كيف يتكون الحليب في ثدي الام

كيف يتكون الحليب في ثدي الام

متى يبدأ حليب الأم بالتكوّن؟

قد يبدأ تصنيع الحليب في جسدكِ خلال الأشهر أو الأسابيع التي تسبق ولادتكِ، ومن العلامات الدّالة على حدوث ذلك شعوركِ بثقل وامتلاء في الصّدر، ومن الممكن أن تشعري بألم أيضًا، ويبدأ الصّدر بتصنيع حليب الّلبأ خلال الثلث الثاني من الحمل، وهو أول حليب يُصنع لطفلكِ في جسمكِ[١].


كيف يتكون الحليب في ثدي الأم؟

سنتحدث في هذه الفقرة عزيزتي عن كيفيّة تصنيع الحليب في الثدي، وعند فهمكِ للآليّة التي يُصنَع بها سيتوضّح لكِ لماذا يقوم الأطفال بالرّضاعة بشكل متكرّر، إذ إنّ هنالك هرمونات في جسدكِ تتغيّر بعد الولادة، وهي المسؤولة عن تصنيع الحليب لديكِ، وبعد بلوغ طفلكِ أسبوع أو أسبوعين من العمر تصبح قدرة تصنيع الحليب وامتلاء الثّديين به أو إفراغهم منه تعتمد على طفلكِ فهو يلعب دورًا مهمًّا في هذه العمليّة، ويُصنّع الحليب في الثدي على عدّة مراحل، وهي كما يأتي[٢]:

  • قبل الولادة: عندما تكونين في مرحلة الحمل وبعد الولادة مباشرةً يقوم الثّدي بتصنيع حليب الّلبا أو كما يُعرَف بالإنجليزية باسم (colostrum)، وهو ذو لونٍ أصفرٍ داكن أو برتقالي، ولذلك يطلق عليه الناس السّائل الذهبي، وهو حليب سميك، ولكنّه قليل الكمية، إذ إنّه من الضروري أن تتذكرّي بأنّ معدة طفلكِ صغيرة جدًا، وبالتالي لا تحتاج كمّيات كبيرة من الحليب لتمتلئ، وعند حاجة طفلكِ للمزيد من الحليب، يقوم جسمكِ بالإستجابة للإشارات المرسلة من الثّدي بهدف تصنيع المزيد من الحليب.
  • بعد الولادة: بعد ولادتكِ للطفل وخروج المشيمة يحدث انخفاض في نسب هرمونات الحمل، ممّا يساهم في بدء عمل هرمون البرولاكتين، وهو الهرمون المُصنّع للحليب، يقوم البرولاكتين بإرسال إشارات للثّدي وتنبيهه بأنّه الوقت المناسب لبدء تصنيع كمّيات كبيرة من الحليب، فيما بعد تبدئين بالشعور بتأثير البرولاكتين عندما يملأ الحليب الثّدي أو عندما يصبح داخل الثدي، ويحدث ذلك أيضًا عند بلوغ طفلكِ من العمر ما بين 3 إلى 5 أيام، ويزداد صنع الحليب في هذه الفترة لديكِ حتى وإن كان طفلكِ لا يرضع بشكل جيّد أو كافٍ، ولكنّ الرّضاعة المُتكرّرة قد تُسّرع عملية تصنيع الحليب لديكِ، وتعتمد نسبة تصنيع الحليب كذلك على الكمّية التي أزيلت منه من الثّدي أي كلّما زادت كميّة الحليب التي يرضعها طفلكِ من الثّدي، كلّما زاد تصنيعه والعكس صحيح، إذ كلّما قلّت كمّية الحليب المستهلكة، كلّما قلت نسبة تصنيع الحليب، وعند ضغط طفلكِ على الثّدي بفمه لشرب الحليب يستجيب الجسم لذلك عبر إرسال إشارات لإفراز هرمون الأوكسيتوسين، ممّا يساهم في إفراز كمّيات كبيرة من الحليب.


تعرّفي على مكونات حليب الأم

يتكوّن حليبكِ الطبيعي عزيزتي من مكوّنات عديدة تنقسم إلى مكوّنات أساسيّة ودقيقة، وهي كما يأتي[٣]:

المكوّنات الأساسية لحليب الأم

  • الماء: يتكوّن حليب الأم من الماء بنسبة 90%، ويعتمد جسم الإنسان عامّةً على الماء للقيام بوظائفه على أكمل وجه، فهو يقوم بترطيب بشرة وجهكِ، ويساعد في تنظيم حرارة جسمكِ، وتزييت مفاصلكِ أو انزلاقها، ويحمي العضلات كذلك، كما أنّ حليب الأم يحتوي لوحده على الكمّية الكاملة من الماء التي يحتاجها الأطفال الرضع للعيش.
  • الكربوهيدرات: تُعدّ الكربوهيدرات مصدر طاقة للعقل، والنّوع الأساسي منها الذي يحتويه الحليب الطبيعي هو سكّر الحليب، والمعروف باسم اللاكتوز، فحليب الأم يحتوي على اللاكتوز بنسبة أكبر من حليب البقر، كما يحتوي حليب الأم على أنواع أخرى من الكربوهيدرات، مثل: السكريات قليلة التعدّد أو (oligosaccharides)، والتي تُعزّز البكتيريا النّافعة في أمعاء طفلكِ، وهي البكتيريا التي تقوم بحماية أمعائه وتساعد في محاربة الأمراض، مثل الإسهال.
  • الدّهون: يحتوي حليب الأم على نسبة 4% من الدّهون، إذ بالرغم من قلّة نسبتها في الحليب، ولكنّها تقوم بتزويد طفلكِ بأكثر من نصف السعرات الحرارية التي يتلقّاها منه، وتُعدّ الدّهون مصدرًا أساسيًّت للطاقة، والكوليسترول، والأحماض الدهنية الأساسية، وتُعدّ هذه العناصر مهمّة جدًا لاكتمال نمو عقل طفلكِ، ونمو جهازه العصبي، والرّؤية لديه، وتعود صّحة طفلكِ ووزنه الصحي للسعرات الحرارية الموجودة في الدهون التي يحتويها الحليب، فهو يحتوي طبيعيًّت على كل الدهون التي قد يحتاجها طفلكِ للنمو في الأشهر الـ6 الأولى من حياته.
  • البروتينات: تقوم البروتينات ببناء وتقوية وتصليح أنسجة جسم طفلكِ، كما أنّها تقوم بتصنيع الهرمونات، والإنزيمات، والأجسام المضادّة في جسدكِ وجسد طفلكِ، ويكون البروتين الموجود في حليب الأم سهل الهضم لدى الأطفال كما أنّ هذه البروتينات أساسيّة في كل مرحلة من مراحل الحياة ومهمّة للعيش.
  • المكوّنات النشطة بيولوجيًا: وهي مكوّنات لا يمكنكِ إيجادها في الحليب المُصنّع، مثل: الأجسام المضادّة الّتي تحارب الأمراض التي قد تصيب طفلكِ، ويُعدّ حليب الأم هو المطعوم الأول الّذي يحصل عليه الطفل، والسبّب هو احتواؤه على هذه الأجسام، فهي تحمي طفلكِ من البرد، والتهابات الأذن، والقيء، والإسهال، وغيرها من الأمراض، ومن المكوّنات الأخرى لحليب الأم الهرمونات، مثل: هرمون البرولاكتين، وهرمونات الغدة الدرقية، وهرمونات النمو، وآخر مكوّن هو الإنزيمات، وهي تقوم بمساعدة طفلكِ على الهضم عبر تكسير الدهون والبروتينات، ويقوم بعضها الآخر بتعزيز ودعم الجهاز المناعي لطفلكِ.

المكوّنات الدقيقة لحليب الأم

  • الفيتامينات: يحتوي حليب الأم على جميع الفيتامينات التي يحتاجها طفلكِ للحفاظ على صحّة جيدة خلال نموّه، فهي تمنع إصابته بأمراض سوء التغذية، كما أنها تعزّز صحّة العظام، والعينين، والجلد لديه.
  • المعادن: يحتوي حليب الأم على العديد من المعادن التي يحتاجها طفلكِ للنمو بطريقة صحية وقوية، مثل الزنك، والحديد، والكالسيوم، والصوديوم، والكلورايد، والمغنيسيوم، والسيلينيوم وغيرها.


فوائد حليب الأم للرضيع

يوفّر حليب الأم الغذاء المناسب للأطفال، فهو كما ذكرنا يحتوي على العديد من العناصر المفيدة، مثل الفيتامينات، والبروتينات، والدهون وغيرها من العناصر التي يحتاجها طفلكِ للنمو السليم، وتكون موجودةً بشكل يُسهّل إتمام عملية هضمه أكثر من الحليب الصناعي، وكما ذكرنا أيضًا بأنّ الحليب الطبيعي يحتوي على أجسام مضادّة تساعد في محاربة الفيروسات، والبكتيريا التي قد يتعرّض لها طفلكِ، ويُقلّل كذلك من خطر إصابة طفلكِ بالرّبو أو الحساسيّة، كما أنّ الأطفال الذين يتغذوّن على حليب الأم طوال الأشهر الـ6 الأولى من حياتهم بدون الحليب المُصّنع، يقلّ خطر تعرّضهم لالتهاب الأذن، وأمراض الرئتين، والإسهال، ويذهبون للمستشفيات والطبيب بشكل أقلّ مقارنةً بغيرهم[٤].


أسئلة تجيب عنها حياتكِ

إلى متى يستفيد الطفل من حليب الأم؟

يعتمد مقدار استفادة الطفل من حليب الأم على كمية الحليب الذي يتغذى عليه، فبعد سن السنة قد يستمر الطفل بشرب الحليب بشكل منتظم، وبالتالي يبقى حليب الأم هو مصدر المواد الغذائية للطفل، وقد يبدأ بعضهم الآخر بتناول الأطعمة الصّلبة والحصول على المواد الغذائية التي يحتاجونها منها، وبالتالي يحتاجون لكمية قليلة من حليب الأم[٥].

هل يؤثر الأكل على حليب الأم؟

نعم، إنّ تناول الأطعمة المختلفة خلال فترة الرضاعة قد يُغيّر طعم حليب الأم، وبالتالي يتعرّض الطفل إلى مذاقات مختلفة، ممّا يساعده على تقبّل الأطعمة الصّلبة بسهولة مع الوقت[٥].

هل يمكن خلط حليب الأم مع الحليب الصناعي؟

نعم، يمكن خلط الحليب الصناعي مع حليب الأم، إذ في حال أرادت الأم تزويد طفلها بحليبها والحليب الصناعي في آن واحد، يمكن لها خلطها معًا بشكل آمن داخل زجاجة رضاعة واحدة صغيرة[٦].



المراجع

  1. Anna Klepchukova,, "When Does Breast Milk Come in? What You Need to Know", flo, Retrieved 2020-11-09. Edited.
  2. "How Breastmilk is Made", stanfordchildrens, Retrieved 2020-11-10. Edited.
  3. Donna Murray (2020-08-10), "The Composition of Breast Milk", verywellfamily, Retrieved 2020-11-10. Edited.
  4. "Breastfeeding", webmd, Retrieved 2020-11-10. Edited.
  5. ^ أ ب "Infant and toddler health", mayoclinic, Retrieved 2020-11-10. Edited.
  6. Madonna Behen, "Combining Breastfeeding With Formula", parents, Retrieved 2020-11-10. Edited.

فيديو ذو صلة :