حكم ظهور شعر المرأة

حكم ظهور شعر المرأة

متى يجب عليكِ لبس الحجاب؟

يجبِ عليكِ إذا وصلتِ سنَّ البلوغ ستر سائر بدنكِ عن جميع الرجال الأجانب، وذلك بإجماع العلماء، أمَّا ستر الوجه والكفّين فمختلف فيهما، كما اختلف العلماء أيضًا في تحديد السّن الذي يستوجب على الفتاة ستر جسدها وتغطية رأسها قبل البلوغ، فذهب بعضهم للقول سبع سنين، وقال الآخر تسع سنين، إذ تظهر على الفتيات مظاهر النساء بأعمار مختلفة، فمنهن من تبدو لافتةً للأنظار قبل وصولها عامها العاشر، عندها يجب على والديها إلزامها بالحجاب الذي أوجبه الله سبحانه وتعالى على المسلمات الحرائر، وينبغي أن تمتثل المرأة المسلمة البالغة لأمر الله عزّ وجلّ سواء أحبَّت الحجاب أم لم تحبّه، وإلا كانت خارجةً عن طاعة الله وعاصيةً لأوامره، وعلى أبويها أن يأمراها بطاعة الله سبحانه، وإن لم يفعلا فقد ضيّعا الأمانة واقترفا ذنبًا فيه معصية لله سبحانه وتعالى، بإهمالهما ابنتهما التي جعلها الله تحت رعايتهما، ومن أهمل تعليم أبنائه وبناته ما فيه منفعتهم في الآخرة فقد ألحق بهم ضررًا كبيرًا، ويعود فساد كثير من الأولاد لإهمال ذويهم في تعليمهم فرائض الدين وسنَنه[١].


ما هو حكم ظهور شعر المرأة؟

إظهار المرأة المسلمة لشعرها أمام الرجال الأجانب منكر، فشعر المرأة عورة، وهو من أحسن زينتها التي يجب عليها أن تستره عن جميع الرجال إلا محارمها، فعليها أن تغطي شعرها عن أخ زوجها، وعن زوج أختها، وعن ابن عمها، وعَن خالِ زوجها، وعن عم زوجها، وعن جيرانها، وقد أجمع العلماء على وجوب ستر الشعر، وأنه عورة بالإجماع، وليس في وجوبه خلاف بين أهل العلم، وإنما الخلاف في حكم ستر الوجه والكفين، والأرجح وجوب السّتر، لما في الوجه من زينة ظاهرة، وإذا أرادت المرأة أن تتحفظ وتستر شعرها عن محارمها من باب الاحتشام والحذر من بعض المحارم الذين ليس عندهم الإيمان والتقوى، وفيهم فسق ويُخشى منهم الشر، فهذا أحسن وأبعد لها عن الخطر[٢][٣]


ما هو حكم ظهور بعض شعر المرأة؟

إن ظهور بعض شعر المرأة ولو كان عددًا قليلًا بحدود عشر شعرات لا يجوز، فشعر المرأة كلّه عورة بإجماع العلماء، ولا يجوز لها إظهار شيءٍ منه أمام الرجال الأجانب حتى لو كان يسيرًا، وتغطي المرأة المسلمة شعرها لأن الله سبحانه قد أمرها بذلك، ولا يجوز لها أن تخالف أمره أو تعصيه، ولله عزّ وجلّ حكمته العظيمة في فرض الحجاب، وهي المحافظة على المرأة ممن يترصدون بها، ولصون عفّتها، وليعرف كل من يراها قيمتها الكبيرة، فإن كشفت المرأة شعرها أو بعضًا منه عرّضت من يراها من الرجال للافتتان بها، فيطمعون بها، وقد يقودهم ذلك لارتكاب الفواحش والوقوع في الرذيلة، وقد قال الله سبحانه وتعالى تصديقًا لهذا القول: {ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: 59][٤][٥].


من حياتكِ لكِ

تعرّفي على شروط لبس الحجاب[٦]:

  • أن يكون حجابكِ ساترًا لجميع بدنكِ، باستثناء وجهكِ وكفَّيكِ؛ فقد قال الله عز وجلّ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب: 59]، وعن أمَّ سَلَمةَ زَوْجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالت لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين ذكَرَ الإزارَ: فالمرأةُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: (تُرخِي شِبْرًا)، قالت أمُّ سلمةَ: إذَنْ يَنكَشِفُ عنها، قال: (فذِراعٌ، لا تَزيدُ عليه) [الاقتراح| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وعنِ ابنِ عمرَ رضي الله عنه قالَ : (رخَّصَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ لأمَّهاتِ المؤمنينَ في الذَّيلِ شبرًا، ثمَّ استَزدنَهُ، فزادَهُنَّ شبرًا، فَكُنَّ يُرسلنَ إلينا فنذرعُ لَهُنَّ ذراعًا) [صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث: صحيح] وفي الحديث دلالة واضحة على حرص الإسلام على التحرز والحيطة خوفًا من انكشاف شيء من عورة المرأة.
  • ألَّا يكون حجابُكِ زينةً، فقد نهى الله سبحانه المؤمناتِ عن إبداءِ زينَتهن، فقال عز وجلّ: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} [النور: 31]، أي ألّا تظهر المرأة زينتها للأجانب، فلا يكون حجابكِ للتباهي ولفت الأنظارِ والانتباه.
  • أن يكون حجابكِ صفيقًا، فلا يشفُ ما تحته، فمعنى الستر لا يكون بالثوب الذي يشف عن البدن الذي تحته، وبه فتنة للناظرين وإغواء، وقد تكلَّم الرسول صلى الله عليه وسلم عن صنف من أهل النَّارِ لم يرَ أفعالهم في زمنه، وأنهم سيَكونون في زمن من الأزمان، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهلِ النارِ من أمتي لم أرهما بعدُ: نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلاتٌ على رؤوسِهن مثلُ أسنمةِ البختِ لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها، ورجالٌ معهم سياطٌ مثلُ أذنابِ البقرِ يضربون بها عبادَ اللهِ) [مجموع الفتاوى|خلاصة حكم المحدث: صحيح ]، ومعنى كاسيات عاريات: أي كاسيات بالاسم فقط، لكن هنّ عاريات في الحقيقة؛ فلا تسترُهن تلك الملابس.
  • أن يكون لباسكِ مع حجابكِ فضفاضًا غيرَ ضيّق، ولا يصفُ شيئًا من جسمكِ؛ فالغرض منه درء الفتنة، ولا يتحقق ذلك إلا باللباس الواسع الفضفاض، أما اللباس الضيق فقد يستر الجلد، لكنه يصف حجم الجسم، ويصوِّر معالمه في عين الناظر، وهذا يثير الشهوات ويقود إلى ارتكاب المنكرات، ويُفقِد الحجاب معناه ودورَه الذي أراده الشارع منه، وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: "كساني رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ قِبطيَّةً كثيفةً أَهداها لَهُ دِحيةُ فَكسوتُها امرأتي فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ: (ما لَكَ لم تَلبسِ القبطيَّةَ) قلتُ كسَوتُها امرأتي قالَ : (مُرها فلتَجعَل تحتَها غلالةً، فإنِّي أخافُ أن تَصفَ حَجم عظامَها)[جلباب المرأة| خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن]
  • ألا يكون حجابكِ مُطيبًا أو مُبخَّرًا، فتعطّركِ أو تطيُّبكِ عند خروجكِ من بيتك لا يجوز؛ لما فيه من تحريك للشهوات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيُّما امرأةٍ أصابت بخورًا فلا تشهدْ معنا العشاءَ الآخرةَ) [شرح العمدة| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وعن أبي موسى الأشعريِّ رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأةٍ استعطرتْ فمرتْ على قومٍ ليجدوا من ريحِها فهي زانيةٌ)[صحيح النسائي| خلاصة حكم المحدث: حسن] ووُصفَت بالزانية لأنها أثارت شهوة الرجال برائحة عطرها، وفعلها كبيرة من الكبائر.
  • ألا يُشبه لباسُكِ لبَاس الرجال؛ إذ ورد لعنُ المرأة التي تتشبه بالرجال في لباسها عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (لعَن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الرَّجُلَ يلبَسُ لِبسةَ المرأةِ والمرأةَ تلبَسُ لِبسةَ الرَّجُلِ) [صحيح ابن حبان| خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه]، وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: (لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]
  • ألا تقصدي بلباسكِ التشبُّه بالنساء الكافرات، فلا يجوز للمسلمين والمسلمات التشبُّهُ بالكفار، حتى في لباسهم، فيقول الله عز وجلّ: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} [الجاثية: 18- 19].
  • ألا يكون لباسكِ لباس شهرة، أي بقصد الاختيال والفخر، أو أن يكون ثوبًا تشتهر به النساء لمخالفته المألوف وللفته الأنظار، بسبب لونه، أو شكله، أو زركشةٍ فيه، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لبس ثوبَ شُهرةٍ في الدُّنيا ألبسه اللهُ ثوبَ مَذلَّةٍ يومَ القيامةِ ثمَّ ألهب فيه نارًا) [الترغيب والترهيب| خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن] وجاء في تفسير الحديث في كتاب النهاية في غريب الحديث لابن الأثير: "أي يشمله بالذل كما يشمل الثوبُ البدنَ، بأن يُصغِّره في العيون ويحقره في القلوب".


المراجع

  1. فريق الإسلام ويب (7/7/2008)، "متى يجب على الفتاة ارتداء الحجاب"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2020. بتصرّف.
  2. الإمام بن باز، "حكم كشف المرأة لشعر رأسها أمام الأجانب"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2020. بتصرّف.
  3. الإمام بن باز، "حد عورة المرأة مع محارمها "، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2020. بتصرّف.
  4. فريق الإسلام ويب (28/11/2002)، "حكم ظهور بعض شعر المرأة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2020. بتصرّف.
  5. فريق طريق الإسلام (6/12/1999)، "لماذا تغطي المرأة شعرها"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2020. بتصرّف.
  6. د.طه فارس (15/11/2015)، "حجاب المرأة المسلمة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :