فوائد العرقسوس للكبد، حقيقة أم خرافة؟

فوائد العرقسوس للكبد، حقيقة أم خرافة؟

هل يكون العرقسوس مفيدًا للكبد؟

يُعرف عرق السوس علميًا باسم (Glycyrrhiza glabra)، وهو أحد الأعشاب التي تعيد التوازن للجسم وترجِعُه للوضع الطبيعي كما في حالة زيادة الهرمونات الذكرية لدى النساء، أو زيادة هرمونات التوتر، وقد يكون عرق السوس مفيدًا للكبد في بعض الحالات، ولكنّ هذه الفوائد ما زالت في معظمها مبنيةً على دراسات مخبرية وحيوانية، لذا فإنّ هناك حاجة للمزيد من الدراسات لإثباتها وتأكيد أمان استخدام عرق السوس، وفيما يأتي توضيحٌ لهذه الدراسات[١][٢]:

  1. مرض الكبد الدهني الكحولي: قد يفيد تناول عرق السوس في علاج مرض الكبد الدهني الناتج عن تعاطي الكحول بسبب محتوى جذوره من مضادات الأكسدة والالتهاب، وهذا ما أكّدته دراسة أُجريت على الفئران عام 2016 ونُشرت في مجلة (BMC Complementary and Alternative Medicine)، لكن لم يُدرس هذا التأثير على البشر بعد[٣].
  2. مرض التهاب الكبد سي: إذ يُعتقد أنّ هناك مادةً مستخلصةً من عرق السوس تُسمّى الجلاسيرازين (بالإنجليزية: glycyrrhizin)، قد تملك مستقبلًا واعدًا لاستخدامها في علاجٍ التهاب الكبد سي المزمن وسرطان الكبد بسبب خصائصها المضادّة للبكتيريا، لكنّ آلية عملها لا تزال غير واضحة، ولم تُختبَر فوائدها على المدى الطويل أو على البشر إلى الآن[٤].

لكن يجب ألا يتناول الأشخاص المصابون بالتهاب الكبد الوبائي عرق السوس دون التحدث مع أطبائهم أولاً، إذ يمكن أن تتفاعل العشبة مع بعض الأدوية، كما أنّ تناول عرق السوس لمدةٍ طويلةٍ يمكن أن يسبِّب آثارًا جانبيةً خطيرة، كما يمكن أن تؤدي مادة الجلاسيرازين الموجودة في عرق السوس إلى تفاقم حالة الاستسقاء (الوذمة)، وتراكم السوائل في البطن، وهي حالة تحدث أحيانًا بسبب تليُّف الكبد[٥].


الفوائد العامة للعرقسوس

تُستخدم جذور نبات عرق السوس لعمل شاي عرق السوس أو صناعة المكملات الغذائية المستخلصة من هذا النبات، وتحتوي هذه الجذور على الكثير من المواد الفعّالة، وتتميّز بطعمٍ حلوٍ ناتجٍ عن مادة الغليسيريزين، وهي المادة الأساسية في جذور عرق السوس، ولها خصائص قاتلة للميكروبات، ومخففة للالتهابات، ومضادة للأكسدة، ومن أبرز فوائد هذا النبات الصحية ما يلي[٦]:

علاج مشاكل البشرة

تحتوي جذور عرق السوس على أكثر من 300 مركبٍ فعَّالٍ بفوائد صحية متنوعة، وتمتاز هذه المواد بمقاومتها للالتهابات والميكروبات والأكسدة، ممّا يجعلها تستخدم في علاج العديد من الأمراض الجلدية، مثل حب الشباب والأكزيما، ففي دراسةٍ نُشرت عام 2009 في مجلة (Journal of Dermatological Treatment)، استمرّت لمدّة أسبوعين وأجريَت على 60 بالغًا أدّى استخدام الهلام الموضعي الذي يحتوي على خلاصة جذور عرق السوس إلى تحسُّنٍ كبيرٍ في الإكزيما[٧]، وعلى الرغم من استخدام جل العرقسوس الموضعي لعلاج حب الشباب، إلا أنّ الأبحاث حول فعاليته مختلطةٌ ومحدودةٌ للغاية.

تخفيف اضطرابات الهضم

يمكن استخدام جذور عرق السوس للتغلب على اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل حرقة المعدة، والارتجاع المعدي المريئي، وعسر الهضم، إذ في دراسة نُشرت عام 2012 في مجلة (Evidence-Based Complementary and Alternative Medicine)، استمرت 30 يومًا، وأجريَت على 50 بالغًا يعانون من عسر الهضم، أدّى تناول 75 ملليغرامًا من كبسولات تحتوي على عرق السوس مرتَين يوميًا إلى تحسُّنٍ كبيرٍ في الأعراض مقارنةً بمجموعةٍ أخذت العلاج الوهمي الذي لا يحتوي على عرق السوس[٨]، وذكرت دراسة أخرى نُشرت عام 2017 في مجلة (Journal of the Australian Traditional-Medicine Society)، وأجريَت على 58 بالغًا يعانون من الارتجاع المعدي المريئي قبل 6 أشهرٍ على الأقل من تاريخ الدراسة، وتم إجراء استبيانٍ لهم في بداية ونهاية الدراسة، وقد تبين أنّ الاستخدام اليومي لجذور عرق السوس كان أكثر فعالية في تقليل الأعراض من مضادات الحموضة الشائعة على مدى عامَين[٩]، كما قد تفيد جذور عرق السوس في تخفيف أو علاج قرحة المعدة لكن لا تزال توجد حاجةٌ لمزيد من الدراسات بهذا الخصوص على البشر.

تخفيف التهاب الغشاء المخاطي

يصاب مرضى السرطان بالتهاب الغشاء المخاطي للفم كعرضٍ جانبي بعد تلقّيهم العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، وقد ذكرت دراسةٌ نُشرت عام 2017 في مجلة (Asia-Pacific Journal of Clinical Oncology)، وأجريت على 60 بالغًا مصابًا بسرطان الرأس والرقبة لمدة أسبوعين، وتم تقسيمهم إلى مجموعتَين مكونتَين من 30 شخصًا لكل مجموعة، عولجت الأولى بعقار التريامسينولون، والثانية بعرق السوس، وكشفت النتائج أنّ مرهم عرق السوس الموضعي كان بنفس فعالية العلاج القياسي لالتهاب الغشاء المخاطي للفم وهو دواء التريامسينولون[١٠].

تخفيف أمراض الجهاز التنفسي العلوي

نظرًا لتأثيرات عرق السوس المضادة للالتهابات والميكروبات فقد يحسِّن أعراض أمراض الجهاز التنفسي العلوي، مثل الربو، كما قد يخفّف أو يقي شاي جذر عرق السوس ومستخلصه من التهاب الحلق ويمنع التهاب الحلق بعد الجراحة، لكن توجد حاجة لمزيد من البحث والدراسة بهذا الخصوص.

الوقاية من تسوس الأسنان

قد تحمي جذور عرق السوس الأسنان من البكتيريا التي يمكن أن تؤدي إلى التسوس، إذ في دراسة نُشرت عام 2010 في مجلة (European Archives of Paediatric Dentistry)، استمرت 3 أسابيع، وأجريت على 66 طفلًا في سن ما قبل المدرسة، أعطوا مصاصاتٍ خاليةٍ من السكر تحتوي على 15 مليغرامٍ من جذور عرق السوس مرتَين يوميًا خلال الأسبوع الدراسي، وقد قلَّل استهلاك المصاصات كثيرًا من أعداد البكتيريا التي تُعدّ السبب الرئيسي للتسوس[١١]، لكن لا تزال توجد حاجة إلى مزيدٍ من البحث حول الجرعةِ والشكل الأمثل للاستخدام لجذور عرق السوس.

تخفيف أعراض الدورة الشهرية وسن اليأس

يحتوي عرق السوس على مركبات نباتية تحاكي تأثيرات هرمون الإستروجين في الجسم، ويؤدّي تناول شاي عرق السوس إلى تخفيف تقلصات الدورة الشهرية، وتخفيف الهبات الساخنة للنساء في سن اليأس لكن تعود الأعراض بمجرد التوقف عن تناوله[١٢].

الوقاية من سرطان القولون والمستقيم

تظرًا لاحتواء عرق السوس على مضادات الأكسدة بكثرة فقد يساعد في الوقاية من بعض أنواع السرطان ومنها سرطان القولون والمستقيم، لكن لا توجد دراسات على البشر تثبت هذا التأثير بعد[١٢].

علاج قروح الفم

قروح الفم أو القروح القلاعية هي آفات ضحلة صغيرة تظهر على الأنسجة الرخوة في الفم أو في قاعدة اللثة، لكن لا تظهر على سطح الشفتين وهي ليست معدية لكن قد تكون مؤلمة، وتصعب على المصاب الكلام وتناول الطعام[١٣]، وقد يسرِّع عرق السوس شفاء القروح القلاعية المتكررة[١٢].


الآثار الجانبية المحتملة لاستعمال العرقسوس

يُعدّ عرق السوس آمنًا على البالغين عند تناوله كمكملٍ غذائي أو شربه كشاي، لكن مكملات جذر عرق السوس مخصصة للاستخدام على المدى القصير فقط، ويمكن أن يتسبب تناول العرقسوس يوميًا لعدة أسابيع أو أكثر في حدوث آثارٍ جانبية خطيرة ومهددة للحياة، إذ يمكن أن تحدث بعض الآثار الجانبية إذ إن تناول جذر عرق السوس بكميات كبيرة من المحتمل أن تؤدي لتراكم المفرط لحمض الجلسرهيزينيك مما يؤدي إلى زيادة غير طبيعية في هرمون التوتر الكورتيزول، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث خللٍ شديدٍ في سوائل الجسم والمعادن، وقد تظهر مجموعة من الأعراض المحتملة؛ منها[١٢]:

  1. الإعياء.
  2. صداع الرأس.
  3. احتباس السوائل وتورم الجسم.
  4. ارتفاع ضغط الدم.
  5. ضعف أو تقلصات العضلات.

يمكن أن تؤدي الحالات الشديدة إلى تسمم عرق السوس وإصابة الشخص بالفشل الكلوي والشلل وفشل القلب الاحتقاني والوذمة الرئوية أو الماء على الرئة[١٢].


التفاعلات الدوائية لعرقسوس

ثبت أنّ عرق السوس يتفاعل مع العديد من الأدوية، ويجب على الأشخاص الذين يتناولون أيًا من هذه الأدوية تجنّب تناول عرق السوس ما لم يخبرهم الطبيب بخلاف ذلك، ومن تلك الأدوية[٦]:

  1. أدوية ضغط الدم.
  2. مميعات الدم.
  3. أدوية خفض الكوليسترول.
  4. مدرات البول.
  5. موانع الحمل القائمة على هرمون الاستروجين.
  6. الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات.


محاذير استعمال العرقسوس، تعرّفي عليها

قد يؤثر تناول عرق السوس بكمياتٍ كبيرة وتراكم مادة الجلاسيرازين على الحامل سلبيًا إذ يؤثر في نمو دماغ الجنين مما يؤدي لإصابة الطفل بعد ولادته بضعف الدماغ، لذا يجب على النساء الحوامل تجنب تناول مكملات عرق السوس والحد من تناول الأطعمة والمشروبات المحتوية عليه، إذ يؤدي تناول عرق السوس أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية إلى آثار ضارة على أعصاب ودماغ الأطفال في وقتٍ لاحقٍ من الحياة، لذا لا ينبغي أن يتناوله الأطفال أو النساء الحوامل أو المرضعات، كما يجب تجنّب عرق السوس لمن يعانون من ضعف الكلى أو الكبد[٦][١٢].


المراجع

  1. Dr. Josh Axe, DC, DMN, CNS (27/7/2018), "Licorice Root Benefits Adrenal Fatigue & Leaky Gut", draxe, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  2. Dr. Josh Axe, DC, DMN, CNS (20/1/2018), "7 Adaptogenic Herbs or Adaptogens that Help Reduce Stress", draxe, Retrieved 23/12/2020. Edited.
  3. Jae-Chul Jung, Yun-Hee Lee, Sou Hyun Kim, others (22/1/2016), "Hepatoprotective effect of licorice, the root of Glycyrrhiza uralensis Fischer, in alcohol-induced fatty liver disease", BMC Complementary and Alternative Medicine, Issue 2016, Folder 16, Page 19. Edited.
  4. WebMD staff, "Some Milk Thistle or Licorice Root for Your Liver?", webmd, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  5. hepatitis staff, "Licorice root- Hepatitis C for Patients", hepatitis, Retrieved 25/12/2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت Kelli McGrane, MS, RD (12/6/2020), "What Are Licorice Root's Benefits and Downsides?", healthline, Retrieved 24/12/2020. Edited.
  7. M Saeedi , K Morteza-Semnani, M-R Ghoreishi (1/9/2003), "The treatment of atopic dermatitis with licorice gel", Journal of Dermatological Treatment, Issue 14, Folder 3, Page 153-7. Edited.
  8. Kadur Ramamurthy Raveendra, Jayachandra, Venkatappa Srinivasa, others (16/1/2011), "An Extract of Glycyrrhiza glabra (GutGard) Alleviates Symptoms of Functional Dyspepsia: A Randomized, Double-Blind, Placebo-Controlled Study", Evidence-Based Complementary and Alternative Medicine, Issue 21697, Folder 2012, Page 216970. Edited.
  9. Setright, Russell (1/1/2017), "Prevention of symptoms of gastric irritation (GERD) using two herbal formulas: An observational study", Journal of the Australian Traditional-Medicine Society, Issue 23, Folder 2, Page 68-71. Edited.
  10. Parichehr Ghalayani , Hamid Emami , Fahimeh Pakravan , others (1/4/2017), "Comparison of triamcinolone acetonide mucoadhesive film with licorice mucoadhesive film on radiotherapy-induced oral mucositis: A randomized double-blinded clinical trial", Asia-Pacific Journal of Clinical Oncology, Issue 13, Folder 2, Page 48-56. Edited.
  11. M C Peters , J A Tallman, T M Braun, J J Jacobson (1/12/2010), "Clinical reduction of S. mutans in pre-school children using a novel liquorice root extract lollipop: a pilot study", Eur Arch Paediatr Dent ., Issue 11, Folder 6, Page 274-8. Edited.
  12. ^ أ ب ت ث ج ح Cathy Wong (28/8/2020), "Health Benefits of Licorice Root", verywellhealth, Retrieved 24/12/2020. Edited.
  13. Mayo Clinic Staff (3/4/2018), "Canker sore", mayoclinic, Retrieved 25/12/2020. Edited.

فيديو ذو صلة :