محتويات
الماء على الرئة
تُعرف الماء على الرئة بأنّها حالة تُسمى بالوذمة الرئوية، يحدث فيها تجمّع للسوائل على الرئة، ممّا يجعل من عملية حصول الجسم على الأكسجين بكمياتٍ كافية أمرًا صعبًا، بالتالي تبدأ حالة ضيق التنفس، بينما يكون العلاج في الوقت المناسب لتراكم الماء على الرئة أمرًا ضروريًا للمساعدة في الحصول على أفصل النتائج.[١]
أسباب الماء على الرئة
تمتلئ الحويصلات الهوائية أثناء التنفس الطبيعي بالهواء، ليؤخذ منه الأكسجين، وتطرد غاز ثاني أكسيد الكربون، وعندما تمتلئ هذه الحويصلات بالماء، فإنّه يصعُب على الجسم الحصول على ما يكفي حاجته من الأكسجين، ويفشل الجسم في التخلص من ثاني أكسيد الكربون، ويقف وراء تراكم الماء على الرئة العديد من الأسباب المُحتملة، ومن هذه الأسباب ما يأتي[١][٢]:
- فشل القلب الاحتقاني: يعدّ السبب الأكثر شيوعًا لتراكم الماء على الرئة، فشل القلب الاحتقاني؛ إذ يحدث فشل القلب عندما لا يستطيع البطين الأيسر للقلب ضخّ الدم بشكل سليمٍ في جميع أنحاء الجسم لتلبية احتياجاته، وهذا يخلق جهدًا إضافيًا من الضّغط في الأوعية الدموية الدقيقة في الرئتين، ممّا يُؤدي إلى تسرّب السوائل من الأوعية، بما فيها؛ الماء نحو الرئة، ففي الجسم السليم، تأخذ الرئتان الأكسجين من الهواء الذي نتنفّسه إلى مجرى الدم، لكنّ امتلاء الرئتين بالماء، يُصعب انتشار الأكسجين في مجرى الدم، فتُحرم أجزاء أخرى في الجسم من الأكسجين.
- الحالات الصحية الأخرى: تتضمن الحالات الصّحية الأخرى الأقلّ شيوعًا التي يُمكن أن تُسبب تراكم الماء على الرئة ما يأتي:
- النوبة القلبية، أو أمراض القلب الأخرى.
- ضغف صمامات القلب أو تلفها.
- ارتفاع ضغط الدم المفاجئ.
- الالتهاب الرئوي.
- الفشل الكلوي.
- تلف الرئة الناجم عن العدوى الشديدة.
- تعفن الدم الناجم عن العدوى.
- العوامل البيئية: يمكن لبعض العوامل البيئية المحيطة بالشخص أن تضع ضغطًا إضافيًا على القلب والرئتين، وتتسبب بتراكم الماء على الرئة، وهذه العوامل الخارجية هي:
- الصعود على المرتفعات.
- تعاطي المخدرات أو جرعة زائدة من المخدرات.
- تلف الرئة الناجم عن استنشاق السموم.
- صدمة أو ضربة مباشرة شديدة على الرئة.
- التعرّض للغرق.
أعراض الماء على الرئة
إنّ أكثر أعراض تراكم الماء على الرئة شيوعًا هي ضيق التنفس، وقد يكون هذا العرَض تدريجي، إذا كان تراكم الماء على الرئة بطيء، وقد تتضمّن الأعراض الشّائعة الأخرى الإعياء جرّاء القيام بأي نشاطٍ بسيط، وحدوث ضيق التنفس بسرعة أكبر من المعتاد مع النشاط المعتاد، والتنفس السريع، والدوخة، أو الضعف العام في الجسم، وقد يُلاحظ انخفاض مستوى الأكسجين في الدم لدى المرضى الذين يعانون من تراكم الماء على الرئة، عند فحص الرئتين بسماعة الطبيب، قد يستمع الطبيب لأصوات الرئة غير الطّبيعية الخشخشة؛ أيّ ظهور أصوات فقاعات قصيرة متقطعة تتوافق مع حركة السوائل في الحويصلات الهوائية أثناء التنفس[٣].
ويجدر مراجعة الطبيب فورًا في حال كان الصاب يُواجه أيًا من الأعراض الآتية[٢]:
- عدم القدرة على التنفس.
- القلق وعدم الراحة.
- السعال المصحوب بمخاط ورديّ اللون.
- ألم في الصدر.
- تسارع وعدم انتظام في ضربات القلب.
- شحوب لون البشرة.
- التعرق الشديد.
فقد تكون هذه أعراض الوذمة الرئوية الحادة، التي تتطور فجأة، وتُؤدي بحياة المصاب في حال لم تُعالج بسرعة.
تشخيص الماء على الرئة
يبحث الطبيب عن وجود السوائل في الرئتين لتشخيص تراكم الماء على الرئة، أو الأعراض النّاجمة عن وجوده، فسيقوم بإجراء الفحص البدني الأساسي والاستماع إلى صوت الرئتين من خلال سماعة الطبيب، كما سيفحص ما يأتي[١]:
- زيادة معدل ضربات القلب.
- سرعة التنفس.
- ظهور صوت طقطقة في الرئتين.
- ملاحظة أيّ أصواتٍ غير طبيعية للقلب.
وسيفحص الطبيب أيضًا العنق لملاحظة تراكم السوائل والساقين والبطن والتورّم في هذه المناطق، وإذا ما كانت البشرة شاحبة أو زرقاء اللون، بالإضافة إلى التحاليل الآتية[١]:
- تعداد الدم الكامل.
- الإيكو؛ وهو موجات فوق الصّوتية، للتحقق من نشاط القلب غير الطبيعي.
- تصوير الصدر بالأشعّة السينية لملاحظة وجود السوائل.
- تحاليل الدم للتحقق من مستويات الأوكسجين.
- مخطط كهربية القلب (ECG) لفحص إيقاع القلب أو وجود علامات نوبة قلبية.
علاج الماء على الرئة
يعدّ تراكم الماء على الرئة حالةً خطيرة تتطلب علاجًا سريعًا، والأكسجين هو دائمًا الحلّ الأول من العلاج، وقد يقوم فريق الرعاية الصحية بدعم المصاب وتقديم الأكسجين بنسبة 100% من خلال قناع الأكسجين أو قناع الضغط الموجب، بعد ذلك سيبدأ الطبيب في تشخيص سبب تراكم الماء على الرئة، ويصف العلاج المناسب للحالة، وبالاعتماد على حالة المصاب الصّحية العامّة، وسبب تراكم الماء على الرئة، قد يعطي الطبيب أيضًا[١]:
- مدرات البول: تُساعد هذه الأدوية في تقليل الضّغط النّاتج عن دخول السائل إلى القلب والرئتين، بزيادة التبول وتخليص الجسم من فائض السوائل.
- أدوية القلب: تتحكم هذه النّبضات، وتُقلل من ارتفاع ضغط الدم، وتُخفف الضغط في الشرايين والأوردة.
- المورفين: يستخدم هذا المخدر لتخفيف القلق وضيق التنفس، لكنّ عددًا قليلاً من الأطباء يستخدمون المورفين، بسبب المخاطر التي يتسبب بها، وفي الحالات الشّديدة قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من تراكم الماء على الرئة إلى العناية المركزة.
الوقاية من الماء على الرئة
يمكن التقليل من تراكم الماء على الرئة التي تسببها الارتفاعات العالية بالصّعود التّدريجي، وتناول الأدوية قبل السفر، وتجنّب الجهد الزّائد أثناء الصعود إلى ارتفاعاتٍ عالية، كما يجب على المصابين الذين يعانون من زيادة خطر الإصابة بتراكم الماء على الرئة، اتباع نصائح الطبيب، للحفاظ على حالتهم الصّحية تحت السّيطرة، فإذا كان قصور القلب الاحتقاني المشكلة التي تُؤدي إلى تراكم الماء على الرئة، فإنّ اتباع نظامٍ غذائي صحي متوازن، والحفاظ على وزنٍ صحي، يُمكن أن يساعد في تقليل خطر حدوث حالات تراكم الماء على الرئة في المستقبل، كما أنّ ممارسة التّمارين الرّياضية بانتظام يُحسّن من صحة القلب، بالإضافة إلى ما يأتي من نصائح[٢]:
- الحدّ من تناول الملح: فالملح الزائد يُمكن أن يُؤدي إلى احتباس الماء، فيزيد من الجهد المطلوب من القلب.
- خفض مستويات الكوليسترول في الدم: يمكن أن يؤدي ارتفاع الكوليسترول في الدم إلى وجود رواسب دهنية في الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسّكتات الدماغية، وبالتالي تراكم الماء على الرئة.
- الإقلاع عن التدخين: يزيد التبغ من خطر الإصابة بعدد من الأمراض، بما في ذلك؛ أمراض القلب، وأمراض الرئة، ومشكلات الدورة الدموية.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "What Is Pulmonary Edema?", healthline, Retrieved 24-01-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "What is pulmonary edema?", medicalnewstoday, Retrieved 27-01-2020. Edited.
- ↑ "Pulmonary Edema", medicinenet, Retrieved 27-01-2020. Edited.