محتويات
اختيار المهنة المستقبلية
كثيرة هي الأمور المهمة في حياة الإنسان، منها الصحة والأسرة والعمل، وغالبًا ما تُصنّف هذه الأمور على أنها أهم الأمور التي يجب أن تتوفر لحياة كريمة، والعمل لا يمكن أن يكون عشوائيًّا، بل يجب أن يتم اختياره بقرارٍ مدروسٍ من جهات كثيرة، ولهذا على الشخص أن يبدأ بالتخطيط لمهنته المستقبلية في سنٍ صغيرة، ويمكن اتباع مجموعة من الخطوات المهمة التي قد تساعد على اختيار المهنة المستقبلية[١]:
- عمل تقييم ذاتي، من خلال دراسة الإمكانيات والقدرات ونقاط القوة ونقاط الضعف.
- تحديد الأمور والأشياء التي يجب أن تكون موجودة أو يجب الحصول عليها.
- وضع قائمة بأهم الوظائف المقترحة، والمراد البحث فيها وعنها لتحديد الأكثر ملائمة منها.
- البدء بالبحث عن الوظائف في المواقع المتخصصة والصحف، ومقابلة أصحاب العمل.
- الحصول على التدريب المناسب للمهنة المراد الالتحاق بها.
- الاستمرار في النمو والتطور من خلال التعلم والقراءة والبحث.
اختيار المسار الوظيفي يحتاج إلى الوقت الطويل، ربما يأخد شهورًا وربما سنواتٍ، مع العلم أنه حتى عند اختيار الوظيفة والتعلم والتطور فيها، تبقى الأبواب مفتوحة من أجل البحث في مجال ومسار وظيفي جديد.
من المهم تحديد المكان الوظيفي أو البيئة الوظيفية التي يشعر الشخص بأنه سيرتاح فيها وستكون ملائمة لظروف حياته، والتي سيشعر فيها بالمتعة، ومن أجل هذا تتوفر مجموعة من الأسئلة التي يجب الإجابة عنها للتحقق من هذا الأمر، منها السؤال عن القيم الرئيسية والضرورية في الحياة، هل هي الاستقرار المالي، أم مساعدة الآخرين، أم الاستقلالية، ثم السؤال عن المهارات الحياتية المتوافرة مثل إدارة الوقت، أو الإدارة أو التواصل وغيرها، والسؤال أيضًا عن المهارات التقنية مثل إتقان الكمبيوتر أو قيادة السيارة والسؤال عن الشخصية والاهتمامات، بالإجابة عن كل هذه الأسئلة يقطع الشخص شوطًا كبيرًا في طريقه لمعرفة مهنته المستقبلية، التي ستكون مصدر الدخل الدائم له طوال حياته في الغالب إن لم يقرر في منتصف الطريق تغييرها[١].
ساعدي أطفالكِ على اختيار مهنتهم المستقبلية في هذا العمر
السعي نحو جعل الأطفال أكثر قدرة على تقرير مهنتهم المستقبلية أمرٌ جيدٌ جدًّا، ويجعل الطفل أكثر ثقة بنفسه و بقراراته، ولعل أهم وجه من أوجه هذا الأمر إشراك التعليم المهني في التعليم الأكاديمي، ليصبح جزءًا من التعليم في المدارس، ليستطيع لأطفال في سن صغيرة تحديد ميولهم المهنية، سواء أكانوا ذكورًا أم إناثًا.
سمح التعليم المهني للأطفال بالعمل في المرحلة الابتدائية دون التأثير على مستقبلهم الدراسي، أو زجّهم في مهن غير مناسبة، وهذا الأمر من شأنه أن يحسن نظرة هؤلاء الطلاب للمدرسة، والتي لم تقف حاجزًا لعملهم بالأشياء التي يحبونها، وكذلك خلقوا طريقة تفكير غير نمطية في العمل والمهن في المجتمع، ويمكن التعامل مع هذه المرحلة على أنها مرحلة استكشافية لتجريب أكثر من مهنة، واتخاذ القرار فيما بعد ذلك.
الأطفال في سن مبكرة تبدأ أحلامهم وتطلعاتهم تدفعهم إلى التفكير في مهنتهم المستقبلية، حتى قبل مدة طويلة من التحاقهم بسوق العمل، وقد وجد علماء النفس الأمريكيون وعلى رأسهم أشتون تريس وكيميرلي راش أن الأطفال في سن الرابعة تكون ميولهم المهنية متأثرة بنوع جنسهم، أي إن الأولاد يميلون نحو الوظائف المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالرجال، مثل وظائف الأمن والحراسة والشرطة وغيرها، أما الفتيات فيملن إلى الوظائف الملتصقة التصاقًا وثيقًا بالمرأة مثل التدريس أو المهن التجميلية وتصميم الأزياء وغيرها، وقد وجدت الأبحاث أن معظم الأطفال في السابعة من العمر لديهم تطلعات "واقعية" بدلًا من "الخيال"، ووجدوا أيضًا أن لهذه الطموحات علاقةً بتحصيلهم الدراسي.
فيما يتعلق بالسن التي يجب أن يبدأ فيها التعليم المهني الأساسي، وُجِد أنَّ سن 9 سنوات يتناسب جيدًا مع المنهج الأساسي في التعليم المهني، وأن الأطفال في هذه المرحلة قادرون على تذكر ما تعلموه حتى بعد مرور وقت طويل على ذلك، وترى بعض الأبحاث أن الأطفال في سن السابعة وما فوق قادرون على ممارسة العمل المهني وتحديد ميولهم في هذا المجال، ولكن هذا الأمر لا يكون بطريقة مباشرة أو بالتدريس الأكاديمي المخصص، ولكنه يتم من خلال برامج مختلفة تُعقَد فيها ورشات للأطفال في هذه السن بعنوان، "ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر"، "بماذا تحلم"، وبذلك يتم عمل عصف ذهني للطفل للتفكير فيما يناسبه وما يحب من وظائف ومهن[٢].
أنشطة تساعد أطفالكِ على اختيار مهنتهم المستقبلية
توعية الأطفال والمراهقين للمهن يمكن أن تساعدهم على فهم الطريق الذي يجب عليهم السير فيه خلال التعليم الأكاديمي، فتوجد الكثير من المهن الجذابة التي يمكن أن تلفت النظر وتشغل التفكير، مثل مصممي ألعاب الفيديو، أو الممثلين، أو مدبلجي أفلام الكرتون، وغيرها الكثير من المهن التي تجذب الأطفال وحتى المراهقين، ولكن هذا ليس كافيًا لتحديد الميول والأهداف التي ستضع الطفل على الطريق الصحيح، ويمكن الاستعانة ببعض الأنشطة التي يمكن للطفل ممارستها لمساعدته على الاختيار ومنها ما يلي[٣]:
الأنشطة الصفية
في مثل هذه الأنشطة توزّع أوراق عمل وأسئلة متنوعة في مجملها اختيار من متعدد في مجالات الطب والعلوم والفن والهندسة والرياضيات وغيرها، ومن خلال هذه الأسئلة يمكن تحديد ميول الطالب وتوعيته إليها عبر جرد الأجوبة، ثم عمل أنشطة صفية متعلقة بتلك المهن، وتوزيع الطلاب عليها بناءً على اختباراتهم، وإرشادهم إلى كتب ومواقع وفيديوهات يمكن أن يتابعوها وترشدهم إلى هذا الأمر.
اليوم الوظيفيّ
وهو يومٌ بسيط يمكن إقامته خلال العام الدراسي، إذ يأتي بعض المختصين في بعض المجالات الوظيفية للتحدث عن وظائفهم، وبهذا يطلع الطلاب على كل الوظائف المتاحة، ويمكنهم أيضًا طرح كل الأسئلة التي يمكن أن تخطر في بالهم عن الأعمال والوظائف التي طُرِحت أمامهم، كما توزّع في هذا اليوم الوظيفي المنشورات الخاصة لتعريف الطلاب أكثر بالمهن، ويمكن التوسع لإقامة الفعاليات في الجمعيات والنوادي بدلًا من الاكتفاء بإقامتها داخل حدود المدرسة فقط.
معارض الوظائف
وفي هذا المعرض تُعرض الوظائف المختلفة، وتُدعى بعض الجهات الرسمية لتمثيلها، وتعرض بعض المشاهد التمثيلية لتمثيل الوظائف المختلفة، ويمثل هذه المشاهد أشخاص محترفون لهذه المهن أصلًا، وتوفّر أيضًا أنشطة عملية وعروض بصرية جذابة تركز على الجوانب الواقعية للمهن، مثل منح الطلاب راتبًا مقابل وظيفة، ثم خصم نفقات المعيشة، ليشعر الطالب كما لو كان موظفًا حقيقيًّا.
الظل الوظيفيّ
يشبه هذا الأمر الالتحاق بالوظيفة حقيقةً، ولكنه ليس كذلك، فالطالب يلتحق بمكان العمل ويمارس طقوسه ويلتزم مع الموظفين بكل شيء دون أن يكون موظفًا معهم ولكن ليعيش الأجواء كاملة، ويقرر إذا ما كانت الوظيفة تناسبه أم لا.
المراجع
- ^ أ ب "Guide: How to Choose a Career", indeed, Retrieved 18-07-2020. Edited.
- ↑ "Explainer: when should children start to think about their careers?", theconversation, Retrieved 18-07-2020. Edited.
- ↑ "Career Choosing Activities for Youth", work.chron, Retrieved 18-07-2020. Edited.