أسباب تلعثم الكلام عند الأطفال

أسباب تلعثم الكلام عند الأطفال

التلعثم في الكلام

 التلعثم أمر شائع بين الأطفال في الفترة العمرية 2-5 سنوات، فهو عند العديد من الأطفال جزء من التعلم واستخدام اللغة وترتيب الكلمات معًا لتكوين جمل، وقد يظهر التلعثم ويختفي عندهم، وقد يبقى لعدة أسابيع أو لمدة سنتين، ومعظم الأطفال يتخلصون منه بأنفسهم دون مساعدة، لكن بالنسبة لبعضهم قد يصبح حالةً ملازمةً لهم خلال حياتهم، مما قد تسبب لهم مشكلات في المدرسة والعمل لاحقًا بعد بلوغهم.

التلعثم يسمى أحيانًا التأتأة أو صعوبة النطق، وهو خلل في طريقة الكلام والنطق العادي، وقد يأخذ أشكالًا عديدةً، فمثلًا قد يكرر الشخص الصوت أو المقطع اللفظي، خصوصًا في بداية الكلمة كأن يقول: م-م -مثل، وقد يكون التلعثم كإطالة الصوت، وأحيانًا يتضمن التوقف تمامًا عن الكلام أو اختفاء الصوت، أو قد يكون تكرارًا للخلل في الكلام مع أصوات تصاحبه (اوووو أو امممم)، وأي شخص قد يتلعثم في الكلام في أي عمر، لكن يكون أكثر شيوعًا حدوث ذلك عند الأطفال الذين يتعلمون تركيب الكلمات في الجمل، والصبيان الذكور أكثر من الإناث، والحد الطبيعي لصعوبة النطق والإيضاح في الكلام عادةً يبدأ في عمر بين 18-24 شهرًا، ويبدأ بالزوال والظهور حتى عمر 5 سنوات،[١] وعلى الرغم من أن العديد من الأطفال يتجاوزون هذه المشكلة إلا أن بعض الدراسات تؤكد أن 25% ممن لم يتخلصوا من التلعثم سيستمر لديهم عند بلوغهم.[٢]


أسباب تلعثم الكلام عند الأطفال

يوجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى التلعثم، منها ما يأتي:[٢]

  • وجود التلعثم في العائلة وراثيًا.
  • نمط الحياة وسلوكيات أفراد العائلة.
  • التطور خلال مرحلة الطفولة.

كذلك إصابة الدماغ بعد الجلطة من الممكن أن تؤدي إلى تلعثم عصبي المنشأ، والصدمة العاطفية الشديدة قد تسبب التلعثم نفسي المنشأ، وقد ينتشر التعلثم في العائلة الواحدة بسبب خلل وراثي في جزء الدماغ المسؤول عن اللغة، لذلك إن كان الوالدان لديهما هذه الحالة فإنه من الممكن أن يصاب بها الطفل.


عوامل خطورة التلعثم عند الأطفال

يعدّ الذكور أكثر عرضةً من الإناث للتلعثم، ومن العوامل التي تزيد احتمالية حدوثه ما يأتي:[٣]

  • تأخر التطور خلال مرحلة الطفولة، فالأطفال الذين يعانون من تأخر في النمو أو أي مشكلات أخرى في الكلام هم أكثر عرضةً للتلعثم.
  • وجود قابلية للتلعثم، فهو وراثي ينتقل عبر الجينات في العائلة.
  • الضغوط، فوجود مشكلات في العائلة والمراقبة الأسرية الشديدة والحازمة أو أي نوع من الضغوط التي تُمارَس على الطفل قد تفاقم المشكلة الموجودة.
  • العمر عند ظهور الإصابة، فالأطفال الذين تبدأ لديهم صعوبات الكلام عند عمر 4 سنوات هم أكثر عرضةً لأن تستمر المشكلة مع العمر من الأطفال الذين ظهر التلعثم عندهم في عمر أقل من 4 سنوات.[٤]


أعراض التلعثم في الكلام

الضغط الذي يسببه التلعثم قد يتمثّل بالأعراض الآتية:[٢]

  • التغيرات الحركية، مثل: التشنجات في الوجه، رعشة الشفاه، والرمش والغمز بالعينين بكثرة، والتوتر في أعلى الجسم والوجه.
  • عدم القدرة على التواصل والفشل خلال محاولة ذلك.
  • التردد أو التوقف قبل بدء الحديث.
  • رفض التحدث.
  • إدخال الأصوات الزائدة أو الكلمات في الجمل مثل: (ااهه) و(اوممم).
  • تكرار الكلمات أو المقاطع.
  • توتر في الصوت.
  • إعادة ترتيب الكلمات في الجملة.
  • إصدار أصوات طويلة مع الكلمات، مثل (إسمي أمااااااااندا).

بعض الأطفال قد لا يكونوا واعين بأنهم يتلعثمون في الكلام، كما أن نمط المجتمع والبيئة المليئة بالضغوط والمشكلات من الممكن أن تزيد قابلية الطفل للتلعثم، والكلام الشائع يمكن أن يكون تحديًا لمن هم يتلعثمون.


مساعدة الأهل للطفل الذي يعاني من التلعثم

يجب على الأهل اتباع بعض الخطوات لمساعدة الطفل الذي يتلعثم، ومنها ما يأتي:[٥]

  • عدم الطلب من الطفل التحدث بدقة أو بطريقة صحيحة طوال الوقت، والسماح له بالتكلم بحرية ومتعة.
  • استغلال وقت تناول الطعام للتحدث مع العائلة والتخلص من التشويش خلال ذلك، كصوت التلفاز أو الراديو.
  • تجنّب التصحيحات أو الانتقادات مثل: أبطئ الكلام، أو خذ وقتك، أو خذ نفسًا عميقًا، فهذه الملاحظات وإن كانت هادفةً فهي ستجعل الطفل فقط يشعر أكثر بالوعي الذاتي.
  • عدم جعل الطفل يتحدث أو يقرأ بصوت عالٍ عندما يكون غير مرتاح أو عند تلعثمه أكثر ، بل يجب بدلًا من ذلك تشجيعه على أداء نشاطات لا تتطلب الكلام.
  • عدم مقاطعته خلال الكلام أو الطلب منه أن يعيد من جديد.
  • عدم إخبار الطفل بأن يفكر قبل التحدث.
  • توفير الجو الهادئ في البيت، وتقليل وتيرة نمط الحياة.
  • التحدث ببطء وبوضوح عند مخاطبة الطفل أو أي شخص آخر في وجوده.
  • إبقاء العين على الطفل ومراقبته ومحاولة عدم التجاهل أو إظهار الانزعاج.
  • السماح للطفل بالتكلم مع نفسه وإنهاء كلامه وجمله عند الحديث، والتروي قبل الرد على أسئلته أو ملاحظاته.
  • التكلم برَوِيّة مع الطفل، وهذا يحتاج إلى التدرُّب، فتغيير معدل الكلام إلى البطيء سيساعد الطفل على النطق السليم.


علاج التلعثم عند الأطفال

إنّ العلاج المبكر للتلعثم مهم جدًا، فالتخلص منه والطفل صغير أكثر سهولةً، وتوجد طريقتان رئيستأن لعلاج التلعثم عند الطفل، هما:[٤]

  • العلاج غير المباشر: ذلك عند مساعدة الطبيب المختص بعلاج النطق لوالدي الطفل في كيفية تعديل نمط التواصل لديهما، وهذه الطريقة فاعلة في التقليل من المشكلة أو التخلّص منها نهائيًا عند العديد من الأطفال الصغار.
  • العلاج المباشر: تتضمن هذه الطريقة تواصل الطبيب المختص مع الطفل مباشرةً وجهًا لوجه أو في مجموعات صغيرة، وتقديمه استراتيجيات التحدث لتسهيل الكلمات وتقليل التوتر خلال حدوث التلعثم، بالإضافة إلى ذلك فقد يتضمن هذا العلاج مساعدة الطفل على التمييز بين الكلام السهل السلس والكلام المتعثر المتلعثم.

بعد سن السابعة يصبح من الصعب التخلص من المشكلة تمامًا، فقد يكون العلاج فاعلًا جدًا في مساعدة الطفل على التحكم بالتلعثم وتطوير المهارات الضرورية لمواجهة المواقف الصعبة والمشاركة في المدرسة والنشاطات، وبالنسبة للأطفال في عمر أكبر فعلاج النطق يبقى مفيدًا، ومشجعًا وفاعلًا في المساعدة في تقليل شدة التلعثم وتأثيره عندهم.


مضاعفات التلعثم

قد يؤدي التلعثم إلى حدوث مضاعفات عدة، منها ما يأتي:[٣]

  • مشكلات في التواصل مع الآخرين.
  • العصبية عند الكلام.
  • عدم التكلم أو الابتعاد عن المواقف التي تتطلب التحدث.
  • عدم النجاح والمشاركة في المجتمع، أو المدرسة، أو العمل.
  • الطفل يصبح متضايقًا أو متنمرًا.
  • فقدان الاعتزاز بالذات والثقة بالنفس.


المراجع

  1. Dan Brennan, MD (2019-7-19), "Stuttering"، WebMD, Retrieved 2019-12-11. Edited.
  2. ^ أ ب ت Deborah Weatherspoon, PhD, RN, CRNA (2019-1-16), "Stuttering"، healthline, Retrieved 2019-12-11. Edited.
  3. ^ أ ب "Stuttering", MAYO CLINIC, Retrieved 2019-12-11. Edited.
  4. ^ أ ب Craig Coleman, CCC-SLP, BRS-FD (2016-12-27), "Stuttering in Toddlers & Preschoolers:"، healthy children.org, Retrieved 2019-12-11. Edited.
  5. Julia K. Hartnett, MS, CCC-SLP, "Stuttering"، KidsHealth, Retrieved 2019-12-11. Edited.

فيديو ذو صلة :

440 مشاهدة