تقوليها لطفلكِ بعفوية على طريقة تفكيره وشعوره حيال نفسه قبل كل شيء، فمن المهم أن تتوخي الحذر الشديد بشأن الكلمات والأفكار التي ترغبين بغرسها فيه، لأنها قد تتسبب له بأضرار وصدمات نفسية لا يمكن علاجها بسهولة، لذا فيما يلي ثماني جمل يجب ألا تقوليها لطفلكِ، إذا أردت التأكد من أنه يكبر بصحة جيدة وسعادة وثقة بالنفس قدر الإمكان[٢]:
أنت غبي
إذا كنت تريدين تعليم طفلكِ مهارة التفكير بنفسه دون مساعدة، فأنت بالتأكيد لا تريدين أن يعتقد بأنه غبي وغير قادرٍ على التفكير بنفسه وبأن أفكاره غبية، بدلًا من ذلك يجب عليكِ مساعدته ليبني ثقته الداخلية وإيمانه بإمكانياته وقدرته القوية على اتخاذ القرار.
أنت لا تعرف ما الذي تتحدث عنه
الأمومة الصحيحة لا تكون بإثبات أنكِ على حق، ولكن بتسخير كل أفكاركِ وقدراتكِ لمساعدة طفلكِ على مواجهة تحديات حياته بقوة وثقة، فعندما تخبريه بأنه لا يعرف ما الذي يتحدث عنه سيشعر بالخجل، وهو ما يجعله عاجزًا عن التعبير عن أفكاره وآرائه.
أنت مخطئ حيال مشاعرك
لا يحق لكِ كأم إخبار طفلكِ كيف يجب أن يشعر حيال أمر ما، فإصراركِ على أن يشعر أو يفكر بطريقة معينة سيجعله يعتقد أنه ليس مقبولًا أن يكون على طبيعته أو أن يكون صادقًا بمشاعره، عندها سيتوقف عن إخباركِ بالحقيقة وستخسرين فرصة مناقشته مخاوفه.
لن تتمكن أبدًا من القيام بذلك
قول هذه الجملة لطفلكِ هي بمثابة صفعة قوية يتلقاها، لأن صداها سيتلجج بقوة في أعماقه حتى يتشربها ويؤمن بها، فلا تكوني أنت من يخبره بأنه ليس قادرًا، فهناك ما يكفي من التعليقات السلبية والانتقادية في العالم الذي يحيط به، لذا دعيه يكتشف ما يريد ويسعى إليه.
أنا أكرهك
الجميع يفقد أعصابه عند نقطة معينة، لكن حاذري من استخدام لغة الكراهية مع طفلكِ، لأن هذه الجملة كفيلة بسحق ثقته بذاته، فاعتقاده بأنكِ تكرهيه سيخيفه كخوفه من الموت نفسه، لأنه سيتحول إلى خوف أساسيّ موجود لدى جميع البشر وهو الخوف من التخلي عنهم.
أنت لا تشبه أخاك
المقارنة أسوأ أخطاء التربية التي قد تقعين بها، لأن تأثيرها سلبي على طرفي المقارنة، فطفلكِ الناجح سيشعر بالذنب والخجل لكونه أكثر نجاحًا وموهبةً، في حين أن طفلكِ الآخر سيشعر بالغضب والكره من نجاح أخيه، لذا عاملي أطفالكِ باعتبارهم أرواحًا وكيانات منفصلة.
أنت أصغر من أن تعرف ما تريد
طفلكِ (حاله حال بقية البشر) يعرف ويفهم الأشياء بدقة عالية وبعمق في سن مبكرة جدًا، فهو يعرف تمامًا ما يريده، لذلك عندما تخبريه بالعكس فإنكِ تجعليه يشك في نفسه وهو ما يقوض إيمانه بنفسه، ليبدأ عندها استجواب نفسه عند كل فكرة أو قرار، لذا احترمي مشاعره ورغباته.
يجب أن تخجل من نفسك
الخجل هو الشعور الإنساني الأكثر بدائية، وهو السر وراء العديد من أشكال السلوك الانهزامي للبشر، لأنه يشعرهم بعدم أحقيتهم للحب والاحتواء، لذا فهذه الجملة يمكن أن تدمر روح طفلكِ وتؤذيه بطريقة يصعب بعدها معالجته وإعادته إلى سابق عهده، لذلك لا تخجلي طفلكِ.
ماذا تفعلين إذا كان طفلكِ يقول كلامًا سلبيًّا لنفسه؟
عندما ينبثق الكلام السلبي عن النفس من فم طفلكِ، فإن رد فعلكِ الطبيعي هو إيقافه لمنحه الطمأنينة أو لإقناعه بأن تفكيره غير صحيح، لكن ولسوء الحظ قد تتوافق كلماته مع مشاعره حيال نفسه، فترينه بالفعل يشعر بأنه غبي وسيئ وغير محبوب، لذا ولمساعدته على التوقف عن التكلم عن نفسه بهذه الطريقة، جربي الأفكار التالية التي تسهم في معالجة شعوره الأساسي وإيقاف صراعه الداخلي[٣]:
- التعاطف: ضعي نفسكِ مكان طفلكِ لتتسنى لكِ فرصة فهم مشاعره، كقول: (يبدو أنك تشعر بالإحباط!) أو (بالفعل هذا صعب).
- الفضول: بعض الأطفال يجدون صعوبة في شرح مشكلتهم، لذا عندما تطرحين على طفلكِ بعض الأسئلة الفضولية سيتمكن من تحديد وفهم ما يزعجه حقًا، وبالتالي يسهل عليكِ علاج أساس المشكلة.
- التعديل: بمجرد أن تكتشفي مع طفلكِ المشكلة يمكنكما العمل معًا لتعديل العبارات السلبية التي كان يتفوه بها مسبقًا عن نفسه بأخرى إيجابية، فبدلًا من قوله: (الكتابة صعبة، أنا غبي)، قولي له: (الأخطاء التي ترتكبها هي جزء من رحلة تعلمك).
- الحل: قاومي رغبتكِ في اقتراح حل للمشكلة، ولكن قوديه للتوصل لحل مناسب يرضيكِ بنفسه، فعلى سبيل المثال عندما يواجه مشاكل في الكتابة ساعديه على التوصل إلى حل أنه يجدر به الاستمرار في التدرب ليحسن من مهارة الكتابة لديه.
المراجع
- ↑ "Effect of Negative Language on children"، Emotional Freedom techniques, Retrieved 2020-7-14. Edited.
- ↑ "10 Things You Should Never Say To Your Children"، Kathy Caprino, Retrieved 2020-7-14. Edited.
- ↑ "HOW TO RESPOND TO YOUR CHILD’S NEGATIVE SELF-TALK"، imperfect families, Retrieved 2020-7-14. Edited.