هل لسم العقرب أي فوائد طبية؟

هل لسم العقرب أي فوائد طبية؟

يحتوي سم العقرب على مواد سامة للأعصاب وهذه السموم العصبية هي مكونات سم العقرب الرئيسية، وقد تسبب تلك السموم مضاعفات صحية خطيرة أو موت المصاب بلدغة العقرب، ولكن في الوقت ذاته قد يضمّ هذا السم فوائد طبية وعلاجية متعددة يدرسها المتخصصون، مع أنه لم يُصنّع أيّ عقار طبي حتى الآن من سم العقرب، ولكن من أبرز تلك الفوائد المحتملة ما يلي^[١]:

مضادّ للبكتيريا

يحتوي سم العقرب على مركبات ببتيدية أو بروتينية مضادة للميكروبات ومنها البكتيريا، وقد تفيد هذه المواد في محاربة الآفات الزراعية وحماية المحاصيل، إذ في دراسة نُشرت عام 2017 في مجلة Toxins (Basel)، أجريت على محاصيل زراعية لنبات البازلاء لدراسة تأثير هذه المركبات الحيوية على المنّ أو الآفة الزراعية الشديدة التي تصيب هذه المحاصيل، وقد وُجد أنّ هذه المركبات أخَّرت تكاثر الآفات وقلّلت أعدادها وقلّلت مدة بقائها على النبات^[٢].

كما تبين أنّ تلك المركبات لها تأثير مبيد واسع الطيف للبكتيريا الموجبة والسالبة الجرام، ومن أبرز تطبيقات هذه المواد الطبية تأثيرها في عدوى السلّ المقاوِمة للأدوية، وتُعدّ المركبات المستخرجة من سم العقرب مضادات حيوية آمنة؛ إذ تستهدف البكتيريا والميكروبات دون التسبب بأعراض جانبية أو إضرار أي خلايا سليمة، ولكنّ سم العقرب بصيغته الطبيعية يُعدّ سامَّا للخلايا الطبيعية في جسم الإنسان، ولا يمكن الاستفادة منه طبيًا بسبب ذلك إلا إذا فُصِلت مكوناته ونُقيّت مخبريًا^[٢].

مضادّ للفطريات

تؤدي العدوى الفطرية الضعيفة، مثل عدوى المبيضات البيضاء أو الكانديدا، والرشاشيات، والمستخفيات، والمتكيسات الرئوية إلى إلحاق أضرارٍ بالغةٍ بالأشخاص المصابين بنقص المناعة، مثل مصابي الإيدز أو مصابي الأمراض المزمنة أو الأمراض الخطيرة التي تضرّ بالمناعة، إذ تُسمّى هذه الفطريات بالانتهازية التي تستغل حالة ضعف المناعة وتسبب أضرارًا قد تكون قاتلة، وهي في الحالة الطبيعية عدوى ضعيفة، وقد تبيّن أنّ عدوى المبيضات أو الكانديدا مقاوِمة للأدوية في معظم الحالات ولا تستجيب للعلاج.

وفي هذا السياق اكتشف العلماء مركبات في سم بعض أنواع العقارب له مفعولٌ مضادٌّ لهذا النوع من الفطريات مع سمية منخفضة ضد كريات الدم الحمراء البشرية السليمة، كما تمتاز تلك المركبات بشمولها مجموعة واسعة من الطفيليات ومسببات الأمراض، ممّا يجعلها علاجًا واعدًا لعددٍ كبيرٍ من الأمراض في المستقبل.

مضادّ للفيروسات

اكتشف الباحثون أنّ سم العقارب مختلف في تأثيره في الفيروسات بحسب نوع العقرب الذي تم استخلاصه منه، فبعض سموم العقارب تؤثر على نوعٍ معينٍ من الفيروسات، بينما تمتلك بعضها تأثيرًا في مجموعة أخرى من الفيروسات، ومن أبرز تلك الفيروسات: فيروس الحصبة، وفيروس كورونا، وفيروسات الإنفلونزا، كما تمتلك تلك المركبات في سم العقرب خواص وقائية تقي من الإصابة بتلك الفيروسات، وهو علاجٌ واعد لا زال قيد الدراسة.

مضادّ للطفيليات

ثَبَت أنّ سم العقرب له تأثيرات مثبِّطة ضد عددٍ من الطفيليات، مثل الطفيليات المسببة للملاريا، والدودة الشريطية، وداء الكيسات المذنبة، ومرض النوم الإفريقي، ومرض شاغاس أو داء المثقبيات الأمريكي الناتج عن طفيليات البروتوزوان، وطفيليات اللشمانيا، لكنّ جميع هذه التأثيرات تمّت دراستها مخبريًا ولا تزال بحاجةٍ إلى دراستها على البشر.

خافض لضغط الدم

يحتوي سم العقرب على مركبات ببتيدية محفِّزة لمادة البراديكينين الموسعة للأوعية الدموية والخافضة لضغط الدم، وقد استُخدِمت مواد مشابهة مُحفّزة لهذه المادة مستخلصة من سم الأفاعي، لكن لازال سم العقارب قيد الدراسة.

مثبِّط للمناعة

يمكن اشتقاق عقاقير علاجية جديدة مثبطة للمناعة من سموم العقرب، ويمكن تحسينها فيما يتعلّق بالهيكل والوظيفة، ممّا قد يسهِّل الاستخدام المستقبلي لهذه العقاقير لتثبيط المناعة للمرضى الذين يحتاجون لذلك مثل مرضى زراعة الأعضاء.

مخدِّر أو مسكِّن

قد تُستخلص بعض المواد المسكنة للألم من سم العقرب، وفي هذا المجال يحتوي سم العقرب على الكثير من المواد التي يمكن استخدامها لهذا الغرض لما لها من تأثيرٍ سامٍ على جهاز الأعصاب، ولا تزال الكثير من مواده غير مستكشفة بعد، كما يجب إجراء تعديلات على تلك المواد حتى لا تكون سامة للأعصاب.

قد يكون مضادًّا للسرطان

تعمل المواد الموجودة في سم العقرب على إعاقة نمو وانتشار الخلايا السرطانية، كما تستطيع تلك المواد اختراق الخلايا السرطانية وتحفز موتها المبرمج، ومن أبرز السرطانات التي تمت دراستها مخبريًا سرطان الرحم، وسرطان الثدي، وسرطان القولون والمستقيم، والورم الدبقي، وسرطان البروستات، وسرطان الفم، وسرطان الجلد، لكن جميع هذه النتائج كانت إما في المختبر أو على الحيوانات، ولا تزال توجد حاجة لعمل دراسات بشرية لدراسة هذا التأثير.

قد يساعد في علاج أمراض الدماغ

يحتوي سم العقرب على مادة بروتينية قادرة على اختراق الحاجز بين الدم والدماغ، وقد صُنّعت هذه المادة مخبريًا، وكان تأثيرها مشابهًا للمادة الأصلية وقد وفرت هذه المادة الكثير من الجهد على العلماء في تصنيع أدوية قادرة على الوصول للدماغ لعلاج أمراضه^[٣].

ممّا يتكون سم العقرب؟

يتكوّن سم العقرب في معظمه من مركبات سامة لجهاز الأعصاب، ومعظم مكوناته هي بروتينية ببتيدية تنتمي لثلاث عائلات هي: الببتيدات التي تحتوي على عناصر ألفا المثبتة بالسيستين، والكالسين، والببتيدات غير الموصولة بالكبريتيد، كما يحتوي سم العقرب على ما يأتي^[١]:

• إنزيمات، وهي بروتينات كبيرة.
• مخاليط أملاح غير عضوية.
• أحماض أمينية حرة.
• نيوكليوتيدات.
• مجموعات الأمينات.
• الدهون.

كيف يُستخرج سم العقرب؟

يُستخرج أو يُحلب سم العقرب في موسم الأمطار تحديدًا؛ وذلك لأنّ العقارب تخرج في هذه المواسم بينما تدفن نفسها في مواسم الجفاف والبرد، ثم تُجمَع العقارب وتُعرّض ذيولها لنبضات كهربائية خفيفة لتحفيزها لإخراج السم، وعند خروج السم من العقرب وتعرُّضه للهواء فإنّ بعض أنواع السم تتحوّل إلى اللون البني بسبب احتوائه على الأكسجين، وبعضها يتحوّل إلى اللون الأزرق بسبب احتوائه على الكبريت، وعندما لا يتعرّض سم العقارب للهواء فإنّ لونه يبقى شفافًا^[٤]، وقد تمّت دراسة تركيب سم العقرب الكيميائي وتصنيع صيَغ في المختبر مشابهة له، وكانت لها تأثيرات مشابهة لتأثيرات السم الطبيعي^[٥].

المراجع

1. ^ ^{أ ب} Shirin Ahmadi, Julius M. Knerr, Lidia Argemi, others (12/5/2020), "Scorpion Venom: Detriments and Benefits", Biomedicines, Issue 5, Folder 8, Page 118. Edited.
2. ^ ^{أ ب} Karen Luna-Ramirez , Marisa Skaljac , Jens Grotmann , Phillipp Kirfel , Andreas Vilcinskas (24/8/2017), "Orally Delivered Scorpion Antimicrobial Peptides Exhibit Activity against Pea Aphid (Acyrthosiphon pisum) and Its Bacterial Symbionts", Toxins (Basel), Issue 9, Folder 9, Page 261. Edited.
3. ↑ "Scorpion venom could hold the key to breaching the blood-brain barrier", pharmaceutical-technology, 22/11/2018, Retrieved 26/3/2021. Edited.
4. ↑ KER THAN (10/6/2019), "Stanford researchers synthesize healing compounds in scorpion venom", stanford, Retrieved 26/3/2021. Edited.
5. ↑ Fotini Sisois (25/11/2019), "Health benefits of scorpion venom", ufhealth, Retrieved 26/3/2021. Edited.