محتويات
الشاي الأخضر أثناء الرضاعة
يتوجب على المرأة التي ترضع طفلها رضاعة طبيعية أن تعطي اهتمامًا إضافيًّا لنظامها الغذائي، إذ إنّ الطعام الذي تتناوله تصل محتوياته إلى طفلها عن طريق الحليب، لذا تُنصح المرأة بالامتناع عن شرب الكحول، والانتباه للآثار الجانبية للأدوية واستشارة الطبيب فيما لو كانت آمنة على صحة الطفل الرضيع، كما تنصح بتجنب الأطعمة والأشربة التي تحتوي على الكافيين، لما لها من تأثير على الطفل[١].
في حين أن الماء هو أفضل مصدر للترطيب عند الرضاعة الطبيعية، قد يبدو الشاي الأخضر بديلًا صحيًّا، إذ يتمتع بالعديد من الفوائد الصحية المشهورة مثل تنظيم الهضم والوقاية من السرطان وضبط مستويات الكوليسترول في الدم، ومع ذلك، فإن الشاي الأخضر يحتوي على الكافيين، ويتطرق هذا المقال إلى الحديث عن أضرار الشاي الأخضر على الرضاعة.[٢]
أضرار الشاي الأخضر على الرضاعة
يمكن أن يكون شرب كوب من الشاي الأخضر بداية منعشة ليومٍ طويل وشاق، وعلى الرغم من أن الشاي بأنواعه يحتوي على مادة الكافيين إلا أن نسبته في الشاي باختلاف أنواعه أقل من نسبة وجوده في القهوة، فحوالي 236 مل من الشاي الأخضر تحتوي على ما يقارب 24 إلى 45 ملغرامًا من الكافيين، بينما تحتوي الكمية نفسها من القهوة على 95 إلى 200 ملغرام من الكافيين، ومع ذلك فقد يعد الشاي الأخضر مشروبًا صحيًّا، ويعود ذلك لاحتوائه على مضادات الأكسدة، إلا أن احتواءه على نسبة من الكافيين تثير التساؤل حول إمكانية شربه خلال فترة الرضاعة، وحول تأثيره على صحة الرضيع.[١][٣]
يوصي الأطباء بتجنب تقديم المشوبات التي تحتوي على الكافيين للأطفال في المراحل العمرية المبكرة، والأمر ذاته ينطبق على الأطفال الرضع، وعلى الرغم من عدم وجود أبحاث تثبت أن للكافيين آثارًا جانبية دائمة أو مهددة لحياة الطفل إلا أنه قد يتسبب ببعض المشكلات لهم، فالأطفال الذين يصلهم الكافيين عن طريق حليب الأم يكونون ضجرين طوال الوقت ويعانون من اضطرابات النوم، أو قد يصيبهم الجفاف، ويمكن أن يبقى تأثير الكافيين في جسم المرأة لمدة تتراوح بين 5 ساعات و20 ساعة، وفي حال كان لدى المرأة نسبة دهون عالية أو كانت تتناول أدوية معينة فقد يبقى لمدة أطول من هذا، وذلك بحسب ما تقوله الطبيبة النسائية في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي في سانتا مونيكا الدكتورة شيري روس، وبالتالي فإن تأثير الكافيين من الممكن أن يبقى في جسم الأطفال حديثي الولادة لمدة تزيد عن ذلك بكثير، كما يجب على المرضعة اختيار أنواع الشاي الأخضر التي تحتوي على شاي فقط دون أي مواد مضافة أخرى كالأعشاب فالأعشاب التي قد تكون مضافة له، لا يعرف مدى تأثيرها أو ضررها على الرضيع.[١][٢][٣]
بالنسبة لتأثير الشاي الأخضر على إنتاج الحليب، فإنه لا يوجد أي دليل علمي يوضح أن الشاي الأخضر يقلل من إنتاج حليب الأم أو يجففه تمامًا، إلا أن مادة كيميائية تسمى التانين موجودة طبيعيًّا في الشاي قد تتداخل مع امتصاص الحديد في الجسم، وذلك عند شرب كمية كبيرة من الشاي الأخضر مع الأطعمة الغنية بالحديد كالخضروات الورقية الخضراء، ولا يوجد أي تأثير عند تناوله مع مصادر الحديد الحيوانية، لكن يُنصح بتجنب شرب الشاي الأخضر مع وجبات الطعام والفصل لمدة ثلاث ساعات بين الوجبة والشاي الأخضر، كما يمكن للمرأة المرضعة شرب الشاي الأخضر منزوع الكافيين، علمًا أن الشاي الأخضر منزوع الكافيين لا يكون خاليًا تمامًا منه، بل يحتوي كل الكوب مقداره 237 مل على 2-5 ملغ من الكافيين؛ ويجب التحقق من الملصق لمعرفة المستويات الدقيقة لمحتوى الكافيين، وتقرير عدد الأكواب المسموحة وفقًا لذلك.[٣]
أما فيما يخص حبوب الشاي الأخضر، فيُفضل تجنبها هي وكبسولات مستخلص الشاي الأخضر المتوفرة بتراكيز مختلفة؛ وذلك لأنها قد تجعل المرضعة تستهلك كمية كافيين أكثر من اللازم دون أن تدري علمًا أن الحبة الواحدة من هذه الحبوب تُبقي السيدة ضمن الحدود الآمنة لاستهلاك الكافيين ولكنها يمكن أن تفوق الكمية التي تحصل عليها لو شربت كوبين من الشاي الأخضر، ومن الضروري التحقق من ملصق حبوب الشاي الأخضر لمعرفة المستوى الدقيق للكافيين في كل كبسولة، ويمكن للمرضعة شرب شاي ماتشا وهو شاي أخضر نشأ في الصين، ويُعالج بطرق تعطيه محتوى من الكافيين أعلى من الشاي الأخضر العادي، كما تحتوي الأنواع المختلفة من مادة ماتشا على مستويات مختلفة من الكافيين، ولكنها في العادة تكون ثلاثة أضعاف الكمية الموجودة في الشاي الأخضر العادي، إذ يحتوي الكوب -237 مل- من شاي الماتشا على حوالي 77 ملليغرامًا من الكافيين؛ لذا يجب على السيدات المرضعات ضبط استهلاك الكافيين من مصادر أخرى وفقًا لذلك.[٣]
الجرعة الآمنة من الشاي الأخضر للمرضعة
يوصي الأطباء بعدم تناول ما يزيد عن 300 ملغرام من الكافيين يوميًّا خلال فترة الرضاعة، ويعدّ شرب كوب واحد إلى 3 أكواب من الشاي الأخضر يوميًّا آمنًا على صحة الرضيع، ولن تكون له أي آثار جانبية ضارة، فوفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال فإن مقدار الكافيين الذي يصل للرضيع من حليب الأم يصل لأقل من واحد بالمئة من مقدار الكافيين الذي تتناوله الأم المرضعة، ولوحظ أن الأطفال الرضع يتأثرون عندما تشرب الأم ما يزيد عن 5 أكواب من المشروبات التي تحتوي على الكافيين، إلّا أن استجابة أجسام الأطفال للكافيين تختلف من طفل لآخر، لذا يجب على الأم مراقبة سلوكيات طفلها وملاحظة أي تغيرات فيها استنادًا لكمية الكافيين التي تستهلكها، كما يجب أن تضع في اعتبارها أن العديد من المواد الغذائية المتناولة خلال اليوم تحتوي أيضًا على الكافيين مثل المشروبات الغازية والشوكولاتة مما يضاعف التأثير على الرضيع.[١]
بدائل شرب الشاي الأخضر
يمكن للأم اختيار بدائل آمنة قليلة الكافيين أو خالية منه تمامًا، فتوجد بعض أنواع الشاي الأسود التي تحتوي على نسب أقل من الكافيين مما هو موجود في الشاي الأخضر، كما توجد عدة خيارات لمشروبات دافئة أخرى تستطيع الأم المرضعة شربها مثل:[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "Will Drinking Green Tea While Breast-Feeding Harm My Baby?", healthline, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Can You Drink Green Tea While Breastfeeding?", livestrong, Retrieved 23-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Is It Safe To Drink Green Tea While Breastfeeding?", momjunction, Retrieved 23-10-2019. Edited.