دعاء ولادة طفل

دعاء ولادة طفل

دعاء ولادة طفل

ينبغي على المرء ألّا ينسى شُكرَ الله -عز وجل- على نعمة رزقه للمولود الجديد، فيحمده لما منَّ عليه بفضله وأنه أرسل له هذه الهبة التي حُرِمَ منها الكثير من الناس، فالشكر يُعَدُُّ سببًا لزيادة الرزق والبركة فيه، ويستحبُ التهنئة بالمولود كانَ ذكرًا أم أنثى، لأنّ التهنئة بالأصل تكون عادةً لتجدُدِ النعم، ولم ترد أدعيةٌ شرعيةٌ يُدعى بها، أو أي نصوص يُهنأ بها، ولكن أي قول يقصد به الدعاء بالخير والبركة للمولود فهو جائز، وقد اشتهرت العديد من الأدعية عن السلف -رحمهم الله- كقول الحسن البصري: (بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرتَ الواهبَ، ورُزقتَ بِرَّه، وبَلَغَ أشُدَّه)، ودعاء أيوب السختياتي: (بارك الله لك فيه، وجعله مباركًا على أمّة محمّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم)[١].


الهدي النبوي عند قدوم المولود

إنَّ الاحتفال بقدوم المولود الجديد شعورٌ دافئ للغاية، فهذه النعمة تستحق الاحتفاء بها، ولهذه الاحتفالات آداب عدة ورَدت من السنة النبوية، فالأولاد ذكورًا كانوا أم إناثًا هم هبة وهدية من الله عز وجل، وهم زينة الحياة وبهجة النفوس في الحياة الدنيا، وسيُسأل الآباء عن هذه الأمانات يوم القيامة، فعلى الأبوين أن يعتنوا بهم، ويعطوهم كافة حقوقهم، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها) [٢]، وسنطرح فيما يلي أهم الآداب والأحكام الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في استقباله للمولود الجديد[٣]:

  1. الأذان في الأذن اليمنى للمولود، فقد برز اهتمام النبي -عليه الصلاة والسلام- وحرصه في تنشئة الأبناء على عقيدة التوحيد، فأمر الوالدين بالأذان في الأذن اليمنى للمولود ليكون أول ما يسمعه الطفل هي كلمات التوحيد، وقد قال ابن القيم بشأن هذا الأمر والحكمة منه: (وسر التأذين ـ والله أعلم ـ: أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، فكان ذلك كالتلقين له شعار الإسلام عند دخوله إلى الدنيا، كما يلقن كلمة التوحيد عند خروجه منها).
  2. تحنيك المولود والدعاء له والتهنئة بقدومه، والمقصود بالتحنيك هو مضغ الشيء، ثم وضعه في فم الطفل، فعن عائشة -رضي الله عنها أنها قالت: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كانَ يُؤْتَى بالصِّبْيَانِ فيُبَرِّكُ عليهم وَيُحَنِّكُهُمْ) [٤]، ويستحب أن يُدعى لحفظ المولود والبركة فيه، والتهنئة بقدوم هذه النعمة.
  3. العقيقة وحلق الشعر والتسمية، والعقيقة هي ما تُذبح عند قدوم المولود، وهي للتعبير عن الفرح والحمدُ لله على نعمه، وقد وردت كسنة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد وردَ عنه أنه قال:(من ولدَ لَه ولدٌ فأحبَّ أن ينسُكَ عنهُ فلينسُكْ عنِ الغُلامِ شاتانِ مُكافئتانِ وعنِ الجاريةِ شاةٌ)[٥]، ومن سنة النبي -عليه الصلاة والسلام حلق رأس المولود بعد مُضي 6 أيام من ولادته فيحلق رأسه في اليوم السابع، وقد أوصى بتسميته بأحسن وأجمل الأسماء.
  4. الختان، فالختان له فوائد صحية عدة، وهو أمرٌ فطري يجب أن يتبع، فعن عبدالله بن عمر-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الفِطْرَةُ خَمْسٌ، أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ) [٦].


أحكام اختيار اسم المولود

مما لا شكَ فيه أن تسمية المولود أمرٌ هامٌ للغاية، لذا يجب أن يحرص الوالدان على تسمية مولودهما باسمٍ يدلّ على أنه من أهل الدين، وأن يُنتقى تبعًا لطبائع مجتمعهم فيما يدل عليه الاسم وإلى ما يُقصدُ في معناه، وبالرغم من أنّ الأصل في التسمية الإباحة والإجازة؛ إلا أن هنالك بعض المحاذير التي يجب تجنبها عند تسمية المولود، وسنذكر فيما يلي بعضًا منها[٧]:

  1. يذمّ تسمية المولود بأي اسم يدل على حيوان؛ فلا يجوز تسميته بالقرد مثلًا أو الكلب، فهذه أسماء تحمل صفات بشعة.
  2. يُمنع التسمية بأسماء الأصنام أو الضلال المعبودة سابقًا دون الله؛ كالتسمية باسم الشيطان أو أيٍّ من أسمائه الأخرى.
  3. يُحذّر على الوالدين من تسمية الأسماء التي تحمل معنًا شهوانيًا أو جنسيًا أو أوصافًا مخلة، خاصةً في تسمية المواليدالإناث.
  4. يُحرّم تسمية المولود بما يدل على إثم أو معصية؛ كالسارق أو الظالم، والتسمية بأسماء الفراعنة؛ كفرعون وقارون وهامان.
  5. يُحظر تسمية المولود بأسماء الكفار المرتبطة بهم، والتي تدل عليهم بين الآخرين؛ مثل: عبد المسيح، بطرس، جرجس، وغيرها من الأسماء الخاصة بملة الكفر.
  6. يُكرَه التسمية بأسماء المغنيين أو الممثلين والممثلات، ولكن إن كانو يحملون أسماءً حسنةً فلا بأس، ولكن لا يكون القصد تشبهًا بهم أو تمنيًا للمولود بأن يصبح مثلهم مستقبلًا.
  7. يُكرَه التسمية بالأسماء الدالة على العبودية لغير الله؛ كعبد الرسول، وعبد النبي ، وعبد الأمير وغيرها، ممّا تفيد معنى العبودية لغير الله سبحانه.
  8. تجنّب التسمية بالقبيح من الأسماء أو ذات المعنى السفيه والذي يثير للسخرية، فهذا خلاف لوصية النبي -صلى الله عليه وسلم- بتحسين الأسماء، فلا يسمى مثلًا حرب أو هيام، فهذا مثلًا يدل على مرض يصيب الإبل.
  9. يُحرّم التسمية بأسماء الله -عز وجل- الخاصة به ، أوالتسمية بصفاته سبحانه؛ كتسمية المولود بالخالق أو الرازق، أو الرب أو القاهر، فقد قال -جل وعلا-: {رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ۚ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [٨].


مراتب الأسماء

تتنوّع الأسامي وتكثر باختلاف معانيها وصفاتها، فمنها الجميل ومنها ما هو الأجمل، وأفضلها ما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته بتسمية أبنائهم بها، وقد ذكرها النبي بحسب الأفضلية كما يلي[٧]:

  1. المرتبة الأولى، أفضل الأسماء اسميّ عبد الرحمن وعبد الله، فقد وردَ عن عبد الله بن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن) [٩].
  2. المرتبة الثانية، في هذه المرتبة باقي الأسماء التي تبدأ بعبد، مثل عبد الكريم، وعبد الرزاق، وعبد الرحيم، وعبد الحليم، وعبد الإله، وغيرها من الأسماء المعبدة لله سبحانه.
  3. المرتبة الثالثة، يندرج في هذه المرتبة أسماء الرسل والأنبياء؛ وأفضلها اسم نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن أسمائه أيضًا اسم أحمد، ثم أسماء أولوا العزم من الرسل، مثل عيسى وموسى وإبراهيم وونوح -عليهم الصلاة والسلام-، وبعد ذلك سائر الأنبياء والمرسلين عليهم السلام.
  4. المرتبة الرابعة، التسمية بأسماء الصالحين والصحابة؛ وذلك تأسيًا بهم وبصفاتهم الخُلقية العظيمة.
  5. المرتبة الخامسة، أيُّ اسمٍ يحمل في معناه الطيّب والرونق .


المراجع

  1. "مُخْتَصَرٌ فِي أَحْكَامِ المَوْلُود"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-30. بتصرّف.
  2. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:893، صحيح.
  3. "المولود في السنة النبوية"، اسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-31. بتصرّف.
  4. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2147، صحيح.
  5. رواه الألباني ، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:2842، صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5889، صحيح.
  7. ^ أ ب "آداب تسمية الأبناء"، الاسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-31. بتصرّف.
  8. سورة مريم، آية:65
  9. رواه الألباني ، في صحيح أبي داود ، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4949، صحيح.

فيديو ذو صلة :