من علامات يوم القيامة الصغرى

علامات الساعة

علامات الساعة هي إحدى أهم الموضوعات التي تشغل الأفراد في معظم الأديان السماوية، فتوجد العديد من المؤلفات التي ظهرت لتجيب عن معظم التساؤلات التي تتراود إلى الفكر في هذا السياق، فمن رحمة الله تعالى بعباده أن جعل ليوم القيامة علامات تدلّ عليه وتُنبئ بقرب وقوعه، وفي هذا حكمة كبيرة لأن يتهيّأ الإنسان لها ويُكثر من العمل الصالح وليتقرّب من الله تعالى أكثر وينشغل قلبه بالخوف والرجاء منه عزّ وجلّ ويزداد من ثباته على دينه.

الله تعالى لم يُطلع أحدًا من العالمين على موعد يوم القيامة؛ حتى يؤدي الإنسان المؤمن كل ما هو مطلوب منه على النحو الأكمل والأمثل، إلى جانب المداومة على الصالح من الأعمال والابتعاد عن المعاصي، فأحد أركان الإيمان هو الإيمان بيوم القيامة والحساب، والإيمان بأن هناك ثواب وعقاب وجنة ونار. ^[١]

علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى

تنقسم هذه العلامات إلى صغرى؛ وتكون سابقة لقيام الساعة بزمن طويل وأغلبها يكون ممّا اعتاد عليه العبد، ومنها ما ظهر واندثر أو انقضى والثاني ظهر ولا يزال مستمرًا والثالث لم يظهر بعد ولكنه سيظهر لا محالة كما أخبرنا الرسول -صل الله عليه وسلم-، ويوجد النوع الثاني من هذه العلامات وهي الكبرى التي تتميّز عن الصغرى بأنّ ما يحدث فيها يكون غريبًا وغير معتاد كطلوع الشمس من مغربها وخروج يأجوج ومأجوج، وتكون سابقة لقيام الساعة مباشرة.^[٢]

علامات يوم القيامة الصغرى التي وقعت وانقضت

يُقصد بالعلامات التي وقعت وانقضت أنها لن تحدث مرة أخرى ولن تتكرر، ومن هذه العلامات ما يلي: ^[٣]

• بعثة النبي محمّد عليه الصلاة والسلام وموته؛ إذ قال النبي عليه الصلاة والسلام: (بُعثتُ والساعةُ كهاتيْنِ - وضمَّ إصبعيْهِ الوسطى والتي تلي الإبهامَ - ، وقال: ما مثلي ومثلُ الساعةِ إلا كفرسَيْ رهانٍ. ثم قال: ما مثلي ومثلُ الساعةِ إلا كمثلِ رجلٍ بعثَه قومٌ طليعةً، فلما خشي أن يسبقَ؛ ألاح بثوبِه: أتيتم أتيتم، أنا ذاكَ، أنا ذاكَ) [ المصدر : السلسلة الصحيحة | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح رجاله ثقات].^[٤]
• فتح بيت المقدس؛ وقد كان ذلك في عهد عمر رضي الله عنه في السنة العاشرة من الهجرة.
• انشقاق القمر.
• توقف الناس عن دفع الخراج والجزية.

علامات يوم القيامة الصغرى التي وقعت وما زالت مستمرة

وتوجد مجموعة من العَلامَات الصغرى التي وقعت ولا تزال مستمرة، أو يمكن أن تكون وقعت مَرة وَيمكن أن يتكرّر وقوعُها، مثل^[٣][٥]:

• فساد أمر المسلمين وشؤونهم كظهور الكاسيات العاريات وكثرة أعوان الظلمة وائتمان الخائن وتسليم الخاصة ونفي المدينة لشرارها ثمّ خرابها، بالإضافة إلى قطع الأرحام، وإسناد الأمور وإيكالها إلى غير أهلها، ومن العلامات الأخرى: التطاول في البنيان واستفاضة الأموال.
• الحروب والفتوحات الإسلامية، إذ فُتحت الروم وزال مُلك كسرى، واحتل المسلمون الهند، وفي حديث للرسول -صل الله عليه وسلم- دلالة على امتلاك المسلمين في المستقبل ملك عظيم وأن الإسلام سينتشر انتشارًا كبيرًا، فقال عليه الصلاة والسلام: (ليبلغنَّ هذا الأمر ما بلغ اللَّيل والنَّهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أدخله الله هذا الدِّين، بعِزِّ عزيزٍ، أو بذُلِّ ذليلٍ، عزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلًّا يُذِلُّ الله به الكفر) [المصدر : تحذير الساجد| خلاصة حكم المحدث : على شرط مسلم وله شاهد على شرط مسلم أيضا].
• اختلال المقاييس، إذ قال الرسول -صل الله عليه وسلم-: (سيَأتي علَى النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتُ يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ وينطِقُ فيها الرُّوَيْبضةُ قيلَ وما الرُّوَيْبضةُ قالَ الرَّجلُ التَّافِهُ في أمرِ العامَّةِ) [صحيح ابن ماجه| خلاصة حكم المحدث : صحيح]، وفي هذا الحديث دلالة على أن من علامات يوم القيامة تكذيب الصادق وتصديق الكاذب، واتّهام الأمناء وتخوينهم وائتمان الخونة على أموال الناس وأعراضهم، بالإضافة إلى تكلم التافهين من الرجال في قضايا تخص الناس بأكملهم، فلا يخرج منهم إلا كل ما هو فج وأمر معوج.

علامات يوم القيامة الصغرى التي لم تقع بعد

وفيما يتعلق بعلامات يوم القيامة الصغرى التي لم تحدث بعد، فهي على النحو التالي:^[٣][٥]

• عودة أرض العرب مروجًا وأنهارًا، إذ جاء في بعض الأحاديث الواردة عنه عليه الصلاة والسلام ما يدلّ على أنّ أرض العرب كانت كذلك في الماضي، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: (لا تَقومُ السَّاعةُ حتى يَكثُرَ المالُ ويَفيضَ، وحتى يَخرُجَ الرَّجُلُ بزكاةِ مالِه، فلا يَجِدُ أحدًا يَقبَلُها منه، وحتى تَعودَ أرضُ العَرَبِ مُروجًا وأنهارًا، وحتى يَكثُرَ الهَرْجُ، قالوا: وما الهَرْجُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: القَتلُ القَتلُ) [ المصدر : تخريج المسند | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم]، وعودة هذه المظاهر إمّا سيكون بالتدخل البشري وجهوده في الإصلاح من حفر للآبار أو زراعة للأراضي ونحو ذلك، فيما يرى من يدرس العلوم الطبيعية أنّ هذا سيكون بفعل التغيرات المناخية.
• انحسار نهر الفرات عن جبل من ذهب؛ إذ وردت بعض الأحاديث النبويّة الصحيحة التي تؤكّد هذه العلامة وتُشير إلى أنّها ستكون في نهر الفرات الذي يقع في شبه الجزيرة العربية الذي لا يزال مصدرًا للخيرات، وقد جاءت بعض الروايات التي تصف الذهب بأنّه كنز باعتبار حاله قبل أن ينكشف، وأُخرى بأنّه جبل باعتبار كثرته لا باعتبار حقيقته، قال الرسول -صل الله عليه وسلم-: (يُوشِكُ الفُراتُ أنْ يَحْسِرَ عن كَنْزٍ مِن ذَهَبٍ، فمَن حَضَرَهُ فلا يَأْخُذْ منه شيئًا. قال عقبة: وحدثنا عبيد الله: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، إلا أنه قال: (يحسر عن جبل من ذهب)) [ المصدر : صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ]
• ظهور المهدي، وهو خليفة صالح من آل البيت، بالتحديد من سلالة فاطمة -رضي الله عنها-، يخرج في آخر الزمن ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا ويحكم بالإسلام، ويوافق اسم هذا الخليفة اسم الرسول -صل الله عليه وسلم- إذ قال عليه السلام: (لو لم يبقَ منَ الدُّنيا إلَّا يومٌ لطوَّلَ اللَّهُ ذلِكَ اليومَ حتَّى يَبعثَ فيهِ رجلًا منِّي -أو من أَهْلِ بيتي- يواطئ اسمُهُ اسمي ، واسمُ أبيهِ اسمُ أبي يملأُ الأرضَ قِسطًا وعدلًا، كما ملئت ظُلمًا وجَورًا. وفي لفظٍ لا تذهبُ -أو لا تَنقضي- الدُّنيا حتَّى يملِكَ العربَ رجلٌ من أَهْلِ بيتي، يواطئ اسمُهُ اسمي) [المصدر : صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح].

المراجع

1. ↑ أحمد مراد (2015-2-19)، " العلماء: المؤمن الحق يعمل للآخرة ولا ينشغل بعلامات الساعة"، صحيفة الاتحاد، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-26. بتصرّف.
2. ↑ " علامات يوم القيامة الصغرى والكبرى"، الإسلام سؤال وجواب، 2006-1-31، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-26. بتصرّف.
3. ^ ^{أ ب ت} " ما هي علامات الساعة الصغرى التي لم تقع إلى الآن ؟"، الإسلام سؤال وجواب، 2008-6-29، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-26. بتصرّف.
4. ↑ د. محمد ويلالي (2013-2-24)، " بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وموته وانشقاق القمر "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-26. بتصرّف.
5. ^ ^{أ ب} "دليل المسلم الجديد - (34) علامات الساعة الصغرى والكبرى "، طريق الإسلام، 2016-8-14، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-26. بتصرّف.