فوائد شاي الابيض

ما هو الشاي الأبيض؟

يُستخرَجُ الشاي الأبيض من أوراق نبات الكاميليا الصينية أو بالإنجليزية (Camellia sinensis)، وهو نفس النبات الذي يُستخرج منه أنواع الشاي الأخرى، مثل الشاي الأخضر أو الأحمر، ويُزرع هذا الشاي بالأساس في الصين، ولكنه يُنتج أيضًا في مناطق أخرى، مثل تايلاند والهند وتايوان ونيبال، ويُعدّ أحد أقل أنواع الشاي معالجةً، إذ يُحصَد والنبات لا يزال صغيرًا؛ ممّا يعطيه نكهة مميزة للغاية، ويوصف طعم الشاي الأبيض بأنه حلو قليلًا، ولأنه لا يتلف أو يتأكسد مثل أنواع الشاي الأخرى؛ فإنّ طعمه يكون أخفّ بكثير^[١].

فوائد الشاي الأبيض

قد يُوفّر الشاي الأبيض فوائد صحية عديدة، ولكن تجدُر الإشارة إلى أنّ العديد من هذه الفوائد ما زال مبنيًّا على دراسات بحاجة للمزيد من الأبحاث لدعمها، لذا لا يجب استخدام الشاي الأبيض لهذه الفوائد دون استشارة الطبيب أولًا، منعًا لأي آثار جانبية، ومن هذه الفوائد ما يأتي^[٢]:

• غنيّ بمضادات الأكسدة: يحتوي الشاي الأبيض على نوعٍ من أنواع البوليفينولات يُعرف باسم الكاتيشين، والبوليفينولات هي جزيئات نباتية تعمل كمضادات للأكسدة، وتحمي الخلايا من التلف الناجم عن مركبات تسمى الجذور الحرّة، ويرتبط هذا التلف بالالتهابات المزمنة وضعف جهاز المناعة والعديد من الأمراض، ويُعدّ الشاي الأبيض أحد أفضل أنواع الشاي لمحاربة الجذور الحرّة، لكن لا تزال توجد حاجة لإجراء دراسات بشرية لتأكيد فوائد مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأبيض.
• قد يقلِّل من خطر الإصابة بأمراض القلب: ترتبط أمراض القلب بالالتهابات المزمنة، ويتأثّر ظهور تلك الأمراض بمجموعةٍ من العوامل، مثل ممارسة الرياضة، والنظام الغذائي، ونمط الحياة، وتنبُع قدرة الشاي الأبيض على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب من محتواه من مُركّبات البوليفينولات، إذ أظهرت مراجعةٌ علمية أُجريت عام 2003 أن البوليفينولات قد تمنع أكسدة الكوليسترول الضارّ (LDL)^[٣]، وهو عامل خطرٍ آخر مرتبط بأمراض القلب، ورغم أن الشاي الأبيض قد يسهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، إلا أنه لا بُدَّ من إجراء تعديلاتٍ أخرى على نمط الحياة بهدف تعزيز صحة القلب.
• قد يُعزِّز خسارة الوزن: قد يكون الشاي الأبيض بنفس فعالية الشاي الأخضر في حرق الدهون؛ إذ يحتوي كلاهما على الكمية ذاتها من الكفايين ومضادات الأكسدة، مثل مركب الإيبيجالوكاتشين جاليت (EGCG) الذي يرتبط بحرق الدهون، إذ يُعتقد أنّ لهذين المركبين تأثير أكبر معًا، إذ في مراجعة علمية لعدة دراسات عام 2010، وُجد أنّ الشاي الأبيض قد يساعد في تحفيز عمليات التمثيل الغذائي في الجسم بنسبة تتراوح بين 4% إلى 5%، ممّا يعني حرق ما بين 70 إلى 100 سعرة حرارية يوميًّا^[٤]، ولكنّ تأثير الشاي الأبيض على الوزن ما زال بحاجةٍ للمزيد من الدراسات لإثباته.
• قد يحمي الأسنان من البكتيريا: يُعدّ الشاي الأبيض مصدرًا ممتازًا لكل من الفلورايد ومضادات الأكسدة، مثل الكاتشين والعفص (العفص أو التانين هو مادة كيميائية صفراء أو بنية من مركّبات الفينولات توجد في النباتات، مثل الشاي والقهوة، وتستخدم في صنع الجلود والصباغة^[٥])، والتي تسهم مجتمعةً في تقوية الأسنان عن طريق مكافحة البكتيريا والسكّر، إذ يقي الفلورايد من التسوس من خلال جعل سطح الأسنان أقدر على مقاومة الهجمات الحمضية من البكتيريا والسكّر، أما الكاتشين فيمنع نمو بكتيريا البلاك، ووفقًا لدراسة أجريت عام 1995 في المختبر لمعرفة تأثير مكونات الشاي في المقاومة الحمضية لمينا الأسنان البشرية، أظهرت النتائج أن بعض المكونات بما فيها العفص والكاتشين فعالة في زيادة مقاومة الأسنان للأحماض، وتزداد فاعليتها عند استخدامها مع الفلورايد^[٦].
• قد يُحارِب السرطان: قد يكون للشاي الأبيض تأثيرات مضادة للسرطان، إذ في دراسةٍ مخبرية أُجريت عام 2010 لفحص آثار مُستخلَص الشاي الأبيض في تحريض موت الخلايا المبرمج في خلايا سرطان الرئة (موت الخلية المبرمج هو موت الخلية نتيجة سلسلة من الخطوات الجزيئية في الخلية تؤدي إلى موتها، وهي إحدى الطرق التي يستخدمها الجسم للتخلص من الخلايا غير الضرورية أو غير الطبيعية، وقد تُثبّط آلية موت الخلايا المبرمج في الخلايا السرطانية لذلك تنمو دون أن يستطيع الجسم إيقافها^[٧])، وبعد إجراء الاختبارات الخاصّة بالدراسة وُجِدَ بأنَّه فعالٌ في تفعيل آلية موت الخلايا المبرمج، كما دعمت النتائج الاستشمار المستقبلي في مستخلص الشاي الأبيض كعاملٍ مضادّ للأورام وكعامل وقاية كيميائية لسرطان الرئة^[٨]، ويُجدر بالذكر أن الدراسات المخبرية استخدمت كميات كبيرة من الشاي الأبيض؛ لذا لا تزال توجد حاجة إلى مزيدٍ من الدراسات البشرية لفهم آثار شرب الشاي الأبيض على السرطان.
• قد يحمي من الإصابة بمقاومة الإنسولين: الإنسولين هو هرمون يسهم في نقل العناصر الغذائية إلى داخل الخلايا من مجرى الدم لاستخدامها أو تخزينها لوقتٍ لاحق، وقد تتوقف أجسام بعض الأفراد عن الاستجابة للإنسولين، وتُعرف هذه الحالة باسم مقاومة الإنسولين، وتحدث نتيجةً لعدة عوامل منها كثرة استهلاك السكّر، وترتبط مقاومة الإنسولين بالعديد من الحالات الصحية المزمنة، مثل مرض السكري من النوع الثاني، ومتلازمة التمثيل الغذائي، لكن توجد حاجة لإجراء دراسات بشرية تحديدًا لمعرفة ما إذا كان الشاي الأبيض يمكن أن يقلِّل من خطر الإصابة بمقاومة الإنسولين.
• قد يقي من هشاشة العظام: قد تسرع كل من الالتهابات المزمنة والجذور الحرة حدوث هشاشة العظام، وذلك من خلال تثبيط الخلايا التي تساعد في نمو العظام وتعزيز الخلايا التي تهدم العظام، ويحارب الكاتشين الموجود في الشاي الأبيض عوامل الخطر هذه.
• يكافِح شيخوخة الجلد: تحدث شيخوخة الجلد بطريقتين رئيستين هما الشيخوخة الداخلية والشيخوخة الخارجية، وتحدث الشيخوخة الخارجية نتيجة الضَّرر الذي تسبِّبُه العوامل البيئية، مثل أشعة الشمس فوق البنفسجية، أما الشيخوخة الداخلية فتُعرف باسم الشيخوخة الطبيعية، وسببها التلف الذي تسبِّبه مجموعة من العوامل داخل الجسم مثل الجذور الحرة وبعض الإنزيمات، وفي دراسةٍ أُجريت عام 2009 لتحديد ما إذا كان التطبيق الموضعي لمستخلصات الشاي الأبيض أو ​​مستخلصات الشاي الأخضر من شأنه أن يمنع الأضرار التأكسديّة التي تسبِّبها أشعة الشمس، وبعد إجراء الاختبارات الخاصة بالدراسة وُجد أن التطبيق الموضعيّ لمستخلصات الشاي الأخضر والأبيض يوفر حمايةً ضد التأثيرات الضارة للأشعة فوق البنفسجية، ويمكن استخدامها مع طرقٍ لآخرى للحماية من أشعة الشمس^[٩].
• قد يقي من مرض باركنسون والزهايمر: قد تسهم المركبات الموجودة في الشاي الأبيض، مثل البوليفينولات في خفض خطر الإصابة بمرض باركنسون ومرض الزهايمر، إذ في مراجعةٍ علميةٍ لـ 8 دراسات أُجريت عام 2012 لمعرفة العلاقة بين خطر الإصابة بمرض باركنسون وشرب الشاي، وُجد أنه يمكن لشرب الشاي أن يقلِّل خطر الإصابة بمرض باركنسون، دون العثور على علاقةٍ واضحةٍ بين الجرعة والتأثير، وتوجد حاجة إلى مزيدٍ من الدراسات لفهم الآليةِ الكامنة وراء تأثير الشاي في تقليل مخاطر مرض باركنسون^[١٠].

الآثار الجانبية المحتملة للشاي الأبيض

تأتي الآثار الجانبية للشاي الأبيض أساسًا من محتواه من الكافيين، وقد تتضمّن هذه الآثار الجانبية مشكلاتٍ في الجهاز الهضمي، أو الإصابة بالدُّوار، أو الأرق، ويُجدر بالذكر أنه يمكن للسيدات الحوامل تناول 200 ملليغرام من الكافيين يوميًا كحدٍّ أقصى لتجنب الآثار السلبية، لكن بالنسبة إلى معظم الناس، يمكنهم تناول الشاي الأبيض بأمان دون ظهور أي أضرار^[١]، إذ لا يرتبط استهلاك أقل من 400 ملليجرام يوميًا عمومًا بتأثيرات سلبية، إلا أنّ الحساسية اتجاه الكافيين تختلف من شخصٍ لآخر، لذا قد تختلف استجابة شخصٍ ما لتناول الشاي الأبيض عن شخصٍ آخر^[١١].

القيمة الغذائية للشاي الأبيض

يحتوي كيس شاي أبيض واحد على العناصر الغذائية الآتية^[١٢]:

هل يختلف الشاي الأحمر عن الشاي الأبيض؟‎

رغم أنّ كلًّا من الشاي الأحمر والأبيض يُستخرجان من نفس النبات، إلا أنّهما يختلفان في طرق معالجتِهما، وفي العناصر الغذائية التي يوفّرانِها، إذ يُحصَد الشاي الأبيض في وقت أبكر من الشاي الأحمر، وهو أقلّ معالجةً منه، ولا يخضع لنفس عملية التجفيف والأكسدة التي يخضع لها الشاي الأحمر، ويحتوي الشاي الأبيض على كمية قليلة من الكافيين مقارنةً بالشاي الأحمر^[١].

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت} Rachael Link (2018-09-23), "White Tea Benefits Brain, Oral & Reproductive Health", draxe, Retrieved 2020-11-02. Edited.
2. ↑ Ryan Raman (2018-01-09), "10 Impressive Benefits of White Tea", healthline, Retrieved 2020-11-02. Edited.
3. ↑ John H Weisburger (2003-01-08), "Prevention of coronary heart disease and cancer by tea, a review", pubmed, Page 283-8. Edited.
4. ↑ R Hursel , M S Westerterp-Plantenga (2010-01-08), "Thermogenic ingredients and body weight regulation", pubmed, Page 283-8. Edited.
5. ↑ "tannin", collinsdictionary, Retrieved 2020-11-05. Edited.
6. ↑ H Yu, T Oho, L X Xu (1995-04-08), "Effects of several tea components on acid resistance of human tooth enamel", pubmed, Page 101-5. Edited.
7. ↑ National Cancer Institute, "apoptosis", cancer, Retrieved 2020-11-05. Edited.
8. ↑ Jenny T Mao, Wen-Xian Nie, I-Hsien Tsu, and others (2010-09-08), "White tea extract induces apoptosis in non-small cell lung cancer cells", pubmed, Page 1132-40. Edited.
9. ↑ Melissa M. Camouse Diana Santo Domingo Freddie R. Swain and others (2009-05-19), "Topical application of green and white tea extracts provides protection from solarsimulated ultraviolet light in human skin", onlinelibrary.wiley, Retrieved 2020-11-02. Edited.
10. ↑ Feng-Jiao Li, Hong-Fang Ji, Liang Shen (2012-02-14), "A meta-analysis of tea drinking and risk of Parkinson's disease", pubmed.ncbi.nlm.nih, Retrieved 2020-11-02. Edited.
11. ↑ Cathy Wong (2020-04-27), "White Tea: Benefits, Side Effects, and Preparations", verywellfit, Retrieved 2020-11-02. Edited.
12. ↑ "Tetley - White Tea (Canada)", myfitnesspal, Retrieved 2020-11-02. Edited.