محتويات
كيف تعرفين أن ابنكِ يتنمر على زملائه؟
قد يكون من الصعب على الأهل الاعتراف أو إدراك أنّ طفلهم متنمر، وغالبًا ما يبحثون عن الأطفال الذين يُضايقون أبناءهم، لكن ماذا لو كان ابنكِ هو المتنمر؟ هل ستتمكّنين من الاعتراف بالأمر والبحث عن حلول للمشكلة؟ فمعظم الأهالي يصعب عليهم الاعتراف بأن طفلهم قد تصرف بطريقة غير لائقة، ويشعرون بالفشل حيال تربيتهم لأبنائهم، وإليكِ أهم العلامات التي تدل على أن طفلكِ قد يكون متنمرًا[١]:
- معاناة طفلك من مشاكل في النوم: في دراسة أُجريت على 341 طفلًا، وذلك في جامعة ميتشيغان، تبين أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل في النوم، مثل مشاكل في التنفس أو اضطراب النوم كانوا أكثر عرضة لإظهار تصرفات عدوانية، وغيرها من المشاكل السلوكية الأخرى، فلو لاحظتِ أن طفلكِ يعاني من مشاكل في النوم عليكِ زيارة الطبيب أو أخصائي للوقوف على الأسباب ومنع سلوكيات التنمر إن وجدت.
- إظهار طفلكِ لبعض المشاكل السلوكية: أن التصرف بعناد، أو اندفاع، وغيرها من السلوكيات الخاطئة الشائعة يُمكن أن تشير إلى أن ابنك متنمر، ويرى أحد الأخصائيين أن الأطفال الذين يحبون التسلط، ويفتقرون إلى التعاطف مع الآخرين، ولديهم مشاكل في الانضباط، يكون لديهم ميل إلى التنمر أكثر من غيرهم من الأطفال.
- وجود مشاكل لدى ابنكِ في المدرسة: إذا لاحظتِ وجود مشاكل لدى طفلكِ في المدرسة، فهذه علامة على وجود شيء غير صحيح في سلوك ابنكِ، وقد يكون التنمر جزءًا من هذه المشاكل، وفي هذا السياق يحذر د.ديتز وهو أخصائي سلوك إذ يقول: (إذا كان طفلكِ يعاني من مشاكل في المدرسة، ويبرز تصرفات عدوانية تجاه زملائه، أو يفرض هيمنته على أقرانه، فقد يكون ابنكِ متنمرًا في هذه الحالة).
- ملاحظة حب ابنكِ للظهور: من العلامات الأخرى للتنمر، هو حب ابنكِ للظهور والحصول على شعبية الجميع، وربما يصل الأمر درجة الهوس، وهذا السلوك حسب آراء الأخصائيين يدل على شعور طفلكِ بانعدام الأمن، وغالبًا ستلاحظين أن طفلكِ يتحدث عن مدى روعته، وقد تلاحظين أن ابنكِ يتصرف بطريقة عدائية تجاه طفل أو مجموعة من الأطفال، ويحاول إبعادهم عنه وعن أصدقائه أيضًا.
- ظهور تصرفات عدوانية على أصدقاء ابنكِ: قد يكون من الصعب عليكِ تقبل أو ملاحظة علامات التنمر لدى ابنكِ، لكن إن لاحظتِ أن أصدقاءه عدوانيون، أو لديهم أي من علامات التنمر الأخرى، فقد يكون طفلكِ قد اكتسب هذه الصفات منهم، فحسب الأخصائيين فإن الأطفال الذين يحبون التسلط غالبًا ما يكون لديهم أصدقاء متنمرين، ويشاركونهم السلوكيات العنيفة وغير السوية.
- تعرض ابنكِ للعنف داخل المنزل: وفقًا لدراسات حديثة أجرتها المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض، فمن المرجح أن يكون الطفل المتنمر هو ضحية للعنف في المنزل، وأن يكون قد تعرّض للأذى من أحد أفراد أسرته.
ما عليكِ فعله لو كان ابنكِ هو المتنمر على زملائه؟
لا يوجد شيء أكثر إزعاجًا من معرفة أن طفلكِ متنمر، فلا يرغب أحد بتلقي مكالمة من المدرسة، أو من أهل طفل آخر ومعرفة أن طفلهم يضايق أطفالًا آخرين، حتى الأطفال ذوي السلوك الجيد قد يشاركون في التنمر، وبغض النظر عن السبب وراء تصرفات ابنكِ، يتوجب عليكِ تأديب ابنكِ، ولن تنتهي سلوكيات التنمر ما لم يتحمل طفلكِ المسؤولية عن أفعاله، وإليك طرق للتعامل مع سلوك طفلكِ المتنمر[٢]:
- عالجي التصرّفات العنيفة على الفور: بمجرد معرفتكِ أن طفلكِ قد ضايق طفلًا آخر، فمن الضروري أن تتحدثي معه على الفور، وهذا حتى يدرك أن تصرف التنمر غير مقبول، ولن يُسامح عليه، لكن ننصحكِ بعدم سرد جميع العواقب على الفور، كما يجب أن تلتزمي الهدوء وتتجنبي أي لهجة حادة في الحديث مع ابنكِ.
- حددي السبب الرئيسي وراء تصرفات ابنكِ: فمن أجل أن تضعي خطة لعلاج مشكلة التنمر لدى ابنكِ، فإنكِ تحتاجين إلى معرفة سبب تصرفاته والتنمر على أقرانه، وعمل محادثة بينكما تشجعه على التحدث بصراحة، ولو كان أصدقاء طفلكِ يبزون سلوكيات سلبية عليكِ معالجة الموضوع، وتنبيهه لاختيار الأصدقاء الجيدين، لكن تذكري ألا تعطي ابنكِ عذرًا لتصرفاته.
- ذكري طفلكِ أن التنمر كان اختياره: إذ يحتاج ابنكِ إلى إدارك أنه وبغض النظر عن السبب وراء سلوكه، فإن التنمر كان من اختياره هو، وهو المسؤول عن أفعاله وتصرفاته، ففي بعض الأحيان لا يتقبل الطفل تحمل المسؤولية، لهذا عليكِ فتح نقاش حتى يتمكّن ابنكِ من فهم كيفية تحمل المسؤولية.
- عاقبي طفلكِ بما يتناسب مع المشكلة: يتمثّل دوركِ هنا في معاقبة طفلكِ بحسب التصرف الخاطئ الذي أقدم عليه، فلو كان يستخدم الكمبيوتر أو الهاتف الخلوي للتهجم على الآخرين عبر الإنترنت، فإنّ العقاب الملائم هو حرمانه من هذه الأجهزة، أما لو كان ابنكِ مسؤولًا في مجموعة ويشجع على التنمر، فإن العقاب يكون من خلال حرمانه من اللعب مع هذه المجموعة والالتقاء بهم.
- تعاوني مع المدرسة في تأديب ابنكِ: رغم دعم الأهل للمدرسة ربما يكون أمرًا صعبًا، إلا أنه من المهم مشاركة المدرسة في قرارتها ضد الأبناء المتنمرين، وعليكِ دعم الخطط والتوجيهات الصادرة من المدرسة لتعليم ابنكِ القيم المتعارف عليها.
- علمي ابنكِ مهارات جديدة: عليكِ الانتباه لسلوكيات ابنكِ، والمهارات التي يفتقر إليها طفلكِ والتي قد تمنع تصرفاته حيال التنمر مستقبلًا، فإداراة الغضب، والتحكم بالعواطف والانفعالات مهارات قد يفتقر إليها ابنكِ، ويأتي دوركِ هنا من خلال تشجيع ابنكِ على احترام ذاته، وتقدير نفسه حتى لا يكون متنمرًا تجاه الأطفال الذين يحاولون التقليل من شأنه.
- امنعي التنمر مستقبلًا: غالبًا عندما يُكتشف التنمر مبكرًا ويعالج بالطريقة الصحيحة، فإن ابنكِ لن يعود لهذا السلوك مستقبلًا، لكن عليكِ مراقبة سلوك ابنكِ بعد أن تكوني قد عالجتِ الأمر، فمعظم الأطفال المتنمرين يتغيرون، لكن قد يحتاجون لبعض الوقت.
ما هي أسباب تنمر ابنكِ على زملائه؟
من المهم أن تضعي في الاعتبار أن الأطفال لا يحبون التسلط أو التنمر لأنهم سيئون، فالأطفال ينخرطون في جميع أنواع السلوكيات التي لا تعكس بالضرورة شخصياتهم، فهم لا يزالون في مرحلة يكتشفون فيها الحياة، لكن توجد دوافع وأسباب وراء التنمر لدى ابنكِ أبرزها ما يأتي[٣]:
- رغبة ابنكِ بالانخراط في مجموعة من الأصدقاء الذين يختارون زميًلا دون غيره في مجموعتهم.
- تعرض ابنكِ للتنمر في المنزل، أو في المدرسة، مما يجعله يتصرّف بنفس الطريقة للشعور بقوته.
- بحث ابنكِ عن الاهتمام من قبل المعلمين، أو أولياء الأمور أو زملائه.
- حب الطفل للحزم والاندفاع.
- ميل ابنكِ لاعتبار أن سلوك زميله أو زملائه عدائي، حتى لو كان غير ذلك.
- عدم إدراك ابنكِ أن سلوكه يعدُّ خاطئًا، وهذا ينطبق على الأطفال الأصغر سنًا.
كيف تمنعين طفلكِ من أن يصبح متنمرًا؟
رغم صعوبة معالجة التنمر، إلا أنه من الضروري التصرف على الفور لمنعه، سواء كان التنمر لفظيًا أو جسديًا، فإن لم يتم إيقاف هذا التصرف فمن المحتمل أن يصبح ابنكِ أكثر عدوانية، وهذا سيتعارض مع نجاحه في تكوين الصداقات والحفاظ عليها، إلى جانب المشاكل التي ستحصل في المدرسة والتي ستؤثر على تحصيله الأكاديمي، وإليكِ أهم النصائح لمنع طفلك من أن يصبح متنمرًا[٤]:
- تعاملي مع التنمر بجدية: يجب أن يعلم طفلكِ بأنكِ لن تتسامحي مع التنمر داخل المنزل، أو في أي مكان آخر، وضعي قيودًا وقواعد حول التنمر مع ضرورة التزام الطفل بالقواعد، ومعاقبته من خلال سحب الامتيازات التي مُنحت له، فلو كان التنمر من خلال البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي اسحبي الهاتف أو الكمبيوتر منه، أما إذا كان يتصرف بشكل عدواني مع الأشقاء أو غيرهم فعلميه طريقة أقل عدوانية للتفاعل معهم.
- علمي طفلكِ التعامل مع الآخرين باحترام: علمي طفلكِ أنه من الخطأ السخرية من الآخرين، ومراعاة الاختلافات بين الأطفال، من حيث اللون والعرض والمظهر، وذوي الاحتياجات الخاصة، واغرسي فيه التعاطف مع الأطفال المختلفين، وحاولي أن تجعليه يختلط بالأطفال المختلفين لمعرفة كيفية تعامله معهم.
- تعرفي على علاقات طفلكِ الاجتماعية: ابحثي عن العوامل الخارجية التي قد تُؤثر في سلوك طفلكِ، وتحدثي مع أهالي أصدقائه وتعرفي على أقرانه، كما يجب أن تتابعي سلوكه داخل المدرسة مع المعلمين، ومعرفة ما إذا كان أصدقاء ابنكِ يتنمرون على الآخرين أم لا، واجعلي طفلكِ يشارك في أنشطة خارج المدرسة فهذا كله من شأنه أن يمنع التنمر.
- شجعي طفلكِ على السلوك الجيد: إنّ تعزيز الصفات الإيجابية من أهم الأمور التي تشجع طفلكِ على التصرف الصحيح، وهو أمر غاية في الأهمية فعندما يتصرف ابنكِ بشكل صحيح عليكِ إبداء الاهتمام والثناء عليه ليستمر في هذه التصرفات.
- كوني قدوة حسنة: فكري جيدًا بالطريقة التي تتحدثين بها مع أطفالكِ، وكيفية حل المشاكل والنزاعات، فإن كنتِ تتصرفين بقوة فمن المحتمل أن يتصرفوا مثلكِ، كما يجب أن تلفتي نظرهم إلى إيجابيات الأشخاص الآخرين بدلًا من التركيز على سلبياتهم، وعندما تواجهين مشاكل في حياتكِ الخاصة كوني قوية في التعامل مع الإحباط والمشاعر التي تواجهنيها أمام أطفالكِ.
المراجع
- ↑ Wyatt Myers (9-8-2011), "7 Signs That Your Kid's a Bully"، everydayhealth, Retrieved 5-7-2020. Edited.
- ↑ Sherri Gordon (24-6-2020), "10 Ways to Discipline Your Child for Bullying Others"، verywellfamily, Retrieved 5-7-2020. Edited.
- ↑ Brigit Katz, "My Child Is a Bully: What Should I Do?"، childmind, Retrieved 5-7-2020. Edited.
- ↑ D'Arcy Lyness, PhD, "Teaching Kids Not to Bully"، kidshealth, Retrieved 15-7-2020. Edited.